تلاقي إرادات قوى المقاومة في فلسطين ولبنان لتطوير العلاقة إستراتيجية بدعم إيراني لعزيز محور المقاومة في المنطقة.

تلاقي إرادات قوى المقاومة في فلسطين ولبنان لتطوير العلاقة إستراتيجية بدعم إيراني لعزيز محور المقاومة في المنطقة.

مع انسداد الأفق السياسي للتسوية التي وقعت “إسرائيل” شهادة وفاتها سابقاً تبدو الصورة أكثر وضوحاً في المرحلة الحالية من الصراع، فالاحتلال يتنكر لجميع الحقوق الفلسطينية، والفلسطيني ليس له إلا الاعتماد على مقاومته المشروعة. ويرى ذو الفقار سويرجو -المحلل السياسي- أن هجمة الاحتلال الشرسة مؤخرا على حقوق الفلسطينيين ترد عليها حماس بحراك رسمي وفصائلي وشعبي في لقاءات لبنان بهدف تقليل خطر محور “إسرائيل” المعادي للقضية.

“المقاومة وسيلة وليست غاية”

المطلوب تعزيز المقاومة في مرحلة جديدة من المواجهة توحّد لغة سياسية للمقاومة في المعركة القادمة التي ربما تتعدد جبهاتها”. أهمية المقاومة في محورها العام تكمن في محاولة فرض نفسها على مسرح الأحداث كأحد فواعل السياسة والميدان في الصراع مع الاحتلال باستمرار، ونافذة لبنان مشرعة دوماً لهذا المضمار. الخصوصية في عمل المقاومة الفلسطينية والعمل الوطني الفلسطيني عامةً بين فلسطين ولبنان، تحاول حماس وفصائل المقاومة -حسب تحليل سويرجو- دفع عجلته على جميع الأصعدة سياسيًّا ودبلوماسيًّا ولوجستيًّا وتحشيد الرأي العام. الردع والمواجهة عادةً تعدّ جبهة الشمال لفلسطين المحتلة الأكثر سخونة في علاقة المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله مع “إسرائيل”، لكن فتيل الانفجار قصير مع جبهة الجنوب في غزة. قبل عام وخلال معركة سيف القدس كانت المقاومة في لبنان تتابع ما يجرى في تطورات الميدان لحظة بلحظة من قمرة القيادة المشتركة التي تشكّل بدعم إيراني محور مقاومة يرفض واقع احتلال “إسرائيل”. واستقبل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، هنية والوفد المرافق له. ومذلك استقبل قيادات فصائل أخرى وقال بيان الحزب: إن الجانبين بحثا التهديدات في المنطقة، وأكدا تعاون المقاومة لخدمة المقدّسات والقضية الفلسطينية.

ويرى المحلل الصواف أن توقيت الزيارة لهنية واجتماعات الفصائل في بيروت مهم؛ لأنها تدلل على توافق دائم في فهم واقع وميدان المقاومة ومعركتها مع الاحتلال بعد تصاعد وتيرة تحالفات “إسرائيل” والولايات المتحدة في المنطقة وآليات التصدي للاحتلال.
ويتابع: “لقاءات حماس في لبنان خاصة مع قوى المقاومة تعزيز لمحور قوى يساند مقاومة وقضية فلسطين في وقت تجرى فيه محاولة تصفية القضية الفلسطينية على يد محور إسرائيلي- أمريكي وآخرين. تجمع مقاومة فلسطين ولبنان علاقة إستراتيجية مع إيران التي تشكل محوراً للمقاومة ترى فيه “إسرائيل” تهديداً إستراتيجيًّا لأمنها القومي منذ انسحبت من الجنوب اللبناني عام 2000م. ويشير المحلل سويرجو أن الاحتلال يحاول الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية، وتحاول المقاومة تعديل المعادلة في الردع والمواجهة، فجبهة لبنان أهم جبهة تتقاطع مع فلسطين وطنيًّا وميدانيًّا وسياسيًّا. خصوم “إسرائيل” على حدودها وخلال عدوان متكرر منذ عام 2006-2021م يبدون أكثر تطوراً من جهة الإمكانات الأمنية والميدانية ما أدى لتآكل مهم في قوة الردع الإسرائيلي. ويؤكد المحلل سويرجو أن مقاومة لبنان تتمتع بخبرة كبيرة بعد نجاحها في دحر الاحتلال عام 2000م وعدوان تموز 2006م تستفيد منها مقاومة فلسطين بتواصل، وأصابع الاثنين على الزناد رافضين التطبيع. قوة مقاومة فلسطين ولبنان تحتل موقعاً مهمًّا في معادلة الردع واحتمالات المواجهة إذا تزامنت الجبهات في معارك قادمة قد تكون أكثر أهمية إذا احتلت بعداً إستراتيجيًّا في ترسيخ مراحل فاصلة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار