كتيب المشهد الفلسطيني … عام 2016

0

———————————مدخل
غادرنا العام 2016 ، تاركاً ورائه أحمالاً وأثقالاً وخليطاً من التشاؤم والتفاؤل ، لملفات يتردد صداها وتداعياتها إلى كل أرجاء المعمورة بدولها الفقيرة والغنية ، الضعيفة والقوية . إنه الإرهاب العابر للحدود يضرب من دون رحمة أو تمييز ، وخصوصاً الدول الراعية له ما عدا الكيان الصهيوني ، الذي يوظف الدماء الغزيرة والدمار المهول لتلك الأحداث المُدبرة ، والمشغول عليها جيداً من قبل دوائر في الواقعين الدولي والإقليمي ، في طحن القضية الفلسطينية وعناوينها الوطنية ، على مرآى وسمع المجتمع الدولي ، الذي انتصر بالوهم لتلك القضية بإصدار مجلس الأمن للقرار 2334 المطالب بالوقف الفوري للاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس .
غادرنا العام 2016 والحرائق التي أشعلتها دول أبو لهب وإمرأته حمالة الحطب ، لا زال دخانها الكثيف يحجب بصيرة من أبقى رهانه على الولايات المتحدة وحلفائها وأدواتها الإقليمية في إمكانية إسقاط الدولة السورية ، وتالياً إلحاق الهزيمة بشركائها وحلفائها . ولكن أصبح من المؤكد أن كل المحاولات البائسة التي سلكتها الدول الممولة والداعمة والحاضنة لتلك المجاميع المسلحة في سورية قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها المتطابقة مع الأهداف ” الإسرائيلية ” في إلحاق الهزيمة بمحور المقاومة في المنطقة ، وجهودها البائسة في إعادة رسم خارطة المنطقة جغرافياً وديمغرافياً على أساس طائفي وعرق ومذهبي ، وذلك بفضل صمود سوريا قيادة وجيشاً وشعباً وبدعم من حلفائها وأصدقائها . ولكن أعتقد كما الكثيرين أن العام 2017 لن يكون عام إيجاد الحلول لما ورّثنا إياه العام الماضي .
وفلسطين وقضيتها ليست بعيدة عن مجريات ما تشهده المنطقة من حروب ، بل تقف في أعلى سلم الاستهدافات التي يسعى ورائها الحلف الأمريكي . وبهذا المعنى ، هي المستهدف الإستراتيجي ، والمتأثرة بشكل مباشر من ذاك الزلزال الذي يضرب منذ ست سنوات . وبالتالي فالتطورات التي شهدها العالم في أكثر من مكان ، أيضاً يُرخي بظلاله وبقوة على قضيتنا الوطنية ، وعلى مجريات الصراع مع الكيان الصهيوني . وتقف في مقدمة تلك التطورات :-
أولاً : ازدياد مساحة الإستدارة العربية والإسلامية بعيداً عن القضية الفلسطينية ، مقابل هرولة عربية مدانة نحو التطبيع مع الكيان ، وصل حد مجاهرة ” نتنياهو ” إلى القول أنهم بصدد تشكيل تحالف مع دول عربية لمواجهة خطر التمدد الإيراني في المنطقة .
وثانياً : المبادرة الفرنسية ، للتسوية بين الفلسطينيين و” الإسرائيليين ” ، بالتأكيد على ” حل الدولتين ” ، والمقرر عقد مؤتمر دولي لهذه الغاية مع بدايات العام 2017 .
وثالثاً : الانتخابات الأمريكية ، التي حملت نتائجها الرئيس المنتخب ” دونالد مرامب ” من الحزب الجمهوري ، على حساب منافسته ” هيلاري كلينتون ” من الحزب الديمقراطي ” ، إلى البيت الأبيض . وإذا كانت الخشية على الدوام من السياسات الأمريكية التقليدية في دعمها المطلق للكيان ، ولكن فوز ترامب يشكل ذورة تلك المخاطر من خلفية ما أعلن عنه خلال حملته الانتخابية في تبنيه للروئ ” الإسرائيلية ” ، حيث قال : ” أتطلع إلى تقوية الروابط الوثيقة بين دولتينا العظيمتين ” ، ومضيفاً ” إنني أدرك أن إسرائيل هي الديمقراطية الحقيقية والوحيدة والمدافعة عن الإنسان في الشرق الأوسط ، وأنها الأمل بالنسبة لعدد هائل من البشر ” . وأضاف ” لن أفرض حلاً بخصوص السلام لا ترضاه . وسأعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل وأنقل السفارة الأمريكية إليها ” . وترامب لم يجد في بناء المستوطنات عملاً يُناقض القانون ، وهو قد عينّ الصهيوني ديفيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة في الكيان ” الإسرائيلي ” ، وفريدمان من أشد المشجعين للاستيطان وتحديداً في القدس ، بل هو لا يعترف أصلاً بالشعب الفلسطيني . واليوم وبعد قرار مجلس الأمن 2334 ، الذي دعا إلى وقف فوري للاستيطان ” في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس ، ناقض الرئيس ترامب موقف إدارة أوباما التي امتنعت عن التصويت ، في سياق مغاير للمواقف الأمريكية القائمة على استخدام الفيتو في مواجهة أية قرارات تمس ” إسرائيل ” ، حيث عبرّ ترامب عن غضبه بالقول صراحة أن بعد 20 كانون الثاني 2017 ، لن يكون كما قبله ، وأنه سيصحح الخلل الذي وقع في مجلس الأمن . وقد حذا حذوه الكونغرس الأمريكي وصوّت على قرار بعدم الاعتراف بقرار مجلس الأمن 2334 . وهذا كافٍ ليُعيد لنتنياهو وجوقة ائتلافه الحكومي شيء من التوازن الذي فقده بعد صدور القرار الأممي ، وجنّ غروره وعنجهيته وصلفه ، وفي خطوة شكلت سابقة ، حين استدعى نتنياهو سفراء الدول التي صوّتت على القرار ليُعنفهم ويقرع دولهم ، ويعلن تخفيض مساهماته المالية لعدد من الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة .
والمشهد الفلسطيني في العام 2016 قد لا يختلف كثيراً من حيث العناوين ، ولكن من حيث القراءة واستعراضها ربطاً بالأحداث والتطورات التي أرخت بظلالها بشكل مباشر عليها .
المحتويات :-
• المفاوضات … توقفها وانغلاق أفقها ……………………….. 5
• إنهاء الانقسام والمصالحة الوطنية …………………………. 7
• الانتفاضة الثالثة …………………………………………… 8
• الحركة الأسيرة …………………………………………… 10
• القدس وعمليات التهويد والاقتحامات للمسجد الأقصى …….. 12
• قطاع غزة …………………………………………………. 14
• الانتهاكات ” الإسرائيلية ” والاستيطان ……………………. 16
• الإخفاقات والنجاحات ……………………………………… 17
• حملة المقاطعة ( بي – دي – سي ) ……………………….. 19
• الشتات الفلسطيني ………………………………………… 20
– الوجود الفلسطيني في لبنان ………………………………. 20
– الفلسطينيون في سورية ……………………………………21
• الانروا …………………………………………………… 22

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار