الفلسطينيون عائدون الى تجديد المقاومة وتجذيرها .. وعملية القدس تؤكد ان السلطة لا تمثلهم.. وتأبين عباس لبيريس ليس بإسمهم..”وعملية القدس ليست الأخيرة”

0

الفلسطينيون عائدون الى تجديد المقاومة وتجذيرها .. وعملية القدس تؤكد ان السلطة لا تمثلهم.. وتأبين عباس لبيريس ليس بإسمهم..”وعملية القدس ليست الأخيرة”

يتباهى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، والمتحدثون بإسمه وحكومته بأن دولة الاحتلال الاسرائيلي واحة امان واستقرار في منطقة الشرق الاوسط، الذي تواجه معظم دوله اعمال قتل وارهاب وحروب اهلية، وها هي عملية اليوم الفدائية التي استهدفت محطة قطار في مدينة القدس المحتلة، تؤكد ان هذه المباهاة ليست في محلها، وان القادم ربما يكون اكثر خطورة.


فاذا كان الغرور بلغ بنتنياهو درجة اذلال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي جاءه معزيا، ودون دعوة رسمية، في جنازة شمعون بيريس، واجلسه في الصفوف الخلفية الى جانب وزراء ووكلاء وزارة الخارجية، فعليه ان يتوقع ان الشعب الفلسطيني لا يقبل الاذلال والمهانات، وعارض بغضب مشاركة من يقول انه رئيسه في جنازة النفاق هذه.
عملية القدس هذه ليست جديدة ولا مفاجئة، وتأتي ردا طبيعيا على الاعدامات الميدانية الاسرائيلية لشباب وشابات انتفاضة السكاكين، فاذا كان الجنود يطلقون النار على كل من يعتقدون انه يحمل سكينا، وبهدف القتل، فإن هذا يدفعهم الى البحث عن الاسلحة النارية والقنابل، طالما ان الشهادة قادمة حتما.
ابناء القدس المحتلة يقدمون على اعمال المقاومة هذه، سواء بالاسلحة النارية او بالسكاكين، لانه ليسوا في مناطق تسيطر عليها قوات الامن “الفلسطينية” (اسما والاسرائيلية حقيقة)، التي باتت ادوات لخدمة الاحتلال ومستوطنيه ومستوطناته.
الرئيس عباس يفاخر بأنه منع الانتفاضة، وتعهد بعدم عودتها، سلمية كانت او مسلحة، ويتمسك بالتنسيق الامني باعتباره مصلحة فلسطينية.
الشهيد الذي نفذ هذه العملية الهجومية ليس مراهقا، مثل منفذي انتفاضة السكاكين، اي تحت العشرين من عمره، وانما يقف على ابواب الاربعين، وهذا له معاني خاصة، تؤكد ان الجيل الجديد من المنتفضين من كل الاعمار، وان الرغبة في الانتقام، وزعزعة استقرار دولة الاحتلال باتت متأصلة في اوساط كل الشباب الفلسطيني، ومن مختلف الفئات العمرية.
الفصائل الفلسطينية باركت هذه العملية التي اسفرت عن مقتل اسرائيليين اثنين، واصابة خمسة اشخاص، واكدت على الحق المشروع في المقاومة، ابتداء من حركة “الجهاد”، ومرورا “بحماس″، وانتهاء بالجبهة الشعبية، وهذا يؤشر على ان الخيار العسكري بات يحظى بالاولوية المطلقة، سواء لدى الشارع الفلسطيني، او حركات المقاومة.
هذه العملية، وبغض النظر عن الهوية السياسية، او العقائدية لمنفذها، رسالة الى دولة الاحتلال تقول مفرداتها، ان الكيل قد طفح، وان الفلسطينيين عائدون الى المقاومة، وعبر بوابتها الى ارض فلسطين، كل فلسطين، فلم يعد امامهم اي خيار آخر بعد قتل كل امل في السلام والتعايش.
“راي اليوم”

بعد العملية التي نفذت قرب مقر الشرطة القطري في القدس المحتلة فجر اليوم، أجمع محللون على أن هذه العملية ليست الأخيرة في الهبة الشعبية التي انطلقت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وأنها قد تشكل نموذجًا يحتذى به للعمليات القادمة.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة ‘هآرتس’، عاموس هريئيل، أن نوعية العملية ونتائجها والمكانة التي يحظى به المنفذ الذي ترعرع في سلوان ويملك أقاربًا في بلدة الرام، ستشكل نموذجًا لمنفذي عمليات قادمين لتقليدها.

وقال هريئيل إن عمليات إطلاق النار ستصبح المفضلة لدى الفلسطينيين بسبب عدد القتلى والجرحى التي تستطيع حصده، مقارنة بعمليات الدهس والطعن التي تنتهي باستشهاد المنفذ وإصابة عدد قليل، ومعظم الإصابات لا تكون خطيرة.

وأكد هريئيل أن الدافع الديني واضح في هذه العملية، والسبب المباشر هو محاولة تقسيم المسجد الأقصى وطرد المسلمين منه، لا سيما في فترة الأعياد اليهودية، التي ترتفع فيها وتيرة اقتحامات المستوطنين.

وحقيقة أن العملية نفذت في مكان مركزي والتقطتها عدسات الكاميرات وأوقعت عددًا من القتلى، ومنفذها، بحسب هريئيل، شخص معروف وناشط في الدفاع عن الأقصى، ستكون دافعًا للعديد من الفلسطينيين لتنفيذ عمليات مشابهة، لا سيما في القدس الشرقية ومنطقة الخليل.

وقال المحلل العسكري في القناة العاشرة الإسرائيلية، ألون بن دافيد، إن ما يميز هذه العملية هو سرعتها وعدم ورود أي معلومة لجهاز الأمن العام (الشاباك) او الشرطة حول تنفيذها، مع أن المنفذ استخدم سلاحًا ناريًا، وبالتأكيد حصل عليه من مكان ما.

واعتبر بن دافيد أن سلاح العملية هو عامل أساسي فيها، لأن المنفذ استخدم بندقية من نوع M16، لكن لا أحد يعلم بعد إذا كانت من النوع البدائي أم المتطور، ولا كيف حصل المنفذ عليها. ويشار إلى أن هذا النوع من الأسلحة يستعمل في أوساط الجيش الإسرائيلي.

وفرضت السلطات الإسرائيلية أمر حظر نشر على جميع تفاصيل العملية التي لم تصدر عنها، ومن ضمنها اسم منفذ العملية وأسماء الجرحى، في حين فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا محكمًا حول الأحياء العربية في القدس المحتلة، واندلعت مواجهات بينها وبين الشبان هناك.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار