موقع بريطاني: السعودية تفاوض على القدس واللاجئين والديوان الملكي الأردني يدق أجراس الخطر

0

موقع بريطاني: السعودية تفاوض على القدس واللاجئين والديوان الملكي الأردني يدق أجراس الخطر
17 نوفمبر 2017
مصادر من الديوان تقول بأن أجراس الإنذار تدق في عمّان بعد التقرير الذي يقول بأن الرياض مستعدة للتفاوض حول حق العودة للفلسطينيين كجزء من عملية السلام مع “إسرائيل”
السعودية على استعداد للتنازل عن حق العودة للفلسطينين في مقابل وضع القدس تحت سيادة دولية كجزء من اتفاقية سلام في الشرق الأوسط والتي من شأنها أن تسهل إنشاء تحالف سعودي إسرائيلي لمواجهة إيران.

ترجمة وتحرير: أردن الإخبارية

كتب: ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني وكبير الكتّاب سابقًا في الجارديان البريطانية
قال أحد المسؤولين الكبار المقربين من الديوان الملكي الهاشمي في عمّان إن المملكة العربية السعودية باتت تتخطى الأردن في اندفاعها المتهور نحو تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” وتقديم تنازلات بحق اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي يعرض استقرار المملكة الهاشمية للخطر ويقوض من مكانتها كوصية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة.

واتهم المسؤول -الذي رفض ذكر اسمه- ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمعاملة الأردن بازدراء، قائلاً: “إنه يتعامل مع المملكة الأردنية والسلطة الفلسطينية كما لو أنهم عبيد لديه وهو السيد ويجب علينا أن نتبع ما يمليه علينا، حتى أنه لا يتشاور معنا أو يستمع إلينا”.

انطلقت أجراس الإنذار في عمّان بعد تسريبات شبه رسمية تقول بأن المملكة العربية السعودية على استعداد للتنازل عن حق العودة للفلسطينين في مقابل وضع القدس تحت سيادة دولية كجزء من اتفاقية سلام في الشرق الأوسط والتي من شأنها أن تسهل إنشاء تحالف سعودي إسرائيلي لمواجهة إيران.

هذه الاتفاقية لو تمّت قد تضر بوضع الأردن الخاص كوصي على الحرم الشريف، مثلما نصّت معاهدة السلام بين الأردن و”إسرائيل” عام 1994. المصدر المقرب من الديوان الملكي قال: “نصف سكان الأردن فلسطينيين، وإذا كان هناك أي محادثات رسمية في الرياض حول إنهاء حق العودة فهذا الأمر سيسبب اضطرابات في المملكة الهاشمية، هذه القضية حساسة لدى الأردنيين من الضفة الشرقية والفلسطينيين في الغربية”.

رد الفعل الأردني

في الواقع نجد أن حوالي 65% من سكان الأردن هم فلسطينيون في الأصل ومعظمهم من الضفة الغربية المحتلة، وهم يملكون جواز سفر أردني وحق الرعاية الطبية، لكنهم لا يحصلون على تمثيل كافٍ في البرلمان وعددهم قليل في الوظائف الأمنية العليا والجيش الأردني. لذلك يعتبر البعض أن أي محاولة لمنح الفلسطينيين المزيد من الحقوق من شأنه أن يثير رد فعل عنيف لدى المواطنين الأردنيين.

هذه الاتفاقية لو تمّت قد تضر بوضع الأردن الخاص كوصي على الحرم الشريف، مثلما نصّت معاهدة السلام بين الأردن و”إسرائيل” عام 1994
وأضاف المسؤول المقرب من الديوان، أن أي اتفاق نهائي يتضمن اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يحتوي على حزمة من التعويضات للأردن والذي تتوقع المملكة أن تتسلمها كدولة، أما بالنسبة للاتفاق نفسه؛ فما قُدّم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أسوأ مما قدموه من قبل.

المصدر المسؤول قال إن ولي العهد بن سلمان يهتم فقط بتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية ولا يهتم لأي شيء آخر، فهو لا يحتاج سوى عذر مقبول لكي يبدأ في عملية التطبيع فورًا. إلى ذلك أكد مصدر غربي منفصل له اتصال مع أمراء سعوديين بشكل مستقل أن “إسرائيل” أحد العوامل الهامة وراء موجة الاعتقالات الأخيرة في الرياض التي طالت العديد من الأمراء وكبار رجال الأعمال وذوي النفوذ في السعودية.

الديوان الملكي في عمّان بات يعرب عن قلقه من ممارسة الضغوط على الأردن للانضمام إلى الحملة المناهضة لإيران
وقال المصدر الغربي إن العديد من الأشخاص المعتقلين تحت شعار حملة مكافحة الفساد كانوا يمثلون بوابة التمويل السعودي لـ”إسرائيل”، لذا يبدو أن بن سلمان كان يرغب في احتكار هذا التواصل لنفسه، ولهذا السبب فالمصدر يتسائل: هل سيخضع المعتقلون إلى محاكمات عامة أم أنها ستكون محاكمات سرية؟

رفض المصدر الفكرة القائلة بأن ما يحدث في السعودية مكافحة حقيقية للفساد، وقال: “عائلة آل سعود لا تحكم المملكة السعودية لكنها تمتلكها، هذا هو رأيهم فهم من أنشأوا هذه البلاد وهم يعتقدون أنها ملكهم الخاص وعليه فلا وجود لأي فساد”.

الديوان الملكي في عمّان بات يعرب عن قلقه من ممارسة الضغوط على الأردن للانضمام إلى الحملة المناهضة لإيران، والعواقب الوخيمة المحتملة لما يعتبره “تهورًا” في السياسات السعودية.

“إذا قررت إيران الانتقام فسوف يشمل الانتقام المنطقة بأكملها، هذا الأمر يؤثر على الأردن بشكل مباشر وهو آخر ما ترغب الأردن في القيام به”
وقال المصدر الأردني لميدل إيست آي: “الوضع في سوريا هو في صالح إيران وحلفائها، وعليه تسعى الأردن نحو محاولة فتح القنوات مع إيران وروسيا، ومحاولة تهدئة الإيرانيين والوصول إلى نوع ما من الاتفاق في الجنوب، لكن السعودية اتخذت وضع المواجهة الكاملة بزعزعة استقرار لبنان، وعليه فإذا قررت إيران الانتقام فسوف يشمل الانتقام المنطقة بأكملها، هذا الأمر يؤثر على الأردن بشكل مباشر وهو آخر ما ترغب الأردن في القيام به”.

عندما ضغطت السعودية على الأردن قامت المملكة الهاشمية بالحد من العلاقات الدبلوماسية مع قطر، لكنها لم تقطعها بالكامل مثلما فعلت البحرين والإمارات ومصر في يوم إعلان الحصار، لكن الأردن أغلقت مكتب قناة الجزيرة الفضائية القطرية عندما دعت السعودية لإغلاقه، وعلى عكس الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يتم دعوة الملك عبد الله إلى الرياض للتعبير عن خيبة أمله الشخصية، لكنه زار البحرين وعاد يعد فترة وجيزة.

وعود كاذبة

المصدر الثالث للقلق الأردني بشأن طريقة التعامل السعودية هو الاقتصاد، حيث فقدت الأردن الكثير من المال كنتيجة للمقاطعة الإقليمية لقطر، كما أنها تفقد الآن الدخل الذي كان يصلها من نقل البضائع، والسبب في ذلك هو إعادة فتح المعبر بين السعودية والعراق في مدينة عرعر، هذا المعبر كان مغلقا منذ 27 عاما منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990.

مصدر أردني: “يشعر الملك والحكومة الأردنية بالغضب الشديد حول وعود السعودية بتعويض الأردن عن الدخل الذي فقدته من مقاطعة قطر، والحقيقة أنه لم يصل أي شيء حتى الآن”
قبل إعادة فتح المعبر كانت التجارة العراقية بأكملها تمر من خلال الأردن، أما الآن ومع افتتاح معبر عرعر فسوف تبدأ العراق في استخدام موانيء السعودية على البحر الأحمر للتصدير إلى أوروبا بدلاً من ميناء العقبة الأردني، وهناك غضب عارم في القصر الملكي بالأردن بشأن وعود المساعدات من المملكة العربية السعودية الأخيرة، لكن ليس هناك أي علامات على وصول أي مساعدات حتى اللحظة.

مصدر أردني منفصل قال لميدل إيست آي: “يشعر الملك والحكومة الأردنية بالغضب الشديد حول وعود السعودية بتعويض الأردن عن الدخل الذي فقدته من مقاطعة قطر، والحقيقة أنه لم يصل أي شيء حتى الآن”.

المصدر: الأردن لم تطّلع على مشروع “نيوم” بشكل جيد؛ مما يثير الشكوك حول المستفيد الرئيسي من بناء تلك المدينة والذي لن يكون قطعًا الأردن أو مصر، لكنه سيكون “إسرائيل”
الغضب الأردني الرابع يتجه نحو إعلان محمد بن سلمان مؤخرًا بسبب خطط بناء مدينة التكنولوجيا الحديثة “نيوم”، والتي من المفترض أن تمتد عبر حدود المملكة لتصل إلى الأردن ومصر، لكن المصدر المسؤول قال إن الأردن لم تطّلع على هذا المشروع بشكل جيد؛ مما يثير الشكوك حول المستفيد الرئيسي من بناء تلك المدينة والذي لن يكون قطعًا الأردن أو مصر، لكنه سيكون “إسرائيل” التي أصبحت رائدا إقليميا في صادرات التكنولوجيا الحديثة.

وقال المصدر إن هناك بعض التعليقات الإيجابية من الجانب الأردني، لكن الأردن ردت بشكل حذر على هذا الإعلان، وشكك المسؤول في إمكانية دخول “إسرائيل” في حرب مع حزب الله، وقال أن محمد بن سلمان أخطأ في رد فعله عند هجومه على لبنان في أعقاب الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض مبكرا هذا الشهر.

لم يعد الحريري –المواطن السعودي الذي يمتلك أعمالاً تجارية ضخمة في البلاد- إلى بيروت حتى الآن، ويعتقد الرئيس اللبناني ميشال عون أن الحريري محتجز هناك، وعليه يقول المسؤول بأن “إسرائيل أو الولايات المتحدة لن يدخلا في أي حرب ستدعمها السعودية، وسوف ينزعج الأردنيون من عواقب المواجهة المباشرة مع إيران وسوف يدفعون ثمن نتائج هذه المواجهة إذا ما دخلوا فيها

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار