كلمة الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد

0

كلمة الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد

دمشق:15/7/2017م ـ المركز الثقافي العربي بالميدان

نلتقي هذا اليوم بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ـ لا لنحتفل وليس هذا احتفالاً, إنما لنحيي ذكرى شهداء شعبنا وثورتنا وفي جبهتنا وأمتنا, الذين ناضلوا وضحوا من أجل فلسطين كل فلسطين, ومن أجل الكرامة والعزة لهذا الشعب العظيم وهذه الأمة الذين قدموا خيرة الأبناء والآباء والأجداد من أجل تحرير والعودة.

نحيي هذه الذكرى لنؤكد مجدداً أن شعبنا جزء لا يتجزأ من هذه الأمة, وأن فلسطين هي جزء من بلاد الشام وهي جنوب سورية وسورية شمال فلسطين, وبلاد الشام جزء من هذا الوطن محوري الكبير, ونؤكد هذا الترابط مع أمتنا التي بدونها مهما كانت الظروف لا يمكن أن يحرر شبراً واحداً من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

نؤكد هذا الترابط مع قوى  ودول محور المقاومة في المنطقة التي احتضنت القضية الفلسطينية، حيث شكلت سورية بشعبها وقيادتها وجيشها القاعدة والحضن الكبير لثورتنا الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها لنؤكد الوفاء للتضحيات التي قدمها الشعب السوري العظيم في مسيرة الثورة والمقاومة.وللذين أشار الأخوة والرفاق ممن سيقوني في الكلمات إلى الأوضاع السياسية في فلسطين والمنطقة،لكن اسمحوا لي أن أشير إلى مايلي:

المشهد الفلسطيني له وجهان ـ ومشهد رسمي للمتنفذين والمتحكمين في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة.

هؤلاء ومعسكرهم ساروا في مسار التسويات المذلة التي عقدت في اتفاقات أوسلو مع العدو الصهيوني ، وراهنوا على أوهام التسوية التي لم تجلب لشعبنا إلا الكوارث والنتائج المذلة ومزايا من الاستيطان والتهويد والعدوان في ظل هذه الاتفاقات وملحقاتها التي جلبت العار لشعبنا والتي كبلته لمصلحة الاحتلال عبر التنسيق الأمني لأجهزة السلطة ومؤسساتها التي تلاحق رجال المقاومة وناشطي الانتفاضة إضافة إلى الارتباط مع الرؤيا التي تواطأت وتآمرت على فلسطين ومقاومتها.

واليوم تحاول توظيف الوضع الفلسطيني لمصلحة سياسات عربية وإقليمية تسعى لتطبيع العلاقات وإقامة تحالف مع الكيان الصهيوني وإنهاء الصراع عبر الدعوة الأمريكية لعقد مؤتمر إقليمي للقضية الفلسطينية وما سمي بصفقة القرن الهدف منها إقامة تحالفات مع أعداء أمتنا في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين والمنطقة.

إننا  بهذه المناسبة نحذر من السير في هذا المسار الخطير ، الي يهدف لتصفية حقوق شعبنا وقضيتنا والتآمر على الأمة بغطاء فلسطيني ودون أن يحصل الفلسطيني على أي شيء في اطار مشروع إلحاقه مع الأردن ومصر وشطب حق العودة والقدس.

هذا السيناريو المعد للقضية الفلسطينية في المرحلة القادمة،  ولكن هذا السيناريو ليس قدرا محتوما، لأنه يصطدم مع الوقائع في فلسطين والمنطقة, حيث  أن شعبنا مهما كلفه من ثمن لا يمكن أن يوافق على هذه المؤامرة الأمريكية الجديدة والتي مخاطرها تكمن في المشاركة العربية في التآمر على قضيتنا، إضافة إلى أن الصمود والانتصارات التي تحققت في سورية والعراق على المشروع الأمريكي ـ الصهيوني الرجعي التكفيري، ستعكس نفسها إيجابا على الوضع الفلسطيني.

 وبهذه المناسبة فإننا نتقدم بالتهنئة للشعب العراقي بتحرير مدينة الموصل ونتقدم بالتحية للجيش العربي السوري على الانتصارات التي يحققها في ميدان المعارك وعلى امتداد كل المحافظات السورية.

وفي هذا المجال لابد من التأكيد أننا منذ اللحظات الأولى للمؤامرة على سورية، حددنا موقفا واضحا مما يجري واعتبرنا ما يجري لا يستهدف سورية فحسب بل يستهدف القضية الفلسطينية، ولذلك استهدفت مخيمات شعبنا بقرار دولي وإقليمي وإسرائيلي من أجل تهجير ومحاولات شطب حق العودة، وبالرغم من المعاناة الكبيرة والنكبة الجديدة التي حلت بأهلنا في المخيمات إلا أنهم فشلوا في تحقيق كامل أهدافهم بالرغم من هجرة أكثر من  200ألف فلسطيني من المخيمات، والتدمير الذي لحق ببعضهم.

بهذه المناسبة فإننا نبشر أهلنا المهاجرين والنازحين من مخيم اليرموك وسبينة وغيرها بأن عودتهم إنشاء الله ستكون قريبة.

إننا نؤكد موقفنا الثابت بالوقوف مع سورية شعبا وجيشا وقيادة برئاسة القائد القومي العربيالكبير الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد، وسنبقى أوفياء لهذا الشعب العظيم الذي وقف وسجل عبر التاريخ الطويل مسيرة مشتركة مع الشعب الفلسطيني وقدم أبناؤه دفاعا عن فلسطين والأمة.

الأخوات والأخوة الأعزاء….

نلتقي اليوم ويشاركنا أخوة أعزاء من حزب الله والمقاومة اللبنانية،  ونحن كذلك نحيي ذكرى تموز المجيدة التي حققت أكبر انتصار على جيش الاحتلال الصهيوني والتي سجلت معجزة للمقاومة والعروبة والإسلام ولكل أحرار العالم.

إننا ونحن نحيي أخوتنا في حزب الله بقيادة القائد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله نؤكد له أننا سنبقى معا وجنبا إلى جنب حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا وأمتنا.

فتحية لشهداء الحزب اللذين سقطوا من أجل تحرير جنوب لبنان وفلسطين واللذين ناضلوا إلى جانب شعبنا ومقاومتنا، وقدموا التضحيات الجسام من أجل مواجهة القوى الإرهابية وداعميهم في سورية ويمثلوا نموذجا في التضحية والفداء والعطاء لأمتنا.

إن هذا الترابط بين دول وقوى ومحور المقاومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية وكل شرفاء أمتنا.

هو الكفيل بإحباط مشروع التصفية المعد للقضية الفلسطينية وكما تم احباط مشروع الشرق أوسط الجديد في سورية والمنطقة وبفضل هذه التضحيات والإرادة الصلبة لأطراف هذا المحور, فإننا على ثقة أن المقاومة والانتفاضة الفلسطينية ستتصاعد في المرحلة القادمة بدعم ومساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية وحزب الله.

وفي هذا المجال فإننا نحيي الدور والموقف الداعم لإيران لقوى المقاومة الفلسطينية ونعتبر أن هذا الدور الذي تضطلع به طهران شكل الحاضنة والحصن المنيع لقضيتنا في الوقت الذي تخلت عنها أغلبية الدول العربية.

فإننا لم نجد إلا إيران التي عززت قدرات المقاومة في فلسطين والتي مكنتها من مواجهة العدوان الصهيوني والحروب التي شنت على غزة فتحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها الحكيمة والشجاعة وعلى رأسها سماحة الإمام علي الخامنئي حفظه الله وعلى هذا الصعيد فإننا ندين ونستنكر ونشجب مشاركة وفد من السلطة الفلسطينية في مؤتمر المنافقين مما يطلقوا على أنفسهم مجاهدي خلق في باريس.

تحية للموقف والدور الذي اضطلعت به روسيا بقيادة الرئيس بوتين في المنطقة, هذا الدور الذي شكل الركيزة الأساسية في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي في سورية والمنطقة, إضافة إلى أن روسيا اليوم تضطلع مع جمهورية الصين الشعبية بدور كبير في إنهاء دور هيمنة القطب الواحد على العالم, وعودة تعدد الأقطاب, الذي سيعيد التوازن الدولي وإحباط سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المنفردة في العالم.

وفي الختام تحية لشعبنا العظيم في فلسطين وتحية لرجال المقاومة والانتفاضة المجيدة، وتحية لشهداء شعبنا وثورتنا وتحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.

ونعاهدكم أن نبقى أوفياء لمسيرة النضال المشتركة مع كل قوى شعبنا الحية، وأن نبقى أوفياء لأمتنا وفي المقدمة منها دول وقوى محور المقاومة في سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله الذين ضحوا بدمائهم الزكية التي تعمدت على ثرى فلسطين وسورية ولبنان دفاعا عن فلسطين والأمة.

ونحن أبناء الشعب العربي الفلسطيني سنبقى أوفياء لهذه التضحيات وهذا العطاء الذي خطه حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه، حيث ارتبطت مبادئه ومنطلقاته بمصير القضية الفلسطينية.

ونسجل نحن هنا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني منذ بدايات نضالنا أن سورية هي التي قدمت لنا السلاح الداعم  وفتحت لنا أبوابها للفدائيين الأوائل من الفلسطينين والسوريين والعرب الذين قاتلوا  في صفوف جبهتنا وثورتا المعاصرة.

نسجل بكل الفخر والاعتزاز بهذا الترابط الوطني والقومي ومع كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية، نسجل هنا الموقف القومي الكبير لسورية في احتضانها لشعبنا منذ النكبة حيث تعاملت وتعاطت مع أبناء المخيمات مثلما تتعامل مع المواطن السوي في الوقت الذي كانت تفرض فيه القيود على الفلسطينين في معظم الدول العربية، فعاش الفلسطيني في هذا البلد بكل عزة وكرامة وإباء.

  

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار