خالد عبد المجيد: المقاطعة شكل من أشكال العقوبات لسياسة أميركا أنشطة الحركة في سورية

خالد عبد المجيد: المقاطعة شكل من أشكال العقوبات لسياسة أميركا
أنشطة الحركة في سورية, اللقاءات / 23/02/2022
– لقاء مع الأستاذ خالد عبد المجيد – الأمين العام لجبهة النضال الشعبي – سورية
حاورته الإعلامية هبة الحاج علي
حول أثر المقاطعة في مواجهة التسلط الأمريكي

بداية اللقاء كانت بالسؤال عن مدى نجاح حركة المقاطعة في تشكيل رأي عام لمواجهة التسلط الأمريكي؟

قال خالد عبد المجيد: لابد من التأكيد أن حركة المقاطعة على الأصعدة المختلفة،
سواء كانت مقاطعة سياسية أو ثقافية أو اقتصادية لها تأثير كبير في مواجهة السياسة الأمريكية،
لأن ركائز السياسة الامريكية كما نعرف؛ لا تعتمد على القوة إنما تعتمد على الاقتصاد العالمي .

ولذلك حركة المقاطعة للبضائع الأمريكية والاقتصاد الأمريكي يتكامل مع أشكال المقاطعة الأخرى السياسية والمجالات الأخرى.

لذلك نعطي أهمية كبيرة قد لاتكون ظاهرة للعيان حجم تأثير هذه المقاطعة في أوساط عديدة، سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو حتى الإقليمي.

لكن في ظل ما يحدث الآن في العالم من تجاذبات دولية بين معسكرين .
وفي ظل فشل السياسة الأمريكية وفشلها في تحقيق شرق أوسط جديد بعد 10 سنوات آو أكثر من بما سمي بالربيع العربي .

وبالرغم من وجود حلفاء كثر للولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أننا نعتبر أنه هناك ترنح في السياسة الأمريكية، على الصعيد السياسي والاقتصادي .

لذلك تأتي حركة المقاطعة في هذه الفترة بالذات وبظل التجاذبات الإقليمية والدولية وفي ظل تكالب أميركا على إضفاء هيمنتها على العالم ، بعد خسارتها العديد من المواقع سواء في الشرق الأوسط أو على صعيد جنوب شرق آسيا أو في العلاقات الدولية مع روسيا والصين أو على صعيد أميركا اللاتينية وغيرها ؛ تواجه أزمة اقتصادية ، وبالتالي فإن المقاطعة الاقتصادية ومقاطعة البضاعة الأمريكية تتكامل مع هذه المعارك السياسية والعسكرية التي تدور بين معسكرين في العالم ، معسكر الشر التي تقوده أميركا ، “معسكر الشر والهيمنة والغطرسة الأمريكية” ، ومعسكر المقاومة لهذا المشروع الأمريكي في العالم .

وهذا التباين الذي نلحظه في بعض السياسات للحكومات العربية لا يعكس حقيقة الموقف لشعبي في عالمنا العربي والإسلامي ، لأن الموقف الشعبي يتناقض كلياً مع العديد من سياسات الحكومات التي تتحالف مع أمريكا ، سواء دول الخليج أو معظم الدول العربية حتى للأسف الشديد .

ولذلك هذه الحركة لها تأثير كبير ولها نتائج تعيشها الولايات المتحدة في داخلها وداخل اقتصادها.
ونحن ندرك تماماً أن هناك خسائر كبيرة في الاقتصاد الأمريكي نتيجة هذه المقاطعة ونتيجة تطورات حصلت في العالم خلال العشر سنوات الماضية.

لذلك نعتبر أن هذا الدور يجب أن يتنامى أكثر وأكثر ويجب أن يكون هناك تأثير أكثر في قطاعات واسعة من شعوب الأمة لأننا نعتبر أن هذه السياسة هي الثقافة التي بدأت تسود مجتمعاتنا العربية والإسلامية وما يسمى بالعالم الثالث وكذلك على صعيد الدولة كأميركا اللاتينية وروسيا والصين وغيرها .

هي شكل من أشكال العقوبات لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تؤدي إلى خسارة إلى جانب خسارتها السياسية وخسارتها الميدانية في المعارك التي خاضتها خلال العشر سنوات الماضية .

على ضوء ما ذكر طرحت هبة تساؤلاً: هل يمكن أن تقف المقاطعة كسلاح رادع في مواجهة ركب التطبيع؟

– أجاب خالد عبد المجيد:
بالتأكيد ونحن نعبر عن سخطنا ورفضنا لسياسة التطبيع الجارية بين العديد من الدول العربية والكيان الصهيوني .
وهذه سياسة التطبيع بدافع أمريكي ، وبطلب منها لعدد من الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني وبالتالي فإن حركة المقاطعة والسياسة التي تنتهج في تجاه عدو واحد .
هذا العدو هو أمريكا وإسرائيل ، لأن هناك تحالف استراتيجي بين أميركا والكيان الصهيوني .
ولذلك نعتبر أن سياسة المقاطعة هي شكل من أشكال سياسة الرفض لسياسة التطبيع
التي قامت بها عدد من الأنظمة العربية وعدد من الرؤساء والأمراء والملوك العرب .

وبالتالي كلما تنامى هذا الدور الشعبي في المقاطعة كلما حاصرنا هذه الحكومات ورفضنا هذه السياسات .

وأكبر دليل على ذلك ما حصل مع دولتين خلال سنوات طويلة من حوالي ثلاث عقود ماضية وهي مصر والأردن وحتى في الضفة الغربية في فلسطين حيث حصلت اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة.
فشعوب أمتنا العربية؛ الشعب المصري والأردني والفلسطيني للآن هناك تنامي في المقاطعة للبضائع الأمريكية وهناك تنامي في المقاطعة لسياسات أميركا وتنامي في ضوء المجازر وما قامت به أميركا بالتحالف مع الكيان الصهيوني.
في مواجهة التطورات الجارية في المنطقة وبالتالي نعتبر أن التأثير الكبير لهذه المقاطعة
في هذه الآونة بالذات سيوجه لطمة كبيرة للأنظمة التي وقعت اتفاقيات
وقامت بعمليات تطبيع وعقدت اتفاقيات سياسية وأمنية واقتصادية مع العدو الصهيوني .

وختاماً كان السؤال عن كيفية توسيع ثقافة المقاطعة عبر وسائل الإعلام؟

وضح أن للإعلام دور أساسي في هذه الفترة بالذات ، ونحن نعرف أن بداية ما سمي بالربيع العربي.
المؤامرة ضد الأمة العربية والإسلامية تحت شعار الربيع العربي والتغيير والتجديد.
كان للإعلام دور كبير في هذه الحملة وهذه المعركة لذلك نحن في حملة مقاطعتنا للبضائع الأمريكية وسياسة أميركا
ورفضنا للتطبيع وللخطوات والمبادرات التي تقوم بها أمريكا لاحتواء المنطقة مجدداً ، يكون له الأثر الكبير في مواجهة هذه السياسة .

فالإعلام يعكس صورة الموقف ويعكس صورة الشعب العربي وأبناء أمتنا العربية والإسلامية الذين يواجهون هذه السياسة.

فمواجهة هذه السياسة لها أشكال متعددة ، الشكل العسكري مثلاً كما حصل في العديد من دول المنطقة.
سواءً في سورية أو العراق أو اليمن وفلسطين ولبنان، هذا التنامي في الحركة الشعبية ضد سياسة التطبيع
وضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية؛ له تأثير لكن هذا يجب أن يتم بعكس حقيقة هذا الموقف الشعبي ،
لذلك يجب أن يتم من خلال الأهمية الكبرى للإعلام .

فالإعلام شكل من أشكال المعارك التي يخوضها محور المقاومة وقوى المقاومة
تجاه سياسة أميركا وسياسة التطبيع والاحتلال الصهيوني والخطوات التي تقوم فيها أمريكا في المنطقة والعالم.

الإعلام له دور أساسي لا يقل أهمية عن المعارك التي تخوضها أمتنا على الصعيد الميداني والعسكري والأمني والسياسي والاقتصادي.
ولذلك كلما تقدمنا رغم كل الحصار، ورغم كل العقوبات والإجراءات التي تقوم بها أمريكا
تجاه الميديا الاعلامية لقوى المقاومة والدول التي تناهض السياسة الأمريكية.
إلا أننا نستطيع القوم أن إعلام قوى المقاومة وإعلام الدول المناهضة لأميركا .
الآن ينتشر في كل العالم من أميركا اللاتينية إلى الصين مروراً بروسيا وبعض الساحات الغربية والعالم العربي .

الإعلام له دوراً أساسياً إن كان مرئياً أو مكتوب أو مسموع ، ونحن نعرف أن هناك اتحادات متعددة لإعلام قوى المقاومة وهذه الاتحادات تتفاعل فيما بينها أكثر وأكثر وتغطي مساحة كبيرة من معارك الأمة تجاه سياسة الولايات المتحدة الامريكية .

وللإعلام دور أساسي في حركة المقاطعة للبضاعة الأمريكية وللسياسة الأمريكية.
لأنه يجب أن لانترك الأمر كشعار نطرحه، إنما يجب أن نعكس الصورة
ويجب أن نوضح لجماهير أمتنا العربية أبعاد هذه المقاطعة.
وتوجيه الجماهير باتجاه المعارك التي تخدم أمتنا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار