إضاءة حول مالا يحتاج إلى تفسير

تعقيباً على كتابات حول من حضر الاجتماع مع وفد(اللجنة التنفيذية)إلى دمشق،ومن لم يحضر

شكل قدوم وفد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مؤخراً إلى دمشق بناء على طلبه، والموقف منه، منبراً لمن يمكن تسميتهم (بالسحيجة) الذين أعمتهم الامتيازات، وأفقدت الأحقاد اتزانهم وبصيرتهم، فتناسوا مئات الشهداء والجرحى والدماء الغزيرة العزيزة التي سالت من مناضلين هم من أبناء هذا الشعب الصابر الصامد المضحي الذين لم يهن عليهم استباحة المخيمات وتهجير أهلها، فبذلوا أرواحهم رخيصة من أجل حماية المخيمات الفلسطينية من شرور الإرهاب والإرهابيين، ومخيم اليرموك نموذجاً، فانبروا يتحدثون عن الشرعية!!! وعن فصائل منخرطة في المنظمة وأخرى جماعات (منشقة عنها) ويا للعار على هذا السقوط المدوي، وافتقاد الحد الأدنى من القيم الوطنية.
وبعيداً عن نبش المواقف منذ استباحة المخيم وتهجير أهله، والمقولات التي راجت على شاكلة النأي بالنفس، والحيادوعدم الدخول في حروب الآخرين، وتجنب الدخول في محاور إلخ، والتأكيد على الابتعاد عن أجواء الاحتقان والتوتير في العلاقات الداخلية الفلسطينية وهو أمر نتمسك به ونعمل من أجله، ولكن هذا لا يقودنا إلى تجاهل طبيعة الخلافات القائمة، والتي وصلت إلى حد التناقض، ونقول حضرنا الاجتماعات من أجل الوحدة الوطنية إلى آخر هذه المقولات الزائفة.
ويهمنا في هذا السياق أن نوضح عدداً من النقاط في توصيف الواقع الفلسطيني الراهن الذي يحمل تفسيراً لموقفنا في حركة فتح الانتفاضة في عدم الحضور والمشاركة في اللقاء مع وفد التنفيذية في زيارته الأخيرة.
وربما يقول قائل أنكم حضرتم سابقاً اجتماعات مع وفود قادمة من الداخل في لقاء الفصائل الـ (14) وهذا صحيح، فلقد سبق أن حضرنا وشاركنا غير مرة في اجتماعات تبحث موضوع المخيمات الفلسطينية في سورية بعد اجتياح واستباحة مخيم اليرموك، وبغية معالجة الأوضاع الناشئة، والاهتمام بأهلنا المهجرين قسراً منه، ووضع السبل والآليات الكفيلة بإخراج المسلحين من المخيم، الأمر الذي عجزت عنه الفصائل وجرى تركه لمصيره، وإن كان هناك فصائل قامت بدورها وخاضت معارك مع الإرهابيين وقدمت مئات الشهداء والجرحى على مذبح تحرير المخيم، وفي مقدمتهم حركة فتح الانتفاضة، والرفاق في الجبهة الشعبية-القيادة العامة، وجبهة النضال الشعبي، وطلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة).
وفي مقدمة النقاط التي تفسر موقفنا من عدم المشاركة في الاجتماعات أننا في حركة فتح الانتفاضة لا علاقة لنا بمؤسسات المنظمة (وليس بالمنظمة) حتى يقال أننا قاطعنا، مع التأكيد أن المنظمة هي منظمة الشعب الفلسطيني، وهي وطننا المعنوي الذي لا بديل عنه، ولا نهاجر منه، ولكن ا لمنظمة التي شكلها الفلسطينيون فيما بينهم طبقاً للميثاق الوطني الفلسطيني شيء، والمؤسسات التي اختطفت المنظمة وتبنت نهجاً سياسياً ألحق أفدح الأضرار بقضية فلسطين وبالشعب الفلسطيني، وما حمله اتفاق أوسلو من ويلات وكوارث نموذجاً لذلك، شيء آخر.
ومن هنا فعدم الحضور والمشاركة في مثل هذه الاجتماعات تحصيل حاصل، وموقف طبيعي ولا يحتاج إلى تفسير وتوضيح وسرد الأسباب التي تحملنا على موقفنا هذا.
والأمر الآخر مرتبط بالمجلس الوطني المنعقد مؤخراً والذي وصفه الكثير من الفصائل ومن أعضاء المجلس ومن شخصيات وفعاليات وطنية مناضلة في الساحة الفلسطينية أنه مجلس مطعون به ويفتقد للشرعية سواء في مكان الانعقاد أو في التحضير له وقد جرى تجاهل كل الدعوات لعقد مجلس وطني توحيدي خارج الأرض المحتلة ينتج عن حوار وطني شامل تتم فيه مراجعة لكل السياسات القائمة ووضع استراتيجية وطنية تقوم على سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وإلغاء اتفاق أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، والخروج من نهج المفاوضات، وتبني نهج المقاومة والانتفاضة الشعبية لحماية قضية فلسطين مما يخطط لها من مشاريع التصفية على شاكلة ما يسمى (صفقة القرن).
ومن هنا فإن أعضاء اللجنة التنفيذية هم نتاج هذا المجلس، نتاج مجلس سينعقد شاء من شاء وأبى من أبى، ومن يريد يحضر، ومن لا يريد ليشرب ماء البحر وخاصة من الجهة الملوثة فيه، وهو قول لرئيس وفد التنفيذية إلى دمشق، والهم الأساسي لهذا الوفد هو الترويج لنفسه على أنه الشرعية والمركز والمرجعية وليس هناك من هم آخر مهما حملوا من شعارات يتسللون بها إلى الساحات المختلفة، آخذين من الموضع المخيمات الفلسطينية ومخيم اليرموك عنواناً لهم، وهم الذين تفرجوا على المشهد الذي عاشته سورية طلية السبع سنوات، ولم يسمع منهم شعبنا موقفاً يعلن أنهم إلى جانب سورية في الحرب التي استهدفتها وفي مواجهة المؤامرات التي تعرضت لها.
إن الترحيب بانجازات الجيش العربي السوري في مقاومة الإرهاب لا يكفيِ ولا قيمة له إذا لم يجري تحديد الموقف من سورية، وطبيعة العلاقات معها، كقلعة مقاومة، حاضنة للمقاومة، قلعة تعتبر قضية فلسطين قضية مركزية، والنضال في سبيل تحريرها هدف مركزي، وركناً أساسياً في محور المقاومة صانع الانتصارات.
وبعد:- سنظل في حركة فتح الانتفاضة ندعو للوحدة ورص الصفوف وندعو لإعادة بناء مؤسسات م.ت.ف، هذا هو مشروعنا السياسي، الذي يؤسس لمشروع وطني، مشروع مواصلة النضال والكفاح والمقاومة لتحقيق أهداف شبعنا في التحرير والعودة.
(أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة)

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار