إسرائيل تُوظّف بطاقات الـ(VIP) للعقاب: عبّاس ممنوع من المبيت داخل الخّط الأخضر ودخول إيلات وسحب البطاقات من مسؤولَيْن الأوّل حاول إقامة حزب والثاني تضامن مع الشهداء

0

إسرائيل تُوظّف بطاقات الـ(VIP) للعقاب: عبّاس ممنوع من المبيت داخل الخّط الأخضر ودخول إيلات وسحب البطاقات من مسؤولَيْن الأوّل حاول إقامة حزب والثاني تضامن مع الشهداء

الناصرة – من زهير أندراوس: شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيليّ بمعاقبة مسؤولي السلطة الفلسطينية الذين يُبدون تعاطفًا مع منفذي عمليات المقاومة، بحرمانهم من امتيازات بطاقة (VIP)، والتي بموجبها يسمح لهؤلاء المسؤولين بحرية التنقل داخل الضفة الغربية ومن الضفة إلى إسرائيل.
والضحيّة الأولى لهذه السياسة، كما ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) محمد المدنيّ، حيث أعلن وزير الأمن أفيغدور ليبرمان سحب تأشيرة دخوله إلى إسرائيل، وهي المُسّماة (VIP)، علمًا أنّه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد المقربين من رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس.
وذكرت الصحيفة أنّ مرّد القرار هو الإدعاء بوصول معلومات لأجهزة الأمن الإسرائيلية مفادها أنّ المدني حاول إقامة حزب في داخل إسرائيل ليكون قوة سياسية تتعاون مع السلطة الفلسطينية وتعمل ضدّ إسرائيل وضدّ هيئات حكمها ومؤسساتها، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب، فيما اعتبرت الصحيفة أنّ المدني هو شخصيّة مُعتدلة جدًا.
يُذكر أنّ المدني يرأس لجنة خاصة أقامتها السلطة الفلسطينية تدعو للتحاور بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث في إطار عمله في هذه اللجنة قام بالتنسيق للقاءات بين أعضاء كنيست وشخصيات جماهيرية وإعلاميين وصحافيين من إسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في رام الله. وذكرت الصحيفة الإسرائيليّة أيضًا نقلاً عن وزير الأمن ليبرمان قوله إنّ الحديث يجري عن رجل بدأ بمحاولات إجراء نشاط سياسي في داخل إسرائيل، ولذلك تمّ إلغاء تأشيرة دخوله إلى البلاد، بالتنسيق مع جهاز الأمن العّام (الشاباك) ومع منسق أعمال الحكومة الإسرائيليّة في داخل الأراضي الفلسطينية.
علاوة على ذلك، قال وزير الامن ليبرمان خلال حديثه للصحافيين، إنّ محمد المدني كان ناشطًا بين أوساط البدو وعرب إسرائيل وكان يحلم بإقامة حزب في البلاد، بحسب تعبيره.
وذكرت الصحيفة العبريّة أيضًا أنّ الجنرال بولي مردخاي، منسق عمليات الحكومة الإسرائيليّة في الضفة الغربيّة المُحتلّة أمر بسحب بطاقة “VIP” من محافظ الخليل كمال حميد، لأنّه قام بزيارة سرادق العزاء للفتى محمد طرايرة، من بلدة بني نعيم، الذي اقتحم قبل أسبوع مستوطنة “كريات أربع″ التي تقع في محيط المدينة، وقتل مستوطنة.
ونقلت الصحيفة عن مردخاي قوله إنّ دعم الإرهاب له الكثير من الصور، وضمنها زيارة سرادقات العزاء، مشدّدًا على أنّه سيتّم اتخاذ الإجراء نفسه ضدّ كل مسؤول في السلطة الفلسطينية يُبدي أيّ صورة من صور التعاطف والتكافل تجاه منفذي العمليات وعائلاتهم. يُشار إلى أنّ المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة لا تتردد في اتخاذ إجراءات عقابية ضد كبار المسؤولين في السلطة، والتي كان آخرها قرار وزير الأمن الجديد أفيغدور ليبرمان سحب بطاقة (VIP) من محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بحجة أنّه يجري اتصالات سياسية مع أطياف حزبية داخل إسرائيل.
وفي سياق متصل، نقلت قناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ الليلة الماضية عن مصدرٍ عسكريٍّ إسرائيليٍّ كبيرٍ، قوله إنّ تعاظم عمليات إطلاق النار التي تتم في الضفة الغربية مؤخرًا هو نتاج الضعف الكبير الذي طرأ على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. ونقل أوهاد حيمو، مراسل القناة في الضفة الغربية، عن مصدر كبير في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، قوله إنّ هناك الكثير من المؤشرات التي تدلل على بدء تهاوي السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر المصدر نفسه أنّ اتسّاع دائرة الشجارات في شمال الضفة الغربية وتجرؤ الجماهير الفلسطينية على مهاجمة منازل ضباط الأجهزة الأمنية يدلل على هذا الاتجاه.
من ناحيته، قال المعلق الإسرائيليّ المُخضرم بن كاسبيت، من صحيفة (معاريف) العبريّة، إنّ الانتقادات التي تُوجهها قيادات يمينية إسرائيلية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، في أعقاب العمليات الأخيرة، تدلل على غباءٍ سياسيٍّ. وتابع المُحلل، المُرتبط بدوائر صُنع القرار في إسرائيل من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، تابع قائلاً إنّه عندما ينصرف عباس فإنّ إسرائيل ستكون أكثر المشتاقين إليه، فهو الأكثر حرصًا على تواصل التعاون الأمنيّ والأكثر مرونة في المجال السياسيّ، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، يتضّح من بطاقة الـ(VIP) التي يمتلكها رئيس السلطة عبّاس، أنّ الاحتلال الإسرائيليّ يسمح له بالدخول لإسرائيل، ما عدا مدينة إيلات في الجنوب، ولكنّه بالمُقابل يرفض الاحتلال السماح له بالمبيت داخل الخّط الأخضر، بالإضافة إلى ذلك لا يُسمح له بقيادة سيارّة داخل الدولة العبريّة. كما أنّ البطاقة لا تُعرّفه بأنّه رئيس السلطة الفلسطينيّة، إنمّا مسؤول رفيع المُستوى في السلطة.
وقالت صحيفة (هآرتس)، التي تناولت الموضوع إنّ إسرائيل قررت منحه البطاقة في العام 2012 لمدّة شهرين فقط وتخفيض مُستواه الدبلوماسيّ، على حدّ تعبيرها

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار