مروان كنفاني: ليس هناك شرعية لأى مؤسسة أو قيادة فى فلسطين.. و”أنانية الحكم” هى آخر ماتبقى من صراع فتح وحماس

0
القاهرة: قال مروان كنفاني، النائب السابق ومستشار الراحل الرئيس ياسر عرفات، انه لا يمكن التوافق بين حكومة نصفها يعترف بإسرائيل ونصفها الآخر يرفضها!!واضاف في مقابلة مطولة مع صحيفة “الوفد” المصرية، أنه “لابد من وحدة الصف الفلسطينى قبل المفاوضة أو القتال”.


وووصف كنفاني، لقاءات المصالحة والأحضان والقبلات استخفاف بعقل الشعب الفلسطينى.
فى نظرك ما أساس الخلاف الفلسطينى الفلسطينى؟
تساءل كنفانى ما الذى تبقى من الخلاف الفلسطينى سوى الرغبة فى السلطة؟ فإذا كان الطرفان قد دخلوا المؤسسات الفلسطينية وإذا كان الطرفان يقولان إنهما يريدان دولة فما الذى تبقى من الخلاف سوى أنانية الحكم، وأرى أنه لا خلاف بين فتح وحماس، فهم تتقابلان على الولائم، والمشكلة التى يتكبدها الشعب الفلسطينى الذى يعانى الكثير منذ وفاة الرئيس عرفات، أننا على مدار 13 سنة، لم نتقدم خطوة واحدة فى قضيتنا.
للأهمية ننشر جزءا من المقابلة .
> من وجهة نظرك من هى الحكومة الشرعية فى فلسطين؟
– اليوم ليس هناك شرعية لأى مؤسسة أو قيادة فى فلسطين، فشرعية الرئيس عباس انتهت منذ انتهاء فترة انتخابه من 2004 حتى 2008، وشرعية رئيس الوزراء اسماعيل هنية انتهت منذ أن أقاله الرئيس عباس عام 2007، والمجلس التشريعى الفلسطينى انقسم، وهذا أسقط شرعيته، والسلطة الوطنية الفلسطينية تفاوض وهى تعلم أنها لا تمثل كل الفلسطينيين، فالسلطة الفلسطينية والرئيس عباس الذى هو الشرعية الوحيدة فى فلسطين حتى الآن لا يمثلون كل الفلسطينيين، ودونالد ترامب يعرف ذلك، والاسرائيليون والأوروبيون يعرفون أن الرئيس عباس يتكلم عن الضفة الغربية، وليست لديه سيطرة على قطاع غزة.
وأرى أن هناك شرعية واحدة فقط فى فلسطين وهى شرعية الرئيس التوافقية بما يعنى أن كل الأحزاب والمنظمات والحركات الفلسطينية تعترف بأن الرئيس محمود عباس هو الرئيس، فإذا ظلت فتح فى مشاكلها الداخلية، وسقطت هذه الشرعية فلن يعود هناك ما ينتظر منه الفلسطينيون خيراً.
> ماذا لو نقلت امريكا سفارتها للقدس؟
– الولايات المتحدة لن تنقل سفارتها للقدس، وقد كتبت هذا الكلام فى مقال قبل تسلم ترامب للسلطة، خاصة أن ترامب والقرار الأمريكى بصفة عامة، لا يشكل فيه الرئيس أكثر من 15% فقط، وهناك أجهزة ومؤسسات تنفيذية أخرى مثل الكونجرس أو المحكمة العليا، وكل المرشحين الأمريكيين منذ أكثر من 27 عاما كانوا يعدون الناخبين فى برامجهم بنقل السفارة الأمريكية للقدس، ولم ينفذ أحد، وفى عهد كلينتون أقروا بأن المصلحة الأمريكية فى عدم نقل سفارتهم فى اسرائيل إلى القدس، وأصبحت الرئاسة تقدم تقريرا للكونجرس كل 6 أشهر بهذا المضمون، وهذا التقليد سارٍ حتى الآن، وهذه خطوة استعراضية وليست أساسية، فالمساعدات والدعم يذهبان لإسرائيل سواء السفارة فى القدس أو فى تل ابيب، ويجب أن ندرك حقيقة أن الولايات المتحدة هى الداعم الأول والحليف لإسرائيل منذ 1948، ولا يحتاج الرئيس ترامب لنقل السفارة ليحصل على تأييد اسرائيل أو اللوبى الاسرائيلى هناك.

> هل ترى المصالحة قريبة مع تبدل وجهة نظر حماس وتقارب وجهات النظر مع فتح حول الدولة الفلسطينية؟

– بالطبع لا، بل لن تحدث، وتساءل: مصالحة حول ماذا؟ فليس بيننا خلاف، لأن خلافنا مع اسرائيل والأمريكان والدول العربية المجاورة، وهناك فقط مواقف سياسية متضاربة نتيجة البرامج المختلفة للتنظيمات، وأيضا لكون حماس فى جهة والسلطة الفلسطينية وفتح فى جهة أخرى، حيث تنتمى كل منهما إلى حلفين دوليين مختلفين، بما يعنى أننا كفلسطينيين منقسمون إلى جبهتين، إحداهما تتبع حلفًا تقوده الولايات المتحدة مثل مصر والسعودية والأردن وهكذا، والأخرى فى حلف تقوده روسيا مثل ايران وحزب الله وسوريا وهكذا، والفلسطينيون هم أضعف الأطراف فى الحلفين، ولا نستطيع أن نعترض أو نقرر، ولم يعد هناك فى التاريخ الحديث اتفاقيات ثنائية، كما حدث بين مصر واسرائيل فى كامب ديفيد، أو فلسطين واسرائيل فى اتفاق أوسلو، انتهى هذا الموضوع وظهرت الآن اتفاقات اقليمية، فمثلا إذا رغبنا فى أن ترفع اسرائيل الحصار عن غزة فقد يكون الثمن مثلا وقف تحقيق المحكمة الدولية مع سوريا بشأن الأسلحة النووية، أو منع ايران من التدخل فى البحرين، وأقصد أن القضية الفلسطينية ليس لها حل بمفردها، فثمة مجموعة اشياء، أمريكا تريد تركيا فى موقف معين، وروسيا تريد ايران فى موقع معين، وهنا يحدث التبادل والتنازل، ونحن التبادل والتنازل، فلسنا أعضاء عاملين فى تلك الأحداث، بل نحن أعضاء على باب الله.

> كيف مات الزعيم عرفات وهل قتل؟

– من تاريخ وفاة الرئيس ياسر عرفات قلت إن اسرائيل هى التى تسببت فى وفاته بوسائل عديدة، فهى بلا شك حاولت مرات عديدة اغتيال ياسر عرفات منذ أن تولى مقاليد قيادة الشعب الفلسطينى، وفى فترة الحصار هى التى منعت عنه الرعاية الطبية ومنعته من التحرك والعودة الى غزة، والبقاء مع شعبه امام المستوطنين، ولا شك فى ان اسرائيل هى التى تسببت فى قتل الرئيس عرفات.

> ما الفرق بين ياسر عرفات ومن جاء بعده على طريق النضال الفلسطينى؟
– ياسر عرفات هو الزعيم التاريخى والخالد لفلسطين، فقد كان زعيما قبل أن يكون رئيسا وبدعم جماعى تقريبا، وسأروى لك قصة عن المرحوم المناضل الصلب جورج حبش الأمين العام الأسبق للجبهة الشعبية الفلسطينية، وكان صديقاً لأخى الشهيد غسان كنفانى، وقال لى يوماً: أنا اعترف بالحقائق، ولا أعيش فى الأحلام، فعندما أذهب إلى معسكر اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان يرتبون لى اللقاء على مدار اسبوعين أو ثلاثة، ويدعون الناس كى أخطب فيهم، فيحضر 3 آلاف أو 4 آلاف ليسمعونى، أما ياسر عرفات إذا مر بسيارته أمام المخيم يجتمع 50 الف شخص ليشاهدوه، هكذا كان ياسر عرفات الزعيم، وباعتراف مناضل مثل جورج حبش الذى عايشه، لذلك ياسر عرفات آخر زعيم فلسطينى، وبعده بدأ عصر الرؤساء، ولا يجوز أن نقارن ياسر عرفات بأى شخص آخر لأننا سنظلم هذا الشخص.
وأضاف كان عرفات يحارب العالم من أجل وحدة الشعب الفلسطينى، يتفاوض باسمه ويهدد باسمه ويسالم باسمه، وكان العالم يحترمنا، والآن لا أحد يجرؤ على أن يقول إنه يتكلم باسم الفلسطينيين، ومع احترامى للرئيس عباس وقيادات حماس لا يستطيع أحد منهم أن يزعم أنه يتحدث باسم الفلسطينيين، فالرئيس عباس عندما ذهب الى ترامب كان يمثل نصف ما تبقى لنا من الأرض التى تبقت منذ عام 1948، ونصف السكان الفلسطينيين على تلك الأرض، وعندما يذهب الأخ مشعل أو اسماعيل هنية إلى أى بلد فهو لا يمثل إلا 15% من الأرض التى بقيت، ونصف السكان الذين يعيشون عليها، ولا أحد منهما يستطيع أن يقول إنه يتحدث باسم الفلسطينيين جميعا، وأرى أن الخلاف الفلسطينى الآن له الأولوية عن أى شىء حتى المفاوضات مع اسرائيل، فأنت لا تستطيع أن تتفاوض وأنت مقسم، فليس فى تاريخ البشرية كلها تجربة نجاح لشعب مقسم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار