المطران عطا الله حنا في مهرجان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مدينة سيدني الاسترالية : ” سلام لكم من رحاب القدس وبيت لحم والناصرة “

0
القدس – سيدني – بمناسبة اليوم الدولي العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني اقيم في مدينة سيدني الاسترالية مهرجان خطابي كبير بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وشخصيات حقوقية استرالية كما وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين في استراليا ،

وقد كانت هنالك كلمات لشخصيات استرالية متضامنة مع الشعب الفلسطيني كما وكلمة بإسم الكنائس الاسترالية والجالية الاسلامية .
المتحدث الرئيسي في هذا المهرجان كان سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي خاطب المجتمعين في سيدني عبر الفيديو كونفرنس من القدس .
وقد وجه سيادة المطران التحية لكافة المشاركين في هذا المهرجان الذي حضره المئات من الشخصيات الاكاديمية والثقافية والاعلامية الاسترالية وكذلك ابناء الجالية العربية ، وقال سيادته بأننا في هذا اليوم التضامني مع شعبنا الفلسطيني نؤكد امامكم بأن وقوفكم الى جانب شعبنا ومؤازرته في قضيته العادلة انما هو انحياز للعدالة والحق وللقيم الاخلاقية والانسانية النبيلة ، في هذا اليوم نحييكم ونحيي كافة اصدقاء شعبنا في كافة ارجاء العالم والذين يقومون في هذه الايام بنشاطات وفعاليات تضامنية مع شعبنا بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني .
ما احلى وما اجمل ان نلتقي معا لكي نعبر عن دفاعنا عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ونشكر الله الذي مكننا من ان نتواصل معكم بهذه التقنية المتاحة لكي نعبر لكل واحد منكم عن محبتنا وتقديرنا واحترامنا لمواقفكم ولانسانيتكم وتأكيدكم الدائم على عدالة القضية الفلسطينية .
انقل اليكم تحية شعبنا الفلسطيني في هذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين ، انقل اليكم رسالة السلام والاخاء والمحبة من رحاب مدينة بيت لحم المقدسة التي تستعد لاستقبال اعياد الميلاد المجيدة ، احييكم من رحاب مدينة القدس التي اخاطبكم منها ناقلا لكل واحد منكم رسالة محبة وتقدير واحترام بإسم مقدساتها ومؤسساتها وشعبها الذي يقف في الخطوط الامامية دفاعا عن تاريخها وهويتها واصالتها .
تفصلنا عن استراليا قارات ومحيطات ولكن الانتماء لفلسطين والتضامن مع قضية الشعب الفلسطيني جعلنا قريبين من بعضنا البعض حاملين لرسالة واحدة ومؤكدين بفم واحد وقلب واحد اننا لن نألوا جهدا في الدفاع عن هذه القضية حتى ينال شعبنا الفلسطيني ما يستحقه من كرامة وحرية واستقلال .
اخاطبكم من قلب القدس القديمة حيث تمتزج في كل يوم اصوات اجراس كنائسنا وتكبيرات مآذن مساجدنا لكي تؤكد على لحمة شعبنا واخوتنا وتأكيدنا الدائم على اننا شعب واحد يناضل من اجل الحرية ، وستبقى اجراس كنائسنا وتكبيرات مآذننا تصدح في سماء القدس المدينة المقدسة رغما عن كل اولئك الذين يسعون لطمس معالم المدينة المقدسة وتشويه صورتها وهويتها واصالتها ، وستبقى كنائس القدس ومساجدها صروحا لتكريس ثقافة المحبة والاخوة والسلام والوحدة الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد ، فلسطين هي مدرسة نضالية كفاحية لن يتمكن احد من النيل من عزيمة شعبها ، ومهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية قضيتنا العادلة فإن كل هذه المؤامرات والمخططات ستبوء بالفشل لان قضية فلسطين هي قضية شعب حي يعشق هذه الارض وينتمي اليها بكل جوارحه ويدافع عنها بكل بسالة وفي سبيلها يقدم التضحيات .
انقل اليكم تحية المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية في مدينة القدس ، وقد تعودنا في فلسطين مسيحيين ومسلمين ان نتحدث بلغة واحدة ، بلغة الانتماء الى الوطن والقضية وبلغة تكريس ثقافة الاخاء الديني والوحدة الوطنية بين ابناء شعبنا ، في فلسطين هنالك شعب واحد ، في فلسطين هنالك طائفة واحدة اسمها الشعب العربي الفلسطيني ولن نتخلى عن ثقافتنا الوطنية وعن عروبتنا النقية التي نفتخر بانتماءنا اليها .
ان الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى وهي تحرض على الكراهية والتعصب والتطرف انما هي اصوات دخيلة على مجتمعنا الفلسطيني وليست اصيلة ، فدعاة الفتنة المتاجرون بالدين هم يخدمون اجندات غريبة ويخدمون مشاريع مشبوهة ولا علاقة لهم بالشعب الفلسطيني وثقافته وهويته وقضيته العادلة .
الغالبية الساحقة من ابناء شعبنا ترفض التطرف والكراهية والفتن التي يسعى البعض الى ادخالها الى مجتمعاتنا العربية وخاصة الى فلسطين خدمة للاعداء بكافة مسمياتهم والقابهم .
الاحتلال الاسرائيلي يستهدفنا جميعا ولا يستثني احدا على الاطلاق وعلينا ان نكون موحدين في مواجهة هذه العنصرية التي تستهدفنا وتسعى للنيل من عدالة قضيتنا ، كما انها تشوه نضالنا من اجل الحرية وتسعى ايضا لتشويه وتزوير تاريخ قدسنا وتهميش حضورنا العربي الفلسطيني الاسلامي المسيحي في هذه الارض المقدسة .
ارفعوا صوتكم في كل مكان في هذا العالم من اجل فلسطين الارض المقدسة ورسالة الميلاد في هذا العام كما وفي كل عام من قلب فلسطين الجريحة هي رسالة محبة واخوة مع كافة شعوب العالم ، نحن نريد اصدقاء في عالمنا ولا نريد اعداء ونريد ان تتفهم كافة شعوب العالم عدالة قضيتنا وان تتضامن معنا وان تؤازر شعبنا في نضاله وسعيه من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .
وضع سيادته الحضور في صورة اوضاع مدينة القدس وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ، كما تتطرق سيادته الى الاوضاع الملتهبة في محيطنا العربي فقال : نتمنى ان تنتصر سوريا على اعدائها واعداء سوريا هم اعداء فلسطين واعداء الامة العربية ، نتمنى ان يتحقق السلام في سوريا هذا البلد الجميل الذي يسعى الاعداء لتحويله الى ارض دمار وخراب وقتل ودماء وتشريد وامتهان للكرامة الانسانية ، نصلي من اجل السلام في العراق وفي اليمن وفي ليبيا وفي سائر انحاء مشرقنا العربي والعالم بأسره ونحن نتضامن مع كافة ضحايا الارهاب في كافة ارجاء العالم لاننا كفلسطينيين نحن من ضحايا الارهاب الممارس بحقنا وبحق قدسنا ومقدساتنا .
سلام لكم من رحاب القدس وبيت لحم والناصرة وكافة ارجاء بلادنا المقدسة ، سلام لكم من رحاب الاقصى والقيامة وكنيسة المهد ، مع تحياتنا للشعب الاسترالي الصديق ولكافة ابناء جاليتنا العربية التي نحييها ونتمنى لها ان تكون موحدة في دفاعها عن قضايا امتنا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين .

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار