مذكرت صهيوني..كتاب للدكتور عبد الحسين شعبان..وثيقة تاريخية من براغ..كيف تحالفت الحركة الصهيونية مع النازية

مذكرت صهيوني..كتاب للدكتور عبد الحسين شعبان..وثيقة تاريخية من براغ..كيف تحالفت الحركة الصهيونية مع النازية

محمد علي فقيه
المصدر: الميادين
يشرح د. عبد الحسين شعبان للقارئ الكريم يوميّات “المذكّرات” ومعسكر تيريزين في جمهورية التشيك، ومعسكر أوشفيتز في بولندا الذي سبق لشعبان أن زراهما.
صدر حديثاً عن دار الرافدين كتاب “مذكرات صهيونيّ… يوميات إيجون ريدليخ في معسكر تيريزين”، ترجمة د. عبد الحسين شعبان، ويسلّط الضوء على يوميّات الصهيونيّ التشيكوسلوفاكيّ إيجون ريدليخ، العضو القياديّ في منظمة “ماكابي هاكير” الصهيونية، الذي كان معتقلاً في معسكر تيريزين قبل نقله إلى معسكر أوشفيتز، ويدمغ بصورة قاطعة تعاون القيادة الصهيونية مع الاحتلال النازيّ ، باعتبارها طابوراً خامساً، ليس ضد مصالح الشعب التشيكوسلوفاكيّ فحسب، بل ضد مصالح الأغلبية من الجماهير اليهودية، كما تفصح ذلك يوميات ريدليخ.

يعتبر المفكّر العراقي عبد الحسين شعبان أن قضية كتاب “مذكّرات صهيونيّ” لييرجي بوهاتكا، الكاتب والصحافي (كما ورد في تعريفه)، هو جزء أساسي من تجربته الفكرية الثقافية، فقد كشف بوهاتكا النقاب برؤيةٍ نقديّة عن مذكّرات أو الأصحّ “يوميَّات” إيغون ريدليخ عضو قيادة المنظمّة الصهيونية ماكابي هاكير في معسكر تيريزين.

يذكر شعبان أن الذي لفت انتباهه إلى مذكرات ريدليخ التي نشرت على 4 حلقات في مجلة “Tribuna” “المنبر أو المنصة” هو إحدى المستشرقات لمعرفتها باهتمامه بالقضيّة الفلسطينيّة، فبادر بترجمتها وإعدادها للنّشر. ويذكر بأن ذلك “كان عشيّة عودتي إلى العراق بانتهاء دراستي، وقد أرجأت النّشر في حينها لالتحاقي بالخدمة العسكريّة الإلزاميّة، ولكنْ يدُ الزمن كانت قد عبثت بها بعد مصادرة مكتبتي و3 مخطوطات من جانب الأجهزة الأمنيّة كنت قد جهّزتها للطبع في حينها، وذلك عند (كبْس) منزلي بعد مغادرتي بغداد إلى المنفى مرّة أخرى”.

إقرأ أيضاً: آفي شلايم: “الموساد” نفذ عمليات التفجير ضد اليهود في بغداد في الخمسينيات

وعلى رغم مرارة المنفي لم ينسَ شعبان أهمية هذه المذكرات، ففور انتقاله إلى دمشق خطر بباله “فكرة إعادة ترجمة النص المذكور لإعداده للنشر، خصوصاً لِما له من دلالة فكريّة وعمليّة في ظرف يستوجب فيه معرفة بعض الحقائق التي ظلّت خافية إلى حدٍّ ما، فما بالك حين يتمّ الكشف عنها هذه المرَّة وعلى لسان أحد قادة المنظّمات الصهيونية”. فعاود الاتصال بأحد أصدقائه لمساعدته في تأمين النصّ المذكور، فاستجاب لطلبه، وقام بإرسال الأعداد الأربعة من مجلّة “تريبونا”، على الرغم من مضيِّ سنواتٍ على صدورها.

يقول شعبان إنه توقّف كثيراً أمام أسلوب ييرجي بوهاتكا عند قراءته لنص إيغون ريدليخ. ولذلك قرّر أن يكتب “تقديماً له، أشبه بخريطة طريق: كيف يُقرأ النص؟ وما هي الاستعارة الدلاليّة منه؟ وكيف يمكن توظيفه نضاليّاً كجزء من الكفاح ضدّ الصهيونيّة على الجبهة الفكريّة والحقوقيّة والقانونيّة، ولا سيّما على المستوى الدبلوماسي والدولي، وبشكل خاص على صعيد المجتمع المدني العربيّ”؟

ولأنّ شعبان على علاقة صداقة مع مجلة الهدف الفلسطينيّة التي أسّسها غسّان كنفاني، وأعقبه فيها بسّام أبو شريف، ومن بعده صابر محيي الدين. وينشر مقالاته فيها منذ الثمانينيات من القرن الماضي، فتم نشر المادَّة على خمس حلقات (خصّصتُ الحلقة التعريفيّة الأولى للمُقدِّمة) في المجلة ذاتها، وحين علِمَ بها صديقه هاني حبيب مدير التحرير خصّص لها مكاناً متميّزاً في المجلَّة، وسعى للاعتناء بإخراجِها لتظهَر بما تستحقّه، كما قام بنشر خبر عنها قبل نشرها، إدراكاً منه لأهميّتها للنضال الفلسطيني.

أحدث نشر المادة تأثيراً كبيراً داخل الأوساط العربية والفلسطينية، وبالأخص منها القيادية والنخبة، لدرجة جعلت مؤسس حركة القوميين العرب والأمين العام للجبهة الشعبية يتصل به عبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤول العلاقات الراحل تيسير القبعة قائلاً: “الحكيم بدّو يشوفك” فما رأيك أن نلتقي عنده على الغداء؟

تمّ الاجتماع مع حبش الذي استمع بشكل مفصّل لشرح شعبان حول اليوميّات “المذكّرات” ومعسكر تيريزين في جمهورية التشيك، ومعسكر أوشفيتز في بولندا الذي سبق لشعبان أن زراهما، وموقف البلدان الاشتراكية السابقة من الصهيونية والنشاط الصهيوني، وكانت حينها قد تأسّست اللجنة الاجتماعية السوفياتيّة لمناهضة الصهيونيّة” عام 1983، بمبادرة من يوري أندروبوف الذي تولّى الأمانة العامّة للحزب الشيوعي السوفياتي، لكنّه لم يستمرّ طويلاً فقد وافتهُ المنيّة سريعاً، وموضوع تأسيس “اللجنة العربية لدعم قرار الأمم المتحدة 3379” على هامش ندوة نظّمها “الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين”.

ولأنّ “مذكّرات إيغون ريدليخ” تعتبر وثيقة تؤكد تعاون النازية مع الصهيونية والتي تضمّنت التضحية بعشرات الآلاف من اليهود مقابل وعودٍ زائفة. فقد سئل حبش “عن إمكانيّة الحصول على نصِّ المذكّرات (اليوميّات) الأصليّة كاملةً وبلُغَتِها الأصلية، خصوصاً وقد استوقفه وجود إيغون ريدليخ في معسكرَي تيريزين وأوشفيتز (أشهر المعسكرات النازيّة)، والذي تعاون مع جهاز الغاستابو لنحو أربعة أعوام، ومع ذلك فقد تمَ إعدامه هو وزوجته وابنه في العام 1944 من دون أن تشفع له الخدمات الكبرى التي قدّمها للنازيّة، بما فيها تعاونه ضدّ أبناء جِلدته بالتواطؤ على إرسالهم إلى المجهول، مقابل إرسال بضع عشرات أو مئات من اليهود القياديِّين والمتموِّلين إلى فلسطين، علماً بأنّه لم يُخفِ شعوره بالخجل والعار الذي يترشّح من نصوص اليوميّات المكتوبة بعناية فائقة على الرغم من أجواء الرعب واليأس وتبدُّد الآمال الخادعة”.

يكشف شعبان بأنه تمّ العثور على تلك المذكّرات في سقفٍ لأحدِ البيوت الحجرية في شارع غودوالدوف في مدينة تيريزين العام 1967 على يدِ عمّال بناء، وقد كانت الدّهشة كبيرة جدّاً، فمع أن “المذكرات” كُتبت بطريقة حذرة خوفاً من وقوعها بِيَد جهاز الغاستابو، لكنها تفصح عن الكثير من المعلومات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، سواء بالإيحاء أو التلميح أو قراءة ما بين السطور بتأويلٍ للنصّ أو تفسيره، وحتى لو جاء المضمون يتعلّق بالإدارة أو التنسيق مع المحتل، لكنه يكشف التعاون والتنسيق بين القيادات النازية والقيادات الصهيونية، فيما يتعلق بمأساة اليهود الذين كانوا يغيّبون بالآلاف ويُرسلون إلى حتفهم بمساومات يشعر ريدليخ بالذات بخجله منها.

وتنفيذاً لما كان طلبه حبش من الحصول على نصِّ المذكّرات “اليوميّات” الأصليّة كاملةً وبلُغَتِها الأصلية. يروي شعبان رحلة التفتيش عنها: كنت أتوقّع أنّ الحصول على نصّ اليوميّات عمليّة سهلة ويسيرة، ولذلك أجبتُ الدكتور حبش بترجيح إمكانية تأمينها، ولكنّني فوجئتُ بصعوبة ذلك بعد الاتصال بصديقنا موسى أسد الكريم، والطلب إليه توفير نسخة من نصّ المذكّرات باللغة التي كُتبت فيها، علماً بأنّ مُحدّثي من براغ أبلغني بعد أسبوع من تكليفه أنّ ييرجي بوهاتكا هو اسم مستعار لضابط كبير ومسؤول عن ملف النشاط الصهيوني في “تشيكوسلوفاكيا”، وكان قد أُقيل من منصبه العام 1968 ثم سُمح له بالكتابة باسمٍ حركيّ لم يتمّ الكشف عنه.

والتقى الكريم بزوجته التي كانت تعيش في إحدى المصحّات بعد وفاته بعامين، وحاول الحصول على نسخة من المذكّرات حتى وإنْ دفع ثمنها، وكانت تلك إشارة من الدكتور حبش، لكنّها بعد أن وعدتهُ عادت واعتذرت من الاستجابة لطلبه، ثمّ امتنعت عن الحديث في الموضوع، بل إنها تهرّبت من مقابلته وأوعزت إلى عاملة الاستقبال في المصحِّ الطلب منه عدم الاتصال بها رغم المحاولات العديدة التي بذلها.

ومرة أخرى حاول شعبان خلال زيارته لبراغ عام 1985 أن يستفسر من صديقه حسين العامل الكاتب والمُترجم العراقي المُخضرم فيما إذا كانت لديه معلومات عن ييرجي بوهاتكا، خصوصاً وأنّ لديه علاقات متميّزة مع الإدارات التشيكية حيث عاش في براغ منذ أواسط الخمسينيات.

يسرد شعبان ذلك بقوله: بعد التدقيق أبلغني أنّ ييرجي بوهاتكا كان قد ألّف كتاباً عن “النشاط الصهيونيّ في الدول الاشتراكية”، واستلم حقوقه البالغة 50 ألف كورون آنذاك، وهو مبلغ لا بأس به في حينها، وقام بتصحيح المسوّدات، واطّلع على صورة الغلاف وعلى الكتاب مطبوعاً في المطبعة، لكن الكتاب اختفى قبل يومين (من صدوره)، إلّا أنّه لم يتعرّف إلى اسمه الحقيقي الذي ظلَّ لُغزاً مجهولاً، ونقلتُ تلك المعلومات إلى الدكتور حبش الذي أصيب بدهشة وذهول مثلي وربّما أكثر منّي، ولا سيّما أن ذلك جرى في ظلِّ النظام الاشتراكي السابق.

ويكمل شعبان قصة كتاب “مذكرات صهيونيّ… يوميات إيجون ريدليخ في معسكر تيريزين”، فيروي أنه بحسب موسى أسد الكريم يكون ييرجي بوهاتكا قد توفّي بين العام 1982 و1983، وأن زوجته كانت ما زالت على قيد الحياة، حيث تعيش في مصحّة خارج براغ، وأغلب الظنّ على ما أتذكّر في كارلو فيفاري، وقد واصلتُ خلال العقود الثلاثة والنصف الماضية، السؤال عن ييرجي بوهاتكا، لكنّني لم أعثر حتى الآن على ما يُستدلّ عليه على الرّغم من التنقيبات العديدة عنه. وحسبما يبدو فقد ظلّ يحمل اسمه المستعار بدلاً من اسمه الحقيقي، وإن كانت بعض المقالات قد كُتبت، فهي بهذا الاسم وليس باسم آخر، ولم أعثر على من التقاه أو تحدّث إليه أو عرَفَ شيئاً عنه.

وقد سأل شعبان قيادات شيوعية عراقية وسورية وفلسطينية إن كان لديهم علم بهذه المذكّرات، إلا أنهم جميعاً لم يعرفوا شيئاً عنها حتى من كان على علاقات خاصة مع التشيك.

لم ييأس شعبان من التفتيش عن الوثيقة الأصلية لهذه المذكرات التي بقيت سرّاً مجهولاً يصعب الحصول عليها، “فرغم أنّ الكتاب طُبِعَ أكثر من مرّة وبأكثر من لُغة، لكنّه اختفى على نحوٍ شبه تام من المكتبات بما فيها القديمة، والتي كانت تُعلن عن وجود عدد من النُّسخ لديها، ولكن عند طلب شرائها تعتذر هذه المكتبات لعدم توفّرها.

وقد حاول صديقه عصام الحافظ الزّند، البحث عن يوميَّات إيغون ريدليخ حتّى عثر عليها مؤخراً بعد جُهدٍ جهيد، فوصلتهُ نُسخةٌ من طبعةٍ تعود إلى العام 1992، وقد استعنت بها عند مراجعتي للنصّ الذي سبق لي وأن ترجمته وأعددتهُ للطّبع في العام 1985، وكان أن طلبها من أكثر من مكتبة أميركية، إلّا أنّ النسخة الوحيدة التي نحن بصددها كانت متوفّرة في مكتبة أمازون، ويُعتقد أنها ليست كاملة، حيث تمّ حذف أجزاء منها أيام النظام الشيوعي.

ويتابع شعبان: “حين قارنت ما توفّر لديّ من ترجمة لما كتبه ييرجي بوهاتكا وجدتها أقرب إلى النصِّ الأخير الذي نشر بالإنكليزية، وهناك نسخة عِبريّة أيضاً، ويقع الكتاب في 175 صفحة، إضافة إلى عدد من الصُّور وخريطة لمعسكر تيريزين، كما هناك نُسخة تشيكيّة طُبعت في العام 1995 وهي الأخرى مفقودة، الأمر الذي يرجّحُ لديَّ أنَّ المدعو ييرجي بوهاتكا كان قد قرأ مخطوطة المذكّرات (اليوميّات) قبل نشرها بصيغتها المعروفة، بحكم موقعه حسبما يبدو في إدارة المخابرات التشيكية المسؤولة عن مكافحة النشاط الصهيوني، وذلك هو التفسير الذي توصّلت إليه”.

لم يكتفِ الحافظ وكذلك زوجته ماريّا في البحث عبر الإنترنت أو من خلال مكتبات عامّة وخاصّة عن يوميّات إيغون ريدليخ والتفتيش عن تقريظ ييرجي بوهاتكا، بل بادر الحافظ بدأبٍ ومسؤوليّةٍ إلى الاتّصال بمتحف تيريزين لسؤال مديره عن كتاب ريدليخ الذي سبق وأن صدرَ باللغة التشيكيّة عسى أن يجده فيه، بعد أن يئسَ من الحصول عليه، إلّا أنه فُوجئ بأنّ المدير ذاته لم يسمع أو يعرف شيئاً عنه، وبعد اتصالات عديدة وجَدَ نسخة وحيدة في مكتبة “جامعة تشارلس”، وهيمن أقدم الجامعات في أوروبا تقع في براغ، عاصمة جمهورية التشيك.

إقرأ أيضاً: هكذا ردت إسرائيل على هزيمتها مع حزب الله

لكنّها تمنع استعارتها خارجها، الأمر الذي يعني أنّ الكتاب نادرٌ من جهة وأنّ ثمَّة وراء الأكمَّة ما وراءها، بخصوص هذه اليوميّات، إضافةً إلى لُغزِ مَنْ قام بتقريظها لدرجة أنّ اسمه بقيَ مستعاراً على الرغم من مرور أكثر من نصف قرنٍ من الزمان.

يقول شعبان إنّ هذه المذكرات وبقدر ما تبيِّنُ دور إيغون ريدليخ فهي تعبّر عن طريقة التفكير الصهيونية الخاصة بالتربية والتعليم والتنشئة والعلاقات وغير ذلك من وسائل ميكافيليَّة يتمّ فيها تبرير الوسيلة بزعم الوصول إلى الغاية، علماً بأن الغاية هي من شرف الوسيلة، ولا غاية شريفة إن لم تكن الوسائل شريفة، وبحسب المهاتما غاندي فالوسيلة إلى الغاية هي مثل البِذرة إلى الشجرة، فهما مترابطان عضويّاً ولا يمكن فصمهما.

يوضح لنا شعبان أن المقالات الخمس التي يتكوّن منها كتاب “مذكّرات صهيونيّ… يوميات إيجون ريدليخ في معسكر تيريزين” التي نشرت في مجلة “الهدف” أحدثت صدى هائلاً بين أوساط النخبة الفلسطينية، ولهذا “بادر بالاتصال بي الصديق خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وطلب منّي جمعها لنشرها في كتاب خدمةً للقارئ وللحفظ أيضاً، وذلك عبر دار تمّ تأسيسها من قبل جبهة النضال الشعبي، فصدر الكتاب بطبعة أولى عن “دار الصمود العربي” في دمشق ونيقوسيا عام 1986، وقد نفَد خلال أسابيع، وصدرت طبعته الثانية خلال فترة قصيرة.

نشير إلى أن من سيقرأ هذه المذكرات سيكتشف ما ذكره شعبان من أن هذه اليوميات كُتبت بحذر شديد خوفاً من وقوعها بأيدي سلطات الاحتلال النازي، كما سجل الشعور بالذنب والعار الذي شعر به ريدليخ لإجباره كعضو على اختيار افراد يتم نقلهم إلى وجهة مخيفة غير معلومة كما يقول.

وفي نهاية المطاف أُرسل ريدليخ وزوجته وطفله إلى معسكر أوشفيتز عام 1944 ليلقى حتفه مثل عشرات الاَلاف من اليهود الاَخرين وقبل ترحيله أخفى هذه المذكرات التي تعتبر وثيقة دامغة لتجربة “الهولوكوست” ودور الصهيونية فيها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار