شخصيات سياسيّة ومستقلة توقع وثيقة للوحدة الوطنيّة بين الضفة وغزة وبمشاركة مؤسسة “بيلست الوطنية”

0

نظم المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجيّة “مسارات” في مدينة رام الله اليوم، مؤتمراً جاء تحت عنوان “نحو رؤيّة شاملة لإعادة بناء الوحدة الوطنيّة”، بمشاركة حشد من الشخصيات السياسيّة والمستقلة والأكاديميّة من الضفة المحتلة وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 ولبنان، عبر “الفيديو كونفرنس”.

ونوقش خلال المؤتمر وثيقة الوحدة الوطنيّة، التي تعبر عن خلاصة الجهود والاستنتاجات التي تم التوصل إليها خلال خمس سنوات من الحوار غير الرسمي، ضمن إطار برنامج دعم وتطوير مسار المصالحة الوطنيّة.

واقترحت الوثيقة إطلاق حوار وطني شامل ضمن الإطار القيادي المؤقت، لا يتوقف إلا عند الاتفاق حول المبادئ والمنطلقات الموجّهة لإعادة بناء الوحدة، بعد توسيع الإطار القيادي بضم ممثلين عن الشتات والمرأة والشباب والمجتمع المدني، كصيغة مؤقتة إلى حين عقد المجلس الوطني بمشاركة جميع الأطياف، ودون أن يمس ذلك بمكانة وصلاحيّات هيئات المنظمة.

وكان من ضمن الاقتراحات، “الانطلاق من الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وبخاصة اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني، والتركيز على معالجة البنود الخلافيّة، والتوافق على القضايا التي تجاهلتها اتفاقات المصالحة”.

واقترح المجتمعون من خلال الوثيقة، “مراعاة أن إعادة انتشار قوات الاحتلال من داخل قطاع غزة إلى محيطه أحدثت نوعاً من التباين في الظروف بين الضفة والقطاع، وبخاصة من حيث بنية ومهمات المؤسسات المدنيّة والأمنيّة للسلطة في القطاع، ووجود التشكيلات المسلحة للمقاومة، والاحتياجات المعيشيّة والتنمويّة في القطاع، ما يقتضي أخذ ذلك بالحسبان عند وضع السياسات واتخاذ الإجراءات، دون أن يغيّر ذلك من المكانة السياسيّة والقانونيّة للضفة والقطاع بوصفهما أراضٍ محتلة، ويخضعان لمرجعيّة وطنيّة واحدة”.

والاقتراح الأخير الذي جاء في الوثيقة، هو اعتماد مبدأ الرزمة الشاملة، وهو ما يتطلب أن يفضي الحوار إلى اتفاق شامل حول كافة القضايا، مع مرونة في أولويات وخطوات وآليات التنفيذ وفق جداول زمنيّة متفق عليها، يتم تطبيقها بشكل متزامن ومتواز.

مراقبون فلسطينيون استبعدوا أن تتحقق الوحدة الوطنيّة على أرض الواقع بين الضفة والقطاع لأسباب عدة، أبرزها نمو جماعات المصالح المستفيدة من الانقسام، إضافة للخلافات السياسيّة والبرامجيّة والأيديولوجيّة بين التيارات والفصائل الفلسطينيّة، والارتباطات العربيّة والإقليميّة والدوليّة والمراهنة على المتغيرات، واستمرار نهج الإقصاء وعدم تقبل الآخر.

وتوزعت أعمال المؤتمر على أربع جلسات، خصصت الأولى لعرض ومناقشة الورقة المرجعيّة لوثيقة الوحدة الوطنيّة، إضافة إلى البرنامج الوطني ودور الشتات في تحقيق الوحدة، وخصصت الثانية لعرض ومناقشة المنطلقات والمبادئ ومسارات خطة العمل التي تقترحها الوثيقة، وارتكزت الثالثة على التحديات والفرص أمام تبلور تيار وطني وشعبي داعم لإعادة بناء الوحدة واستعادة مكانة القضيّة الفلسطينيّة بصفتها قضية تحرر وطني وديمقراطي، والجلسة الرابعة تكرست لمناقشة واقتراح آليات العمل الكفيلة بتوفير الظروف لنمو تيار وطني وشعبي قادر على شق مسار إعادة بناء الوحدة وفق الرؤيّة التي تتضمنها الوثيقة.

يشار الى أن هذه الوثيقة ليست الأولى من نوعها لإنهاء الانقسام الفلسطيني، خلال تسعة أعوام مرت عليه، تخللها عديد من المبادرات المحليّة والعربية، لكن جميعها باءت بالفشل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار