المفكر والفيلسوف ألكسندر دوغين:’’*إما أن تنتصر روسيا أو يزول العالم بالسلاح النووي*’’.

المفكر والفيلسوف ألكسندر دوغين:’’*إما أن تنتصر روسيا أو يزول العالم بالسلاح النووي*’’.

*“ما لا يعرفه الغرب هو أن بوتين يوجد في موقع الملك أو الإمبراطور بالنسبة للروس، ليس لأنه يريد ذلك بل لأنه ملك بطبيعته، ونحن نريده أن يكون ضمن قائمة الزعماء العظام لروسيا، وقائدًا للملكية الشعبية، وتجليًا قويًا لروح الدولة الروسية”.*

وصف المفكر والفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين العمليات العسكرية الدائرة في أوكرانيا منذ منذ أسابيع بأنها “ليست حربًا ضد الشعب الأوكراني ولا الدولة، ولكنها حرب ضد الدمى الغربية التي تحاول السيطرة على العالم، وضد النازيين الجدد الذين انقلبوا على إرادة الشعب الأوكراني في 2014”.

ويوصف دوغين بأنه “عقل بوتين”، ويقر بأن له تأثيرا ونفوذا قويا على الرئيس الروسي، ويقول إن تصوراته تلتقي مع تصورات رئيسه بوتين خاصة حول القضايا الجيوسياسية، فهو “ينظّر وبوتين يطبق” على أرض الواقع.

وانتشرت أفكار دوغين انتشرت بين النخبة الروسية في منتصف التسعينيات، وخاصة في الأوساط العسكرية وجهاز الاستخبارات.

وكتب الفيلسوف الروسي ما يزيد على 60 كتابا، أبرزها كتاب “أسس الجيوبوليتيكا” الذي تحدث فيه عن أسس السياسة العالمية، وكيف يجب على روسيا أن تتحرك وتعمل ضمن فضاء مناهض للزعامة الأمريكية. ونشر الكتاب قبل وصول بوتين للسلطة.

وقال دوغين خلال مشاركته في (المسائية) على الجزيرة مباشر، السبت “أنا وطني وأدعم بوتين، والعملية العسكرية كانت ضرورية للغاية لوقف الهجوم الذي أعِد سابقًا لاستهداف إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم”.

وأضاف دوغين أن “الحرب الاستباقية التي اعتمدها الرئيس بوتين كانت انتقائية واستهدفت المجموعات المتطرفة التي يسيطر عليها الغرب والتي تراهن على اقتلاع أوكرانيا من الخريطة الروسية”.

واستبعد الفيلسوف الروسي أن تكون لهذه الحرب تداعيات استراتيجية سلبية على روسيا، مؤكدًا أنه “بعد انتصار روسيا ستنتهي الأحادية القطبية، وسيكون العالم أحسن مما كان عليه قبل الحرب”.

وانتقد دوغين المقولة التي يذهب أصحابها إلى أن أوكرانيا تشكل “مستنقعًا جديدًا لاستنزاف روسيا”، مشددًا على أن “ما يصوره العولميون على أنه فخ لروسيا أو أفغانستان ثانية أمر غير وارد”، وأن “انتصار روسيا المحتوم في هذه الحرب سيخيّب آمال المتربصين بالنصر الروسي”.

وقال “لو كان (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترمب في الحكم لما وصلنا إلى الحرب لأنه كان واقعيًا ولم يمارس ضغوطًا ولم يكن يهتم بأوكرانيا أو توسّع الناتو”.

وأضاف أن “عالم اليوم بصدد حرب أفكار، وروسيا تقاتل باسم الشعوب الأوربية والإسلامية ضد النظام الليبرالي الغربي إلى أن تتمكن من تقرير مصيرها”.

وحول ما أثير عن إمكانية هزيمة روسيا في الحرب، قال الفيلسوف الروسي “غالبية الروس لا يفكرون بهذه النتيجة لأنها مُحال، والعملية العسكرية الدائرة في أوكرانيا مسألة وجودية تختزل المصير الروسي كليًا”.

وأضاف “احتمال الهزيمة غير وارد، وإن حدث فإنه سيشكل نهاية بوتين ونهاية روسيا لأننا غامرنا بكل شيء، لذلك يجب الإصغاء جيدًا لتصريحات بوتين بشأن إمكانية استعمال السلاح النووي”.

وقال “إما أن تنتصر روسيا أو يزول العالم عبر السلاح النووي”.

وخلص الفيلسوف الروسي إلى أنه “ليس هناك إمكانية للحلول الوسط في هذه الحرب، فروسيا إما ان تنتصر أو تزول، ومن دونها ليست هناك بشرية، وإذا أرادت أي دولة أن تعيش بسلام على هذه الأرض فيجب عليها أن تقبل بوجود روسيا العظيمة ذات السياسة المستقلة”.

واستبعد دوغين أن يكون النموذج الروسي بديلًا للنموذج الليبرالي، مشيرًا إلى أن كل ما يريده قادة روسيا هو “منع النموذج الغربي من الوصول إلى ديارنا ومنح الشعوب الأوربية والإسلامية فرصة الاختيار بعيدًا على الهيمنة والضغوط”.

وقال إن هناك دولًا عظمى تقتسم الرؤية الروسية بشأن هذه الحرب ونتائجها الجيوستراتيجة على العالم، منها الصين والهند.

وانتقد دوغين العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على روسيا، مشددًا على أنها لن تؤثر على مستقبل روسيا بقدر ما ستؤثر على الدول التي فرضتها، واعتبرها “عقوبات صحية للاقتصاد الروسي حتى يعاد بناؤه داخليًا بعدما كان يعتمد في جزئيات كبيرة على الصادرات نحو الغرب”.

وعن علاقته الشخصية بالرئيس فلاديمير بوتين، أوضح دوغين أن هناك تشابهًا بينهما “يقوم على الاهتمام المشترك بقدر روسيا وحضاراتها ومصيرها”، مضيفًا “لأن بوتين أكثر روسية من الليبراليين الغربيين فإن السواد الأعظم من الشعب الروسي يدعمون العملية العسكرية التي قادها في أوكرانيا رغم معارضة الأقلية”.

وتابع *“ما لا يعرفه الغرب هو أن بوتين يوجد في موقع الملك أو الإمبراطور بالنسبة للروس، ليس لأنه يريد ذلك بل لأنه ملك بطبيعته، ونحن نريده أن يكون ضمن قائمة الزعماء العظام لروسيا، وقائدًا للملكية الشعبية، وتجليًا قويًا لروح الدولة الروسية”.*
– (مقابلة للجزيرة مباشر- بتاريخ- 19/3/2022).

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار