*تقدير موقف حول العوامل التي ستؤثر في وقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الحرب على غزة

*تقدير موقف حول العوامل التي ستؤثر في وقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الحرب على غزة*

 

ثمة مجموعة عوامل قد تدفع “إسرائيل” إلى إعادة حساباتها ووقف العدوان على قطاع غزة، وأهمها:

يعد موقف الإدارة الأميركية من أهم العوامل التي في إمكانها التأثير في قرار إسرائيل وقف العدوان على قطاع غزة. وتؤيد الإدارة الأميركية حتى الآن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حكم حماس في غزة، لكن الدعم الأميركي لإسرائيل ليس مفتوح الأفق، وقد يتغير إذا فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها خلال الأسابيع القليلة القادمة، خاصة إذا ازدادت المعارضة داخل الولايات المتحدة لسياسة دعم حرب إسرائيل على غزة، وبدأت تؤثّر جديًا في فرص إعادة انتخاب جو بايدن للرئاسة الأميركية، وإذا تبيّن لها أيضًا أن استمرار دعمها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قد يلحق أذى بالمصالح الأميركية في المنطقة، أو يضعف موقفها أمام رأي عام عالمي تتعاظم معارضته للجرائم وللانتهاكات الإسرائيلية في غزة.

يُعد المجتمع الإسرائيلي بالغ الحساسية تجاه الخسائر التي يمكن أن يتكبدها الجيش خلال المواجهات العسكرية. واتساع نطاق المعارك مع قوى المقاومة في المنطقة، وحتى الآن يبدو الرأي العام الإسرائيلي مستعدًا لتحمّل الخسائر بالمعدلات القائمة، باعتبار أن الثمن مقبول لرد الاعتبار لما جرى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولكن إذا زادت الخسائر زيادة كبيرة، فسوف يؤثر هذا في موقف الرأي العام من الحرب، وقد يبدأ في ممارسة الضغوط لإنهائها.

يعتمد الجيش الإسرائيلي إلى حد بعيد على قوات الاحتياط، وقد جرى استدعاء الآلاف منهم للخدمة في الأيام الأولى للحرب. وعلى الرغم من أنه من غير المعروف بدقّة عدد قوات الاحتياط التي استُدعيت وتخدم فعليًا في الجيش الإسرائيلي حاليًا، وحتى إذا كان عدد قوات الاحتياط التي تخدم في الجيش الإسرائيلي أقل من 360 ألفًا كما ذكرت

بعض التقارير الإعلامية الإسرائيلية،

إن الاحتفاظ بهؤلاء في الخدمة يُلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد الإسرائيلي، ما يشكّل عاملًا ضاغطًا لتقصير الحرب، حتى لو تطلّب الأمر تغيير أهدافها.

 

يُتوقع أن تتزايد الضغوط نحو الإسراع في إنهاء الحرب من نحو 125 ألفًا من المهجّرين الإسرائيليين الذين جرى إخلاؤهم من المنطقة المحاذية لقطاع غزة والمنطقة المحاذية للحدود اللبنانية – الإسرائيلية، إلى داخل إسرائيل. ويريد هؤلاء أن يعودوا إلى مناطقهم وممارسة حياتهم على نحو طبيعي.

 

تتعرض قطاعات واسعة من الاقتصاد الإسرائيلي لخسائر كبيرة بسبب استمرار العدوان على غزة. وثمة معطيات متضاربة عن حجم الخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي، ولكن من الواضح أن استمرار الحرب فترة طويلة سيلحق خسائر جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي وقد يتسبب في أزمة اقتصادية حادة.

خاتمة

 

لا تزال فرص إرغام إسرائيل على وقف حربها العدوانية على قطاع غزة ضعيفة. فالعوامل التي تدفع في اتجاه استمرارها تبدو أرجح في هذه المرحلة، خاصة في ظل الفشل في تحقيق أيٍّ من أهدافها حتى الآن. وسوف يُنظر إلى التراجع في هذه المرحلة باعتباره هزيمة جديدة لا تستطيع إسرائيل تحمّل نتائجها على مستوى هيبة الردع. إضافة إلى ذلك، يفيد استمرار الحرب قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين على المستوى الشخصي، لأن ذلك يعزز موقفهم إذا ما حققوا بعض أهداف الحرب أمام لجان التحقيق التي ستشكّل لمحاسبة المسؤولين عن التقصير والفشل الذي حصل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر. ومن غير موقف عربي أكثر قوة، وضغوط كبيرة على الإدارة الأميركية، فالأرجح أن تعمل “إسرائيل”

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار