العلم أسقط قوة الردع.. المقاومة تركت معادلتها وإسرائيل فشلت بتغيير قواعد الاشتباك

0
فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي بتغيير معادلة قواعد الاشتباك وفق ما يريده أو يخطط له،وأثبتت عملية تفجير جيب عسكري للاحتلال عبر زرع عبوة ناسفة على حدود خانيونس جنوب قطاع غزة تلك المعادلة، وأثبت التمويه بالعلم الفلسطيني أنه هو الثابت دوما في الميدان .

قيادة جيش الاحتلال و أجهزته الإستخبارية، أيقنت أنها استدرجت لكمين محكم، و الهدف منه إرسال رسالة واضحة المعنى العين بالعين و أن أي عمل يتجاوز الخطوط ضد قطاع غزة لن يكون هناك صمت، لذا اكتفى جيش الاحتلال بالرد الفوري بقصف عدة مواقع للمقاومة بالأمس، تجنبا للدخول في حرب رابعة الجميع بغني عنها ولا يريدها.

خير وسيلة للدفاع هي الهجوم

وقال المحلل السياسي و المختص بالشأن الإسرائيلي د. وجيه أبو ظريفة:” إن تفجير الجيب العسكري الإسرائيلي شرق خانيونس يحمل دلالات جديدة وربما أهمها أن ضمان استمرار الهدوء على الحدود تم بتوجيه رسالة عبر عملية عسكرية نوعية فالهدف جيب عسكري دخل إلى داخل القطاع والعبوة ذكية أصابت الهدف بقوة ودقة “.

وذكر أبو ظريفة في تعقيب له، أن “ذلك وضع إسرائيل في مأزق حقيقي فلا تستطيع أن ترد ردا كبيرا بحجم الحدث يستدعي ردا مماثلا من المقاومة قد يؤدي إلى حرب شاملة ولا تريد أن تسكت على حدث بهذا الحجم لتظهر خوفها من قوة ردع المقاومة فجاء الرد الإسرائيلي الباهت عبر قصف بعض المواقع”.

وأوضح أبو ظريفة، أن “هذا يعنى بأن قواعد الاشتباك لن تستطيع إسرائيل أن تغيرها وحدها وان مراهنتها على قوة الردع الإسرائيلية قد لا تكون مراهنة صحيحة وان لدى المقاومة أدوات تستطيع من خلالها وبذكاء الاستفادة من نفس قواعد اللعبة التي تلعبها إسرائيل” .

وحول رسالة المقاومة من وراء هذه العملية، قال أبو ظريفة:” أثبتت المقاومة في غزة وعبر هذه العملية النوعية أنها تتسم بالذكاء واستفادت من تجارب الصراع وتعلمت الدرس جيدا بان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ولكن بحذر ويقظة وذكاء وفرضت على الاحتلال قواعد لضبط النفس عبر السيطرة بالتصعيد لتكون المعادلة القادمة أن الهدوء يقابل بالهدوء والتصعيد يقابل بالتصعيد وان المقاومة هي أيضا تستطيع أن تغير قواعد الاشتباك أن أرادت ولكن ليس كما يريدها الاحتلال الإسرائيلي”.

العلم الذي فجر العبوة

و أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميا، مساء أمس عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين من “وحدة غولاني” بينهم إصابتان وصفت بالخطيرة في انفجار عبوة ناسفة في جيب عسكري خلال تفقده السياج الأمني قرب الحدود مع قطاع غزة،بينما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، على مواقع تدريب تابعة للمقاومة الفلسطينية وأراضي زراعية بمناطق مختلفة في قطاع غزة .

وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة فجر الأحد، عن استشهاد مواطنين في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة من المواطنين الليلة الماضية شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأفادت المصادر بوصول جثماني الشهيدين سالم محمد صباح (أبوغيث) (17عاماً) وعبدالله أيمن أبوشيخة (17عاماً) وهما من حي السلام في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، صباح اليوم ، إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.

و ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش بخصوص تفجير العبوة الناسفة على الحدود مع قطاع غزة كشف النقاب عن أن علم فلسطيني كان مربوطا بفتيل وصاعق العبوة الناسفة مباشرة وعندما تم رفعه انفجرت العبوة.

وحسب التحقيق الإسرائيلي في التفجير الذي استهدف قوة من جيش الاحتلال، أمس السبت، شرقي محافظة خان يونس: “طرف العلم كان مربوطا بصاعق العبوة الناسفة مباشرة وعندما تم رفعه انفجرت العبوة”.

وفي أعقاب هذا التفجير، أفادت صحيفة “هآرتس”، أن الجيش بصدد إعادة النظر في طرق وأساليب التعامل مع الاحتجاجات والمظاهرات للفلسطينيين على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، والتي اتسعت وتنظم أسبوعيا منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب، القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

لن نذهب نحو المعركة

وفيما يتعلق بعملية التوازن وما استطاعت المقاومة أن تحققه و تفرضه على قواعد الاشتباك قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ذوالفقار سويرجو:”إن الضربة كانت ذكية و مؤلمة ومكلفة و في توقيت جيد، و رغم الضجيج الإعلامي والتهديدات المتلاحقة التي يطلقها قادة العدو إلا أنه كان محكوما لعدة عوامل،و هي أن الجيش الإسرائيلي لن يقبل أن يستدرج إلى المعركة في توقيت حددته المقاومة” .

وأوضح سويرجو وفق تقريرنشر أمس ، أن جيش الاحتلال هو صاحب موقف التخفيف عن غزة و تفادي الانفجار حتى رغم التهديدات المتهورة التي يطلقها الآن، إلا انه لن يتجاوز حدود الانتقام و تحجيم ردات الفعل.”

ونوه إلى أن وجود قيادة حركة “حماس” في القاهرة سيعطي مصر قوة الفعل لاحتواء التصعيد بشكل أسرع .

وفيما يتعلق بالحديث عن تدهور الأوضاع و الذهاب لمعركة قال سويرجو:” لا أرى أننا أمام انهيار للوضع و الذهاب نحو معركة ، لان ذلك يعني أننا أمام اختبار غير محسوب لردة فعل المقاومة و لكل الجبهات خاصة و أننا لم نعد نمتلك في غزة ما نخسره سوى استمرار الحصار و العذاب “.

هذا وكانت حركة “حماس” حملت الاحتلال الإسرائيلي النتائج المترتبة على تصعيده العسكري المتواصل ضد “أهلنا ومقاومتنا” في قطاع غزة.

وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي”إن حجم الاعتداءات التي طالت العديد من مواقع المقاومة يعكس نواياه (الاحتلال) المسبقة بالتصعيد وتوتير الأجواء؛ ولذا عليه أن يفهم أنه هو الطرف المعتدي والمتمادي من خلال عدوانه وانتهاكاته المستمرة”.

وشدد برهوم على أن “المقاومة الفلسطينية التي عهدها العدو جيدا في أكثر من محطة لن تتخلى عن واجبها في حماية شعبنا، وستتصرف بكل مسؤولية للدفاع عنه والتصدي لأي عدوا

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار