دمشق توجه ضربة مؤلمة لأمريكا

 

زيد هاشم
14.3.2018

لطاما كانت العاصمة السورية الهدف الرئيسي لحملة التآمر الدولية الأقليمية على سوريا وقد حاول الإرهاب جاهدا بكل ما أوتي من قوة لإحداث خرق كبير في دمشق وهو يتوهم ويحلم بإحتلالها


لقد خسر قطعان التكفير الوهابي الأخونجي عشرات آلاف القتلى من النافقين المحليين والموردين لسوريا على أسوار قلعة المقاومة وعاصمة الأمجاد دمشق
أثناء محاولاتهم البائسة الدخول أليها حيث بلغ الدعم المفتوح بالعتاد والمقاتلين الأرهابيين حد لا يوصف
لقد تم احتلال أغلب أرياف دمشق من الجهات الأربع ووصل الغوطة ككل بالحدود الدولية حيث مخازن توزيع السلاح وغرف العمليات الخارجية ومراكز التموين والتمويل اللوجستي المفتوح
.فمن ريف جنوب دمشق سيطر الأرهاب على طرق الأمداد من اتجاه الأردن درعا حتى تخوم العاصمة

.ومن غوطة دمشق الغربية والشمالية والقلمون بإتجاه لبنان حيث كانت طرق الأمداد من البحر عن طريق مناطق نفوذ وسيطرة تيار المستقبل وبإشراف كوادره

.ومن غوطة دمشق الشرقية المعقل الرئيسي للإرهاب كانت طرق الإمداد من الأردن ولبنان والعراق وتركيا تصل لهذا الوكر الكبير ومنها يوزع على كل أرياف دمشق كون القيادة الأساسية للتنظيمات الأرهابية فيها

عمل الجيش العربي السوري على توجيه الضربة الأولى للإرهاب من خلال عملية القصير التي قطعت الإمداد عن حمص وريف دمشق ثم قام بتحرير أحياء حمص وصولا لتحرير ريف حمص الغربي والجنوبي وبعدها تم حصار الريف الشمالي في بؤرة الرستن تلبيسة
مما خفف الضغط على ريف دمشق ليقوم الجيش السوري بعدها بعملية كبرى تهدف لحماية العاصمة حيث انطلقت القوات المسلحة السورية من مطار دمشق ومن حرستا لتشكل حزام ناري يمنع إختراق دمشق من معقل الأرهاب في دوما وبلدات الغوطة الشرقية مشكلا جدرا ناريا لحماية العاصمة

وقام الجيش بحصار بؤر الأرهاب من الجهات الأربع وشل قدرته على شن هجمات وأصبحت الجماعات الارهابية تتلقى الضربات والإستهدافات المباشرة
وبعد تحرير حلب بدء الجيش السوري يركز على الريف الدمشقي وبدأت حصون الإرهاب تتهاوى في الريف الغربي والشمالي والجنوبي الغربي حيث تم تحريرها بشكل كامل

قام الجيش السوري بعملية كبرى في البادية السورية وكان من أهم نتائجها قطع الأمداد عن غوطة شرق دمشق وإحكام حصارها من الغرب والشرق والجنوب والشمال
حيث قلب السحر على صانعه وبات الأرهاب محاصر من الجهات الأربع

مع تحرير أجزاء واسعة من سورية توفرت قوات كبيرة محنكة وذات خبرة طويلة في حرب الإرهاب بالأضافة لتشكيل قوات رديفة وطنية بإعداد بشرية كبيرة من المناطق المحررة لتكون قوة هامة جدا للتثبيت والأقتحام والمساندة مكنت الحيش العربي السوري من التحرك بهامش راحة ممتاز

حوصر الإرهاب القاعدي في إدلب السجن المفتوح الكبير وتم تشكيل ثلاثة سجون آخرى هي
ريف حمص الشمالي
الغوطة الشرقية
المنطقة الجنوبية بين درعا والقنيطرة
كما تم إنهاء الوجود الداعشي بشكل كبير حيث بقيت عدة بؤر في
شرق حمص
شرق حماة
شمال ديرالزور
ريف درعا
ريف دمشق

وبناءا عليه حدث ما يلي قام الجيش العربي السوري بتحصين حلب وتحرير الريف الشرقي الجنوبي بشكل كامل حتى وصل لريف شرق إدلب في مطار أبو الظهور الإستراتيجي وهنا تم تحقيق مايلي
الإشراف العسكري المباشر على المركز الرئيسي للإرهاب القاعدي المرحل من عموم سوريا في إدلب وإحكام حصاره من ثلاث جهات غرب حلب ريف إدلب الشرقي وريف اللاذقية الشرقي
وهذا يعني أن رقعة العمل العسكري باتت جاهزة للتحرك المستقبلي في الميدان النهائي لكن كان هناك إتفاق الإستانا الذي حيد تركيا لحد كبير نتيجة إختلاف توجه مصالحها وأهدافها من ملف الأزمة السورية

قام الجيش العربي السوري بعد التثبيت بالإنطلاق لتجفيف بؤرة داعش في ريف حماة وقبلها تم القضاء على التجمع الداعشي بريف شرق حمص وبهذا تم إنهاء الجزر الداعشية التي كان الأمريكي يخطط لوصلها مع بعضها

ثم اتجه الجيش السوري بسرعة وبقوات كبيرة نحو الغوطة الشرقية وقام بإسقاط أوكار الإرهاب الكبرى بسرعة فائقة وقسم هذه الجغرافية المحتلة إلى ثلاث قطاعات محاصرة بإحكام

هنا قامت دمشق ومن خلفها موسكو بتوجيه ضربة صاعقة قاضية للعدو الأمريكي الصهيوني التركي الخليجي
وانهارات الأمال الشيطانية وتبخرت الأحلام الجهنمية على أبواب دمشق العرين
واستمر الجيش السوري بمتابعة عمله الأسطوري في جبهة الغوطة حيث رحل إرهاب حي القدم الدمشقي وحرره
ثم بدء بالعمل على بؤرة داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود لأنه بمجرد بتطهيرها ستصبح دمشق أمنة تماما
بعد أنهاء خطر الغوطة الشرقية والعمل متزامن حاليا بالجبهتين

كما قام الجيش السوري والقوات الرديفة بتعزيز التواجد والتثبيت في البادية من ديرالزور لجنوب الرقة لشرق حلب وشرق حماة وشرق حمص وصولا إلى تدمر وصحراء شرق دمشق حتى بادية السويداء ليشكل خط ناري حديدي بوجه من الهلال العدو الداعشي الذي تريد أمريكا تحريكه من خلال مليشيا قسد بالجزيرة السورية وبؤرة داعش بشمال ديرالزور والحر بالتنف لوصلهم بالغوطة الشرقية وحوران وقد تكلمت عن هذا بمقال سابق مفصل

أنها الضربة القاضية التي دفعت الكابوي الأمريكي وسيده الصهيوني للجنون حيث دخل الدب الروسي بثقله العسكري الأستراتيجي موجها التهديد بالرد المباشر في حال قامت أمريكا بأي حركة جنونية

سوف يسقط الوكيل التكفيري كقوة مؤثرة بتحرير الغوطة الشرقية والآن جاري سحق من تبقى منهم

بقيت بؤرة شمال حمص والمنطقة الجنوبية وهما سيكونان عنوان مرحلة العمل القادمة مع ريف حماة الشمالي
لنقل ما تبقى من الإرهاب إلى إدلب قبل المعركة الكبرى هناك والتي ستكون النهائية والحاسمة قبل سحب الإرهاب ونقله من سورية بعد حرق من استنفذ وانتهى استخدامه منهم

التحذير الروسي بالرد على التهديد المتعجرف الأمريكي سيخلق حالة تفاهم تكون نتائجها النهائية لصالح سوريا بشكل مؤكد

أمريكا فقدت كل مقومات ودعائم وجودها في سوريا
من الحر و داعش ثم القاعدة و الأخونج والآن المليشيات الكردية

بقي لواشنطن حالة التدخل والإعتداء المباشر وهذا له عواقب وخيمة كما قال لافروف حيث هددت الأركان والدفاع الروسية أمريكيا بالرد
طبعا عدا دخول ملف الكيان الصهيوني والوجود الأمريكي في المنطقة سيكون تحت تهديد الخطر الوجودي ودخول الشرق الأوسط بحالة حرب أقليمية قد تنجر لحرب عالمية وهذا ما لا يريده الجميع

بالمقابل هل سنشهد حالة شبيهة بإعتداء مطار الشعيرات وتكرار لهذا السيناريو كمخرج لحفظ ماء وجه واشنطن قبل رحيل أمريكا نهائيا وإنسحابها من سوريا

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار