تدمير خيار حل الدولتين

0
لماذا قرر ترامب نقل السفارة للقدس في الذكرى الـ70 للـنكبة ؟
يعتبر القرار الأمريكي الجديد بتحديد الرابع عشر من مايو / آيار القادم موعدا لنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، المسمار الأخير في نعش اللهاث وراء البحث عن مخارج لإعادة عملية السلام المتوقفة، ودليل آخر على المشاركة الأمريكية في تدمير خيار حل الدولتين .

ولعل اختيار الرابع عشر من مايو / آيار القادم والذي يكون عشية يوم الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية، يعد استفزاز صريح من قبل الإدارة الأمريكية لمشاعر الفلسطينيين، وقربان يقدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحكومة الاحتلال الصهيوني، في خطوة منافية للقانون الدولي .

‏ويرى الكاتب والباحث الأكاديمي د.علاء أبو عامر، أن الإعلان الأمريكي الجديد بنقل السفارة يوم 14/ 5 يقطع الطريق على المبادرة الفلسطينية في مجلس الأمن، هناك إصرار أمريكي على تصفية القضية الفلسطينية وتأبيد الواقع الحالي .

وأوضح أبو عامر وفق ما رصده تقرير، أنه حتى لو أجمع العالم على قبول المبادرة فإن الموقف الأمريكي يقتلها ، و أن نيكي هيلي وأدت المبادرة مباشرة بعد طرحها عندما قالت إننا (أي أمريكا) لن نتراجع عن القرار.

وذكر،أن الخيارات الفلسطينية واضحة كما قال الدكتور صائب عريقات وكرر خلال يومين الذهاب باتجاه حل الدولة الواحدة ، و الموضوع بحاجة إلى ترتيب واستراتيجيات نضالية وليس قراراً عشوائياً عاطفياً متسرعاً .

14 مايو المقبل

و قال مسؤول أمريكي لرويترز يوم الجمعة إن “من المتوقع أن تفتح الولايات المتحدة سفارتها لدى دولة الاحتلال في القدس في مايو أيار”.

وهنأ وزير المخابرات الصهيوني دولته “كاتس” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعلانه أن السفارة الأمريكية ستنقل إلى القدس في الذكرى السبعين لقيام دولة الاحتلال.

وقال كاتس في تغريده على تويتر “لا توجد هدية أفضل من ذلك. الخطوة الأكثر إنصافا وصحة. شكرا لك أيها الصديق”.

وذكرت القناة العبرية العاشرة، نقلا عن مسؤولين “إسرائيليين” بارزين أن نقل السفارة الأمريكية في “إسرائيل” إلى القدس سيتم يوم 14 مايو المقبل، وأنه سوف يتم في ذلك التاريخ مبدئيا نقل مصالح القنصلية إلى حي أرنونا في المدينة المحتلة.

وسيتزامن نقل السفارة الأمريكية مع إحياء إسرائيل للذكرى السنوية لقيام الدولة العبرية والتي تتزامن مع إحياء الشعب الفلسطيني الذكرى ال70 لنكبته عام 48 .

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في كانون الأول/ديسمبر الماضي اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي تحتل المدينة الفلسطينية منذ 1967.

والجدير بالذكر أن الملياردير الأمريكي سيلدون أديلسون اليهودي الأمريكي، يعد من أكبر الداعمين لحملة دونالد ترامب الانتخابية، وراج حديث كثير بشأن تأثير هذا الملياردير في سياسات البيت الأبيض، إزاء الدولة العبرية.

نظام رسمي عربي هالك ومنهار

من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات :” إن قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلي القدس في يوم نكبتنا هو إمعاناً في طعن شعبنا الفلسطيني والتنكر لحقوقه والعمل على إذلاله وتركيعه، والمتطرفة المتصهينة في الإدارة الأمريكية “نيكي هايلي” تقول بان قرار المتطرف ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال قد مر بسلام ولم تسقط السماء على الأرض كما قالوا لنا، وفي ظل نظام رسمي عربي هالك ومنهار ومتعفن ،يتواطأ ويشارك الإدارة الأمريكية مشروعها المسمى بصفقة القرن “صفة العصر ” لتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف عبيدات ، أن هذا القرار ليس فقط خروجاً سافراً ووقحاً على القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية،بل هو استهزاء واستفزاز لمشاعر كل العرب والمسلمين.

وعن الرسالة الأمريكية من وراء هذا القرار قال عبيدات:” هذه رسالة واضحة لشعبنا الفلسطيني،بأن الحل فقط،هو سلام اقتصادي،يقوم على شرعنة وتأييد الاحتلال،مقابل تحسين شروط وظروف حياة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال،مقايضة الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطينية برشى ومشاريع اقتصادية،وأنه لا حل لما يسمى بخيار الدولتين،ولا حق عودة وهنا الهدية التاريخية التي يتحدث عنها قادة الاحتلال و شطب حق العودة وتصفية قضية اللاجئين.

وأوضح، أن “نقل السفارة في هذا اليوم له مغزى ودلالات سياسية ، ولذلك السلطتين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقوى والأحزاب عليها ،أن تتخذ قرارات ذات بعد استراتيجي وترتقي إلى حجم الجرائم المرتكبة بحق قضيتنا ومشروعنا الوطني”.

خطوة أحادية لا تعطي شرعية

و قال نبيل أبو ردينه الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، إن “أي خطوة أحادية الجانب لا تساهم في تحقيق السلام ولا تعطي شرعية لأحد”، وذلك تعقيبا على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس في شهر أيار المقبل.

وأكد أبو ردينه أن” أي خطوات لا تنسجم مع الشرعية الدولية، ستعرقل أي جهد لتحقيق أي تسوية في المنطقة، وستخلق مناخات سلبية وضارة ” .

وعقب صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالقول:” أن هذا القرار “إمعانا في تدمير خيار الدولتين ، إضافة إلى استفزاز مشاعر جميع العرب والمسلمين ، في اختيار هذا الموعد ، الأمر الذي ندينه بأشد العبارات ، والذي يؤكد بان الإدارة الأمريكية قد عزلت نفسها عن أي دور كراع لعملية السلام ، لأنها وبمثل هذه القرارات قد أصبحت فعلا جزءا من المشكلة ولا يمكن لها أن تكون جزءا من الحل .”

وحذرت حركة “حماس”،من أن خطوة نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، “ستفجر المنطقة في وجه الاحتلال الإسرائيلي” ، وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم “حماس”، في بيان صحفي، وفق ما رصده تقرير” وكالة قدس نت للأنباء” إن “خطوة نقل السفارة الأمريكية لن تمنح الاحتلال أي شرعية أو تغير في حقائق ووقائع القدس ومعالمها”

من جهته اعتبر وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إن “اختيار هذا الموعد لتنفيذ قرار ترامب الباطل أصلاَ باعتبار “القدس عاصمة لدولة الاحتلال”، يؤكد مجدداَ بأنه لا يمكن القبول بالإدارة الأمريكية كراع لأي تسوية سياسية مستقبلية في المنطقة، لأنها بمواقفها المنحازة هذه، ستعمل على تصفية الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني وهو ما لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال .

توحيد الصف الوطني

بدوره قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن “قرار إدارة ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس في الذكرى السبعين للنكبة و التطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، يتطلب من منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية الرد فورا على هذا القرار بتنفيذ قرارات المجلس المركزي كافة و أولها وقف التنسيق الأمني بكل أشكاله و الانضمام الفوري للمنظمات الدولية الاثنتين و العشرين التي تعارض الولايات المتحدة انضمام فلسطين لها وأولها منظمة الملكية الفكرية.”

وأكد البرغوثي انه لم يبق مبرر بعد كل الذي جرى لمواصلة المراهنة على المفاوضات أو لاستمرار التردد في إنهاء الانقسام الداخلي و توحيد الصف الوطني.

هذا وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس “هو الصواب” ، وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها، في المؤتمر السنوي للمحافظين المنعقد في ولاية ماريلند، المجاورة للعاصمة واشنطن، بحسب وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية.

وأضاف ترامب، “نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس هو الصواب الذي علينا فعله” ، و تصريحات ترامب جاءت بعد وقت قصير من تأكيد مسؤولين اثنين في إدارته، للوكالة ذاتها، بأنه تم إبلاغ الكونغرس بتنفيذ قرار نقل السفارة منتصف مايو/ آيار المقبل.

وأشاد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإعلان الولايات المتحدة أنها ستنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في مايو أيار ووصف الإعلان بأنه “يوم عظيم لشعب إسرائيل”.

وقال بيان أصدرته سفارة الاحتلال في واشنطن باللغة العبرية “قرار الرئيس ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في ذكرى يوم الاستقلال القادمة يعقب إعلانه التاريخي في ديسمبر بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

وأضاف البيان “هذا القرار سيحول الذكرى السبعين ليوم الاستقلال إلى احتفال أكبر. نشكرك أيها الرئيس ترامب على زعامتك وصداقتك”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار