أين السلطة في رام الله؟ أكثر من 206 شهداء ارتقوا بالضفّة 2700 معتقل منذ بدء العدوان..جنود ومستوطنون يجتاحون ويحرقون مدن وبلدات على مرآى من قيادات السلطة وأجهزتها

أين السلطة في رام الله؟ أكثر من 206 شهداء ارتقوا بالضفّة 2700 معتقل منذ بدء العدوان..جنود ومستوطنون يجتاحون ويحرقون مدن وبلدات على مرآى من قيادات السلطة وأجهزتها.
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
فيما تتجّه أنظار العالم إلى الحرب الدائرة في غزّة، يُواصِل قطعان المُستوطنين وجنود الاحتلال بالاعتداء على الفلسطينيين وتعذيبهم والتنكيل بهم لمجرّد كونهم فلسطينيين، فيما أكّدت المصادر الفلسطينيّة أنّه منذ السابع من أكتوبر الفائت، يوم الهجوم الذي شنّته حماس، ارتقى أكثر من مائتي شهيدٍ برصاص جنود الاحتلال والمُستوطنين، الذين يحظون بالدعم الكامل من جيش الاحتلال والشرطة.
اتُهمت مجموعة من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين بتنفيذ اعتداء وحشي على ثلاثة فلسطينيين في وسط الضفة الغربية في الأسبوع الماضي، بعد أيام من الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر.
وقال الضحايا لصحيفة (هآرتس) إنّه تم الاعتداء عليهم لساعات، عندما تعرضوا للضرب، وتمّ تجريدهم من ملابسهم، وتقييدهم والتقاط صور لهم. وقام المعتدون بالتبول على اثنين منهم، وإطفاء السجائر على جسد أحدهم، بينما تعرض الآخر لاعتداء جنسي من قبل أحد المهاجمين.
وقال جيش الاحتلال إنّ الشرطة العسكرية فتحت تحقيقًا في الحادث وتم عزل الضابط القائد من منصبه.
وكانت الحادثة جزءًا من تصاعد أوسع نطاقًا في الأعمال الإرهابية التي يقوم بها مستوطنون، بدعمٍ من الجيش، في أنحاء الضفة الغربية منذ اندلاع حرب غزة.
ووقعت الحادثة في تجمع وادي السيق الفلسطيني الصغير، على بعد نحو 16 كيلومترًا شرق رام الله، والذي قالت صحيفة (هآرتس) إنّه تمّ إخلاؤه إلى حدٍّ كبير في الأسابيع الأخيرة بعد تصاعد هجمات المستوطنين على قرية الرعاة.
وقال الناشطان، محمد مطر (46 عامًا) ومحمد خالد (27 عامًا)، للصحيفة إنّه عندما ركبا سيارتيهما وكانا على وشك العودة إلى رام الله، وصلت شاحنتان صغيرتان إلى رام الله تحملان 20-25 إسرائيليًا يرتدون زي عسكريًا إسرائيليًا، وكان بعضهم ملثمًا.
وسرعان ما استدار مطر بسيارته محاولاً الخروج في الاتجاه الآخر واتصل بمسؤول الاتصال بالجيش الإسرائيلي في السلطة الفلسطينية للإبلاغ عن تعرضه لهجوم.
وتمكن الإسرائيليون من اللحاق بمطر وخالد، كما روى الاثنان، وقاموا بإخراجهما من سيارتيهما والالقاء بهما أرضًا قبل أنْ يضربوهما بأسلحتهم، كما وضع الجنود رأسيْ الضحيتين على التراب وقاموا بتوجيه الركلات لهما قبل أنْ يقوموا بتقييدهما لاحقًا.

ووفقًا لمطر، قام الجنود بعد ذلك بسحب حقيبته من سيارته وادعوا أنّهم عثروا على عدة سكاكين كبيرة، واتهم مطر الجنود بزرع السكاكين، وقال للصحيفة إنّه لم يكن ليطلب من السلطات الإسرائيلية الحضور إلى مكان الحادث لو كان بحوزته أسلحة يمكن أنْ تؤدي إلى اعتقاله، لافتًا إلى أنّ الجنود أبلغوه وخالد بأنهما معتقلان وأنّ فريقا من عملاء الشاباك في طريقه لاستجوابهما.
وقال خالد إن شاحنة GMC بيضاء عليها نجمة داود سوداء وصلت وخرج منها ستة إلى ثمانية إسرائيليين آخرين يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، يعتقد الفلسطينيان أنهم ضباط في جهاز الأمن العام (الشاباك).
وقال الرجلان إنّهما اقتيدا إلى مبنى مهجور وتم تعصيب أعينهما، وقام أحد المهاجمين بتمزيق ملابسهما بسكين وأمرهما بالاستلقاء على بطونهما دون ارتداء أيّ شيءٍ سوى ملابسهما الداخلية.
وشرع الإسرائيليون بضرب الفلسطينيين بأنبوبٍ حديديٍّ، حيث وجهوا ضربات على جسديهما بالكامل، بما في ذلك على رأسيهما، وقال خالد إنّ الجنود أطفأوا سجائر عليه وحاولوا قلع أظافره، وإنّه تم وضع وجه مطر على التراب وعلى براز، وأضاف أنّ الإسرائيليين قاموا بسكب الماء والتبول عليهما، وأنّ أحدهم حاول إدخال عصا في جسده من الخلف لكنّه توقف بعد مقاومة الضحية.
وبعد تعرضهما للاعتداء على مدار ست ساعات تقريبًا، تمّ إخراج الرجلين من المبنى المهجور وإلقائهما على الأرض، وعندها قام أحد المهاجمين بتصوير الفلسطينيين وتحميل الصورة على مجموعة يمينية متطرفة على فيسبوك، وأظهرت الصورة رجلاً فلسطينيًا ثالثا قال مطر وخالد إنّها لم يعرفا بوجوده لأنّهما كانا معصوبي العينين.
أما الشخص الثالث، وهو من سكان وادي السيق، والذي طلب ذكر اسمه الأول فقط وهو ماجد، فقال لصحيفة (هآرتس) إنّه كان في المنزل عندما وصل الإسرائيليون ولم يتمكن من الفرار مثل بعض جيرانه الآخرين، وأضاف أنّه تعرض للضرب المبرح على يد الإسرائيليين، الذين قيدوه وأخذوا أغراضه.
وقام جنود من الإدارة المدنية الذين وصلوا لاحقًا إلى مكان الحادث بإطلاق سراح الفلسطينيين الثلاثة في وقت مبكر من المساء بعد أنْ تم احتجازهم لمدة ثماني ساعات تقريبًا.
بعد مرور أسبوع من الحادثة، قال مطر لصحيفة (هآرتس) إنّ المهاجمين أرادوا إيصال رسالتين: “الأولى، أنّ اليهود جُنّ جنونهم بعد ما حدث على حدود غزة، والثاني، ألّا نتجرأ نحن عرب من العبث معهم”.
وفي ردّه، أصرّ الشاباك على أنّ عناصره لم يكونوا متورطين في الحادثة، فيما رفضت شرطة الاحتلال الردّ على توجّه الصحيفة الإسرائيليّة.
ويبقى السؤال المُهّم: أين سلطة رام الله؟ أين عناصرها؟ وما الفائدة من التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال، علمًا أنّه حتى اللحظة تمّ تهجير سُكّان 16 تجمعًا فلسطينيًا بالضفّة الغربيّة؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار