في ذكري رحيل “شاعر الثورة”سميح القاسم..منتصب القامة أمشي

تحل اليوم ذكرى رحيل واحد ممن ناقشوا أسماءهم بحروف من نار ونور في وجدان العالم العربي بنضاله وكلماته، فلم يكن مجرد شاعر يغزل الكلمات ليخرجها في أبهى صورها ومعانيها فحسب، لكنه كان شاعرًا بدرجه ثائر، هو الفلسطيني “سميح القاسم” هو القائل: “منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامه أمشي.. في كفي قصفه زيتونٍ .. وعلى كتفي نعشي”.
سميح القاسم، شاعر الثورة، هو احدى أهم أعمده الأدب العربي، قدم العديد من الاشعار الخاصة بالثورة و المقاومة ضد الاحتلال، و أشهر ما قام به سميح القاسم هو تأسيس “صحيفه كل العرب” وقاما برئاستها .
اثرى سميح القاسم الساحة الأدبية بأكثر من 80 كتاباً، معظمها دواوين شعر ونثر وأعمال مسرحية شهيرة، وبحسب ابنه فإن القاسم كان يدخن حتى أثناء العلاج، وحتى حين كان في المستشفى، بل كان يخرج من غرفه العلاج أحياناً ليرافق أحد الأطباء ويدخن معه في الخارج”، على حد تعبيره عن أبية المقيم في بلده “الرامة” القريبة في الجليل الأعلى 25 كيلومتراً من عكا، والمعروف عن القاسم، أنه كتب قصائد معروفه وتغنى في كل العالم العربي، منها قصيدته التي غناها مرسيل خليفه ويغنيها كل أطفال فلسطين، وتغنى في كل مناسبه قومية، وفيها يقول : “منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفه زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي”، وترجمت الكثير من أعماله وقصائده إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى لذلك نال جوائز عدة، منها “غاز الشعر” من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا، كما على “جائزه البابطين” الشهيرة، وأيضا على جائزه “وسام القدس للثقافة” و”جائزه نجيب محفوظ” من مصر، وعلى “جائزه السلام” و”جائزه الشعر” الفلسطينية.
تقول سيرته إنه مولود في 11 مايو عام 1939 في مدينه الزرقاء الأردنية، وكان ينتمي لعائله عربية فلسطينية درزية من قرية الرامة، فوالده كان يعمل ضابط ضمن قوه حدود شرق الأردن، وتلقى سميح القاسم تعليمه الاولي بداخل مدارس الرامة و الناصرة، لينتقل بعد ذلك الى عالم السياسة و بالفعل كان له نشط سياسي واضح جدا وانضم مبكرا إلى “الحزب الشيوعي” قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي، و كان له نشاط واضح و بارز بداخله، واعتقل مرات عده في حياته، وفرضت علية قوات الاحتلال الصهيونية الإقامة الجبرية لمواقفه الوطنية والقومية، وهو شهير بمقاومته للتجنيد الذي فرضه “الكيان الصهيوني” على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها، وهو شهير أيضا بنثرية شعرية ترددها بصوته قنوات عربية وفلسطينية، خصوصا وسط الهجوم على غزه حينذاك، وفيها يقول: “تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم، فكل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم”، ولكن على الرغم من ذلك لم يتوقف لحظة عن المضي في دربه، استمر بها حتى انه تعرض الى الاغتيال اكثر من مره و لم يبالي بذلك، بل ظل قابض على شعره الذي كان فيه يوصل كفاح الفلسطينيين واستشهادهم على ارضهم، كتب “القاسم” قبل أن يموت محاورا الموت: “أنا لا أحبك يا موت- لكنني لا أخافك – أعلم أني تضيق علي ضفافك – وأعلم أن سريرك جسمي – وروحي لحافك – أنا لا أحبك يا موت – لكنني لا أخافك”، ليغيب الموت الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، عن عمر يناهز “75 عام “بعد صراع مع المرض، وكان ابنه تحدث قبل فتره عن وضع والده الصحي، وأكد حينها أن والده نزيل في مستشفى بمدينه صفد في منطقه الجليل بالشمال الفلسطيني المحتل، خضع في معظمها للعلاج من احتدام سرطان الكبد علية، وهو المرض الذي أصابه قبل 3 سنوات، وكانت صحه “القاسم” تدهورت في الشهر الاخير قبل وفاته، من جراء معاناته من المرض الذي كان يعالجه بالكيمياوي، فنقلته عائلته إلى “مستشفى صفد”، حيث أشرف علية صديقه الذي رافق وضعه الصحي طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وهو البروفيسور الفلسطيني جمال زيدان، رئيس قسم السرطان بالمستشفى.
بقلم: إيهاب القسطاوي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار