أكذوبة نهايات الأعوام وبداياتها وهل من خيارات فلسطينية جديدة جادة؟!

0

أكذوبة نهايات الأعوام وبداياتها وهل من خيارات فلسطينية جديدة جادة؟!
هل هناك من خيارات فلسطينية متاحة ردا على التطورات المتتالية والمتلاحقة التي نسفت كل الرهانات، على الرعاية الامريكية ومؤتمرات السلام وقرارات المحافل الدولية.. ومع بداية كل عام، نسمع وعودا، بتحقيق الأهداف في نهاية العام، نهايات أعوام مضت، والوضع على حاله، لا تقدم في الخطوات، وانما تراجع الى الخلف، وتستمر التحديات في التصاعد حدة وشراسة.


حل الدولتين انتهى، والاحتلال شطب أوسلو، والانقسام يتجذر، والتدخلات الخارجية تعبث في الساحة، والاستيطان يتغول، وسياسة الاحتلال القمعية لم تتوقف.. وما يزال البعض يردد أن الفرج نهاية العام، ويبدو أن لا فرج قبل نهاية العام.
سنوات طويلة والبيض الفلسطيني في السلة الأمريكية، دون أن يلمس الفلسطينيون تحركا أمريكيا جادا وصادقا للمساعدة في انجاح عملية السلام.. وننتظر كل أربع سنوات، مجيء نزيل جديد يتربع على العرش في البيت الابيض، يذهب هذا الرئيس ويجيء آخر.. ونحن على حالنا، نجري وراء سراب، رحل أوباما وسقط حل الدولتين، وها هو دونالد ترامب يستعد ليباشر مهامه من على المكتب البيضاوي، مرددا بأعلى صوته، أن الاستيطان لا يتعارض مع السلام، وقبل أن تطأ قدماه عتبات المقر الرئاسي وجه دعوة الى نتنياهو لزيارة واشنطن، وقادة طواقمه اما يهود أو متعاطفون مع اسرائيل، فماذا تنتظر القيادة الفلسطينية؟!
هل هناك خيارات أمام هذه القيادة لمواجهة كل هذه العواصف، وتنفض عن كاهلها غبار الانتظار والاتكال وعدم سلوك طريق ومسار التقييم، والوقفه مع الذات، الحقيقة المرة أن لا خيارات موجودة، والخيار الذي يفترض التشبث به، وخوض غمار الميدان بالتسلح به، محاط بالمحاذير، وخيارات أخرى غير متوفرة، لاختلاف الرؤى بين القوى والاتجاهات، وبفعل الانشغال والانغماس في قضايا ومسائل هامشية، والسعي وراء المنافع الذاتية، وتفشي الاحقاد الشخصية التي تعتمل في صدور المتصارعين، على لا شيء، يستحق هذا التصارع الذي تحول الى مهزلة تثير الضحك والاستهزاء في جهات العالم الأربع.
المواقف لدينا متغيرة، والحسابات مرتجلة وغير دقيقة، والرهانات خاطئة، ولا نية أو عدم قدرة لحلول ومواقف وطروحات خلاقة، وما نخشاه أن يدهمنا الضياع والخراب والسقوط المدوي للثوابت، والساحة “المهلهلة” المليئة بالثغرات والخلل، أعجز من أن تواجه تحديات رهيبة، وعواصف هوجاء، فالوحدة غير متوفرة، والحرص الأكيد غير موجود والعمل كفريق واحد من المحظورات والمستحيلات، وبفعل ذلك، لا خيارات.. والامواج تقترب، والمصير غامض ومهدد.
ضعفاء في التحرك الدبلوماسي في الساحات المختلفة، والعمل المؤسساتي هيئات ووزارات مفقود تماما، كل منها على “حل شعرها” وليس بعيدا أن يتسبب هذا الخلل العميق والخطير في اسقاط القيادات، وشل السلطات، فليس هناك أية جدية في متابعة ما يدور داخل المؤسسات، تقصير في الاداء وتضارب في القرارات والمسؤوليات، وغياب كامل للكفاءات والمزاجية والأهواء الشخصية سيدة الموقف.
فلا أحد يتحدث عن خيارات، وكفى أن يخرج هواة الظهور اعلاميا من قيادات ومسؤولين وناطقين، ليرددوا عبارة نحن ننتظر.. وموقفنا من أي حدث وتطور يحدده “صدقية” الطرف الاخر وسياساته اتجاه حقوق الشعب، فهذا هراء في هراء وتغييب للعقل والوعي.
ويعود البعض، أن الفرج قادم آخر العام أو بداية العام القادم، من مؤتمر دولي في باريس، ونهاية الاحتلال في العام 2017، انها سياسة التخدير التي تدخل في “دائرة الكذب” وكل هذه الامال لن تتحقق، فهل يتجه المعنيون بنوايا صادقة وينطلقون بحثا عن خيارات جديدة، والتوقف عن “اسطوانة” نهايات الاعوام أو بداياتها، والابتعاد عن لعبة الاستخفاف والاستهبال والاستغباء، فكل الاوراق مكشوفة، وبيع الأوهام عملة ساقطة ونشر الامال دون الاستناد الى وقائع ودلائل وشواهد، سياسة عقيمة، لا طائل تحتها ولا تجدي نفعا.
بعد ذلك، هل من خيارات “تبيض الوجه” وتوقف الزحف القاتل لكل أشكال التحديات.

اسلام الرواشدة

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار