اللقاء بين عباس ومشعل وهنية في الدوحة: عنوان جديد للعزلة والارتباك السياسي وانعدام الخيارات والهروب من الازمة وطحن الماء..واللقاء يعكس بؤس الحالة التي وصلت اليها القيادات المتحكمة والمتنفذة في الوضع الفلسطيني

0

اللقاء بين عباس ومشعل وهنية في الدوحة: عنوان جديد للعزلة والارتباك السياسي وانعدام الخيارات والهروب من الازمة وطحن الماء..واللقاء يعكس بؤس الحالة التي وصلت اليها القيادات المتحكمة والمتنفذة في الوضع الفلسطيني

راي اليوم: عندما تَذكر المصالحة الوطنية الفلسطينية امام اي مواطن فلسطيني في الوطن او المهجر، فانه يصاب بالغثيان، واذا ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك وتحدثت عن لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسيدين خالد مشعل، ونائبه اسماعيل هنية في العاصمة القطرية الدوحة من اجل التوصل اليها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، فإن غثيان هذا المواطن يتحول الى حالة من الغضب الهستيري، وربما يتفوه بكلمات تستعصي على النشر.
بالعودة الى ادبيات الجانبين قبل هذا اللقاء وللغرض نفسه، اي المصالحة، تجد انها مليئة بالهجوم وتبادل الاتهامات، خاصة بعد الغاء السلطة، وبإيعاز من الرئيس عباس الى محكمة “دستورية”، الانتخابات البلدية في قطاع غزة، وحصرها في الضفة الغربية فقط.
الطرفان، اي حركتي “فتح” و”حماس″، يعيشان حالة من التأزم الداخلي، وان كان وضع الاولى اكثر سوءا تنظيميا على الاقل، فحركة “حماس″ تعاني من حالة من العزلة والضيق الاقتصادي بسبب الحصار، وتصاعد التململ في اوساط حوالي مليوني انسان يعيشون تحت حكمها، حيث وصلت معدلات البطالة في اوساط الشباب اكثر من 60 بالمئة، اما حركة “فتح” فتعاني من انشقاقات وصراعات داخلية، ومن لا يبتسم في وجه الرئيس، او ينتقد مواقفه السياسية، يواجه الفصل الفوري من الحركة، والحرمان بالتالي من امتيازات العضوية، ومن بينها الراتب الشهري الذي بات سيفا مسلطا على رقاب معظم الفتحاويين، ويمسك بقبضته الرئيس عباس طبعا، الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يتباهى بديمقراطية غابة الفنادق، فبماذا يتباهى خليفته؟ اعطونا شئيا واحد فقط.
الاخطر مما تقدم ان حالة العزلة لم تعد مقتصرة على حركة “حماس″ وانما السلطة الفلسطنية ايضا، وانعقاد اللقاءات في الدوحة طوال الاعوام الماضية بين الجانبين، وليس اي عاصمة عربية اخرى، هو تأكيد اضافي على ان هذه العزلة حلت بالجانبين معا، وانعدام الخيارات الاخرى، مثل القاهرة او عمان او اي عاصمة عربية اخرى.
الحركة الوطنية الفلسطينية، وربما يفاجيء البعض في استخدامنا لهذا التعبير الذي انقرض من التداول منذ اعوام، تعاني من حالة الانهيار والذوبان، واصبح الشعب الفلسطيني في معظمه منفضا من حولها، فلا سلام، ولا مقاومة، ولا انتفاضة، ولا مؤسسات.. لا شيء على الاطلاق، مجرد اجتماعات في الدوحة، وحديث ممجوج و”ماسخ” عن مصالحة وحكومة وحدة وطنية، بين اطراف تحقد على بعضها اكثر مما تحقد على اسرائيل، وفي ظل “رئيس″ لا يعترف بوجود شيء اسمه الشعب.
نكتب عن هذا اللقاء، ونلوك مجددا كلمة المصالحة، لاننا وباختصار شديد لا نجد شيئا نكتب عنه في الشأن الفلسطيني الذي كان في يوم من الايام شاغل العالم بأسره، مما يعكس بؤس الحالة التي وصلت اليها القضية الفلسطينية التي كانت في يوم من الايام قضية العرب المركزية الاولى.
هنيئا لقيادتي “فتح” و”حماس″ اجتماعهما في الدوحة، وحتى خلاف جديد، واتهامات جديدة، وافلاس جديد، نقول لكم الى اللقاء.
افتتاحبة راي اليوم

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار