قمم الرياض …قلب للحقائق وخلط للأوراق: راسم عبيدات

0

القمم الثلاثة التي عقدت في الرياض (القمة السعودية – الأمريكية) و( القمة الخليجية – الأمريكية) و( القمة العربية الإسلامية – الأمريكية)،واضح بانها شكلت ربحاً صافياً لأمريكا واسرائيل ،فالشعار الذي رفعه ترامب في حملته الإنتخابية عن ان السعودية ،هي بقرة حلوب،وعليها ان تدفع ثمن حمايتها ،تحقق من خلال إستحلاب النظام السعودي بمئات المليارات من الدولارات عى شكل صفقات أسلحة ضخمة تشتريها السعودية من الأمريكان ومشاريع استثمارية أمريكية في السعودية واستثمارات سعودية واسعة في الإقتصاد والشركات والبنى التحتية الأمريكية،وليس هذا فحسب،بل تحقق شعار نتنياهو بإدانة عربية- إسلامية للنضال الوطني الفلسطيني،بوصف النضال الفلسطيني شكلاً من أشكال الإرهاب، حيث وصفت حماس الى جانب الحركات الإرهابية من القاعدة ومتفرعاتها من “داعش” و”النصرة” بأنها قوى إرهابية،وكذلك كان الهجوم والتوصيف اكثر حدة فيما يتعلق بحزب الله اللبناني، وهذه التوصيفات لم يعترض عليها أي من الزعماء العرب والمسلمين، على العكس من ذلك كانت تلك التصريحات والخطابات مثار ترحيب وموافقة هؤلاء الزعماء المستجلبين بمذكرات الجلب السعودية…..وزير خارجية السعودية في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون،قال بأن ايران أنشئت أكبر منظمة إرهابية في المنطقة ويقصد بذلك حزب الله اللبناني،وكذلك وصف ايران بأنها دولة إرهابية ،وهي احد أسباب عدم الإستقرار وتهديد الأمن في المنطقة بتهديداتها وتدخلاتها في العديد من دول المنطقة من العراق الى سوريا فلبنان وحتى اليمن،في حين لم يأت على ذكر اسرائيل على انها دولة معادية ومحتلة للأراضي الفلسطينية والعربية،وتمارس كل أشكال الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة،وهي جذر وأساس المشاكل في هذه المنطقة باهدافها العدوانية والتوسعية،وحتى في الكلمات التي ألقيت لم ينل الملف الفلسطيني سوى عبارات مبهمة وسريعة ،ولم يتم التطرق الى الخطر الجدي المحدق بالأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الإحتلال، ولذلك هذه القمم الثلاثة والنتائج المترتبة عليها سيكون لها تداعياتها الخطيرة في المنطقة،من حيث “صهرها” للوعي العربي والفلسطيني،عبر الخلط الكبير للأوراق، والتحوّل الخطير في النظر إلى جوهر التناقضات في المنطقة، وإلى أسباب الحروب، وتفشّي الإرهاب، والأزمات والمعانيات الناجمة عنها، والتي يقف في مقدمتها الدعم الأمريكي المتواصل وغير المحدود للكيان الصهيوني في إحتلاله لفلسطين وعدم الانصياع للشرعية الدولية وقراراتها، وفي السياسات العدوانية الأمريكية على شعوب الأمة العربية ومصالحها، وفي تأسيس الإدارة الأمريكية للإرهاب ورعايته في أكثر من بلد عربي وإسلامي منذ زمن طويل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار