رسالة الرئيس عباس للواء أكرم الرجوب لتصعيد المواجهة في مخيم بلاطة لاثبات قوة السلطة والأجهزة الأمنية على حساب الدم الفلسطيني ؟..

0

رسالة الرئيس عباس للواء أكرم الرجوب لتصعيد المواجهة في مخيم بلاطة لاثبات قوة السلطة والأجهزة الأمنية على حساب الدم الفلسطيني ؟..
نابلس – متابعة :

أرسل الرئيس محمود عباس الى محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب رسالة ، أكد فيها على أن الأمن أولوية مهما كانت التضحيات ، وأن الرسالة وصلته وهو في اجتماع أمني مع رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله ، وقادة الأجهزة الأمنية في المحافظة .
والرسالة التي وصلت اللواء الرجوب على شكل مكالمة هاتفية من الرئيس عباس المتواجد في العاصمة المصرية القاهرة ، إن دلت على شيء فتدل على أن المواجهة قد تكون دموية مع معارضيه ، حتى ولو كانوا من ابناء حركة فتح الذين عرضوا مطالبهم على السلطة الوطنية ، وتحملوا أياما طويلة في سجونها ، ودخلوا في مواجهة مع الاجهزة الأمنية من غير تخطيط مسبق .

و صارت الأشهر الماضية كابوساً يعيشها سكان مخيم بلاطة في محافظة نابلس ، لأنهم يعيشون ظروفاً قاسية من حيث الخدمات والبنى التحتية والظروف المأسوية التي يمرون بها ، ومع هذا اضيف اليهم تحويل المخيم الى ساحة قتال بين مسلحين مطلوبين لأجهزة أمن السلطة ، وبين هذه الأجهزة ، الأمر الذي أدى الى سقوط ضحايا ابرياء ومدنيين ، وهم في منازلهم ، مما استوجب رفع الصوت عالياً بضرورة الكف عن المعالجة الأمنية ، و الاصغاء لمطالب سكان المخيم وحل مسألة المطلوبين بشكل يضمن لهم كرامتهم ويصوب لهم أوضاعهم ويحفظ لهم حياتهم .

إلا أن اللواء الرجوب الذي اقيل لفترة قصيرة وعاد بضغوط على الرئيس عباس ، يصر على لغة الدم في مواجهة معارضيه ، ولو استدعى ذلك استخدام كل الوسائل الممكنة ، وقد استخدم القوة والمباغتة ليلة أمس حين اجتاحت قوة من أمن السلطة مخيم بلاطة واشتبكت مع مطلوبين لها ، واشتبكوا بالسلاح حتى ساعات الفجر الأولى ، مما نجم عنه سقوط قتيل من عناصر الأمن برتبة مساعد ، واصابة أحد المطلوبين ونقله للعلاج في أحد المستشفيات .

الذريعة التي تدعم فيها الأجهزة الأمنية طريقتها في استخدام العنف ، مع ابناء بلاطة ، مستندة زوراً على أن المطلوبين مدعومين من جهة خارجية تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في المخيم والمحافظة وتحاول السيطرة عليه بالقوة ، وهذه القوة الخارجية جغرافياً لا تعني غير النائب محمد دحلان ، لأنها أقوى الادعاءات لتبرير استخدام الرصاص في المخيم ، وهي الذريعة التي تعطي تحييد القانون وتبديله بمنطق النار والاجتياحات الليلية، الغطاء الأكثر حماية للمحافظ وقادة الأجهزة الأمنية في حال سقط ابرياء .

اما حكاية مهما بلغت التضحيات التي جاءت في رسالة الرئيس عباس للواء الرجوب لم نسمعها من الرئيس عباس مطلقاً ولو لمرة واحدة ، اثناء اجتياحات قوات الاحتلال لمدن الضفة ، والتي كان اخرها محاصرة رام الله واغتيال الشهيد باسل الاعرج ، الذي واجه القوة العسكرية الاسرائيلية لوحده لمدة ساعتين ، على مرأى ومسمع قوات الأمن الوطني ، فمنطق مهما بلغت التضحيات مع ابناء فتح وابناء فلسطين ، وشطبه مع قوات الاحتلال يجعل للاستفهام أكثر من اشارة .

ربما ما يزيد في التعقيد تعقيداً على الساحة الداخلية الفلسطينية ، نتيجة المعالجة الأمنية لأوضاع مخيم بلاطة وغيرها من المخيمات ، منطق أن رجال الأمن اذا سقطوا قتلى برصاص ابناء شعبهم المطاردين ، اصبحوا شهداء الواجب والمدافعين عن الوطن ، اما الذين يسقطون قتلى برصاص رجال امن السلطة ، فهؤلاء يدفنون حتى بدون جنائز حاشدة او مشاركة واسعة ، رغم أنهم ابناء حركة فتح ومن مسلحي الحركة والذين لهم صولات وجولات بالدفاع عن المخيم ومحافظة نابلس ، اثناء الاعتداءات الاسرائيلية ، هذا المنطق المعمول به من قبل السلطة ، إنما يزيد الحالة قسوة وصعوبة ، لأنه بعد حين سيتحول كل معارض او رافض لإهمال أوضاع المخيمات ، والمطالبين بحقوق سكان هذه المخيمات الى مطلوبين والحل الوحيد معهم هو الرصاص ، وكيف لا وشماعة دحلان القوية موجودة!!!.

في لمحة سريعة ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي رفضوا منطق السلطة وحركة فتح التي باتت تأكل أولادها وتواجههم بالبارود ، وتختفي خلف جدار طويل عندما يواجهون عدوهم الاسرائيلي ، وجاء هذا الرفض بعد أن نشر موقع رسمي لحركة فتح تصريحاً لأحد ناطقي التعبئة والتنظيم في الضفة ، وهو يعبر عن مشاعره الجياشة وافتخاره الشديد بشهداء الأجهزة الأمنية الذين سقطوا برصاص “المطلوبين” ، مقسما على أن دماءهم لن تذهب هدراً ، بينما لم نجد رده على قتل اسرائيل للنساء والاطفال والشباب بالشبهة على الحواجز والمفترقات ، ناشطون عبروا عن امتعاضهم من هذا المنطق المأزوم ، من أوجب شنهم حملة استنكار على وسائل التواصل الاجتماعي ، معتبرين ان إختصار الواجب وشهداء فلسطين هم فقط الذين قتلوا دفاعاً عن السلطة وقياداتها ، أمر مستهجن وغريب ، حتى أن حركة فتح مصدر البيان تناسى أن 650 شهيداً سقطوا في قطاع غزة دفاعاً عن السلطة وشرعيتها ابان انقلاب حركة حماس الدموي في عام 2007 م ، هذا التناسي الغير مبرر ، إنما يدل على أن قرص النار باتت بأيدي صبية يحركونها كما يريدون ، وإن كوت النار بسعارها الوطن كله.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار