لن ننسى … الذكرى ال27 لمجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل..مجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل 27 عاما من الانتهاكات والاعتداءات
يصادف اليوم، الذكرى ال27 لمجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، التي ارتكبها الإرهابي المستوطن باروخ غولدشطاين داخل المسجد، واستشهد فيها 29 فلسطينيا وأصيب 150 بجروح.
ففي فجر يوم الجمعة الموافق 25 من شباط/ فبراير 1994، الذي صادف 15 من رمضان، نفذ الإرهابي غولدشتاين، المجزرة عندما دخل إلى الحرم الإبراهيمي في وقت الصلاة وهو يرتدي بزته العسكرية وأطلق ثلاثة مخازن من بندقيته الرشاشة في المصلين الفلسطينيين وهم يؤدون صلاة الفجر، حيث انقض عدد من المصلين الناجين من المجزرة على غولدشتاين وقتلوه.
وأغلق جنود الاحتلال المتواجدون في المسجد أبوابه لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارجه للوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء زاد عدد الشهداء ليصل إلى 50 شهيدا.
وأعلن غولدشتاين (42 عاما)، وهو طبيب من مؤسسي حركة “كاخ” قدم لفلسطين من أمريكا بالعام 1980، وسكن مستوطنة “كريات أربع” بالخليل، قبل ارتكاب جريمته أنه “سيفعل فعلا يوقف التاريخ”، في إشارة إلى “عملية السلام” التي أطلقها “اتفاق أوسلو”.
وفي يوم المجزرة تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية، وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيدا.
وعقب المجزرة أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت من طرف واحد لجنة تحقيق برئاسة رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي مئير شمغار، للتحقيق في المجزرة وأسبابها.
وخرجت اللجنة في حينه بعدة توصيات منها تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت حراسات مشددة في المنطقة.
وأعطت اللجنة للاحتلال الحق في السيادة على نحو 60% من المسجد بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الآذان في المسجد مرات عديدة، كما أوصت بفتح المسجد كاملا 10 أيام للمسلمين في السنة فقط، وفتحه 10 أخرى أمام اليهود.
ويقوم أهالي فلسطين عامة وأهالي مدينة خليل الرحمن على وجه الخصوص، بشد الرحال إلى هذا المسجد والتواجد فيه وإعماره بالصلاة والعبادة.
ويدعو أهالي الخليل إلى تفعيل التواجد الفلسطيني فيه، ووضع برنامج للفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية تؤدي لتواجد المصلين المسلمين فيه على مدار الساعة، ومواجهة ذلك كله أيضا بوحدة تامة وإجماع وطني على تحصيل الحقوق كاملة.
في ذكرى رحيله..من مذكرات المناضل الكبير الشهيد ماهر اليماني:
هكذا فجرنا طائرة”العال”في مطار أثينا، وهكذا تم تحريرنا بفضل تنفيذ مجموعة من “جبهة النضال”بعملية خطف طائرة يونانية.
بقلم الفدائي الثائر الراحل الكبير ماهر اليماني أبا حسين .. شقيق المناضل الراحل ابوماهر اليماني القائد ومن المؤسسين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
صباحَ الثلاثاء 24/12/1968، كنّا جاهزيْن للانطلاق. لكنْ جرى تأجيلُ العمليّة في آخر لحظة لأسبابٍ تقنيّة. بقينا في بيروت يومين، نمتُ فيهما في غرفة ناطور مبنى رفيقنا، تحت الأرض، في منطقة فردان. نتيجةً لنومي في الملجأ نزف أنفي. عالجوني، ووضعوا قطنًا في حقيبتي تحسّبًا لعودةِ النزيف. وضّبنا القنابلَ والرشّاشَ في حقيبتين، وغطّيتُ السلاحَ بالقطن وبما كان معي من ثياب.
رافقَنا أبو ماهر وفايز قدّورة وجهاد ضاحي وآخرون، في أكثر من سيّارة، إلى مطار بيروت. مررنا على نقاط التفتيش اللبنانيّة بشكل طبيعيّ، وصرنا في الطائرة، فعاودني النزيفُ هناك. ساعدتني مضيفةُ الطيران الفرنسيّة اللطيفة بالقطن والمحارم.
هبطتْ طائرتُنا في مطار أثينا قبل الطائرة الإسرائيليّة بعشرين دقيقة. انتظرناها، بحسب التوجيهات، في منطقة الترانزيت. وصلتْ طائرةُ العال، وتوقّفتْ إلى جانب طائرة مصريّة خالية. شاهدْنا حرسَ الطائرة: اثنين عند كلّ باب، واثنين هبطا على الأرض وبدءا يلفّان حولها. انتظرتُ اللحظةَ المناسبة لخلوّ باب الترانزيت المفتوح على أرض المطار حيث تقف الطائرتان. ناديتُ الحارسَ اليونانيّ وشغلتُه بأسئلةٍ أبعدَتْه عن الباب. بقي هناك، فخرجتُ ورفيقي من الباب باتّجاه الطائرة. عند مقدّمتها شاهدْنا أحدَ طيّاريها يخرج منها، فسألَنا عن وجهتنا بالإنكليزيّة. قلتُ له: “نسينا الكاميرا في الطائرة.”
ــــ في العال؟
ــــ لا… في الطائرة المصريّة.
وأشرتُ إلى الطائرة الأخرى. تابع سيرَه، فتمكّنّا من الوصول إلى الطرف الآخر من طائرة العال. فتحتُ قنبلةً وركضتُ باتّجاه محرِّكها النفّاث على الجانح، ورميتُ القنبلةَ هناك. وقع الانفجارُ، فأطلق رفيقي النارَ من رشّاشه على الطائرة. رميتُ قنبلةً أخرى على المحرِّك الثاني. انفجارٌ أقوى. أشعلتُ فتيلَ قنبلتَيْ مولوتوف، ورميتُهما على جناح الطائرة. ثمّ رميتُ أربعَ قنابل أخرى تحت الطائرة. بدأ الركّابُ ينزلون من الطائرة، فلم نعترضْهم. صرنا نوزِّع المناشيرَ على كلِّ مَن يقابلُنا من الهاربين. شاهدتُ حارسيْن إسرائيلييْن يصيحان من بعيد، ويقفزان في مكانهما بغضب من غير أن يحاولا مقاومتَنا.
أبقينا معنا الرشّاش، وبعضَ الطلقات، وقنبلةً. وتوجّهتُ ورفيقي إلى محطّة الشرطة اليونانيّة التي نعرف تمامًا أين تقع. سلّمْنا سلاحَنا واستسلمنا لهم. ويبدو أنّهم ارتبكوا بنا، فتركونا في المحطّة وقتًا طويلًا، قبل أن ينقلونا مساءً إلى محطّة شرطة مركزيّة، في أثينا، ملأى بالعاهرات المحتجَزات والسكارى! بعد ثلاثة أيّام أخذونا إلى التحقيق، ثمّ إلى سجن كوريدالّوس (Korydallos).
بقينا كلًّا في غرفة على حِدة، نتعرّض للتحقيق بين الفترة والأخرى. وفي هذه التحقيقات كنّا ندلي بالإفادات التي درّبَنا الدكتور وديع عليها. ظللنا هناك حوالى عشرين شهرًا، حتّى أُفرج عنّا بفضل عمليّة تبادلٍ صاحبتْ عمليّةَ خطف طيّارةٍ يونانيّة، قامت بها مجموعة من”جبهةُ النضال الشعبيّ الفلسطينيّ” تم على أثرها تحرير اثنيْن من مناضليها وتحرير مجموعة من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” من بينهم انا وأربعة رفاق آخرين.
انتقلنا إلى مصر، في طائرةٍ تابعة للصليب الأحمر الدوليّ. وهناك أفادنا أحدُ أعضاء الجبهة بضرورة عدم التصريح بشيء، نظرًا للتوتّر [بين الجبهة الشعبيّة] ونظام جمال عبد الناصر جرّاء موقفه الإيجابيّ من مشروع روجرز. التقينا الصحفيين بصمت. وفي اليوم التالي نشرتْ جريدة المصوّر المصريّة صورةً لجميع الفدائيين المفرج عنهم [من عمليتي اليونان وعمليّة ثالثة] وكَتبتْ تحتها أنّ الفدائيين “يُشيدون” بالقيادة المصريّة، إلّا أنّ جهةً منهم [المقصود نحن الأسرى الخمسة من الجبهة الشعبيّة] امتنعتْ عن الكلام!
بقينا أسبوعًا في واحد من أفخم فنادق مصر. وقد “فُرِز” لنا مرافقٌ ــــ هو وكيلُ مجلس الأمّة المصريّ عبد اللطيف بلطيّة ــــ أمّن لنا أسبوعًا سياحيًّا. وقُدِّمتْ لنا هديّةٌ من عبد الناصر، هي قماشٌ مصريٌّ فاخر. بعد ذلك زوّدونا بوثائقِ سفر، وأرسلونا إلى عمّان. استُقبلنا، ونُقلنا إلى مخيّم الوحدات، حيث التقينا الحكيم جورج حبش بلباسه الكاكيّ، ودخانِه الذي لا يتوقّف، وخطابِه الطويل ضدّ مبادرة روجرز. ثمّ نُقلنا إلى لبنان.
تسترعي انتباهي اليومَ الحالةُ الجماهيريّةُ التي استقبلتْنا في مخيّمات الأردن ولبنان في تلك الفترة، وقبولُ الناس ــــ بل تبنّيهم واحتفاؤهم ــــ بالعمل الذي قمنا به. كان الناس يروْن في العنف الثوريّ شيئًا من بداية خلاص لليلٍ طال، وأملًا يُعوَّلُ عليه لعودة فلسطين إلينا وعودتها إلينا. الناس المحتفِلون لم يكونوا جمهورَ الجبهة الشعبيّة فقط؛ كانوا كلَّ الناس المتعطّشين إلى الوجود الكريم على هذه الكرة الأرضيّة. رجال ونساء وأطفال راحوا يركضون خلف سيّارتنا، يقفزون عليها، يغنّون، يصفّقون. وفي برج البراجنة، في منزل أخي أبي ماهر خارج المخيّم، اجتمع الناسُ بالمئات ــــ لبنانيين وفلسطينيين ـــــ لإلقاء التحيّة.
بعد أسبوعين من عودتي إلى بيروت، زرتُ الدكتور وديع في منزله. كان المنزل على حاله… باستثناء وجود تلفزيون جديد ــــ هديّةً من أحدهم ــــ وغسّالةٍ جديدةٍ بعد اهتراء يدَيْ نصرة (أخت زوجته) من الغسيل بيديها. أمّا باقي البيت، فبقي على تواضعه؛ كأيّ منزلٍ نظيفٍ في المخيّم، بلا كماليّاتٍ أو أبّهة.
استقبلَنا يومها د. وديع كالأبطال، ثمّ سألني إنْ كنتُ أرغب في متابعة العمل معه. “بالتأكيد!” كان الجواب الطبيعيّ الذي سمعه منّي. فكانت مشاركتي معه في عمليّة “مطار الثورة” في الأردن سنة 1970. وهذه ستكون موضوعَ مقالٍ مستقلّ.
بعدها أرسلني الدكتور وديع إلى معسكر نحلة مجدّدًا، للخضوع لدورةٍ تؤهِّلنا لأن نكون مدرِّبين للعناصر الجديدة على العمليّات الخاصّة، الهادفة إلى أن نكون “وراء العدوّ في كلّ مكان”؛ فالدكتور لم يكن يؤمن بالعمل العسكريّ العلنيّ وفق موازين القوى القائمة يومها.
وأذكرُ أنّه طلب منّي الالتحاقَ بصفٍّ لتعليم العبريّة في جامعة بيروت العربيّة. ففعلتُ ذلك لفترة، إلى أن طلبَ منّي التوقّف، ثمّ كلّفني بالذهاب إلى الشهيد غسّان كنفاني في مقرّ مجلّة الهدف (وكانت مقرًّا للتنظيم الخارجيّ للجبهة بشكلٍ سرّيّ).
كان عليّ الاجتماعُ بغسّان ساعةً يوميًّا، لكي يشرحَ لي عن القضيّة الفلسطينيّة، ويتولّى تثقيفي. ففعلتُ ذلك ثلاثة أشهر كاملة: يستقبلني غسّان، فأمضي معه الساعة في نقاشات تطاول أمورًا كثيرةً من غير “كلام كبير” عن الكومبرادور والإمبرياليّة وغير ذلك! وكان اللقاء ينتهي بأخذي كتابًا من مكتبته. وكان يلحظُه دومًا، فيسألني عنه، وأجيبه: “ما بدّك تثقّفني؟!” فيبتسم. إلى أن أوقفني يومًا، ومعي كتابٌ ضخم. قال لي: “هذا قاموس ألمانيّ ــــ ألمانيّ لن يثقّفك.” فأعدتُه إليه.
تحية للراحل الكبير الشهيد ماهر اليماني والقائد الكبير د. وديع حداد والمفكر د. أنيس النقاش .
كل الاحترام و التقدير 🇵🇸
الرئيسُ الفلسطينيُ البديلُ في غيابِ الرئيسِ عباسِ..الرئيس الفلسطيني خلطة أمريكية-غربية-عربية-إسرائيلية
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
لا منافس للرئيس محمود عباس على منصب رئاسة السلطة أو الدولة الفلسطينية، في حال قرر أن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، أو في حال أعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح أنه مرشحها الوحيد، وأن أي مرشح آخر لا يمثل حركة فتح ولا يحظى بتأييدها ومباركتها، ذلك أنه محل إجماعٍ دولي، أمريكي أوروبي عربي، ويحظى على الموافقة الإسرائيلية، ولولا ذلك ما كان بإمكانه أن يستمر في منصبه، أو يحافظ على مركزه، وهو بهذا الدعم والتأييد قادرٌ على أن يرشح نفسه لولايةٍ جديدةٍ ويفوز فيها، رغم أنه قد اقترب من نهاية العقد التاسع من عمره، إلا أنه بمنطق الرعاة وسياسة الحماة قادرٌ على مواصلة مهامه، ويستطيع أن يواصل دوره حتى يتهيأ البديل عنه، اسماً وظرفاً وزماناً.
أما في ظل تراجع الرئيس محمود عباس عن الترشح، وانكفائه لأي سببٍ كان، فإن بورصة المرشحين لهذا المنصب ستفتح على مصراعيها، وسيتم الإعلان عن الكثير من المرشحين لهذا المنصب الأول والحساس جداً، فرئيس السلطة الفلسطينية، رئيس الدولة ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ليس كأي رئيسٍ آخر في أي دولةٍ في العالم، لهذا فإن أحداً من المرشحين مهما بلغ في شهرته وقوته، وفي عدد مؤيديه ومحبيه، لن يتمكن من تجاوز عتبة الرئاسة بإرادةٍ منه، أو بالاعتماد على الأصوات التي قد ينالها، أو بالرهان على تاريخه في حركة فتح ونفوذه فيها وتضحياته في صفوفها، وحتى التوافقات الداخلية بين القوى والأحزاب لن تتمكن من تسمية الرئيس والاتفاق عليه، ذلك أنه ليس صناعة فلسطينية محلية أبداً، بل هو خلطة توافقية أجنبية بامتياز.
ستسمعون تصريحاً أو تلميحاً عن ترشيح عددٍ من الشخصيات الفتحاوية لمنصب الرئيس في حال غياب الرئيس محمود عباس أو امتناعه عن الترشح، منهم ماجد فرج ومروان البرغوثي ومحمد دحلان، وربما محمود العالول أو جبريل الرجوب، أو رئيس الحكومة الفلسطينية د. محمد اشتيه، ولن يغلق باب الترشيح على هذه الأسماء فقط، فقد تبرز أسماءٌ أخرى مستقلة وفتحاوية، ولكن أياً من هذه الأسماء التي يبدو حظوظ بعضها عالٍ فلسطينياً، لا تستطيع حسم الأمر بنفسها لنفسها، ذلك أن الواقع غير ذلك تماماً، فالناخب الفلسطيني ليس هو الحكم، وصندوق الانتخابات ليس هو الفيصل، والضابط في التحديد أجنبيٌ وليس وطنيٌ.
الرئيس الفلسطيني البديل تختاره جهاتٌ دوليةٌ خمسةٌ أصيلة، وتخرجه شكلاً سادسة فلسطينية كان ينبغي أن تكون هي الأصيلة والوحيدة، إلا أن الواقع يحرمها من حقها، ويجردها مما هو لها قانوناً وشرعاً، وهذه القوى الدولية الأجنبية الخمسة هي المملكة الأردنية الهاشمية، والولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الاتحاد الأوروبي، والمملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج العربي، وجمهورية مصر العربية، والخامسة هي الكيان الصهيوني، وكلٌ منها تساهم بطريقتها الخاصة في تسمية أو تحديد شخصية الرئيس الفلسطيني، وفق المهام التي تستطيع القيام بها، والواجبات التي ستتعهد بها مستقبلاً، فيما يتعلق برعاية الكيان الفلسطيني الجديد في حال تشكله.
فالمملكة الأردنية الهاشمية التي تطل على أطول حدودٍ مع فلسطين، ويشكل الفلسطينيون فيها أكثر من نصف عدد سكانها، لها الدور الأكبر في تحديد واختيار الرئيس الفلسطيني الجديد، وهي التي ستتولى تقديمه عربياً، وستسعى لجلب الدعم والتأييد العربي له، أي أنها ستكون بوابته إلى الدول العربية ومؤسساتها الرسمية.
أما الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي فهم الذين يصنعون للرئيس الفلسطيني الشرعية الدولية، ويؤمنون مكانته الرسمية، ويسهلون مهامه ويفتحون عواصم دول العالم أمامه، وبغيرهما تفرض على الرئيس الفلسطيني مقاطعة دولية تخنقه، وحصاراً عالمياً يعزله، ويكونان سبباً في فشله وتعثره، وإحباطه وخسارته، ولن يكون تدخلهما في فرضه ناعماً لطيفاً، بل سيكون فظاً خشناً حتى يتم الأمر لهم كما يريدون.
أما المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، فهم إلى جانب دعم دور المملكة الأردنية الهاشمية، في تسويق الرئيس الفلسطيني عربياً، فإنهم الذين يمولون السلطة الفلسطينية ويدعمونها مالياً، ويستثمرون فيها ويبنون فيها المشاريع التشغيلية والإنمائية والإسكانية، وبدون دورهم المالي وتمويلهم المستمر فإنه يصعب على السلطة الفلسطينية ورئيسها أن يستمر في عمله، وأن يواصل مشروعه الوطني في خدمة مواطني بلده.
أما جمهورية مصر العربية، التي تقف على الحدود الجنوبية لفلسطين، وتجاور قطاع غزة الملتهب ناراً وثورةً، والمدجج سلاحاً وعتاداً، فإن لهم دور كبير في توجيه القوى الفلسطينية وضبط أدائها، والتأثير عليها وجمعها، ورعاية مفاوضاتها ومتابعة خلافاتها، وتستغل تحكمها في بوابة رفح الحدودية الوحيدة في فرض مواقفها وتثبيت شروطها، وضبط أداء القوى الفلسطينية مخافة التضييق عليها وإغلاق المعبر في وجهها، أو تشديد الحصار المفروض على شعبها، ومصر تاريخياً لها دور كبير في مسيرة منظمة التحرير الفلسطينية، وتربطها علاقات تاريخية كبيرة مع قيادتها.
أما الجهة الخامسة والأخيرة فهي الكيان الصهيوني، الذي لن يسمح باختيارِ رئيسٍ فلسطينيٍ لا توافق عليه، وإلا فإنها ستعطل الانتخابات وستفشل مساعي الاستبدال أو التعيين، إلا أن الأطراف الأربعة الأخرى تؤيدها وتتفهمها، وتقبل بشروطها وتلتزم بمحدداتها، وتوافق على المواصفات التي تريدها، ولهذا فإن الرئيس الفلسطيني الجديد المطلوب يجب أن يكون إسرائيلي الوجه والهوى، وإلا فلن يكون.
قد يستبعد البعض هذه التصورات وقد يراها خاطئة وغير صحيحة، ولكن تجربة الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي أجبر على استحداث منصب رئيس الحكومة، ثم الانتقال السلس للسلطة بعد رحيله، يؤكد أن الإرادة الدولية هي التي ترسم وتخطط، وهي التي تضبط وتحدد، وهو الأمر نفسه الذي تتهيأ للقيام به في حال شغور منصب الرئاسة الفلسطينية، إذ لا تنوي هذه الجهات ترك الشعب الفلسطيني يختار بنفسه، وينتخب بحريته رئيسه القادم، ولهذا فإن من لا تنطبق عليه مواصفاتهم من المرشحين أعلاه وغيرهم فإنه سيستبعد، وإن لم يكن من بينهم حاضراً ومرشحاً فإنه سيستدعى من حيث لا نعلم، وما علمته أن من بينهم مرشحاً هو الأكثر حظاً والأوفر فرصةً، ولديه تحالفات داخلية تقويه، وعلاقات دولية تقدمه، ولوبي فاعل يعمل له.
للأسف هذه هي أوسلو وهذا ما صنعته للشعب الفلسطيني، فقد قيدته وكبلته، وأذلته وأهانته، وفرطت في حقوقه وأهدرت كرامته، وسلمته لقمةً سائغةً ومطيةً سهلةً للكيان الصهيوني والمجتمع الدولي، ولم يعد بإمكان الشعب الفلسطيني الانعتاق من هذا المخطط اللئيم والمصير المشؤوم إلا بالتحرر من اتفاقية أوسلو اللعينة والتحلل منها، حينها نستطيع إجراء انتخاباتٍ وطنيةٍ حرة، دون وصايةٍ أو ضغطٍ، وبعيداً عن الإكراه والتوجيه، نختار فيها وفق معاييرنا الوطنية وثوابتنا القومية، رئيسنا العتيد، ومجلسنا الوطني الأصيل، وممثلينا في المجلس التشريعي الجديد.
بيروت في 24/2/2021
moustafa.leddawi@gmail.com
المؤتمر العربي العام”متحدون ضد التطبيع”..أنهى أعماله بعد يومين وثمانية جلسات بالإنتصار لفلسطين.
أنهى المؤتمر العربي العام “متحدون ضد التطبيع” أعماله التي أنعقدت عبر تطبيق ” الزوم” الالكتروني على مدى يومي 20 و 21 شباط/ فبراير 2021 وحضره 528 مشاركاً من معظم الأقطار العربية والذي دعت اليه المؤتمرات العربية الثلاث (المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي/الإسلامي، المؤتمر العام للأحزاب العربية(، ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية، واللقاء اليساري العربي.
وقد تحدث في الجلسة التي ترأسها رئيس المؤتمر الأستاذ خالد السفياني (المغرب) المنسق العام للمؤتمر القومي/ الإسلامي عدد من قادة حركات المقاومة والأحزاب والمؤتمرات والاتحادات والمؤسسات والمرجعيات الدينية، الإسلامية والمسيحية، وهيئات مناهضة التطبيع، في تكامل مميّز بين معظم الوان الطيف العقائدي والفكري والسياسي الفاعلة في معظم أقطار الأمة العربية من المحيط الى الخليج.
كلمات
في الجلسة الأولى كانت كلمات لعدد من قادة المقاومة والأحزاب، الفلسطينية والعربية شددّوا فيها على اعتبار التطبيع الذي أقدمت عليه بعض الحكومات العربية طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والأمة العربية ونضالهما من أجل تحرير الأرض واستعادة الحقوق، كما دعوا لإنخراط كل القوى الحية في الأمة وأحرار العالم في هذه المعركة ضد اتفاقات التطبيع القائمة والمقاومة واعتبارها جزءاً من مواجهة “صفقة القرن” التي سبق أن أنعقدت لمواجهتها مؤتمرات وملتقيات تحت عنوان “متحدون ضد صفقة القرن”.
في الجلسة الثانية والثالثة التي ترأسها عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأستاذ محمد أحمد البشير (الاردن) جرى فيها عرض الأوراق التالية:
- التطبيع: المواجهة والتحدي.. مقاربة متكاملة، الوزير والنائب السابق د. عصام نعمان (لبنان)
- التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى السياسي ، أ. منير شفيق (فلسطين) الكاتب والمفكر والمنسق العام للمؤتمر القومي/ الإسلامي سابقاً.
- التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى الاقتصادي تقديم: د. زياد حافظ (لبنان) الكاتب والاقتصادي والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي.
الجلسة الرابعة ترأسها العميد محمد عباس (لبنان) حيث قدم العميد الدكتور امين حطيط ورقة حول ” التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى الأمني والعسكري.
في اليوم الثاني انعقدت الجلسة الخامسة برئاسة أمين عام اتحاد المحامين العرب السابق الأستاذ عمر زين وقدم فيها نقيب المحامين الأسبق في المغرب الأستاذ عبد الرحيم الجامعي ورقة حول التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى القانوني والحقوقي حيث جرى نقاش قانوني مستفيض حول جوانب المعركة القانونية ضد التطبيع وجرائم الحرب الصهيونية .
كما انعقدت الجلسة السادسة برئاسة الأستاذة لونا أبو سويرح المديرة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية وقدمت فيها ثلاث أوراق: - التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى الإعلامي والثقافي، د. خلف المفتاح (سورية) المدير العام لمؤسسة القدس الدولية في سورية.
- التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى النفسي والثقافي ، د. محمد السعيد إدريس (مصر) عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي سابقاً ومستشار مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
- التطبيع: الواقع والمواجهة على المستوى التربوي، الاكاديمي والتربوي ود. محمد ياسر عمرو (فلسطين) الباحث المتخصص في الشؤون المقدسية.
في الجلسة السابعة التي ترأستها المهندسة رزان أكرم زعيتر مؤسس وعضو مجلس إدارة الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأردن ورئيسة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء، ودقدم خلالها الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي الأستاذ معن بشور ورقة حول “التطبيع : الواقع والمواجهة على المستوى الشعبي، ثم قدم عدد من مناهضي التطبيع أوراقاً حول تجارب بلادهم في مواجهة التطبيع ، وهم:
فلسطين: د. مصطفى البرغوتي أمين عام المبادرة الوطنية – د.جمال عمرو
مصر: د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة.
الأردن: د. أحمد العرموطي نقيب الأطباء السابق، ورئيس اللجنة التنفيذية لمجابهة التطبيع وحماية الوطن.
المغرب: د. أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع.
أ البحرين وقطار الخليج : أ. رضي الموسوي الأمين العام السابق لجمعية وعد.
السودان: د. عثمان الكباشي المنسق العام للقوى الشعبية السودنية لمناهضة التطبيع.
- لبنان: السيد عباس قدوح معاون مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله.
موريتانيا: د. محمد الأمين الناتي رئيس الهيئة الموريتانية لمناهضة التطبيع.
الجلسة الختامية ترأسها رئيس المؤتمر الأستاذ خالد السفياني ومديرة المؤتمر الأستاذة رحاب مكحل المديرة العامة للمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن حيث تم الاتفاق على إصدار بيان ختامي يتضمن التوصيات والاقتراحات المقدمة في الأوراق ومن المشاركين تحت عنوان “اعلان الأمة “متحدون ضد التطبيع””
22/2/2021
المطلوبُ دولياً بصراحةٍ ووضوحٍ من الانتخابات الفلسطينية.. لا يكذب علينا أحدٌ ولا يخدعنا
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
لا يكذب علينا أحدٌ ولا يخدعنا، ولا يحاول أن يبيعنا الوهم ويسوق بيننا السراب، ويعدنا بالتغيير ويمنينا بالإصلاح، ويزين لنا الأهداف ويجمل لنا النوايا، فلسنا بالخبء ولا الخبء يخدعنا، ولسنا سذجاً ولا سفهاء، ولسنا بسطاء ولا بلهاء، فالشعب الفلسطيني فطنٌ ذكيٌ، واعٍ مدرك، ويقرأ ويفهم، ويعرف ما الذي يدور في خلف الكواليس ويدبر في الخفاء، وماذا يخطط له في الليل والنهار وفي السر والعلن، ولهذا فقد يصعب خداعه ولا يسهل قياده، وإن أبدى حيناً ليناً فهذا لا يعني أنه صَدَّقَ الوعود وسَلَّمَ بالأماني، ولكنه شعبٌ يتوق إلى التغيير ويتطلع إلى المستقبل، ويأمل في الإصلاح ويتمنى المحاسبة ومحاربة الفساد، ويريد تقديم الأكفأ وإقصاء الأسوأ، في إطار خدمته وتسهيل سبل معيشته، تمهيداً لاستعادة حقوقه وتحرير أرضه وبناء وطنه.
الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها في الأشهر القليلة القادمة ليست استحقاقاً وطنياً، ولا هي استجابة للرغبة الشعبية، ولا التزاماً بالديمقراطية وإيماناً بها، ولا هي حرصاً على التجديد والتبادل السلمي للسلطة، والمشاركة والواسعة وضخ المزيد من الدماء الشابة والمتفتحة في هياكل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، فهذه المطالب الشعبية المحقة والمشروعة مطالبٌ قديمةٌ، وحاجاتٌ أصيلة ومشروعة، وقد نادى بها الشعب، وناضلت من أجلها قواه وفصائله، ولكن أحداً لم يستجب لها أو يصغي إليها.
لا شيء من هذا أبداً في ذهن القائمين على الانتخابات الفلسطينية والساعين لها، الذين طاب لهم المقام في السلطة أكثر من خمسة عشر سنةً، فلا يدور في خلدهم أبداً أن يتخلوا عنها أو يتنازلوا لغيرهم، لولا أنه أُحيطَ بهم وضُغطَ عليهم، وطُلِبَ منهم أو أُمروا به، فهم مجبرين على الانتخابات ومساقين إليها سوقاً، ومكرهين عليها وغير راغبين فيها، ولولا الضغوط الدولية والأهداف المطلوبة منها، ما استجابوا لها ولا قبلوا بها، فهي تضر بهم وتهدد مستقبلهم جميعاً، إذ سيغيب بعضهم وسيحاسب آخرون، وسيخسر الكثير منهم صلاحياتهم وامتيازاتهم، وسيفقدون حصاناتهم ومراكز قوتهم، فلماذا يغامرون بمستقبلهم ويقامرون بمكتسباتهم، لولا أن السيد الذي يحركهم أمرهم، والدول التي تمولهم أجبرتهم، والنظام الذي يقبل بهم هددهم.
لم يعد خافياً أن السلطة الفلسطينية قد تعرضت لضغوطٍ دوليةٍ وتهديداتٍ أوروبيةٍ لإجبارها على إجراء انتخاباتٍ تشريعيةٍ ورئاسيةٍ فلسطينية، وثالثة للمجلس الوطني الفلسطيني، لتجديد الشرعية الفلسطينية على قاعدة أوسلو، التي تقوم على الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتشكيل حكومةٍ فلسطينيةٍ تعترف بمبادئ السلام، وتلتزم بشروط التسوية، وتقبل بشروط الرباعية الدولية، وتقوم بتمثيل الشعب الفلسطيني في مفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية، على قاعدة حل الدولتين مع إمكانية إجراء تعديلات طفيفة وتغييرات شكلية ضمن ما يعرف بتبادل الأراضي وإزاحة الحدود، وفقاً للكثافة السكانية والاحتياجات الأمنية، مع مراعاة الشرط الفلسطينية بأن يكون التبادل بالقيمة والمثل والقدر.
تلك هي الغاية الحقيقية من الانتخابات الفلسطينية، وهي غاية سياسية محضة، وتتعلق باستمرار المفاوضات وإتمامها، وعلى أساس هذه الغاية والأهداف المرجوة منها، سيتواصل الدعم المادي الدولي والأوروبي للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها، وإلا فإنها ستحرم وستعاقب، وبموجبها ستلتزم الحكومة الإسرائيلية بالحد الأدنى من ضمان إجراء الانتخابات، على ألا يكون تدخلها بالاعتقالات المستمرة مخلاً بإجرائها أو معطلاً لها، علماً أنها تتفهم الدوافع وتؤمن بها وتسعى إليها، ولهذا فإنه من غير المتوقع أن تعرقلها أو تعطلها.
ووفقاً لهذا الفهم الصريح والواضح فقد قامت السلطة الفلسطينية ممثلةً بحسين الشيخ برفع رسالةٍ تفصيليةٍ إلى هادي عمرو المكلف بملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وقد كان معه واضحاً وصريحاً، وأكد له في المكالمة الهاتفية والرسالة الرسمية، أن الانتخابات الفلسطينية ستجري وفق التزامات منظمة التحرير الفلسطينية واتفاقياتها الدولية مع إسرائيل، التي تعني الاعتراف بها والتفاوض معها، وأشار إلى أن الكل الفلسطيني ملتزمٌ بالمحددات السياسية الدولية التي أقرت بها منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى أساسها ستشارك القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة في الانتخابات القادمة.
الإدارة الأمريكية الجديدة غير بعيدةٍ أبداً عن المواقف الأوروبية، فهي تتابع وتراقب وترسم سياستها المستقبلية، وتعد بألا تسمح بفرض أي حلولٍ أحادية الجانب، ودول الاتحاد الأوروبي التي تمول السلطة وتدعمها، لا تقوى على القيام بأي خطوةٍ تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية بدون التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت رفضها لسياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي، وأبدت استعدادها تقديم حزمة مساعدات سياسية ومالية في حال أفضت الانتخابات الفلسطينية إلى تشكيل حكومة فلسطينية، تأخذ على عاتقها استكمال اتفاقية أوسلو، تمهيداً للوصول إلى حلٍ نهائي للقضية الفلسطينية، بما لا يتعارض مع الشروط الإسرائيلية، ولا يتصادم مع المعطيات والوقائع الجديدة سواء تلك التي خلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أو تلك التي تتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية الكبرى.
ينبغي على القوى الفلسطينية كلها ألا تدفن رأسها كالنعامة في الرمال، وأن تدرك حقيقة الغايات المرجوة من الانتخابات، وأن تحدد موقفها الوطني منها بناءً على ذلك، ولا يجوز لها أن تدعي عدم فهمها أو إدراكها لما يخطط للقضية الفلسطينية، فالشروط واضحة جداً، والمطلوب منهم صريحٌ ووقحٌ للغاية، بل صفيقٌ وقليلُ أدبٍ، ولعلهم اليوم في موقفٍ لا يحسدون عليه أبداً، فإما أن يكونوا مع أمناء مع شعبهم ومخلصين في خدمة قضيتهم، ويعلموا أن الحياة وقفة عز وساعة كرامة، وإما أن يكونوا أدواتٍ رخيصةٍ في خدمة مخططاتٍ تضر بهم ولا تخدم قضيتهم، ويقبلوا العيش بذلةٍ والحياةَ بمهانةٍ، مقابل سلطةٍ واهيةٍ ورغيف خبزٍ مشروطٍ، يذل ويهين، ولا يسمن من جوعٍ ولا يغني عن كرامةٍ.
بيروت في 22/2/2021
moustafa.leddawi@gmail.com
الدكتور أنيس النقاش في ذمة الله
توفي صباح اليوم الاثنين، المفكر والمحلل السياسي اللبناني، أنيس نقاش، في مستشفى “هشام سنان”، بالعاصمة السورية دمشق، عن عمر ناهز الـ 70 عاما، إثر إصابته بفيروس كورونا.
إننا ونحن ننعي لجماهير شعبنا وأمتنا رحيل المناضل والمقاوم اللبناني الدكتور أنيس النقاش، رئيس شبكة أمان للدراسات والأبحاث..
نعاهد الراحل الكبير أن نبقى أوفياء لمسيرة النضال المشتركةحتى تحقيق كامل أهدا شعبنا وأمتنا…
إنا لله وإنا أليه راجعون
توقيع اتفاق مصري فلسطيني في رام الله بشأن تطوير حقل غاز غزة بموافقة إسرائيلية..نتنياهو يرسل “تحياته الحارة”لـ”صديقه”السيسي..ويشير إلى “فرصة هائلة” للتعاون، وخط أنابيب لإسرائيل..
وكالات: وقعت مصر والسلطة الفلسطينية، الأحد، على مذكرة تفاقم بشأن بتطوير حقل الغاز الطبيعي في نطاق قطاع غزة،
وجاء توقيع مذكرة التفاهم على هامش زيارة وزير البترول المصري إلى رام الله والقدس. والتقى مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، بينهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس.
وقالت وكالة أنباء طوفا”، إن الأطراف الشريكة في حقل غاز غزة (المعروف باسم غزة مارين)، وقعت على مذكرة التفاهم، وهي صندوق الاستثمار وشركة اتحاد المقاولين مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (ايجاس)، للتعاون بمساعي تطوير حقل غاز غزة والبنية التحتية اللازمة، على نحو “يوفر احتياجات فلسطين من الغاز الطبيعي… (مع) إمكانية تصدير جزء من الغاز” إلى مصر.
ووقع على المذكرة عن الجانب المصري، رئيس شركة “ايجاس”، مجدي جلال، وعن الجانب الفلسطيني، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، محمد مصطفى.
وأكد الجانبان أهمية تثبيت الموقفين المصري والفلسطيني الموحد تجاه ضرورة التسريع في تطوير حقل غاز غزة، مٌشددين على أهمية منتدى غاز شرق المتوسط في تسهيل استغلال الدول الأعضاء لمواردها الطبيعية، خاصة الغاز.
يأتي هذا فيما قالت وزارة البترول المصرية، في بيان، إن الملا وشتاينتس اتفقا على العمل على اتفاقية حكومية لربط حقل غاز ليفياثان الإسرائيلي بوحدات إسالة الغاز الطبيعي في مصر عن طريق خط أنابيب بحري.
وأشار البيان إلى أن الوزيران ناقشا فرص استقلال قطاع الطاقة لدى الفلسطينيين من خلال مشروعات عدة، مثل تنمية حقل غاز غزة البحري، وإنشاء محطة للطاقة الكهربائية في مدينة جنين ومد الفلسطينيين بالغاز الطبيعي.
وتأسس منتدى غاز شرق المتوسط في يناير/كانون الثاني 2019، ومقر الرئيسي في العاصمة المصرية القاهرة. ويضم 7 دول متوسطية، هي: مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل واليونان وقبرص وإيطاليا.
نتنياهو يرسل “تحياته الحارة” لـ”صديقه” السيسي.. ويشير إلى “فرصة هائلة” للتعاون
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، معتبرا أن هناك “فرصة هائلة” لتحقيق تعاون إقليمي بين مصر وإسرائيل و”دول أخرى” لم يحددها.
وقال نتنياهو لوزير البترول المصري في بداية اللقاء: “أهلا وسهلا بكم. الرجاء نقل تحياتي الحارة إلى صديقي فخامة الرئيس السيسي. هذا هو يوم مهم يمثل التعاون المتواصل بيننا في مجال الطاقة وفي مجالات كثيرة أخرى. ونعتقد أن عصرا جديدا من السلام والازدهار يسود حاليا بفضل اتفاقيات إبراهيم”.
وأضاف: “هذا بدأ بطبيعة الحال باتفاقية السلام التاريخية التي وقعت بين مصر وإسرائيل، ولكن هذا يتحول الآن إلى ما يمكن له أن يحسن الأوضاع الاقتصادية عند جميع شعوب المنطقة. نعتقد أن هذه هي فرصة هائلة لتحقيق تعاون إقليمي بين مصر وإسرائيل والدول الأخرى”.
وتابع نتنياهو بالقول: “نحن نشكل مركزا إقليميا للطاقة. معا نستطيع توفير ليس احتياجاتنا فحسب وإنما احتياجات دول كثيرة أخرى أيضا. فبهذه الروح من الصداقة والتعاون والسلام والازدهار أرحب بكم في إسرائيل. أهلا وسهلا بكم”، وفقا لبيان منشور على صفحة نتنياهو في فيسبوك.
من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز إن “زيارة صديقي الوزير طارق الملا تحمل في طياتها أهمية تاريخية لأن تشكيل منتدى الغاز الإقليمي وتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر يمثلان أكثر تعاون اقتصادي أهميةً بين مصر وإسرائيل منذ التوقيع على اتفاقية السلام قبل حوالي 40 عاما”.
وتأتي زيارة وزير البترول المصري إلى إسرائيل لبحث التعاون بين دول “منتدى غاز شرق المتوسط”، والذي يضم مصر وإسرائيل واليونان وقبرص وإيطاليا والأردن والأراضي الفلسطينية.
تقرير استخباري”إسرائيلي” تشكيك بإجراء الانتخابات الفلسطينية..
قال موقع “واللا”العبري اليوم الأحد ، إن موافقة عباس لإجراء الإنتخابات، محاولة لتخفيف الضغط عن كبار المسؤولين الفلسطينيين، الذين يريدون تحسين وضعهم في السباق المستقبلي بعد رحيل عباس،
أن فرص وفاء أبو مازن بالتزاماته بإجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية تكاد تكون معدومة.
إن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تشكك في احتمالية إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية، المزمع إجراؤها في أيار القادم.
وبين ، “إن تقديرات المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، تشير إلى أن قرار عباس بإجراء الانتخابات كان استعراضا، من جانب عباس”.وأوضح الموقع أن المؤسسة الأمنية أبدت شكوكاً كبيرة، فيما إذا كان عباس سيفي بالتزامه بانتخابات المجلس التشريعي، على خلفية الاستطلاعات والتفسيرات والخوف من خسارة “فتح” أمام “حماس”.
ورأت أن هذه محاولة لتخفيف الضغط عن كبار المسؤولين الفلسطينيين، الذين يريدون تحسين وضعهم في السباق المستقبلي بعد رحيل عباس .
وزعم الموقع أن الشارع الفلسطيني ليس مهتمًا حقًا بالانتخابات، وهو مشغول تمامًا بأمور الحياة اليومية ويقدر السؤولون الأمنيون، أن الإعلان عن انتخابات السلطة الفلسطينية هو خطوة تمثل غمزًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث يرى أبو مازن أنه بهذه الطريقة سيكون قادرًا على تمهيد قناة حوار مع البيت الأبيض، بعد سنوات من الجمود مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، وحتى الشروع في عملية سياسية مع “إسرائيل” من خلال وساطة أمريكية.
كما تقدر المصادر الأمنية، أنه على الرغم من أن أبو مازن غير مهتم بالانتخابات الرئاسية ولا تزال انتخابات المجلس التشريعي موضع شك، إلا أنه يرى في العملية خطوة ستساعده على إعادة جمع الأموال من الدول الغربية والعربية، وإعادة التمويل للمشاريع، والبنية التحتية التي توقفت خلال عهد ترمب.
كما يقدر الجيش الإسرائيلي أن فرص وفاء أبو مازن بالتزاماته بإجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية تكاد تكون معدومة، فهو يعرف كيف يلعب اللعبة، وفي لحظة يمكنه أن يستدير ويجد العذر للنزول من الشجرة والقول “إن الانتخابات لن تتم”.
وذكر الموقع أن سماح “تل ابيب” لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ بزيارة القيادي مروان البرغوثي، المسجون في السجون الإسرائيلية تشير إلى أن الجانب الإسرائيلي له مصلحة في إقناع البرغوثي بالعودة عن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة، خاصة في ظل التخوف من أن يؤدي خوضه الانتخابات ضد أبو مازن إلى انقسام واسع في حركة فتح، “وهو وضع قد تستغله حماس، التي تريد أيضًا السيطرة السياسية على الضفة الغربية”.
وحسب مصادر رفيعة بالجيش، فإن البرغوثي رفض طلب أبو مازن للتنازل عن ترشيح نفسه، و”هذا يقود الجميع للتقدير بأنه سيتم إلغاء الانتخابات بأعذار متنوعة”.
وينقل ضباط في الجيش عن توقعات كبار قادة السلطة من نتائج الانتخابات، وأنها إذا لم تكن لصالحهم، فإن ذلك قد يؤدي إلى حالة فوضى ومحاولات للمساس بالسلطة، وتنفيذ عمليات ضد المستوطنين،
وأشار الموقع إلى أن التاريخ المحدد لاجتماع الفصائل وهو 21 آذار القادم، وسوف يتقرر خلاله هل ستستمر الأمور كما هو مخطط لها، أم أنه سيتم تفجير المباحثات ويتم إلغاء الانتخابات، وبعدها سيكون من المهم رؤية موقف إسرائيل، وهل ستوافق على السماح بعقد هذه الانتخابات، التي سوف تسمح لحماس بالدخول إلى الضفة الغربية من الباب الخلفي بطريقة تعزز قوتها.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أصدر، مرسومًا رئاسيًّا حدد فيه مواعيد إجراء الانتخابات التشريعية على أن يتم استكمال انتخابات المجلس الوطني…
جبهة النضال الشعبي تهنئ الجبهة الديمقراطية بمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 52
بعث الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، خالد عبد المجيد، برسالة تهنئة للرفيق نايف حواتمه الأمين العام وللرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ52 ،
وجاء في الرسالة “تقبلوا خالص التهاني باسمي وباسم رفاقي في المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة ذكرى الإنطلاقة ال 52، متمنيا لكم مزيداً من التقدم والمنعة على طريق تحقيق كامل أهداف شعبنا في التحرير والعودة “.
وقال عبد المجيد “إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نسجل ونثمن الدور التقدمي الذي اضطلعت به الجبهة الديمقراطية خلال العقود السابقة، والتضحيات الجسام التي قدمتها في مسيرة النضال الطويلة من الشهداء والأسرى والجرحى في مواجهة الاحتلال الصهيوني وأعداء شعبنا وثورتنا.
وأضاف “كان ولا زال للجبهة الديمقراطية دورا هاما في مسيرة النضال الفلسطينية، وكلنت مواقفها السياسية متميزة بالرغم من أنها قد تكون أثارت جدلا في الأوضاع الفلسطينية، ولكننا نحترم وضوح طروحاتها على عدة أصعدة، ونتطلع اليوم لدور أكثر فاعلية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، حيث تتكالب المؤامرات للنيل من حقوق شعبنا”.
وأكد “إننا نعتبر دوركم أساسي وجوهري في الحوارات الجارية لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بعد إعادة بناء مؤسساتها وعلى أسس وطنية على قاعدة برنامج سياسي واضح يستند لنهج المقاومة، بعيداً عن اتفاقات أوسلو ونهج المفاوضات العبثية والمراهنات الخاسرة، والأوهام والسياسات التي أقدمت عليها القيادة المتنفذة في المنظمة والسلطة.
وختم ابد المجيد قائلا “مرة أخرى تقبلوا أطيب التهاني والتحيات النضالية والتقدير لكم ولكل رفاقنا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وسنبقى جنباً إلى جنب ومع كل الفصائل الوطنية الملتزمة بحقوق شعبنا وفي مقدمتها حق المقاومة من أجل التحرير والعودة وتقرير المصير.
دمشق21.2.2021 المكتب الصحفي

مصادر لـ”قدس برس”: البدء بتسليم موافقات العودة لمخيم اليرموك
دمشق (محمد صفية)- خدمة قدس برس
السبت 20 فبراير 2021 –
أكدت عائلات فلسطينية مهجرة في سورية، تسلمها “موافقات” للعودة إلى منازلهم، في مخيم اليرموك (جنوبي دمشق).
وفي الوقت ذاته، أوضحت مصادر لـ”قدس برس”، أن موافقات جديدة ستمنح، غدا الأحد، للعائلات التي تقدمت بطلبات للعودة إلى المخيم.
وأشارت ذات المصادر إلى أن على العائلات التي تقدمت بطلبات العودة في منطقة باب الجابية، إعادة تقديم طلب بديل عند حاجز شارع الثلاثين.
وأعلنت محافظة دمشق، عدة مرات، عن قرار بإعادة أهالي المخيم من اللاجئين الفلسطينيين إلى منازلهم، ووضعت 3 شروط لعودة الأهالي؛ هي: “أن يكون البناء سليماً”، و”إثبات المالك ملكية المنزل العائد إليه”، و”حصول المالكين على الموافقات اللازمة للعودة إلى منازلهم”.
وفي ذات السياق، كشفت عائلات خرجت من المخيم، حصولها على موافقات العودة، بالإضافة إلى حصول أصحاب البيوت المتضررة على موافقات لإجراء عمليات ترميم للمنازل.
وأشار اللاجئ الفلسطيني، هيثم يانس، إلى أنه بدأ فعلا بتنظيف بيته في شارع العروبة، بعد حصوله على موافقة العودة لمنزله، الكائن في حي التقدم، وكذلك اللاجئ الفلسطيني، رياض السهلي، الذي حصل على موافقة العودة وترميم منزله في شارع الجاعونة، وفق حديثهما لـ”قدس برس”.
أما اللاجئة الفلسطينية، “فاتن شحرور، فرغم حصولها على الموافقة، “إلا أنها تنتظر أن يعود جيرانها للسكن في حارتها، حتى تعود وتبدأ بإصلاح بيتها، فهي لا تجرؤ على السكن وحدها في الحي”.
من جانبها، قالت اللاجئة الفلسطينية، أم محمد أويس، إنها قدمت أوراق طلب العودة لحاجز الثلاثين (ملكية للبيت وصورة عنه، وصورة عن هوية صاحب البيت، وبيان عائلي)، وفيما بعد دخلت للمخيم رفقة مهندس للكشف عن حالة المنزل، إن كان صالحا للسكن أم لا، وتضيف، “مازلنا بانتظار الموافقة”.
وأكدت أنها شاهدت أثناء “زيارة الكشف”، ورشات الترميم والإصلاح التي يقوم بها بعض الأهالي، بعد حصولهم على موافقات العودة وتصاريح الترميم.
هل هناك توجه رسمي بإعادة إعمار المخيم؟
رغم إعلان بعض العائلات عن حصولها على موافقات العودة، إلا أن الغالبية ما تزال تنتظر، إذ إن هناك عائلات لم يصلها الرد منذ 9 أشهر.
وعلق علاء فوزي، وهو من سكان مخيم اليرموك، أن بدء بعض العائلات ترميم منازلها، يندرج ضمن إطار المبادرات الأهلية الشعبية، برعاية إشرافية فقط من قبل الجهات المعنية، مستبعدا، وجود مشروع إعادة إعمار منظم بالكامل لمخيم اليرموك.
وأضاف: “معظم الذين قبلوا بالعودة في هذه الظروف والحلول، هم من المتضررين جدا، من ناحية الحالة المعيشية خارج المخيم، والذين أرهقتهم إيجارات المنازل”.
وأردف: “من الممكن أن أرمم بيتي، لكن ليس بمقدوري تأمين الكهرباء والماء والطرقات المعبدة والمواصلات ومحلات الخضار والبقالة، وخلافه من متطلبات الحياة الطبيعية”.
وأكد أنه لن يكون بوسع الجميع إعادة الترميم والإعمار بمجهود ومؤهلات فردية، وأن كثيرين لن يعودوا إلى المخيم، بعد ماض حافل بالمعاناة والخلافات، وأن آخرين أصبحوا خارج القطر، ومنهم من استقر في مناطق اخرى داخل البلاد.
لجان تطوعية لجمع التبرعات وسط تخوفات!
وكشفت مصادر خاصة لـ”قدس برس”، عن وجود مساع تقوم بها جهات نافذة، لتشكيل لجان تطوعية لجمع التبرعات من داخل وخارج البلاد، بحجة إعادة إعمار المخيم.
وأوضحت أن المصادر، أن هذه “الجهات تدفع بقوة بهذا الاتجاه، وتعمل على إلزام جميع الفصائل الفلسطينية بالانضمام لهذه اللجان تحت إدارتها”.
وحذرت المصادر من “أن طريقة تعاطي هذه الجهات مع هذا المقترح تشي بنية مبيتة لجمع التبرعات والاستيلاء عليها”.
وأضافت المصادر، أن مقترح تشكيل هذه اللجان تم مناقشته في السفارة الفلسطينية، بحضور الفصائل في وقت سابق، وحينها رفضه البعض، بعد “أن تبين لهم أن الغاية من هذه اللجان هو السيطرة على التبرعات”.
ويعدّ “اليرموك” من أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، ويقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب مركز العاصمة دمشق، وهو رمز لـ”حق العودة”، غير أنه تعرض للتدمير؛ ما أدى إلى تهجير أبنائه كافة، باستثناء عدد محدود.
وتقدر مساحة المخيم بنحو كيلومترين مربعين، ويكتسب أهمية إستراتيجية من خلال موقعه الجغرافي، حيث يحده شمالا حيَّا الميدان والشاغور، ومن الشرق يشرف على امتداده حي التضامن، ومن الجنوب الحجر الأسود، وحي القدم غربا.