الاجتماع الاول اللجنة التحضيرية لإطلاق الحملة العالمية لابطال وعد بلفور المشؤوم: عدلي الخطيب “أبو فاخر”

0

سيشارك فيه الفصائل الفلسطينية الـ 14 والفعاليات الوطنية على مختلف مهامها ومسؤولياتها السياسية والشعبية والثقافية والإعلامية والحقوقية تمهيداً لاطلاق الحملة العالمية التي يجري التحضير لها بمناسبة حلول الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم 2/11/1917.
ويشكل هذا الاجتماع التحضيري المقدمة لإلتئام اللجنة الفلسطينية-السورية المشتركة التي تؤسس لإطلاق الحملة العالمية هذه.. وعلى أبواب هذه الاجتماعات لا بد من إلقاء الضوء على عدد من النقاط تساهم في تحديد مهام اللجنة والأهداف المنوي تحقيقها كوجهة نظر وموقف لابد من إبرازه وتوضيحه.
يكتسب التحضير لإطلاق الحملة العالمية هذه أهمية كبيرة، وخاصة إذا ما أحسنت الفصائل والفعاليات الوطنية على مختلف اختصاصاتها إدارتها بشكل دقيق وعلى مختلف المستويات.. وتلعب الساحة الفلسطينية دوراً هاماً وفاعلاً في هذه الحملة الأمر الذي يلقي عليها مسؤوليات وأعباء كبيرة، ولسوف تؤثر إيجاباً أو سلباً في كافة الأنشطة والفعاليات ومضامينها السياسية في مختلف الساحات العربية والإسلامية والعالمية.. الأمر الذي يؤكد على تجنب الخلافات والاختلافات في تحديد المهام والأهداف المنوي تحقيقها.. وإذا كانت مقولة تعدد الآراء ووجهات النظر التي سادت في ساحتنا الفلسطينية والتي جرى تمرير العديد من السياسات من تحت عباءتها قد استنفدت أغراضها في مرحلة معينة، فإن إعادة إحيائها من جديد بهذه المناسبة تحديداً يلحق بأفدح الأضرار ليس بهذا النشاط وهذه الحملة تحديداً بل بالقضية كلها تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.
ستفتح الحملة العالمية هذه الباب واسعاً لإعادة طرح الرواية الفلسطينية كاملة، وإعادة استحضار جذر الصراع مع المشروع الاستعماري الغربي وأهدافه ومسؤولية المجتمع الدولي برمته عن الظلم والعدوان للاغتصاب والتشريد والتهجير والمجازر المرتكبة.
فلقد كان وعد بلفور إحدى وثيقتين رئيسيتين شكلتا التاريخ الحديث في الشرق الأوسط، أما الوثيقة الثانية فهي اتفاقية سايكس بيكو، وجاء الوعد نتيجة لهذه الاتفاقية إلا أن أهميته تفوق الاتفاقية نفسها، على حد ما جاء على لسان الكاتب والصحفي البريطاني ديفيد هيرست في كتابه البندقية وغصن الزيتون.
وعد بلفور كان بمثابة البراءة الدولية التي سعى لها هرتزل منذ المؤتمر الصهيوني الأول 1897، وتوفي قبل أن يحققها لكنها تحققت على يد خليفته حاييم وايزمن.
الوعد كان حاضراً في مؤتمر سان ريمو 1920، الذي منح فيه الحلفاء بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وكان حاضراً في عصبة الأمم التي صادقت في تموز 1922، على صك إقرار الانتداب الذي يتضمن نص وعد بلفور وتخويل بريطانيا تنفيذ الوعد.
لقد فتحت بريطانيا الباب واسعاً للهجرة الصهيونية لفلسطين ومنحت الوكالة اليهودية الأراضي اللازمة لبناء المستعمرات وهي التي سلحت ودربت العصابات الصهيونية وقاتلت معها وإلى جانبها في كل المعارك التي خاضتها وهي التي قمعت الانتفاضات والثورات كما حصل في هبة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936، وهي التي زجت الثوار الفلسطينيين في سجونها ومعتقلاتها ونفذت أحكام الإعدام الأولى التي طالت الشهداء الزير وجمجوم وحجازي في عكا، وهي التي علقت على أعواد المشانق 45 مناضلاً فلسطينياً بالفترة ما بين تشرين أول 1937 وكانون ثاني 1938، وهي وراء كل مشاريع التقسيم بما فيها مشروع التقسيم عام 1947، الأمر الذي يطرح على الحملة مهمة تحميل بريطانيا مسؤولية الكارثة والنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وملاحقتها على جرائمها المرتكبة في المحاكم الدولية وإدانتها وإدانة تاريخها الأسود أمام كل المنابر العالمية ذات الشأن والاختصاص الأمر الذي لا يمكن لفلفته بمطالبتها بالاعتذار.
والحملة هذه مناسبةً لتحميل الحكام العرب مسؤولية التفريط بفلسطين وهم كانوا وراء إجهاض ثورة عام 1936، وإحالة ملف فلسطين لحسن نوايا صديقتهم وحليفتهم الحكومة البريطانية التي أخذت الغطاء من هؤلاء الحكام لمواصلة المشروع الاستعماري على أرض فلسطين.
مسؤوليتنا نحن الفلسطينيين في إطار هذه الحملة مسؤولية كبيرة.. سيجري مخاطبة الشعب الفلسطيني بأجمعه عن المؤامرة التي تعرض لها قبل 100 عام ولازال يدفع فاتورتها حتى اللحظة من الدماء والتضحيات وسيجري مخاطبة الأمة العربية بشكل يوضح طبيعة الصراع وأطرافه وأهداف الدول الاستعمارية من وراء احتضان المشروع الصهيوني، وستكون فرصة لمخاطبة الرأي العام العالمي خطاباً لا يحتمل المداورة ولا الدبلوماسية ولا الاخفاء.
ونحن لسنا أمام ذكرى مشؤومة نستذكرها فحسب بل أمام النكبة التي طالت فلسطين القضية والأرض والشعب… فلنكن جميعاً على مستوى المسؤولية الوطنية.. وثقتنا كبيرة في أن نكون جميعنا لها وبمستواها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار