ما يحزنني أنه لم يبق في القلب مكان للحزن

0

وآخيرا آن للولد الفلسطيني احمد دحبور أن يترجل عن صهوة أوجاعه
نزيه ابو نضال
نصلُ جديد اخترق القلب، على صورة خبر: “مات أحمد دحبور” ولكنني لم أحزن.. فلقد تكسرت النصال على النصال… كانت البداية في معركة الكرامة حين فقدت مرة واحدة ثمانية من أنبل وأشجع الرفاق من أبناء دورتي في الهامة وانشاص ، ومن من بينهم أبو سمرة ومنتقم باسم، وعبد الله يانس، الذي استشهد مكاني في هذه المعركة، وبعدها مدربنا الرائد خالد، ولاحقا رشاد الكاسر، ثم تواصل نزيف الشهداء الأصدقاء واالقادة الذين ارتبطنا سويا، وعملنا معا في سنوات الجمر: أبو علي إياد، وكمال ناصر وكمال عدوان وماجد أبو شرار وأم سلام ، وحنا ميخائيل ونعيم، وحنا مقبل وأبو خالد جورج وسعد، وابراهيم قليلات وصخر حبش ويحيي الدقس، وأبو اياد وأبو صالح وابو موسى، وأنيس صايغ وأبو سلمى واحسان عباس وناجي علوش ومؤنس الرزاز وممدوح عدوان ونبيل جدع ، وأم صالح وهويدا حشاشة القلب، وأسمى الأفغاني (أم اسامة) ونعم فارس ومحجوب عمر.. ود. عبد المنعم تليمة وبهجت ابو غربية وسليمان الموسى ويعقوب حجازين وعبد الرزاق عبد الواحد وعدي مدانات وعبد الجبار أبو غربية وعبد الرحمن ياغي ثم صديق العمر نزيه خوري. وغيرهم وغيرهم..
**
كنت قد التقيت بأحمد دحبور في عمان عام 1969، وتواصلت صداقتنا طويلا رغم المنافي التي فرقتنا سنوات طويلة ثم في سنوات المرض التقينا مرات قليلة في مستشفى الأردن بعمان ثم في مخيم اليرموك بدمشق.
قبل حوالي خمسين عاما في الأردن كان أحمد دحبور يرسل لنا في اعلام فتح من مواقع الفدائيين (يوميات مقاتل في الميدان).. وقتها كان الفتى الصغير قد صار شاعرا كبيرا ولكنه ظل محتفظأ بلقب الولد الفلسطيني ولم يغادره حتى بعد أن شاب، وكان هذا هو عنوان ديوانه آنذاك ” حكاية الولد الفلسطيني”:
أنا الولد الفلسطيني
أنا الولد المطل على سهول القش والطين
وأبكاني الدم المهدور في غير الميادين
تحارب خيلنا في السند
ووقت الشاي نحكي عن فلسطين
ثم يكمل في قصيدة ثانية تفك هذه الأحجية وكنت أحبها كثيرا فأهداني اياها يقول:
وعندما انسحبت من ملاعب الشقاوة
عرفت أن الجبل العظيم ليس يمشي
عرفت كنت ميتا والذكريات جيشي
وبعد!
كل من ذكرناهم من أحبة وقادة وشهداء كانوا مجرد موت عادي ولكن!! .. انظروا حولكم كيف نصفق للغزاة الأميركان وهم يقصفون بالتوماهوك قلب العروبة النابض.. فيما قذائف التحالف العربي تقصف بيت المحزونين في اليمن السعيد أصل العرب.. هذا هو الموت الأعظم موت الأمة والأخطر موت العقل والقلب والضمير

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار