ما هي اهداف التسريبات الاسرائيلية حول استقالة وشيكة لعباس؟ ومن هي البدائل التي يجري تحضيرها؟ وكيف سيكون رد الفعل الفلسطيني؟

0

ما هي اهداف التسريبات الاسرائيلية حول استقالة وشيكة لعباس؟ ومن هي البدائل التي يجري تحضيرها؟ وكيف سيكون رد الفعل الفلسطيني؟
تروج الاوساط الاسرائيلية الرسمية والاعلامية انباء مكثفة هذه الايام، تؤكد ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتزم الاعتكاف، واعتزال العمل السياسي في وقت قريب، وباتت تطلق بالونات اختبار حول هوية المرشحين لخلافته، وتحصرها في ثلاثة، هم الجنرال جبريل الرجوب، والنائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان، الذي يوصف بأنه صديق لافيغدور ليبرمان، وزير الدفاع، والاسير مروان البرغوثي، الذي يقبع حاليا في سجون الاحتلال.
نداف ارغمان، رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي “شاباك” الجديد، كان آخر من اطلق شائعة عزم الرئيس عباس الاعتزال في عرض قدمه قبل يومين لاعضاء لجنة الامن والخارجية في الكنيست، ولا نعرف كيف يتم تسريب مثل هذا العرض، وما ورد فيه الى الصحف، وهو من المفترض ان يكون سريا، اللهم الا اذا كان هناك حرص على هذا التسريب، لغرض ما في نفس المؤسسة الاسرائيلية.
المقربون من الرئيس عباس يطلقون شائعات وتسريبات مضادة هذه الايام، تقول بأن ليبرمان وجهاز “الشاباك” نفسه، ربما “الموساد” ايضا، كلها تخطط لاغتيال الرئيس لانه يرفض اللقاء ببنيامين نتنياهو، واستئناف مفاوضات السلام، ويواصل التحريض بقوة في خطابات علنية، وفي لقاءاته الخاصة، ضد الاحتلال الاسرائيلي ودولته.
التسريبات حول عزم الرئيس عباس الاستقالة ليست جديدة، وتعود الى السنوات الخمس الاخيرة من توليه السلطة، فقد هدد اكثر من مرة بأنه يرأس سلطة بلا سلطة، وان الوضع لم يعد يطاق، وسيقوم بتسليم المفاتيح لنتنياهو، وينتقل الى بيته في العاصمة الاردنية، او الى منزل آخر في الدوحة، لقضاء اطول وقت ممكن مع احفاده.
الرئيس عباس لن يستقيل، ولن يترك السلطة، ليس لانه لا يريد ذلك، وانما ايضا لانه لا يجرؤ على ذلك، ويتبنى استراتيجية كسب الوقت، او تضييعه، ومنع الاقدام على اي عملية تغيير، ومقاومة المقاومة، ومنع اي انتفاضة، سواء داخل الاراضي المحتلة، او حتى في جزر القمر، فالرجل شاخ، وشاخت معه جميع المجموعة التي تحيط به، ويتبادل معها القصص الطريفة كل ليلة في مكتبه في مقاطعة رام الله.
ما يدفعنا للوصول الى هذه الخلاصة، هو الجنرال نداف نفسه الذي اكد في العرض، ان التنسيق الامني بين اجهزة الامن الاسرائيلية ونظيراتها الفلسطينية يعيش افضل ايامه، وجرى احباط عشر عمليات انتحارية، و11 هجوم لخطف اسرائيليين في الضفة الغربية، وداخل ما يسمى بالخط الاخضر.
من سئم من السلطة، وكره السلطة، لا يمكن ان تتعاون اجهزته الامنية وتنسق مع نظيراتها الاسرائيلية بهذا الحماس، وهو الذي هدد اكثر من مرة بوقف هذا التنسيق، واستصدار قرارات عن المجلسين المركزي والوطني، واللجنة التنفيذية لدعم هذه التهديدات.
الرئيس عباس لن يغادر مكتبه في رام الله الا ميتا بحكم تقدم العمر (عمره 82 عاما)، كما اننا نشك في ان يقدم ليبرمان او غيره، على عزله او اغتياله، لانهم لم يجدوا متعاونا افضل منه اولا، ولانهم يخشون البديل الاخطر ثانيا، ونحن لا نتحدث هنا عن المرشحين الثلاثة، وانما عن الفوضى والانهيار الامني، اي الحاضنة الطبيعية الدافئة للمقاومة الفلسطينية بأشكالها المتعددة، وهي مقاومة ستستمر سنوات، ولن تتمكن اي قوة من وقفها هذه المرة، الا بعد تحقيق كل اهدافها، والايام بيننا.
“راي اليوم”

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار