“فعالية يوم القدس الثقافي” البعد الصهيوني في الحرب على سورية.

دمشق:ضمن فعالية يوم القدس الثقافي لشهر آب، نظمت مؤسسة القدس الدولية (سورية) محاضرة قيمة، بعنوان: (البعد الصهيوني في الحرب على سورية)، ألقاها الدكتور إبراهيم علوش، وذلك صباح اليوم الأربعاء 28/8/2019م، في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بحضور الدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، والدكتور محمد مصطفى ميرو؛ رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية وممثليها، وكوكبة من الشخصيات العلمية والإعلامية.
بدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت؛ إكراماً لأرواح شهداء #سورية والأمة، تلاها النشيدان العربيان السوري والفلسطيني.
افتتح الدكتور خلف المفتاح المحاضرة بالترحيب بالحضور الكريم، مبدياً سعادته بضرورة انتقاء عناوين “كعنوان محاضرة اليوم؛ فهي تحمل في طياتها أبعاد الحرب على المجتمع السوري، وتركيباته السياسية والاقتصادية والثقافية، لا سيما بعد انتصارات الجيش العربي السوري في تحرير مساحات واسعة من الجمهورية العربية السورية، من براثن التنظيمات الإرهابية، واستعادة الشرعية بمظاهرها في أرجاء الوطن الغالي…”، مؤكّداً على تعزيز أهداف الأمة العربية، في تحرير كل شبر دنسه الاستعمار والإرهاب وأشكال الهيمنة، وأشار الدكتور المفتاح إلى “أهمية تفسير الدور والفعل “الإسرائيلي” في بثِّ الصراع داخل سورية والوطن العربي وتأجيجه باستمرار؛ لتفتيت الوحدة والهوية العربية، واستهداف رموز البلاد الفكرية والسياسية والعسكرية المقاومة؛ كما حدث منذ بداية الحرب على سورية؛ إذ تركزت ضربات الإرهابيين على القطع العسكرية السورية، ضمن مخططات المشروع الصهيوني لتفكيك الدعامة الأساسية للدولة؛ الجيش العربي السوري”.
بدوره، استعرض الدكتور إبراهيم علوش الدور الصهيوني في الحرب على سورية، لافتاً إلى أهمية توضيح ذلك الدور؛ كونه غير واضح تماماً لكثير من الشعوب العربية، مشيراً إلى العلاقات المباشرة بين ما يسمى بـ”الفصائل السورية المعارضة” –المدنية والمسلّحة- والكيان الصهيوني، والتي ظهرت منذ بداية الحرب على سورية، حين لجأت العصابات المسلحة إلى مشافي الاحتلال؛ لتلقي العلاج، والتي قدمت بدورها الرعاية الطبية لهم، إضافةً إلى تمويل تلك العصابات ودعمها لوجستياً وعسكرياً من قبل مؤسسات الاحتلال، وكذلك الزيارات العلنية والسرية لكيان الاحتلال من قبل شخصيات سورية تخلَّت عن عروبتها وكرامتها، وهو ما أكدته وثائق وتقارير نشرتها وسائل الإعلام.
وأكَّد الدكتور علوش على دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، في تأجيج الحرب على سورية ومحاصرتها، وهو دور قديم، برز قبل اندلاع الأزمة السورية 2011م، يحسب ما كشفته منظمة “ويكيليكس” الدولية في مجموعة من وثائقها، حول مخططات اللوبي الصهيوني في زعزعة أركان الدولة السورية منذ عام 2006م، كذلك حين أصدر يهودي صهيوني وثيقة عام 2011م بعنوان “الخيارات الأمريكية في سورية”، والتي تنصُّ على أنَّ الحرب في سورية لا بدَّ أن تتّخذ شكل “الحرب الأهلية الطائفية”.
ثمَّ ختم الدكتور علوش محاضرته بالحديث عن الصراع العسكري المباشر، والتدخلات العسكرية الصهيونية على الأرض السورية منذ عام 2011م، مشيداً بالتصدي الشجاع من قبل السوريين –قيادة وجيشاً وشعباً- لأشكال العدوان خلال سنوات الحرب العجاف، منبّهاً إلى تغلغل أفكار ومشاريع هدفها تقويض المجتمع السوري من الداخل، بعد سقوط المشروع العسكري المذل لأطراف الإرهاب وداعميه الدوليين؛ فسورية هي الحامل الرئيس للعروبة ولأصحاب الفكر القومي العريق، وستبقى قوية بحكمة قيادتها، وهمّة جيشها، وثبات أهلها ومناصريها.
اختتمت المحاضرة بجملة مداخلات للسادة الحضور، أثنت على ما تمَّ تناوله واستعراضه، وأكدت على أهمية التشبث بالهوية العربية، وصونها من سهام التشكيك والهزيمة، كما ركّز السادة المداخلون على أهمية وضع عناوين وخطط تخاطب فئة الشباب، تعزّز وعيهم، وتغني ثقافتهم، وتشركهم في إعادة إعمار الإنسان والبنيان؛ فهم صنّاع المستقبل، والمؤتمنون على صون الحقوق والمكتسبات.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار