تقرير: من هم “مجموعة فاغنر” الروسية؟ يقاتلون في ثلاث قارات..

تقرير: من هم “مجموعة فاغنر” الروسية؟ يقاتلون في ثلاث قارات..

موسكو – وكالات: استيقظت روسيا يوم السبت، على إعلان تمرد مسلح غير مسبوق من قبل جماعة فاغنر العسكرية، التي برز اسمها ولمع صداها خلال العام الماضي إثر دورها الكبير وتأثيرها على الحرب في أوكرانيا.
وصاحب إعلان الجماعة إدانات من قبل القيادات الروسية، على رأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اعتبر التمرد خيانة للوطن والشعب، في حين استمرت فاغنر بالتعنت مؤكدة الذهاب إلى النهاية ورفض الاستسلام.
من هي فاغنر؟
مجموعة فاغنر “Wagner”، هي شركة عسكرية أسسها ضابط الجيش الروسي السابق، دميتري أوتكين، وأعطاها اسمها – تيمناً بلقبه أو اسمه الحركي السابق حين كان ضابطاً. وأشار تحقيق أجرته “بي بي سي”، أن أوتكين من قدامى المحاربين في حروب الشيشان، وضابط سابق في القوات الخاصة وكذلك في المخابرات العسكرية الروسية.
وظهرت المجموعة لأول مرة أثناء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، حيث ساعد مرتزقتها، ممن يرتدون ملابس رسمية، القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على القرم حينذاك.
وقائد فاغنر هو يفغيني بريغوجين، الرجل المقرب من بوتين أو “طباخه” كما يوصف إعلامياً، وهي تتألف من بضعة آلاف من المرتزقة، يُعتَقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية، ممن حصلوا على تدريب جيد.
والجدير بالذكر أن المجموعة، التي كانت معروفة سابقاً باسم “بي إم سي فاغنر” PMC Wagner، قامت بنقل مقرها الرئيس أخيراً إلى ناطحة سحاب زجاجية بارزة في سانت بطرسبرغ، التي تحوي أيضاً مركز تكنولوجيا يستضيف معارض أسلحة متقدمة على امتداد أروقة رمادية يملؤها موظفون في ملابس عسكرية مموهة.
من يمولها؟
وحسب تقرير لشبكة “بي بي سي”، يعتقد البعض أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سراً على مجموعة فاغنر.
وقالت مصادر من المجموعة، إن قاعدتها التدريبية في مولكينو بجنوب روسيا، توجد جنباً إلى جنب مع قاعدة عسكرية روسية. إلا أن روسيا نفت باستمرار أن يكون لفاغنر أي صلة بالدولة.
تعدادها وأين تنشط
ووفقاً لوكالة “دويتشه فيله” الألمانية، نشطت المجموعة على مدى السنوات الـ 8 الماضية في كل من أوكرانيا وسوريا وعدد من الدول الأفريقية، واتُهمت مراراً بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. ويقال إن المجموعة تشارك في الأعمال العسكرية في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية فيها.
وبدأت فاغنر العمل في سوريا عام 2015، حيث قاتلت إلى جانب القوات الموالية للحكومة، وعملت أيضاً على حراسة حقول النفط.
كما تنشط المجموعة في ليبيا منذ 2016، وتدعم القوات الموالية للقائد العسكري خليفة حفتر، ويُعتقد أن ما يصل إلى ألف مرتزق من فاغنر شاركوا قوات حفتر في الهجوم الذي شنته على الحكومة الرسمية في طرابلس عام 2019.
ودعيت مجموعة فاغنر أيضاً إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عام 2017، لحراسة مناجم الماس، والوقوف إلى جانب الحكومة الحالية في مواجهة المسلحين المتشددين. كما وردت تقارير إعلامية تفيد بأن المجموعة تنشط كذلك في السودان، حيث تعمل على حراسة مناجم الذهب.
وفي الآونة الأخيرة، دُعيت مجموعة فاغنر من قبل حكومة مالي في غرب أفريقيا لتوفير الأمن ضد الجماعات الإسلامية المتشددة، وقد كان لوصولها أثر على قرار فرنسا بسحب قواتها من البلاد عام 2021.
وقال صموئيل راماني، الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد سيرفيسز إن: “مجموعة فاغنر لديها حوالي 5 آلاف مرتزق يعملون في جميع أنحاء العالم”.
دورها في أوكرانيا
ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد مرتزقة فاغنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصرها بشكل متزايد في المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.
ومع تزايد خسائر روسيا في حرب أوكرانيا، بدأ مالك الشركة، يفغيني بريغوزين في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية. وتقدر المخابرات البريطانية عدد قوات فاغنر النشطة في أوكرانيا بـ 50 ألف جندي، أي ربع القوة الإجمالية لروسيا.
وأثبتت مجموعة “فاغنر” أنه لا يمكن الاستغناء عنها، وقال محللين عسكريين إن: “الكرملين يعتمد كثيراً على مجموعة فاغنر، بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الروسية الرسمية خلال الحرب، ناهيك عن الصعوبات في التجنيد التي تواجهها”.
وتخضع العديد من شركات بريغوجين التي يعتقد أنها تمثل حوالي 10% من جميع القوات الروسية في أوكرانيا، حالياً لعقوبات أمريكية بسبب ما تصفه واشنطن بـ “نفوذه السياسي والاقتصادي الخبيث في جميع أنحاء العالم”.
يتعارض مع الدستور
ومن جهة أخرى، قال صموئيل راماني، الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد سيرفيسز: “تُجند فاغنر بشكل أساسي قدامى المحاربين الذين يحتاجون إلى سداد الديون وتغطية تكاليف الحياة، إنهم يأتون من مناطق ريفية حيث توجد فرص أخرى قليلة أمامهم لكسب المال”.
وقالت تريسي جيرمان، أستاذة الصراعات والأمن في جامعة كينغز كوليدج بلندن: “إن إدارة جيش من المرتزقة يتعارض مع الدستور الروسي، ولكن رغم ذلك فإن فاغنر توفر للحكومة قوة تستطيع إنكارها والتنصل منها.. إذ يمكن أن تتدخل فاغنر في الخارج ويمكن للكرملين أن يقول ببساطة: لا علاقة لنا بالأمر”.
ووفق الدستور الروسي، لا يجوز إنشاء شركات عسكرية خاصة أو جيش مرتزقة؛ إذ ينص القانون على أن مسؤولية الأمن والدفاع عن البلاد تقع على عاتق الدولة دون غيرها، فيما يحظر القانون الروسي على المواطنين الروس العمل كمرتزقة.
ورغم ذلك، فإن القانون يسمح للشركات التي تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مسلحة خاصة، وهي ثغرات قانونية تمثل منطقة رمادية شبه قانونية تتيح لمجموعة فاغنر بالعمل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار