يوم المرأة العالمي للمرأة..تشبث بالأمل وتمسك بالقوة وسط حالة من الإحباط في المجتمعات

يوم المرأة العالمي للمرأة..تشبث بالأمل وتمسك بالقوة وسط حالة من الإحباط في المجتمعات

يأتي احتفال المرأة بيومها العالمي وسط قلق من تداعيات جائحة كورونا عليها تحديدا مع قليل من الآمال والطموحات، حيث كانت مطالبها سابقا في وصولها إلى مختلف المجالات بالحياة العامة، والإصرار على تحدي جميع المعيقات التي تقف أمام وجودها في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أما الآن فهي تتشبث بالأمل وتتمسك بالقوة لتستمد منها باقي أسرتها هذا الأمل وسط اليأس المستشري في العائلات بسبب تداعيات الجائحة نفسيا أولا ثم اقتصاديا وتعليميا ووظيفيا، ولا داعي لسرد آثارها هنا. وقد جاء شعار حملة الهاشتاغ ليوم المرأة العالمي لهذا العام (اختاري التحدي).
لا نريد تحميل المجتمع والمرأة أكثر مما تحملته في العام المنصرم. ورغم صمودها وإصرارها على كسب التحدي مع الجائحة على كافة الأصعدة التي ذكرت، إلا أن المؤشرات الحالية تظهر تدنيا بل تراجعا حادا لمشاركة المرأة السياسية، بل أيضا زاد العنف عليها خلال فترة الجائحة إلى أضعاف الأرقام مقارنة بالسنوات الماضية.
فالافتقار إلى القيم الرّوحانيّة في المجتمع يقود إلى انحطاط المواقف السلوكيّة التي يجب أن تحكم العلاقة بين الجنسين. ذلك أن العلاقة يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والمساواة داخل الأسر، علاقة تحكمها مبادئ المشورة ومجرّدة من استعمال أيّ شكل من أشكال الإساءة، ليفرض فرد على آخر إطاعة مشيئته.
والسؤال الأهم هو كيف يمكن تأهيل الرجال ليكونوا آباء يدركون مسؤولياتهم في العائلة وأن يقدموا نموذجا لعلاقات سليمة بين الأزواج. تغيرات عميقة ستحدث فقط عندما تتحرك النساء لأخذ أماكنهن في هيئات اتخاذ القرار في مختلف الاختصاصات. وليس بالضرورة أن يُحدِث هذا انتزاعاـ بل حين يكون هناك إشراك كامل للمرأة في كافة ميادين النشاطات الإنسانية.
يبدو أن شعار هذا العام جاء منسجماً جداً لقراءة الواقع العالمي وهو نحن أقوياء: قيادة النساء للمعركة ضد كوفيد-19 بعيداً عن الورود واحتفالات فنادق الخمس نجوم
وأحيانا يكون القصور في بعض القوانين والتشريعات المتعلقة في حقوق المرأة لعدم حمايتها من العنف الواقع عليها سواء داخل الأسر أو مواقع العمل أو الأماكن العامة هو سبب لازدياد الحالات، ولكن سواء اتفقنا أم لم نتفق، لا بد من وقفة جادة من حيث دراسة كل حالة على حدة بعيدا عن التعميم.
لا شريحة مجتمعية مستثناة من المساهمة في القضاء على هذا العنف، على اختلافها: معلمون، أطباء، سياسيون، رجال دين، أفراد الشرطة، إعلاميون. إلا أنه في العديد من الحالات تبدو شبكة الحماية والأمان في حياة المجتمع مهترئة بشكل يتعذر إصلاحه.
تهاني روحي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار