“مؤتمر إسطنبول” يثير لغطًا كبيرًا بين مؤيد ومعارض ومتحفظ

0
“مؤتمر إسطنبول” يثير لغطًا كبيرًا بين مؤيد ومعارض ومتحفظ
من المقرر أن ينطلق يومي 25 و26 شباط (فبراير) الجاري بمدينة اسطنبول التركية “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج”، أو ما أطلق عليه أيضا اسم “مؤتمر إسطنبول” هذا المؤتمر أثير حوله الكثير من اللغط ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.

القائمون على المؤتمر، يؤكدون أن المؤتمر هو شعبي، فلسطيني، وطني، جامع، يهدف إلى إطلاق حراك شعبي، وطني، واسع، يحقق تفعيل دور الفلسطينيين في الخارج من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم في تحرير أراضيهم والعودة إليها، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
 
أما من يعارض دعا إلى مقاطعة “مؤتمر الشتات الفلسطيني”، كونه يهدف لضرب الوحدة الوطنية، وخطوة فاشلة في تجاوز وشرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني.
 
وقال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج زياد العالول، في تصريح صحفي له، وفق التقرير الذي أعدته “وكالة قدس نت للأنباء“: “أن المؤتمر الشعبي ينعقد في ظل التطورات السريعة التي تشهدها المنطقة، واستمرار الاستهداف لحقوق شعبنا الفلسطيني، وبعد مئة عام على صدور وعد بلفور، حيث بات من الضروري أن يتحرك الفلسطينيون في الشتات من أجل استعادة دورهم على صعيد القضية الفلسطينية، وحماية حقوقهم الوطنية في الأرض والعودة وتقرير المصير، ويمنع أي تفريط بها، أو العبث في ثوابتها.
 
وبين العالول أن المؤتمر يشارك فيه نحو 3 آلاف مفكر ومثقف وفنان وسياسي وناشط وأكاديمي فلسطيني، يناقشون خلال أيامه إعادة تفعيل دور فلسطينيي الشتات في صنع قرارهم ومستقبلهم، لاسيما حق العودة للاجئين، وضمان الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.”
 
حماس و فتح: مؤيد وعارض
 
محللون و فصائل اختلفت بينهم الرؤية واحتد النقاش الذي وصل إلى حد تراشق الاتهامات، والكل صاغ ووضع التصورات التي انطلق عليها.
 
ونجد أن حماس وعلى لسان عزت الرشق عضو المكتب السياسي لها، أكدت أنها تؤيد وتدعم “المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج”، وقال الرشق في تغريده على تويتر “من يزعمون أن حماس وراء المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج مخطئون.. لكن حماس تؤيده وتدعمه وتعتز بالقائمين عليه والمشاركين فيه من كل الاتجاهات”.
 
واعتبر الرشق أن الذين يهاجمون المؤتمر بحجة المنظمة وتمثيل الشعب الفلسطيني، مخطئين، فالمؤتمر يتكامل مع المنظمة ودورها وليس بديلا عنها”.
 
بينما في فتح، اعتبر المتحدث باسم حركة فتح في أوروبا وعضو المجلس الثوري للحركة د. جمال نزال، أن محاولة حماس عقد مؤتمر شعبي باسطنبول، بمشاركة بعض الشخصيات غير المعروفة، خطوة فاشلة في تجاوز وشرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، مشيراً لرفض حركة فتح للمؤتمر، وتأكيد تنفيذية المنظمة بالإجماع أنه لا يمثل الشعب الفلسطيني.
 
الصواف: تغيير الصورة المشوهة عن الفلسطينيين
 
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف كتب في تدوينه له على شبكة التواصل الاجتماعي قائلا وفق ما رصده تقرير “وكالة قدس نت للأنباء“: تعقيبا على المؤتمر “خشي المتخاذلون أن تنكشف عوراتهم فهاجموا مؤتمر الفلسطينيين في الشتات، وحتى لا يظهر تقصيرهم في تشكيل لوبي فلسطيني مسنودا عربيا وإسلاميا للعمل على نصرة القضية الفلسطينية وتغيير الصورة المشوهة عن الفلسطينيين نتيجة الانخداع من الدعاية الصهيونية على مدى عمر القضية، اليوم يولولون من تأثير المؤتمر على منظمة التحرير التي مزقوها وأعطبوها حتى أصابها العفن، فهناك ما يزيد عن 100 سفارة ترفع اسم فلسطين ماذا فعلت؟، لقد تحولت غالبيتها إلى أوكار للفساد والتجارة في كل شيء، ومثال على ذلك بلغاريا حيث اغتيل بداخلها عمر النايف، فمن قدم المساعدة لعملاء الموساد في تصفيته واغتياله؟”.
 
دائرة شؤون اللاجئين: يجب مقاطعة المؤتمر
 
بينما دعا الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، الى مقاطعة “مؤتمر الشتات الفلسطيني” الذي يعقد في اسطنبول “والذي يهدف لضرب الوحدة الوطنية”.
 
واستغرب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة، أن تتم هذه الدعوة لعقد هذا المؤتمر في الوقت الذي يتم فيه عقد العديد من اللقاءات والحوارات التي ضمت الفصائل الفلسطينية في بيروت وموسكو، للتحضير المشترك لتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني الذي يضم كافة مكونات الطيف السياسي الفلسطيني، مطالبا بـ”التراجع عن عقد هذا المؤتمر للعمل في إطار وحدوي مشترك تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وان يكون الإعداد له في إطار التنسيق المشترك في أطر المنظمة بحيث يعكس القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي لا يرتهن للأجندة الخارجية التي هي نفسها عملت على تفتيت الدول العربية ونشر حالة الفوضى فيها خدمة للاحتلال الإسرائيلي والأطماع الاستعمارية والاقتصادية في المنطقة”.
 
وأشار الأغا إلى أن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني يقيم في الشتات، وعلى الرغم من المعاناة، فإنه يتمسك بحقوقه الوطنية بما فيها العودة، وهو يمتلك مقومات نضالية وإمكانيات كبيرة “نعمل على تنظيمها وتنميتها من خلال دوائر منظمة التحرير الفلسطينية والسفارات الفلسطينية في الخارج لتكون أداه فعاله لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني”.
 
وأكد الأغا أن دور المنظمة لم ولن يقتصر على الأراضي الفلسطينية بل يمتد دائما ليشمل الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، وإبراز هويتهم الوطنية وليس مصادرتها لحسابات فئوية دينية، لمصالح حزبية ضيقة تضر بمصالح الشعب الفلسطيني
 
مسارات: لا يحق لأحد أن يدعي تمثيل جميع فلسطينيي الخارج
 
هذا ورأى هاني المصري مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية – مسارات، أن من الأجدر لو كان المؤتمر خطوة في سياق الجهود المبذولة لإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير، بحيث تضم مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، وفي هذا السياق إعادة الاعتبار لدور فلسطينيي الخارج على جميع المستويات، الوطنية العامة وضمان مشاركتهم في إعادة بناء مؤسسات المنظمة، واستنهاض دورهم في الدفاع عن الحقوق الوطنية والسياسية والمدنية في التجمعات التي يقيمون فيها بالخارج.
 
وأوضح المصري وفق رؤيته وتقييمه حول المؤتمر، بأنه من المهم الإشارة في هذا الصدد أن إلى جمود منظمة التحرير بعد توقيع “اتفاق أوسلو” وتخليها عن مسؤولياتها، خصوصًا إزاء فلسطينيي الخارج؛ أوجد فراغًا كبيرًا لا بد من ملئه، إلا أنّ ملء هذا الفراغ لا يكون من خلال تعميق حالة الانقسام والشرذمة بقصد أو من دون قصد. فلا يحق لأحد أيًا كان أن يدعي تمثيل جميع فلسطينيي الخارج، بل من حقه أن يمثل المشاركين في المؤتمر والمؤيدين لتوجهاته.
 
وأضاف مدير مركز مسارات، وفق تقرير”وكالة قدس نت للأنباء“، بأنه كان المطلوب تشكيل لجنة تحضيرية بمشاركة مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي لفلسطينيي الخارج، وليس التحضير من قبل لون أو لونين وتجاهل ما تمثله المنظمة ودوائرها من جهة والعديد من المؤسسات الفلسطينية العاملة في الخارج.
 
مواصلا حديثه، من المهم الحفاظ على وحدة الشعب وقضيته وأرضه، لا أن يقوم كل قسم بتنظيم نفسه بمعزل عن الأقسام الأخرى، فالقضية واحدة والشعب واحد والمخاطر مشتركة رغم الأولويات والظروف والخصائص التي تميز كل تجمع عن التجمعات الأخرى.
 
ونوه المصري بأنه كان من المفترض أن يعدّل القائمون على المؤتمر الوثيقة الرسمية له، وتضمين ذلك في البيان الختامي لجهة أن منظمة التحرير بصفتها الانجاز الأكبر، هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين أينما وجدوا، وأن جمودها لا يسوغ إنشاء منظمات بديلة أو موازية أو التحضير لذلك.
 
الخلاصة حتى لا يساهم المؤتمر في المزيد من الشرذمة، كان ولا يزال لا بد من التأكيد على وحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، والتنسيق مع المنظمة، ودعوة مختلف الألوان للمشاركة بالتحضير، وأخيرا، عدم الإدعاء أو الإيحاء بتمثيل فلسطينيي الخارج وإنما من يشارك بالمؤتمر فقط.
 
“المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج”
 
وكانت شخصيات ومؤسسات وطنية فلسطينية قد أعلنت نهاية كانون ثانٍ (يناير) الماضي عن اعتزامها تنظيم مؤتمر شعبي للفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة، يومي 25 و26 شباط (فبراير) الجاري؛ لبحث دورهم الوطني وفرص مشاركتهم في القرار السياسي.
 
وقال القائمون على تنظيم هذا الحدث في بيان صحفي وقّعت عليه نحو 70 شخصية فلسطينية، إن الحاجة لعقد “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” تأتي في ظل التطوّرات التي تشهدها المنطقة العربية، واستمرار استهداف حقوق الشعب الفلسطيني، ومائة عام على صدور “وعد بلفور”.
 
وأضاف البيان: “بات من الضروري أن يبادر شعبنا في خارج فلسطين إلى تطوير وتعزيز دوره في حماية حقوقه الوطنية ؛ تكاملاً مع دور أهلنا في فلسطين المحتلة”.
 
وبحسب ما جاء في البيان؛ فإن المؤتمر شعبي، فلسطيني، وطني، جامع، يهدف إلى إطلاق حراك شعبي، وطني، واسع، يحقق تفعيل دور الفلسطينيين في الخارج من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم في تحرير أراضيهم والعودة إليها، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
 
ومن أبرز الندوات الرئيسية وورش العمل المقرر بيومي المؤتمرات تمثلت في ( دور فلسطينيي الخارج في صناعة القرار الوطني / كيف نحافظ على مركزية القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية ) .
 
كما ستناقش ورش العمل ( برنامج الأولويات الفلسطينية / دور المرأة الفلسطينية في الخارج / الإعلام وفلسطينيو الخارج / تعزيز دور الشباب في مجالات العمل الفلسطيني في الخارج / دور العمل النقابي في خدمة قضية فلسطينيي الخارج / أدب العودة والتحرير حقيقة حتمية ) .

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار