*غزة هاشم..مهد العزة ومنبع الرجولة..هزمت كل حملات الغزاة، وحافظت على تاريخها العربي-الإسلامي* 

*غزة هاشم..مهد العزة ومنبع الرجولة..هزمت كل حملات الغزاة، وحافظت على تاريخها العربي-الإسلامي*

 

نطق قلبي وتسارعت الكلمات والمشاعر إلى عقلي، من هول ورهبة المشهد، في يوم “جمعة” إحدى جمعات مسيرات العودة في غزة، فكتبت حينها: “فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ”.

“عبادة عزت امين”:

هذا قُرآن ربي. وأما عن دُخانكم يا أهل غزة فكان له شأنٌ عظيم، ولو أن هناك كتابٌ سماوی سينزل، لقرأنا فيه سورة تحكي ما كابدتوه من حزنٍ وما عاصرتوه من ألمٍ وما ذقتوه من صبرٍ جمیل، وستحكي أيضاً أنكم كنتم ممن أثنى عليهم ربهم وقال فيهم “وحسُن أؤلئك رفيقا”

 

غزة هاشم

هي مدينة ساحلية فلسطينية، وأكبر مدن قطاع غزة وتقع في شماله، في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي من البحر المتوسط. تبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي مركز محافظة غزة وأكبر مدن السلطة الفلسطينية من حيث تعداد السكان، حيث بلغ عدد سكان محافظة غزة 700 ألف نسمة في عام 2013، ما يجعلها أكبر تجمع للفلسطينيين في فلسطين. تبلغ مساحتها 56 كم2، مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.

 

أسس المدينة الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، واحتلها الكثير من الغزاة كالفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون والإنجليز وغيرهم. في عام 635 م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزاً إسلامياً مهماً. يوجد بها قبر هاشم بن عبد مناف الجد الثاني للنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك تُسمى أيضاً “غزة هاشم”، كما أنها مسقط رأس الإمام الشافعي الذي ولد عام 767م وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة عند المسلمين السنة.

 

في التاريخ المعاصر، سقطت غزة في أيدي القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جزءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين. ونتيجة للحرب العربية مع العدو الصهيوني عام 1948، تولت مصر إدارة أراضي قطاع غزة وأجرت عدة تحسينات على المدينة. احتل الكيان قطاع غزة عام 1967 (عام النكسة)، وبعد إتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني عام 1993، وبموجب إتفاق غزة أريحا الموقّع في 4 مايو عام 1994 انتقلت السلطة المدنية إلى سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني. بعد انتخابات عام 2006 اندلع قتال بين حركة فتح وحركة حماس، حيث رفضت حركة فتح نقل السلطة في غزة إلى حركة حماس، ومنذ ذلك الحين وقعت غزة تحت الحصار من قبل الكيان الصهيوني ومصر.

 

سبب التسمية

 

تُعتبر غزة أحد أقدم المدن التي عرفها التاريخ، أما سبب تسميتها بهذا الاسم فهو غير مُثبت بدقة، لأن هذا الاسم كان قابلاً للتبديل والتحريف بتبدل الأمم التي صارعتها، فهي عند الكنعانيين (هزاتي)، وعند الفراعنة (غزاتو)، أما الآشوريون واليونانيون فكانوا يطلقون عليها (عزاتي) و(فازا)، وعند العبرانيين (عزة)، والصليبيون أسموها (غادرز)، والأتراك لم يغيروا من اسمها العربي (غزة) أما الإنجليز فيطلقون عليها اسم (گازا) (بالإنجليزية: Gaza).

 

اختلف المؤرخون – كعادتهم بالنسبة لكثير من المدن القديمة – في سبب تسميتها بغزة، فهناك من يقول إنها مشتقة من المَنَعَة والقوة، وهناك من يقول إن معناها : “الثروة”، وآخرون يرون أنها تعني: “المُميزة” أو “المُختصة” بصفات هامة تميزها عن غيرها من المدن. أما ياقوت الحموي فيقول عنها في معجمه: ” غَزَّ فلان بفلان واغتز به إذا اختصه من بين أصحابه”.

 

ارتبط العرب بغزة ارتباطاً وثيقاً فقد كان تجارهم يَفِدون إليها في تجارتهم وأسفارهم باعتبارها مركزاً مهماً لعدد من الطرق التجارية، وكانت تمثل الهدف لإحدى الرحلتين الشهيرتين اللتين وردتا في القرآن الكريم في “سورة قريش”: “رحلتا الشتاء والصيف”: رحلة القرشيين شتاءً إلى اليمن، ورحلتهم صيفاً إلى غزة ومشارف الشام. وفي إحدى رحلات الصيف هذه مات هاشم بن عبد مناف جد الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، ودُفن في غزة بالجامع المعروف حالياً بجامع السيد هاشم في حي “الدرج”.

 

الحكم العربي الإسلامي

 

في عام 635 حاصر المسلمون غزة واستولى عليها جيش الخلفاء الراشدين تحت قيادة عمرو بن العاص بعد معركة أجنادين بين الإمبراطورية البيزنطية والخلافة الراشدة في وسط فلسطين. وكان وصول العرب المسلمين قد جلب تغييرات جذرية على قطاع غزة، في البداية تم تحويل بعض الكنائس إلى مساجد، بما في ذلك المسجد الكبير الحالي في قطاع غزة (الأقدم في المدينة)، كما أن شريحة كبيرة من السكان اعتنقت الإسلام، وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية.

 

وتعتبر المدينة مسقط رأس الإمام الشافعي (767) أحد الأئمة الأربعة عند المسلمين السنة. والذي عاش طفولته المبكرة هناك. وكان الشافعي قد أسس فلسفة إسلامية سنية في الفقه، وسُميت بالمذهب الشافعي تكريما له. في 796م دمرت غزة خلال حرب أهلية بين القبائل العربية في المنطقة. ومع ذلك، تم إعادة بناء المدينة من قبل الخلافة العربية الثالثة التي يحكمها العباسيون. وقد وصف الجغرافي العربي المقدسي غزة في 977م حين كان يحكمها الفاطميون ” بأنها بلدة كبيرة تقع على الطريق الرئيسي لمصر على الحدود مع الصحراء.” وقد كان في تلك الفترة اتفاق مع السلاجقة، تم بموجبه سيطرة الفاطميين على قطاع غزة والأراضي الواقعة جنوبه، بما في ذلك مصر.

 

النكسة “1967”

 

سقطت المدينة في يد الكيان الغاصب بعد عام 1967، لتظل تحت الاحتلال لمدة 27 سنة وتعاني من الإهمال كباقي المدن العربية الفلسطينية المحتلة. وقد صادرت سلطات الاحتلال مساحات شائعة من أراضي غزة وأقامت عليها العديد من المستوطنات.

 

الأولى. وكانت القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، تقوم بتوزيع النشرات الأسبوعية في شوارع غزة مع جدول زمني للإضراب المتصاحب مع الاحتجاجات اليومية ضد الدوريات الصهيونية في المدينة. وفي المظاهرات، تم أحراق الإطارات في الشوارع، كما ألقى الحشود الحجارة والزجاجات الحارقة على جنود الاحتلال. ورد جيش الإحتلال بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. واغلقت المدارس في مدينة غزة قسرا، وفتحت تدريجيا لبضع ساعات. ونفذت الاعتقالات خارج البيوت، وفرض حظر التجول ومنع السفر، ما اعتبره الفلسطينيون بأنه عقاب جماعي. ردا على إغلاق المدارس، وتنظيم دورات تعليم سكان المنزل لمساعدة الطلاب على استدراك المادة الفائتة، وهذا أصبح واحدا من الرموز القليلة من العصيان المدني.

 

يشار بالذكر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قد انسحبت من قطاع غزة في 15 آب / أغسطس 2005 وذلك بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون بعد إنشاءها منذ 38 عاما، تم بعدها تفكيك 21 مستوطنة بقطاع غزة و4 مستوطنات بالضفة الغربية.

 

الحصار

 

تقوم السلطات الصهيونية بحصار قطاع غزة حصاراً كاملاً حيث تمنع السفر من وإلى غزة وتمنع عنها مواد البناء والمواد التموينية والأدوية والمحروقات بأنوعها، وقد دمر هذا الحصار الاقتصاد الغزاوي بشكل شبه كامل. وفي أوائل سنة 2009 بدأت إسرائيل في ضرب قطاع غزة كاملاً. وقد زعمت إسرائيل بأن حركة حماس تهدد أمنها وسكانها.

 

ولكن الشعب الفلسطيني لم يستسلم وإنما بادر بشق الأنفاق عند حدود الاراضي المصرية، وساعدت هذه الأنفاق بدخول جميع مستلزمات الحياة من مواد غذائية ومواد بناء وأسلحة وأجهزة كهربائية و السيارات. وبعد عام من شن الإحتلال الحرب على غزة قاموا بعقد عدة اتفاقيات وتهدئات ساهمت بتهدئة الوضع في قطاع غزة وفتح معبر رفح والسماح للمُسافرين بالدخول والخروج من المدينة ولكن بتنسيق من حُكومة حماس المُقالة والسلطة المصرية.

 

الدُخان

 

فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة الدخان)

 

هذا قُرآن ربي. وأما عن دُخانكم يا أهل غزة فكان له شأنٌ عظيم، ولو أن هنالك كتابٌ سماوی سينزل، لقرأنا فيه سورة تحكي ما كابدتوه من حزنٍ وما عاصرتوه من ألمٍ وما ذقتوه من صبرٍ جمیل، وستحكي أيضاً أنكم كنتم ممن أثنى عليهم ربهم وقال فيهم {وحسُن أؤلئك رفيقا ) وأنكم كنتم ممن ابيضت وجوههم وحَسُنت موازينهم عند العرض.وستفضح من خذلكم ومن مد يديه للأمركي والصهيوني ومن والاهم بلا خجل، ستروي أن ابن سلمان يُطبع مع أعداء الله والإنسان. ستحكي قصة البقرة الحلوب أنهم باعوا نفطنا وأهدوا ثمنه لأعدائنا ليضربوا به شامنا ويمننا ويشتتوا بذلك فكرنا ويُلهونا عمّا صنعوا وکذبوا، نعم ستروي تلك السورة أنهم لم يحترموا الدين ولا العروبة ولا الأخوّة ولا الإنسانية وأنهم عصوا ربهم ومدوا أياديهم لمن كان لله عدوا وستفضح من آزرهم وناصرهم ،وستقص علينا أحسن القصص عمّا كنتم صانعين ستقول أنكم ياأهل أكناف بيت المقدس من الصخر أقوى ومن المستحيل أعتى، وأنكم العزم في زمنٍ قل به العزم وأنكُم الصبر في وقتٍ أضعنا به الصبرا وأنكم الفصل في زمنٍ غُیّب عنه الحقَ، ستروی أن وجوهكم التي زُيّنت بدخان العزة أصدق من كل أقاويلنا، نعم وأن عريساً جديداً في القطاع ودع أخاهُ شهيداً وأعلن عُرسه في جوار أخيه على الحدود المتاخمة لقناصاتهم لیُنجب طفلا رضيعاً تضعه أمه في أحد الإطارات ليكون شاهداً على مايجري فربما هول المشهد يُنطقه أو أن من أَنطق ابن مريم يُنطقه أن الحق باقٍ مادام فينا حيٌ يُرزق وأن فلسطين للبشر قاطبة إلا اليهود الإسرائيلين وأن يوم الفصل آت وأنه اقترب الوعد الحق وأنه ستسوء وجوهكم ولن تخرجوا من أرضنا لأنكم ستُدفنوا فيها وتكون نهايتكم عليها..

 

عبادة عزت أمين

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار