كيف يحتفل المسيحيون الفلسطينيون بعيد الفصح المجيد؟ أحد الشعانين يوم وطني مشترك بين المسيحيين والمسلمين…مسيحيو غزة المحاصرة يحيون عيد الفصح المجيد
احتفالات تنبض ايمانا
يقول الأب مانويل مسلم: “يحيي المسيحيون عيد الفصح لمدة 40 يوما، وفي هذه الأيام الأربعين يبدأ الصوم الذي تتخلله صلوات خاصة ومسيرة “درب الصليب” أي طريق الآلام، التي يستحضر فيها المسيحيون المؤمنون رسالة المسيح عليه السلام، و تنعكس خلالها تألم المسيحيين بآلام المسيح، وتُقسم هذه الدرب الى 14 مرحلة تبدأ من الحي الإسلامي اليوم وتنتهي في كنيسة القيامة التي أقيمت على “تلة الجلجلة”، والتي كانت مكانا شاهدا على حادثة الصلب.”
الأب “مانويل مسلم”، رجل دين مسيحي، وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، وراعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا، وهو صاحب الجملة الشهيرة “إن هدموا مساجدكم ارفعوا الآذان من كنائسنا”.
“وفي هذه الأيام يقوم المسيحيون، بجمع التبرعات للفقراء والمساكين وإطعام الناس. وتنتهي هذه الشعائر ب”يوم الشعانين”، أو “أحد الشعانين”، نذكر فيه يوم دخول المسيح منتصرا إلى القدس”.
“وبهذه المناسبة تحيي الكنيسة ذكرى وجود المسيح في القدس وكيف بدأت المرأة تمسح أرجل المسيح بالطين في القدس، وتدفعها إلى شعر رأسها، وهي رمز للمرأة الخاطئة، التي ترمز لكل المسيحيين الذين يرغبون في أن يتوبوا ويعودوا إلى الله”.
أحد الشعانين
ويحدثنا الأب مانويل عن طقوس يوم “أحد الشعانين” قائلا
“ويوم الأحد نذكر قصة دخول المسيح منتصرا، وهي رواية ينص عليها الإنجيل، وتقول بأن المسيح أرسل تلاميذه إلى القدس وأحضروا من هناك حمارا ليركبه، وهناك استقبله الناس، بأغصان الزيتون وسعف النخيل، احتفاءا ب “هوشعنا بن داود”، كما أن سعف النخل دلالة النصر.
وهي عادات يحييها المسيحيون من كل أنحاء العالم، حيث يأتون إلى القدس، ويخرجون مترجلين إلى القيصرية، على رأس الجبل مع المسؤول البطرك، وهو المكان الذي انطلق منه السيد المسيح، وصولا إلى “جبل الزيتون”، ومن ثمة ينزلون الى “وادي قدرون” ثم يصعدون إلى باب الأشراف ليصلوا إلى “كنيسة القديسة حنا”، أين يستقبلون البطرك ويقيموا صلوات قصيرة، وتعرف بمسيرة صلاة”.
أحد الشعانين
يوم وطني مشترك
ويواصل الأب مانويل حديثة عن اليوم المشترك بين المسيحيين والمسلمين خلال اقامة عيد الفصح قائلا:
“تشترك الفرق المسيحية والإسلامية في احتفال وطني، حيث تنزل الفرق الكشفية المسيحية والاسلامية بمسيرة كشاف وطني إلى “وادي قدرون” وتصعد إلى “باب الساهرة” و”باب العمود” و”باب الجديد”، لتدخل من هناك إلى ساحة “كنيسة اللاتين” أين يقيمون احتفالا وطنيا، حتى نذكر المسيحيين والمسلمين أن الدين في الوطن وأن الوطن جزء لا يتجزأ من عقيدتنا المسيحية والاسلامية وهذه العلاقة نحبها جدا ونشترك فيها بمحبة”.
اليوم المشترك بين المسيحيين والمسلمين
الكشافة الفلسطينيون في الإحتفال بعيد الفصح المجيد
تواصل الاحتفالات
“يوم الخميس هو ذكرى العشاء الأخير، (المائدة الأخير) وهي ذكرى وضع المسيح عليه السلام، وضع سر التلمود، أسرار المسيحية وسر القربان المقدس، ثم ذهابه بعد العشاء إلى جبل الزيتون، وإحياء لهذه الذكرى، يقيم المسيحيون طول الليل، بجهة الكنيسة، ترانيم وصلوات مستمرة”.
كما يحيي المسيحيون في هذا اليوم، حفلا جميلا، حيث يقوم البطرك بغسل أرجل الناس، ويختار 12 رسولا، ويغسل أرجلهم، وهذه العادة ممتدة في كل الكنائس الفلسطينية، في المدن والقرى، وتكون هذه الطقوس آخر احتفالات يوم الخميس.
مسيرة درب الصليب
لتبدأ يوم الجمعة مراحل “درب الصليب”، وهي الطريق التي سلكها المسيح عليه السلام حاملا صليبه في القدس بجانب الأقصى المبارك، ويقوم المسيحيون بحمل الصلبان واقامة الصلوات.
وفي كل مرحلة يقفون في 14 مكانا، ويذكرون حدثا من أحداث الإنجيل، والفلكلور المسيحي، حتى يصلون باب القيامة، أين يدخلون الكنيسة، وصولا الى مكان الصلب، ثم ينزلون ليقيموا الصلوات في كنيسة القيامة.
يوم السبت يسمى “سبت النور” الذي يذكر بقيامة السيد المسيح من بين الأموات. وفي هذا اليوم بالذات، تحتفل الكنيسة، بطريقة فلكلورية، يخرج من القبر المقدس نور، حيث يقوم البطرك بحمله ويعطيه للناس الذين قدموا لحمل النور المقدس.”
التعليقات مغلقة.