تفعيل المقاومة الشعبية وتكثيفها في الضفة


ما هي الحلول التي تبحث عنها دولة الاحتلال لمواجهة الوضع الراهن؟
أصبحت #مسيرة_العودة_الكبرى الأسبوعية تشكل هاجس كبير لدي الاحتلال الإسرائيلي بكافة أطيافه،ووجد الاحتلال نفسه تحت الضغط الجماهيري السلمي، هذا الأمر دفع المؤسسة الإسرائيلية للحديث عن حلول سياسية و في المقابل تطلق تهديدات مبطنة .

إلا أن هذه التهديدات قوبلت بتحدي شعبي سلمى، لأن الوضع القائم حاليا يرهق إسرائيل و يدفعها للبحث عن حلول إما سياسية أو عسكرية ، لأنها تتخوف من ان تنعكس المسيرات السلمية على الضفة الغربية .

ونلمس هذا التخوف،حسب ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرنوت بأن “مسيرات العودة الكبرى تشير إلى أن الفلسطينيين أدركوا الطريقة التي يمكن من خلالها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي .”

وتخوفت الصحيفة،من انعكاس المسيرات في غزة على الفلسطينيين بالضفة الغربية من خلال “تركهم حجارتهم وزجاجاتهم الحارقة وبنادقهم، ويتقدموا سيرا على أقدامهم بهدوء، قرابة مائة ألف فلسطيني من رام الله إلى مستوطنات بيت إيل وبسغوت وعوفرا وسط الضفة الغربية، حينها ستضطر إسرائيل للعودة لحدود العام 1949″.

حلول سياسية أو عسكرية

وعن تهديدات الاحتلال قال الباحث السياسي منصور أبو كريم:” إن الجيش الإسرائيلي يهدد بضرب عمق غزة في حالة استمرار مظاهرات مسيرات العودة على الحدود، وهناك أخبار أن رئيس جهاز الشباك الإسرائيلي نقل رسالة لحركة حماس عبر الوسيط المصري بأن استمرار فعاليات حملة مسيرة العودة الكبرى قد يؤدي لفتح مواجهة عسكرية مع غزة.

وأشار أبو كريم إلى أن الضغوط المتصاعدة من جهة جبهة غزة على المستويات السياسية والإعلامية والإنسانية تربك حسابات المستوى الأمني والسياسي والجيش الإسرائيلي لأن إسرائيل تفاجأت بعودة غزة بكل ما تحمل من أزمات إنسانية وسياسية بعد عقد من سياسة إسرائيلية لدفع غزة باتجاه الجنوب.

وفي تقديري أننا سوف نشهد تصعيد إسرائيلي ليس على الحدود فقط وإنما في قلب القطاع لإجبار حركة حماس على التخفيف من الوضع على الحدود، و أن استمرار الوضع القائم سوف يرهق إسرائيل على كافة المستويات ما قد يدفعها للبحث عن حلول إما سياسية أو عسكرية.

متابعا حديثه، وما شاهدناه طوال الفترة الماضية أن غزة أصبحت تشكل صداع في رأس المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية في إسرائيل؛ فقد عادت غزة بما تحمل من أزمات إنسانية وسياسية بعد عقد من سياسة إسرائيلية لدفع غزة باتجاه سيناء إلى قلب إسرائيل وعاد معها الحديث عن الشأن الفلسطيني إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية بل المجتمع الإسرائيلي بكامله بعد فترة شهدت غياب المسألة الفلسطينية من طاولة الحوار في داخل إسرائيل نتيجة تراجع الفعل المقاوم الفلسطيني.

وحول أهمية مسيرات العودة والتوافد الشعبي عليها قال أبو كريم:”مسيرات العودة تحولت لكرنفال شعبي وجماهيري وأصبحت خيمة العودة وزيارة الحدود الشرقية لقطاع غزة بمثابة احتفال كرنفالي يشارك فيه العديد من قطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة، تأكيد على حق العودة ورفض الاحتلال والانقسام ورفض الواقع وأيضا رفض القرار الأمريكي تجاه القدس”.

29 شهيد و 2850 جريح

فأحداث #مسيرة_العودة_الكبرى، حسب احصائية صاردة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، أسفرت عن إستشهاد 29 فلسطينياً وإصابة 2850 برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال قمعها مسيرات العودة، منذ انطلاقها يوم الجمعة في 30 مارس/آذار الماضي.

وذكر الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، في تصريح مقتضب على صفحته في “فيسبوك” اليوم السبت، أنه خلال ثمانية أيام متواصلة من مسيرة العودة، ارتقى 29 شهيداً و 2850 إصابة منها 1296 بالرصاص الحي و المتفجر منها 79 خطيرة.

تفعيل المقاومة الشعبية وتكثيفها في الضفة

وأمام تهديدات الاحتلال و المطلوب في المستقبل من مسيرات العودة السلمية، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري في تدوينه له على شبكة التواصل الاجتماعي :”إن غزة اجتازت في الجمعة الثانية من مسيرة العودة الامتحان ونجحت فيه من خلال المحافظة على سلميتها وجماهيريتها ووحدتها، والأنظار معلقة الآن على الأيام والأسابيع القادمة وعلى امتداد المسيرة إلى الضفة الغربية ومختلف تجمعات الشعب الفلسطيني ” .

بدوره دعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، لتحديد شعارات الحراك الشعبي الواسع وذلك “حتى تكون دماء الشهداء والجرحى في غزة وتضحيات شعبنا المتواصلة في كل مكان منارة ” لتكون الشعارات : إزالة الاحتلال بكافة اشكاله وتحقيق استقلال دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس ، وحق عودة اللاجئين الى ديارهم ، خاصة وان جوهر المؤامرة يقوم على تصفية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .

ونوه العوض انه يجب البحث عن حلول ذات طابع إنساني واقتصادي، كما أن هذا يتطلب أيضا احتضان الحراك الشعبي في غزة وتلبية متطلبات الناس واحتياجاتها بالإضافة لتفعيل المقاومة الشعبية وتكثيفها في الضفة الغربية والقدس تأكيدا على وحدة المشروع الوطني الفلسطيني ووحدة مستقبل اراضية بدولة فلسطينية كاملة السيادة في غزة والضفة والقدس، وضمان حق اللاجئين بالعودة ، كذلك المطلوب تفعيل العمل الدبلوماسي والسياسي لفضح الاحتلال وجرائمه الوحشية ، بغير ذلك فإن الضبابية سيدة الموقف.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار