د.بثينة شعبان….أن المؤامرة التي تدفع أمتنا العربية في مختلف أقطارها هي مؤامرة ليست من أجل احتلال الأرض ونشر الارهاب، وإنما هي من أجل تدمير الحضارة والثقافة، لذلك فالمقاومة الثقافية هي مقاومة هامة جدا”.

0

د.بثينة شعبان….أن المؤامرة التي تدفع  أمتنا العربية في مختلف أقطارها هي مؤامرة ليست من أجل احتلال الأرض ونشر الارهاب، وإنما هي من أجل تدمير الحضارة والثقافة، لذلك فالمقاومة الثقافية هي مقاومة هامة جدا”.

 

أقامت مؤسسة القدس الدولية ـ سورية يوم القدس الثقافي في مكتبة الأسد بدمشق 72/7/2016، تحت عنوان “تجليات القدس في الشعر العربي المقاوم” بحضور د.بثينة شعبان المستشارة الاعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية العربية السورية رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية سورية، والأستاذ مسعود صابري المستشار في سفارة الجمهورية الاسلامية في دمشق، والسيد باسل الجدعان رئيس مجلس إدارة المؤسسة ود.سفير جراد مدير مؤسسة القدس سورية، د. طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، د. ماهر الطاهر – مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأبو فاخر الأمين المساعد لحركة فتح الانتفاضة، وعدد من الكتاب والمثقفين الفلسطينين والسوريين، والمنظمات الشعبية الفلسطينية والسورية.

DSCF1651

بدأت الندوة بالنشيدين العربي السوري والفلسطيني وتم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن فلسطين وتضاريسها ومعالمها الأثرية من النهر إلى البحر.

وأكد د.حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية سابقا، في محاضرته التي ألقاها أن اليبوسيون (الكنعانيون) قد بنوالقدس في الألف الثالث قبل الميلاد باعتراف الباحثين الغربيين قبل غيرهم كالمؤرخ الأمريكي (أولبرايت) حيث قال: “لدينا من البراهين والأدلة ما يثبت أن الكنعانيين استقروا في القدس وفلسطين منذ أوائل الألف الثالث قبل الميلاد.

وأشار د.جمعة إن القدس من أقدم المدن القديمة التي حملت اسم بناتها؛ إذ كان المصريون القدماء يطلقون عليها اسم (أورشليم) وعلي المملكة (بي كنعان Pekanan). فلا غرابة أن يعترف العالم الإيطالي (فرانزار وللي) بذلك كله حيث قال: “إن القدس من أقدم المدن في العالم، وكانت ثقافتها ولغتها عربية، وقد أطلق عليها بناتها في الألف الثالث قبل الميلاد اسماً كنعانياً قديماً هو أورسالم” أي مدينة السلام.

وتابع الأستاذ جمعة في الحديث عن القدس موضحا ما قام به الغزاة والطامعون، والجهلة والمتوحشون الذين هَددوا أمنها واستقرارها في الزمن القديم، وقتلوا أبناءها وسرقوا ثرواتها؛ ودمروا عمارتها؛ وآثارها؛ فقد غزاها (يهوه) وعاث فيها فساداً؛ وكذا فعل اليونان في الألف الأولى قبل الميلاد ثم تعرضت لغزوات الفرنجة بعد الميلاد بحجة الدفاع عن الصليب؛ فحررها القائد البطل صلاح الدين الأيوبي (583هـ ــ 1187م)، في سياق متصل بيّن د.حسين ترسيخ الانتصارات في الشعر العربي، فمعركة حطين التي شهدت بطولات خارقة تحدث عنها  الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدة حملت عنوان (حطين) ومنها:

عَرّج على حطين واخشع يُشْج قلبك ما شجاني
أيقظ صلاح الدين رب التاج والسيف اليماني

DSCF1621

ثم وقعت تحت الوصاية العثمانية لأربع مئة سنة؛ ثم الانتداب البريطاني الذي تواطأ مع الصهاينة وأعطاهم وزير خارجية بريطانيا (آرثر بلفور) ما لا يملك في وعده المشؤوم في (2/11/1917م) حين قرر إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين… فضلاً عن مساعدتهم في الاستيطان بها، والاستيلاء على الأرض؛ وقتل أبنائها أو تهجيرهم واقتلاعهم من بيوتهم حتى عام النكبة (15/ 5/ 1948م) إِثر حرب خادعة ومضللة للعرب؛ أعلن فيها الكيان الصهيوني دولته المزعومة، وسارعت الدول الكبرى للاعتراف بها؛ ثم نظمت هذا الاعتراف بها في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن… هكذا جرى اغتصاب فلسطين أمام أنظار العالم؛ إبّان الضعف العربي وتخلفه؛ وهو مما تناوله الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي في قصيدته (أغنية لشهر أيار) ومنها:

نحن ما زلنا نغني

لك يا أيار؛ يا شهر النهارْ

نحن ما زلنا نغني

ونوفي النَّذْر في كل ربيع

لك يا شهر الضحايا

حاملين الدمَ خمراً في جرارْ

DSCF1618

فالقضية الفلسطينية متعددة الاتجاهات في الحياة والإبداع؛ وفي أشكال المقاومة ضد المحتل الصهيوني الغاصب؛ وهي مركز الصراع العربي/ الصهيوني؛ وأُمُّ القضايا العالمية… ولما كان منهج البحث الموضوعي والعلمي يقتصر على موضوع (القدس في الشعر العربي المقاوم) لزمتنا تلك الإشارات مكتفين بها تكثيفاً وبرهاناً يقوي العلاقة بينها وبين البحث ويشير إلى إرادة المقاومة في مواجهة الآلام الحارقة، والتضحية من أجل الأرض العطشى للحرية، واستنهاض الأشراف.

وأشارت د. بثينة شعبان في تصريح صحفي “أن المؤامرة التي تدفع  أمتنا العربية في مختلف أقطارها هي مؤامرة ليست من أجل احتلال الأرض ونشر الارهاب، وإنما هي من أجل تدمير الحضارة والثقافة، لذلك فالمقاومة الثقافية هي مقاومة هامة جدا”.

وأكدت د.بثينة  أن الربط بين ما جرى في فلسطين خلال ستة عقود وما يجري اليوم في مختلف بلداننا العربية، هو ربط ضروري وجوهري لأن الاستهداف اليوم من داخل بلداننا، ولكن الهدف واحد وهو قضية فلسطين والقومية العربية، كما أن الحلول المجتزأة التي تنضوي تحت حدود سايكس بيكو لم تعد ممكنة ولذلك لابد من استراتيجية عربية قومية واحدة تعالج جميع المشاكل التي تتعرض لها الأمة ولكن من منظور عروبي وقومي.

DSCF1682ونوهت شعبان إلى الانحدار الذي وصلت إليه القمة العربية في نواكشوط، موضحة أن رصينا اليوم هو هذا الشعب العربي النابض بحقه وبعدالته ولابد من وجود أساليب جديدة تنطلق من الشعوب والمنظمات ومن الأحزاب لتكوين الفكرة الجديدة والواقع الجديد الذي يتصدى للمشروع الصهيوني، المحاضرات عن القدس وعن فلسطين هي في الوقت ذاته محاضرات عن الوجود العربي، لأن ما طبق في فلسطين خلال ستين عاما من العدوان الصهيوني، يطبق اليوم في سورية والعراق وتركيا  وفي اليمن وللأسف بأياد مرتزقة وأخرى محلية، داعية إلى مواجهة المشروع الصهيوني بمشروع جديد مختلف تماما عن ما خطط له الفرنسيون والبريطانيون من خلال سايكس بيكو، وأن نعيد الاعتبار للعروبة وللعالم العربي والتركيزعلى الصراع العربي الصهيوني لأن هذا هو جوهر المشكلة.

د.طلال ناجي: ” ما أحزننا أن ضابطا سعوديا ذهب للكيان الصهيوني وهذا يعتبر موقف رسمي، حيث يجيزون لأنفسهم تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، في الوقت الذي يقوم العدو الصهيوني بقتل واعتقال الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس وكل المقدسات ومنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية”.

وتابع قائلا: “من المهم اقامة مثل هذه المحاضرات والندوات واللقاءات الشعبية الجماهيرية وتغطيتها اعلاميا فالإعلام يلعب دور خطير في العالم ليصل الصوت والرأي والموقف، ونحن سعداء أن سورية في الوقت الذي تعيش فيه محنة وأزمة كبيرة ومؤامرة كونية، تجد الوقت لتقيم محاضرات وندوات وفعاليات للقضية الفلسطينية هذا يدل على أصالة اسورية شعبا وقيادة”.

المكتب الصحفي ـ راما قضباشي

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار