سواعد فلسطينية تحمل انتفاضة لا تموت

0

بقلم: عُلا أبو خضر
بين هذه الجدران القديمة في مدينة القدس تتراص حجارة باب الأسباط الذي أصبح يعد مركزاً مهماً لتجمع المرابطين ورمزاً لصمود المقاومة وانطلاقتها من أجل الأقصى، الأسباط شكل عبر الأيام الأخيرة بوابة تحذيرٍ في مواجهة الإسرائيليين… هنا زخات الرصاص تنطلق في الأحياء المقدسية يميناً ويساراً وعوضاً من أن تكون أداةً للترهيب والإجرام تُبرز تخوفاً رهيباً من أي عمل مقاوم قد يحضّر له.
في هذا الأحياء المقدسية كما في معظم مناطق الاشتباكات الفلسطينية تنطلق الرصاصة فيتجمع الشبان ثم يتفرقون وتبدأ الاشتباكات من جديد يدخلون إحدى المنازل القريبة أو يتخفون خلف بضع قطع معدنية أو خلف جدار عتيق، تستنفر حميّة قسم آخر من أبناء الأرض فينطلق عشوائياً لتشتيت العدو الاسرائيلي بجنوده المتحصنين خلف آلياتهم، ليفتحوا مداخل أو قنوات لأصحابهم فيمروا…
هنا لا تموت المقاومة مهما مضى من سنين ولا تيأس عقول عن ابتكارات ولا يخذُل الدافع أيادي أصحاب الحق مهما ازداد الحصار، بينما يتواصل التخوف الاسرائيلي من كل جديد قد يمتلكه المقاومون، وليس بعيداً عن مرابطة شوارع القدس لأي اعتداء تقاوم غزة، وهذا ما أثبته المراسل العسكري لموقع “والا” الإخباري الإسرائيلي “شبطاي بندت” الذي نقل عن ضباط كبار في أجهزة الاحتلال الإسرائيلي الأمنية تحذيرهم من طائرات مسيّرة والتي ازدادت عمليات تحليقها في الآونة الأخيرة على طول الحدود مع القطاع.
طائرات مسيرة مزودة بأحدث الكاميرات التصويرية والتي كان آخرها قد سقطت داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 قادمة من قطاع غزة، ما أثار الكثير من إشارات الاستفهام حول الغرض من استخدامها بين أغراض تجسسية من قبل الحركات الفلسطينية المقاومة لجمع معلومات استخباراتية شاملة عن عمليات العدو، إضافة لأغراض تحقق أهدافاً أهم كاستخدام المقاومة لها لتنفيذ هجوم على الأرض، بحيث تبث بشكل مباشر صور الهدف وأبعاده، الأمر الذي يسهل عليهم مهمتهم ويرفع تماماً من فرص تحقيق الغاية القصوى إلى المستوى الأعلى.
ومع هذه الاستمرارية والإصرار الفلسطيني المتمسك بالأرض والمقدسات يستمر العدو بمواجه معضلة كبيرة في التحكم بهذه الكتل البشرية التي تتنقل هنا وهناك في اشتباكات واعتصامات متتالية لا تهدأ…. و في ختام المشهد تبقى صورة الشباب الفلسطيني بجثمان الشهيد

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار