فارس الخوري لغورو: هذا القصر سكنه الملك فيصل وبناه والٍ عثماني وحلَّ فيه جمال باشا ثم الجنرال اللمبي وتحلُّونه الآن أنتم وأكلنا مع الجميع وكلهم رحلوا وبقي القصر وبقينا نحن

قصر المهاجرين وعشاء غورو…
فارس الخوري لغورو: هذا القصر سكنه الملك فيصل وبناه والٍ عثماني وحلَّ فيه جمال باشا ثم الجنرال اللمبي وتحلُّونه الآن أنتم وأكلنا مع الجميع وكلهم رحلوا وبقي القصر وبقينا نحن

في الثامن من آب عام 1920 أقام الجنرال غورو مأدبةٌ عشاء حضرها وزراء آخر حكومة شكَّلها الفيصليون بعد انسحاب تركيا من دمشق نودي بالامير فيصل ملكا على سوريا عام 1920م إذ واجهت الدولة العربية بعد طرح فكرة التحرر من الطغيان التركي التي قادها فيصل والنخب الشامية والعراقية خطر أشد فتكا بالامة العربية الا وهو اتفاقية سايكس بيكو فكان انشاء كيان موحد معاصر مستقل معضله
ورغم تتويج الملك فيصل ملكا لسوريا لم يستمر سوى ثلاثة شهور لان فرنسا كانت على أبواب دمشق مع هبوب رياح الاستعمار سيطرت فرنسا على الدولة الوليدة عقب معركة ميسلون ونصب الجنرال غورو الذي قاد الحرب على دمشق مندوبا ساميا على سوريا ومن هنا نتذكر حادثة
مأدبةٌ عشاء حضرها وزراءُ آخر حكومة شكَّلها الفيصليون وعددٌ كبير من وجهاء دمشق
بعد أسبوعين من دخول الفرنسيين دمشق ( يوم 8 آب / اغسطس 1920م)
في مقر إقامته بدمشق دار الملك فيصل (مبنى القصر المهاجرين القديم الآن) لم يكن اختيار المكان صدفة بل امعانا بالاستخفاف والتهكم فقد كان معظم الحاضرين قد تسلموا وظائف حكومية في عهد الملك فيصل الذي خلع عن العرش ونفيّ خارج الحدود السورية
ودعا إليها رئيس الحكومة التي كانت قائمة آذاك والوزراء وعدداً كبيراً من أعيان ووجهاء دمشق على رأسهم الشيخ تاج الدين الحسيني
جلس الجميع إلى مائدة الطعام فأخذ غورو
يساير الحضور فامتدح جمال وعراقة مدينة دمشق وروعة غوطتها وهواءها العليل ثم جال بنظره في القاعة التي يجلسون فيها وأراد التهكم والاستخفاف بالحضور وبالملك فيصل الذي طرده الفرنسيون من دمشق بعد احتلالها فقال:
أهذا هو القصر الذي سكنه فيصل؟ فساد الصمت القاعة ولم يتكلم أحد.
فأجابه فارس الخوري وكان وزير المالية في حينها والمعروف بسرعة االبديهية لديه و بصوته الجهوري وباللغة الفرنسية قائلاً: نعم
يا صاحب الفخامة هذا هو القصر الذي سكنه الملك فيصل وقد بناه والٍ عثماني اسمه ناظم باشا ثم حلَّ فيه جمال باشا
ثم الجنرال اللمبي والآن تحلُّونه فخامتكم
وجميع مَن ذكرتُهم أكلنا معهم في نفس القاعة وكلهم رحلوا وبقي القصر وبقينا نحن
فنزلت كلماته على مسمع الجنرال غورو كالصاعقة فصمت وصمت ووجم كلُّ مَن كان حول المائدة،ولم ينطق أحد بكلمة حتى انتهاء المأدبة..
هدا وانتهت مأدبةٌ العشاء وخرج الجميع من القصر
فالتفت الشيخ تاج الدين الحسيني الذي كان حاضراً هذه المأدبة إلى فارس الخوري معاتباً وخائفاً عليه قائلاً:
منذ هذا اليوم انتحرت ولن تقوم لك قائمة مع الفرنسيين
فكان رد فارس الخوري على الشيخ تاج سريعاً وقد اشتهر الخوري بسرعة البديهة :
وأنا أيضاً لم أرغب أن تقوم لي قائمةوإنما هي معركة ولن تنتهي حتى يرحلوا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار