في لقاء خاص وحوار خاص وحصري لـ”موقع بيلست”مع الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة طلال الناجي ابرز قادة الصف الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة

0

في لقاء خاص وحوار خاص وحصري لـ”موقع بيلست”مع الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة طلال الناجي ابرز قادة الصف الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة

اعداد وحوار جو ترزي ـ راما قضباشي

تسارع  دائرة التطورات في المنطقة العربية، لا سيما بعد أن سقطت أنظمة سياسية كانت قائمة وجاءت بدلاً منها أنظمة أخرى بفعل الثورات لكنها لم تدم طويلاً وسرعان ما سقطت هي الأخيرة، الأمر الذي جعل من القضية الوطنية الفلسطينية بعيدة عن محور اهتمام العرب مع أنها قضية حاضرة بكل الأوقات باعتبارها الأبرز والأهم في الشرق الأوسط.

وفي ضوء تلك المتغيرات على الساحة العربية والدولية لا يزال الفلسطينيون يعيشون حالة من الانقسام السياسي بين أكبر فصيلين في الساحة الفلسطينية “فتح” وحماس” الأمر الذي أضعف قدرات الشعب على الصمود أمام التحديات الإسرائيلية التي تمعن في فرض المزيد من الانتهاكات بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، بالمقابل لم يتوصل الفلسطينيين حتي هذه اللحظة لبرنامج سياسي موحد يمكنهم من المواجهة.

ناقش   في حوار مطول الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، واحد من ابرز قادة الصف الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة حول تطورات القضية الفلسطينية في ظل التطورات بالمنطقة وانعكاساتها على الحالة الفلسطينية وأستعرض معه خيارات الفلسطينيين في ظل الانقسام وانسداد أفق المفاوضات مع الإسرائيليين إضافة إلى التغيرات التي أحدثتها الشعبية في صفوف قياداتها وموقفها من المقاومة السلمية وملفات أخرى.

الرفيق طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، واحد من أبرز قادة الصف الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة.

ضيفنا في هذا الحوار قائد لفصيل آمن بتحرير الأرض والإنسان من أجل النهوض بطموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال واستعادة الأرض من المغتصبين الصهاينة.

اليوم فلسطين على مفترق طرق، وكذلك العرب على مفترق طرق، بعد ان فقدوا عوامل قوتهم وتفرقت بهم السبل، تتكالب عليهم الأمم والقوى الاستعمارية، من اجل رسم خرائط جديدة للمنطقة وإيجاد كيانات ودول تابعة، لمتابعة نهب ثروات وخيرات المنطقة وتمزيق شعوبها، شؤون وشجون فلسطين والأمة والمنطقة تؤرق كل قائد وكل مفكر وكل مثقف وكل وطني غيور في ظل ما يجري والسؤال دائما هو فلسطين والعرب الى اين ؟.بهذه المقدمة نستهل اللقاء مع الرفيق طلال ناجي (أبو جهاد) نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة.

وفيما يلي نص الحوار بالكامل:

 

س1: الرفيق المناضل د.طلال ناجي الأمين العام المساعد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ـ نبدأ معكم مما يسمى الربيع العربي، وهي مغايرة لقضية عمرها من عمر التاريخ، حين أطلق عليها كلمة “المؤامرة”، للتهرب من أعباء الواقع، نسألكم حدود الالتباس بما يسمى “ثقافة المؤامرة”، دون الافراط المضاد في نفي وجودها، أو تحويلها إلى مشجب للاخفاقات والاحباطات.

إن ظواهر التاريخ المشابهة لا تقرأ بثنائيتين: إما…أو…، أي  بين لونين الأبيض والأسود فقط… قراءتكم وتعليقكم؟

اعتبر  ان ما يسمى بالربيع العربي ليس عملا عفويا بل مؤامرة اميركية غربية غايتها انتاج ثقافة جديدة في السياسة والنظم الاقتصادية والتعليمية والثقافية.

وان ما يسمى بالربيع العربي وما شهدناه من صراعات، من اجل اسقاط الدول العربية المتمثلة بالجيوش العربية والأنظمة المقاومة والممانعة لنهج التفريط والالتحاق بسياسة امريكا والكيان الصهيوني الغاصب، ولا يزال يواصل صيحاته التغييرية حتى الان مسخرا الاعلام الدولي والإقليمي، لتسويقه لعامة الناس بالكذب والتضليل.

إن ما يسمى بالربيع العربي، ليس عملا عفويا بل مؤامرة كبرى، غايتها انتاج ثقافة جديدة تتمثل بالتنازل والتفريط بالحقوق الوطنية والقومية المشروعة،  والانتقال من محور المقاومة والممانعة إلى محور المساكنة والمهادنة والتفريط الذي تسعى اميركا لتثبيته وتعميمه، عبر استخدام الاسلام السياسي المتمثل بالإخوان المسلمين وعبر استجلاب الارهاب والإرهابيين من كل أصقاع العالم، التي احتضنتها ومولتها بشكل خفي أمريكا والدول الغربية والكيان الصهيوني، وبعض دول الخليج العربي، وعلى رأسها قطر والسعودية.

بعد مرور ست سنوات على المؤامرة العالمية التي ضربت بعض الدول العربية، واستثنت الدول الخليجية، بدأت خيوط المؤامرة تتضح واللمسات الغربية الاميركية الخليجية الخبيثة تظهر على السطح.

أما مواجهة هذا المخطط الاميركي فهي تكمن فى توعية الشعوب، بأبعاد المؤامرة عبر الاعلام الوطني، وعبر فضح الدول المشاركة في محاولة تدمير المقاومة عبر تدمير الجيوش الوطنية.

ونطلب من الدول العربية المنضوية تحت محور المقاومة، دعم وبناء المؤسسات الاعلامية الوطنية، التى ستساهم فى توعية الشعوب، كذلك تواصل قيادة الدول مع الشعوب باستمرار لطمأنتهم، ولعرض كل ما هو جديد، حتى لا تنخدع الشعوب مرة أخرى هذا بالإضافة الى تجديد الخطاب الديني، بواسطة شيوخ نثق فى وطنيتهم، حتى لا يتم استغلال الدين، في تحقيق اهداف المؤامرة مرة اخرى.

ونؤكد أن الظروف الاقتصادية ازدادت سوءا بعد اندلاع احداث ما يسمى بالربيع العربى وهي الاخطر على الاطلاق لأنها تجعل من يملك وضعا اقتصاديا قويا من الدول يملي شروطه على دول الربيع العربى التى تعانى من ازمات الصراعات الإرهابية وقد قال كيسنجر ان طرق السيطرة على الشعوب هي التجويع، وهذا ما نراه الان من سيطرة بعض الدول على دول اخرى لأنها تملك قدرات اقتصادية.

DSCF1708س2: المخيمات الفلسطينية في سورية، رفعتم لواء الدفاع عنها، ورفع البعض الآخر شعار “عدم التدخل” في الشؤون العربية الداخلية، وتحييد المخيمات، كيف تراجعون التجربة التي تخللها جرائم بشعة وفظائع همجية كما جرى مع الطفل الفلسطيني عبدالله عيسى(11عاما)، نسألكم أيضاً عن مصير المخيمات بدءا من مخيم اليرموك، كيف يمكن أن نتحرك بشكل جاد من أجل حل أزمة المخيمات؟

ان مناقشة وتدارس أوضاع مخيماتنا في سورية، وما آلت إليه أوضاع الفلسطينيين في التجمعات والمخيمات الفلسطينية؛ يقع ضمن ما تتعرض له سورية من مؤامرة تستهدف سورية، وتستهدف فلسطين والأمة العربية، والعدوان بلغ ذروته في حلب، وقام أهلنا في حلب بتشكيل لواء القدس لمؤازرة الجيش العربي السوري، وهذا اللواء يقوم بجهد كبير ويبلي بلاءا حسنا، ويقوم بواجبه دفاعا عن أهلنا في حلب ومساندة للجيش العربي السوري في معاركه مع المسلحين ففي حلب مقدمة للانتصار في كل سورية”.

أما أوضاع مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية، والخطوات المطلوبة لمعالجة القضايا التي تتعلق بأبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات، والخطوات اللازمة لدعمهم والمخاطر التي تواجههم تفرض على أهلنا في داخل المخيمات وخارجها، وعلى الفصائل الفلسطينية أن تكون يداً واحدة، في وجه كل من يحاول العبث بأمن المخيمات، وحرفها عن حقيقتها، بأنها خزان للثورة، ورافداً من روافد الثورة الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية المجاهدة، ضد الكيان الصهيوني الغاصب.

كذلك علينا جميعاً أن نطالب، بخروج المسلحين، من المخيمات الفلسطينية، وعودة المهجرين إليها، ليقوموا بواجبهم بالدفاع عنها لحمايتها، من الارهابيين، المتمثلة بالنصرة وداعش، والجماعات المسلحة الاخرى.

وأذكر أننا في تحالف القوى الفلسطينية، طلبنا من جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، ومن الدول الداعمة للعصابات المسلحة والمؤثرة عليها، العمل على تحييد المخيمات، وعلى رأسها مخيم اليرموك، رمز التمسك بالثوابت الفلسطينية والمتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم في فلسطين.

س3: كيف تقرأون الانقلاب الفاشل في تركيا، وهي تعيش الآن على ارتداداته الشاملة على العامة، في تركيا، هناك ضباب كثيف، تراه موسكو من خلال اشتراطاتها لأنقرة بالاستدارة الاستراتيجية، وتركيا عضو في الأطلسي وموسكو  تطالب أنقرة بانعطافة حادة باتجاه وفاق تحالفي أشمل، هل سيتمكن أردوغان وحزبه من الاجابة على الاسئلة والاشتراطات… أم سينزلق مجددا إلى مربع الفوضى المتداعي..؟! هل عمّق الانقلاب الهوة مع واشنطن.. وهل سيعززها مع موسكو؟

أن التحليلات تكثر حول ملابسات الانقلاب التركي: بعضها يجزم بأن محاولة الانقلاب ضد أردوغان ما كانت لتحصل لولا وجود ضوء أخضر أمريكي أو إيحاء به في مكان ما.. في المقابل، كان لافتاً جداً الموقف الروسي من الانقلاب وهو في ذروته، إذ شدد لافروف على متانة العلاقة مع الحكومة الشرعية.

الجمهورية الاسلامية في إيران هي الأخرى، سارعت إلى التنويه بالعلاقة مع الحكومة الشرعية، ورفض الانقلاب، ووضعت موقفها هذا في سياق دعمها للحكومات الشرعية، وعلى رأسها الحكومة السورية، في غمز واضح من قناة تركيا التي تعادي الحكومة الشرعية في دمشق.

كل هذه المؤشرات قد تدفع الرئيس التركي الى الاستمرار في ما بدأه مع الروس من تقارب، وتغيير في الموقف حيال سورية. ذلك أن رصيد روسيا بعد الانقلاب، بات أكبر لدى أردوغان من رصيد حلفائه التقليديين في واشنطن وبروكسل، المتهمين بشبهة العلاقة لهما في الانقلاب حتى يثبت العكس، وخاصةً في ظل التصريحات الأوروبية التي تنهال عليه بخرقه الدستور، والإجراءات القانونية في تعاطيه مع الانقلابيين.

DSCF1706س4: تعليقكم على زيارة اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي للكيان الصهيوني، ولقاءاته مع مسؤول التنسيق الأمني في الضفة وترافقه بعثة من الأكاديميين ورجال أعمال سعوديين؟

ان لقاءات عشقي مع المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والأمنيين والتصريحات التي أدلى بها هي أمر خطير وهي تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، والعدو صديقاً والصديق عدواً.

إن اللواء المتقاعد أنور عشقي معروف بمواقفه القريبة من مواقف الكيان الصهيوني، وأوضح أن ما يقوم به جاء بقرار وتكليف من السلطات السعودية، قائلاً: “هم لا يخجلون من التطبيع مع إسرائيل”.

وأن النظام السعودي هو المسؤول الأول، عما يجري من أحداث في سورية والبحرين واليمن وليبيا والعراق، وفي كل المنطقة، لأنه يريد أن يقضي على محور المقاومة الممتد من الجمهورية الاسلامية في إيران مروراً بالعراق وسوريا وحزب الله في جنوب لبنان والفصائل الفلسطينية المقاومة والمجاهدة ضد الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، بكل الوسائل التي يملكها، من مالية واقتصادية وعسكرية لفرض نفوذه.

فالسعودية تحاول أن ترسم مسار المنطقة لترسيخ علاقاتها مع الكيان الصهيوني، فهي تتصرّف بحمق فتقتل وتدمّر دون أن تحسب أي حساب، لتدمير البلاد العربية والجيوش والبنى التحتية، ولا تهتم بالدماء والدمار طالما ان هذا يخدم الأجندة الأمريكية والغربية والصهيونية، وها هي تكشف عن صورتها الحقيقية في العلاقات المكثّفة التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة لإعادة التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

ألمح المسؤول السعودي انور عشقي إلى أن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي العدو المشترك بين السعودية والكيان الصهيوني، ولا توجد اي صعوبة لديهما لتحديده.

وأكد أن دولة الاحتلال الاسرائيلي يمكن أن تكون شريكة وعضواً فاعلاً في المنطقة الحرة التي ستقام في سيناء بعد إقامة جسر الملك سلمان الذي سيقام فوق خليج العقبة.

تواجه المملكة السعودية أزمات متلاحقة، بسبب تراجع أسعار النفط وعوائده، وفشل حربيها في اليمن وسورية، وازدياد احتمال مقاضاتها أمام محاكم أمريكية بدعم الارهاب، وصدور قرار عن الأمم المتحدة وأمينها العام بقتل أكثر من 500 طفل في اليمن، ولكنها ترتكب خطأ كبيراً إذا اعتقدت ان التقارب مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه سيساعدها في تجاوز هذه الأزمات، بل ربما يعطي نتائج عكسية تماماً، خاصة على صعيد تأجيج السخط الشعبي الفلسطيني والسعودي والعربي الاسلامي.

س5: القدس الشرقية المحتلة عام1967 تتهود، اولى القبلتين وثالث الحرمين  تتهود بقيود الاحتلال وتعيش أسوأ أيام تاريخها، والضفة الفلسطينية تعيش حملة استيطان مسعورة…رؤيتكم كيف يكن أن تنهض الحالة الوطنية الموحدة، وكيف يمكن أن يعاد بناء منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية الديمقراطية كي تنهض بأعباء المرحلة القادمة؟

وإعادة تعريف المشروع الوطني وإيجاد المؤسسة الجامعة والقيادة الموحدة، بالاستناد إلى برنامج سياسي يجسد القواسم المشتركة والحقوق والأهداف الفلسطينية، بحيث يتم التعامل مع مسار المصالحة وإنهاء الانقسام في سياق استعادة الوحدة الوطنية في إطار عملية إعادة بناء منظمة التحرير.

ونؤكد على ضرورة أن تأخذ عملية إعادة بناء المنظمة بالاعتبار الإشكاليات التي رافقت تطور النظام السياسي في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو، لاسيما من حيث شكل ودور ووظائف السلطة الفلسطينية في ظل انسداد أفق التسوية السياسية، وعلاقتها بالمرجعية الوطنية العليا ممثلة في منظمة التحرير، وواقع الانقسام والتجزئة، إضافة إلى التداعيات والآثار الإستراتيجية المترتبة على رفع مكانة فلسطين إلى دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، من حيث التمثيل ودور ومكانة المنظمة والحقوق التاريخية الجمعية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.

ونعتقد  أن مشروع تجديد منظمة التحرير ينطوي على بعد تاريخي- سياسي كونه لا يأتي من فراغ، بل هو امتداد لعملية إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية التي بدأت في عقد الستينيات، مع صيانة حق العودة.  وهناك البعد الوجودي لإعادة بناء المنظمة كون بناء مؤسسة كيانية وطنية واحدة وموحدة يعني وجود المرجعية التي تقع عليها مسؤولية حماية حقوق ومصالح التجمعات الفلسطينية المعيشية والحقوقية والحياتية، وبخاصة أن العديد من التجمعات والجاليات والمخيمات الفلسطينية تعرضت، ولا تزال، في العقدين الأخيرين إلى اعتداءات وسياسات تمييزية ما كان لها أن تأخذ الأشكال التي أخذتها لو توفرت منظمة تحرير فاعلة وقادرة على التحرك السريع وتملك أدوات الفعل والتأثير.

DSCF1703س6: سبق خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال: “إن تركيا وضعت شرط كسر الحصار عن القطاع مقابل تطبيع العلاقات ولو تخلت عن هذا الشرط  لتفاهمت منذ زمن”، والسياسة تقول “نعم للمصالح” ماذا تقولون عن مراهنات حماس في تركيا في معالجة أوضاع غزة؟

نقطة التحول في العلاقة التركية مع الكيان الصهيوني، كانت في 31/أيار/2010، بعد حادثة سفينة مرمرة، التي ارادت تركيا من خلال اسطول الحرية، كسر الحصار على قطاع غزة، وكانت النتيجة ان هاجمت اسرائيل الاسطول وأوقعت عددا من الضحايا مما ادى الى وقوع ازمة سياسية بين البلدين.

توصُّل الطرفان التركي والإسرائيلي إلى اتفاق في 28/حزيران/2016، لتطبيع العلاقات بينهما كان أشبه بصفعة للمراهنين على الدور التركي تجاه رفع الحصار عن غزة، خصوصاً بعد تخلي أنقرة عن وعدها برفع كامل للحصار عبر بناء ميناء بحري أو حتى تأمين ممر بحري لدخول الافراد والبضائع إلى القطاع.

الوعود التركية تبخرت سريعاً مع إعلان الاتفاق. لا ميناء سيبنى ولن يكون هناك ممر، واقتصر «فكّ الحصار» على إدخال «مساعدات» كانت تدخل أساساً، إضافة الى بناء محطة كهربائية ستمر شبكتها عبر الأراضي المحتلة، وقد تستغرق عدة أعوام للانتهاء منها.

وجاء الموقف التركي عكس ما تعهّد به الرئيس رجب طيب أردوغان في خطابه، عن عدم تخلي أنقرة عن غزة والعمل على رفع الحصار بشكل كامل، إذ في الوقت الذي كان يلقي فيه خطابه، كانت الطواقم الفنية الإسرائيلية والتركية تبحث في سويسرا في تفاصيل الاتفاق.

التخلي التركي عن مطلب رفع الحصار عن غزة شكّل خيبة أمل لحركة المقاومة الإسلامية ـــ حماس التي بقيت تدافع عن الاتفاق حتى اللحظات الاخيرة.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، قد صرح أمام صحافيين في الدوحة، أن «تركيا لم تتخلَّ عن طلب رفع الحصار، وأن كل ما ينشر حول ذلك لا يتعدى كونه شائعات». وقال إن «تركيا أصرّت على مطلب رفع الحصار، ولولا إصرارها على هذا الشرط لتم توقيع الاتفاق منذ عدة أشهر.»

وبعد مرور يوم واحد على حديث «أبو الوليد»، خذل أردوغان محبّيه في الحركة، لـ«يجبرهم» على عدم التعليق على إعادة تطبيع العلاقات مع تل أبيب، خصوصاً أنّ أنقرة اعتُبرت حليفاً استراتيجياً لحماس في فترة الفتور في العلاقة مع إيران.

وحاولت أوساط سياسية وإعلامية تركية الترويج بأن «الحركة» كانت موافقة على الاتفاق، ما استدعى رداً من القيادي أسامة حمدان الذي رأى في تعليق على صفحته على موقع «تويتر» أن الاتفاق كان قرار تركيا من دون تدخّل حماس.

بدوره، قال ممثل حماس في طهران، خالد القدومي، إن «التطبيع شرّ محض، ولا يجوز أن نشرعنه من خلال زجّ اسم حركة مثل حماس.»

وأفادت مصادر قريبة من الحركة بأن أنقرة «طلبت منهم الهدوء وعدم التعليق على الاتفاق، ووعدتهم بمواصلة البحث في القضايا الإنسانية الاخرى في الفترة المقبلة.»
وبحسب مصادر متابعة، فإن الحركة «أبلغت الأتراك رفضها التطبيع بشكل مطلق مع العدو، وأنها ستلتزم الصمت، حتى لا تخسر تركيا التي وعدتها بتقديم مساعدات اقتصادية وإغاثية.»

لغة النفاق و لغة المصالح المشتركة التي يستعملها أردوغان لن يفيد لا مصالح تركيا، ولا مصالح حماس و غزة في النهاية .. نعم سيحاول أردوغان إلى حد ما تدجين المقاومة الفلسطينية، وإدخالها رويدا رويدا إلى بازار مفاوضات التنازل والتفريط، بالحقوق الفلسطينية لصال الصهاينة، مقابل فتات «ميناء ومطار تحت سيطرة الصهاينة» .. لكن هذا سيعجل بنهاية دور أصحاب فقه الاستسلام لأمريكا والغرب و بروز جيل جهادي قوي جديد يمضي لتحرير فلسطين و لا يلتفت لأحد.

س7: كلمتكم للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة؟

نحن بحاجة الى مراجعة الرؤية القديمة، و تبني رؤية جديدة عملية و مؤثرة و فاعلة، يكون الهدف المركزي للحركة الوطنية، العمل على تغيير ميزان القوى، بيننا كجزء من محور المقاومة الممتد من الجمهورية الاسلامية الايرانية، مروراً بالعراق، والجمهورية العربية السورية، والمقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله المجاهد، و بين المحور المعادي المتمثل بالإمبريالية الأمريكية والدول الرجعية العربية، والكيان الصهيوني الغاصب، وابتكار أساليب كفاح ذكية و جديدة، تركز على نقاط ضعف الكيان الصهيوني.

ولا بد من الاشارة الى الوضع الحالي، و فهم نقاط قوة وضعف الشعب الفلسطيني من جهة، مقابل نقاط قوة وضعف الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني من جهة أخرى وما نجحت في تحقيقه الحركة الصهيونية وما فشلت به.

إن الكيان الصهيوني الغاصب يسعى لكسب الوقت لفرض الحقائق على الأرض، المتمثلة في التوسع الاستيطاني والتهويد، ومواجهة العامل الديمغرافي.

إن المخطط الصهيوني وأهداف الحركة الصهيونية لم تتغير منذ بداية القرن الماضي، ولكن المشروع الفلسطيني هو الذي تغير.

ويجب على الجميع أن يكون في مركز قرار واحد من خلال تطوير و تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

وتوحيد طاقات مكونات الشعب الفلسطيني، والذي يعتمد على توحيد فلسطينيي الداخل المحتل، وفلسطينيي الآراضي المحتلة الضفة والقدس وغزة، والفلسطينيين في الشتات.

وعلينا في  هذه الفترة أن نراجع انفسنا باخلاص وصدق، ونراجع اين نقف، والى أين نتجه، ونتخلى عن تعصبنا التنظيمي والسياسي، ونراجع اخطاءنا السابقة، وان نتطلع مع بعض كشعب واحد نحو المستقبل، محاولين أن نعيد بناء مشروعنا الوطني الجامع على أسس صحيحة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار