تل أبيب: حزب الله استمدّ الثقة مؤخرًا من انتصاراته في الحرب السوريّة ويعرض صورًا نادرة عن الحدود ومنظومة “العصا السحريّة” لم ولن تُلغي تهديد الصواريخ

0

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
من نوافل القول إنّ الإعلام العبريّ في إسرائيل، هو إعلام متطوّع لصالح الأجندة الصهيونيّة القائمة على الإجماع، والإجماع في هذه الأيّام يقضي بمُتابعة ومُواكبة التطورّات والمُستجدّات في كلّ ما يتعلّق بحزب الله اللبنانيّ، وبتطوير ترسانته العسكريّة، بما في ذلك الحصول على أسلحة دقيقة ومًتقدّمةً جعلت، باعتراف إسرائيليٍّ رسميٍّ، كلّ بقعة في عمق الدولة العبريّة، بما في ذلك المواقع الحساسّة، مفاعل ديمونا، المطارات والموانئ والقواعد العسكريّة في مرمى صواريخ المُقاومة، وليس فقط من الشمال، بل أيضًا من الجنوب، إذْ أنّ إسرائيل أقرّت بأنّ حماس تمتلك صواريخ قادرة على ضرب مدينة حيفا في الشمال، علمًا أنّ صنّاع القرار في تل أبيب يُحذّرون من أسوأ سيناريو وهو هجوم في آنٍ واحدٍ ضدّ إسرائيل من الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة.
في هذا السياق، ذكر موقع “NRG” العبريّ-الإخباريّ، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ الحرب الكلاميّة بين إسرائيل ولبنان مستمرة، وإلى جانب مواصلة التصريحات العدوانية من كلا الطرفين، يعرض حزب الله فيلمًا وثائقيًا يتضمن صورًا خاصّةً من منطقة الحدود مع لبنان، التي تُشكِّل بحسب ادعاءه دليلاً على تغييرٍ في المنحى بين إسرائيل وحزب الله. كما اعتبرت المصادر الإسرائيليّة عينها، بحسب الموقع، أنّه في حين أنّ لبنان يُبادر ويُهاجم، فإنّ إسرائيل تدافع عن نفسها، على حدّ تعبيرها.
وساقت المصادر الأمنيّة في تل أبيب قائلةً، كما أكّد الموقع، إنّه بعد أنْ أطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد تلميحات إلى بيروت في مراسم دخول منظومة اعتراض الصواريخ “العصا السحرية” الخدمة العملانية، وقال إنّه مَنْ يرغب بضربنا سيُضرب، أكمل نظيره اللبناني بردٍّ مشابهٍ، وقال خلال مقابلة مع شبكة “فرانس 24″ الفرنسية: أنا أعتقد أنّ إسرائيل ترغب بفتح حربٍ مع لبنان وليس حزب الله.
وفيما يتعلّق بمنظومة الاعتراض العصا السحريّة، قال مًحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، إنّ الردّ الإسرائيليّ على تهديد القاذفات والصواريخ ما زال بعيدًا جدًا من أنْ يكون كاملاً، ومن المُستبعد جدًا أنْ تصل إسرائيل يومًا ما إلى منظومة دفاع تُواجه تهديد الصواريخ كليًّا، على حدّ تعبيره. وساق المُحلل هارئيل، المُقرّب جدًا من دوائر صنع القرار الأمنيّ في تل أبيب، ساق قائلاً بلهجة سؤالٍ: كيف ستتمكّن منظومات الاعتراض الإسرائيليّة من إسقاط الصواريخ القادمة من حزب الله، علمًا أنّ التقديرات الإسرائيليّة تؤكّد على أنّ حزب الله سيدكّ عمق الدولة العبريّة يوميًا بمئات الصواريخ ذات الدقّة العاليّة.
بالإضافة إلى ذلك، لفت الموقع العبريّ، المحسوب على اليمين الإسرائيليّ، إلى أنّ هذا الكلام إضافة للكلام الذي أدلى به الرئيس اللبناني ميشال عون مؤخرًا هو تصعيد وينظرون إليه في إسرائيل بقلقٍ بالغٍ.
علاوة على ذلك، أشار الموقع إلى أنّ حزب الله استمد الثقة مؤخرًا من انتصاراته في الحرب السوريّة، ومن قدرات حليفه، الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد، في منع موطئ قدم للمسلحين على أرضه، مضيفاً أنّ التأييد على الساحة الداخليّة في لبنان ازداد كثيرًا، إضافةً إلى المساعدة التي يتلقاها من إيران، فإنّ روسيا تعتبر سندًا له أيضًا.
وزعم الموقع أنّ حزب الله يتجاهل قرار مجلس الأمن 1701 وهو يتجول كقوة مسلحة في جنوب الليطاني، وإذا كان في السابق يتجوّل عناصر الحزب بثيابٍ مدنيّةٍ، فإنّهم الآن أزالوا الأقنعة، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ حزب الله يراكم معلومات نوعية عن إسرائيل، بهدف ضربها وبشكلٍّ عامٍّ هو يستعد للجولة المقبلة، على حدّ تعبيره.
كما اعتبر الموقع أنّ الوضع حاليًا بات قابلاً وبشكلٍ كبيرٍ للانفجار، في حين أنّ أحدًا من الطرفين، أيْ حزب الله وإسرائيل، غير معني بمواجهة في هذه المرحلة، ولكنّه شدّدّ على أنّه في ديناميكيّة مواجهات كهذه يُمكن أنْ تتدهور بسرعةٍ وتتطور إلى حربٍ، بحسب تعبيره.
في غضون ذلك، لفت الموقع، إلى أنّ حدّة التصريحات تزداد، ويبدو أنّهم نسوا في لبنان بعضًا من الدمار الذي تعرضوا له في العام 2006. وبرأي المصادر الإسرائيليّة، كما أكّد الموقع، فإنّ المستوى السياسيّ يتكيّف مع حزب الله، والانفجار من الممكن أنْ يكون أقرب من أيّ وقتٍ مضى، والدليل على ذلك هو استمرار الحرب النفسية التي يشنها سيّد المُقاومة، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله ورجاله، والتي تجلّت في الإشارة إلى إسرائيل بأنّها قوة انهزامية.
وفي معرض تعليقه على التحقيق الذي عرضته قناة المنار قال الموقع إنّه وبتوقيتٍ ليس مفاجئًا، حزب الله يعرض صورًا نادرةً، ربمّا ثمرة معلومات جمعها مؤخرًا عن إسرائيل، تحت عنوان “جدار الوهم”، على حدّ قوله.
وخلُص الموقع العبريّ إلى القول، نقلاً عن المصادر الأمنيّة الرسميّة الإسرائيليّة، إنّه في نهاية جولةٍ إضافيّةٍ من المعارك، وبعد أنْ يُنشر التحقيق يبقى أنْ نرى إذا كانوا سيردون في إسرائيل عليه وكيف، على حدّ قوله.
عن رأي اليوم

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار