الضربة في الغازية جنوب صيدا تعبر عن استماتة نتنياهو لاقتناص فرصة سانحة لتوسيع رقعة الحربوتوريط أمريكا..وماهي أسباب وأهداف هذه الإستماته

الضربة في الغازية جنوب صيدا تعبر عن استماتة نتنياهو لاقتناص فرصة سانحة لتوسيع رقعة الحربوتوريط أمريكا..وماهي أسباب وأهداف هذه الإستماته.

 

محمد صادق الحسيني

وزن الغارات وأماكنها دعوة للمقاومة للرد بقسوة، على “المدنيين” إن أمكن وذلك لتحقيق هدفٍ من اثنين:

 

⁃استدراج مشاركة أميركية-غربية في عملية عسكرية موسعة في لبنان، تحت العنوان الذي يروج له منذ أيام بأن حرباً حقيقية مفتوحة على إسرائيل في الشمال، وليست جبهة مضبوطة.

 

وبالتالي فإن المواجهة ضرورية بطبيعة مصيرية، إن لم تكن وجودية بالكامل.

 

⁃ممارسة الضغوط القصوى على المقاومة لخلق وضعية مختلفة في الجنوب اللبناني، يمكن أن تبعد الخطر (أو بعض أنواعه) وتأمين الشمال لسنوات. خصوصاً أن قابلية واستعدادات سكان الشمال عندهم مختلفة عما لدى سكان الجنوب عندنا.

 

فهم يرتبطون بالكيان وفق مفهوم “وطنية المصلحة”، التي تختفي باختفائها، والأمر يهدد بهجرةٍ دائمة.

 

بينما عندنا فالوطنية مبنية على الارتباط بالأرض والتاريخ إلى حد الاستشهاد.

 

لماذا هذه الاستماتة الآن؟

 

أربعة أسباب، ثالثها هو الذي يفسر التوقيت:

 

1- السبب الأول الظاهر لرفع الرهان الإسرائيلي في جنوب لبنان الغموض البناء في إدارة الحرب من قبل الطرف الآخر.

 

بمعنى عدم قدرة إسر/ئيل على اكتشاف مفاجآت الحرب المقبلة، نظراً للتحفظ الشديد والاقتصاد الدقيق في استخدام المق/ومة لأنواع جديدة من القدرات.

 

2- السبب الثاني هو عدم فاعلية كل الضربات السابقة في إجبار الطرف الآخر على إقفال الجبهة، قبل وقف النار في غزة.

 

خصوصاً أن أربعة أشهر من الإبادة لم تكسر إرادة القتال هناك.

 

ومعلومٌ أن لا نصر يمكن تسويقه من دون القضاء على المقاومة الفلسطينية كلياً، أو إجبارها على القبول بما يعاكس إرادتها.

 

3- السبب الثالث المستجد الآن هو رفع الولايات المتحدة أخيراً الراية الحمراء في وجه توسيع الحرب( بما في ذلك اجتياح رفح) .

 

فامريكا الآن تقدم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يؤيد وقفاً موقّتاً لإطلاق النار في غزة “في أقرب وقت ممكن”.

 

ينص أيضاً على أن أي هجوم بري كبير على رفح سيلحق المزيد من الأذى بالمدنيين، وقد يؤدي إلى نزوحهم إلى دول مجاورة.

 

4- السبب الرابع هو أن هذه الجزئية الأخيرة، لا تزال (على خلاف الكثير من الأخبار الرائجة) خطاً أحمر بالنسبة لمصر والأردن، لحساباتٍ داخلية أولاً.

 

خصوصاً مع لحاظ تغيرات في نمط العلاقات الإقليمية والدولية المتصلة بالمسألة.

 

منها انفراجة مصرية-تركية، ونشاط ديبلوماسي شرق أوسطي نحو موسكو، *بموازاة تصريح لافت لبوتين يقول “إن مساعدة غزة واجب مقدس بالنسبة لنا”*.

 

الموقفان الروسي والأميركي يعبران عن قرب نضوج فكرة إنهاء الحرب دولياً..

 

5- تكثف الرسائل الأمنية في الإقليم، تم تلقفها بجدية في واشنطن.

 

خصوصاً الاستهدافات الأخيرة في اليمن، ضربة صفد، مسيرات مجهولة فوق طبريا، وإعلان معادلة “من كريات شمونة حتى إيلات”.

 

ما يحدد شكل المواجهة الموسعة، من دون أن ينكشف الكثير عما يمكن تصوره بنتيجتها.

 

*بالمحصلة، السباق يتسارع بين استماتة إسرائيلية لتغيير ظروف الحلول التي ترسم الآن، وبين مسارعة أميركية إلى إقفال المزاد على الحرب الآن*.

 

باختزال ربما مبالغ فيه، لا فرصة لأن تخلق هذه الضربات في الغازية ظروف حربٍ موسعة،لانها مقامرة خطرة.

 

*الارجح ان نتن ياهو بحاجة ماسة وملحة لاعادة تشكيل ما يفتقده من اجماع داخلي حول قيادته المتهورة والمغامرة للحرب المفتوحة, بلا حدود, الامر الذي سيصطدم بفشل قاتل ومميت قريباً*

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار