حارس القدس …من دمشق هنا القدس
د.بسام رجا
في زمن مطاردة الفلسطيني ونفيه . في زمن تتهم فيه إن رفعت اسم فلسطين والقدس.
زمن أنظمة التسابق نحو امريكا للتشارك في مذبحة “صفقة القرن”.
زمن الحراب والرقص بالسيوف مع تجار النفط والحرب على من يقف إلى جانب فلسطين .
زمن خلع فلسطين من الأبجدية العربية وحصار أهلها.
زمن تحلل الإعلام العربي وفضائياته من قضية فلسطين الا من بوابة الاخبار السريعة وعداد الشهداء.
لم تعد قضية فلسطين وقدسها القضية المركزية لكثير من النظام الرسمي العربي.
لكن هنا العلامة الفارقة بتصدي المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي في سوريا إلى إنتاج مسلسل حارس القدس عن سيرة حياة المطران المناضل هيلاريون كبوجي من تأليف الكاتب حسن .م.يوسف وإخراج المبدع باسل الخطيب وبطولة الفنان رشيد عساف -صباح جزائري-أمل عرفة وأسماء كثيرة لها كل التقدير.
حارس القدس ومن سوريا الانتصار جاء الرد ..جاء الرد أن فلسطين قضية سوريا ولن تنتزعوها من قلوب السوريين وثقافة المقاومة.
مسلسل حارس القدس الذي يبث ع الفضائيات الوطنية السورية وقناة الميادين.للأسف غاب عن شاشة فلسطين الرسمية التي تبرز في لوغو القناة قبة الصخرة المشرفة.
غاب حارس القدس عن شاشة فلسطين الفضائية التي كان من المفروض أنها شاركت في دعم المسلسل وهي تملك ميزانيات ضخمة. ….أن تشارك بالتمويل وليس مجرد شرائه وعرضه وهو ما لم يحصل .
معادلة غير قابلة للفهم وعصية على أن تتقبلها.
كيف لا يعرض حارس القدس على قناة تقول إنها ملك الشعب الفلسطيني…وتنافح وفق التصريحات عن القدس في برامجها.
هل حارس القدس الذي قدم روحه وكل ما يملك لأجل فلسطين لا يستحق أن يعرض على شاشة فضائية فلسطين.!!!!!!! .وكيف يمكن لي كإعلامي أن اشرح لمن لا يعرف تفاصيل المشهد الفلسطيني والتباينات السياسية أن فلسطين وحارسها كانا مغيبين.
أين تبخرت شعارات القدس خط أحمر وهي /سلوجنات/ دائمة على شاشة تلفزيون فلسطين.???
.المطران المناضل الكبير كبوجي الذي دعم المقاومة بالسلاح واعتقل لأربع سنوات بعد أن وجهت إليه عشرات التهم بدعمه ” الإرهاب” قال عنها إنها شرف له.
حارس القدس المناضل كبوجي شرف لقناة فلسطين إن قامت بعرضه.
حارس القدس لا يستجدي أحدا كي يعرض على شاشاته فهو سفر من تاريخ المقاومة يمدنا بإرادة الحياة.
حارس القدس أنتج في ظروف صعبة وجهود مضنية واستثنائية وفي خضم ظروف مالية صعبة …لكن النتيجة وضعتنا أمام عمل كبير واستثنائي يعيد الق القضية الفلسطينية ويفتح بوابة الذكرى للرجال الرجال الذين قدموا الروح لأجل فلسطين.
لا عذرا ولا تبريرات واهية لقناة فلسطين …ما يحتاج إلى توضيح و يخبرنا بالحقيقة دون مواربة .
حارس القدس هو حارس أحلامنا .
من دمشق جاء الجواب أن فلسطين هي قضيتنا.. هي دمشق وحلب ……هي التكامل الوطني والثقافي والنضالي.
أن يغيب حارس القدس عن شاشة فلسطين يدعو الى الغرابة …انها القدس.
أم أن هناك وراء الاكمة ما وراءها.
من دمشق هنا القدس.
من سوريا الإنتصار هنا القدس وحارسها.
لوزارة الإعلام ممثلة بوزيرها الأستاذ عماد سارة الذي أشرف على العمل كل الاحترام.
للمخرج الكبير و المتفرد باسل الخطيب كل التقدير .. والأستاذ الكاتب المبدع أ.حسن .م .يوسف المحبة والتقدير .
وفناننا القدير ا.رشيد عساف وكل طاقم العمل أنتم عيون القلب.
مساؤكم بلا غزاة
*كاتب وإعلامي فلسطيني
حرمون
موقع يكشف تفاصيل مخطط اللواء ماجد فرج وحسين الشيخ للإطاحة بمحمد اشتية
كشف موقع “فلسطين الآن”، اليوم الثلاثاء، عن مخطط لقائد جهاز المخابرات ماجد فرج والقيادي البارز في حركة “فتح” حسين الشيخ للإطاحة برئيس الحكومة محمد اشتية.
ونقل الموقع عن مسئول أمني كبير في جهاز المخابرات أن “أزمة كورونا قد بينت الكثير من التناقضات داخل الجناح المسيطر على القرار في قيادة السلطة، فهؤلاء ليس لهم صاحب وليس لهم عهد، وأجندتهم إسرائيلية أمريكية بحتة، وأنا أقصد تحديدا اللواء ماجد فرج الذي يعمل بإرادة أمريكية إسرائيلية ومعه نجم بيت إيل المدعو حسين الشيخ”.
وأضاف الضابط، “أن العلاقة بين كل من اللواء ماجد فرج وحسين الشيخ من جهة دخلت في حالة من الكسر والندية الكبيرة مع رئيس الحكومة الدكتور محمد اشتيه من جهة أخرى، لأنه رفض أن يعمل بتعليماتهم أو أن يكون أداة دون إرادة أو زوج محلل لتنفيذ أجندتهم الإسرائيلية لترتيب معركة الخلافة من الآن على حساب حركة فتح الأصيلة”.
وأشار “لقد دعموا في البداية الأخ محمد اشتيه ولكنهم لم يتوقفوا ليوم واحد عن التدخل والعبث في شئون الحكومة وتسييرها حسب أجندتهم المشبوهة حتى قبل تشكيلها وإحراج رئيس الحكومة وكأنه صبيا عندهم”.
أجندة لإزاحة اشتية
“من المهم أن تعرف الناس وتحديدا أبناء حركة فتح أن اللواء ماجد فرج والمدعو حسين الشيخ يعملون لتنفيذ أجندة تصل في نهاية المطاف إلى إزاحة الأخ محمد اشتيه عن منصب رئيس الحكومة واستبدال الحكومة بعد انتهاء أزمة كورونا أو حالة الطوارئ المعلنة، لأن الحكومة هذه حاولت التصرف بمسئولية بعيدا عن رغبات المنسق وأزلامه من ماجد لحسين وغيرهم”. يقول المصدر الأمني الكبير.
وتابع: لقد استغلوا مؤخرا اتصال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالأخ محمد اشتيه للتباحث حول أزمة كورونا من أجل افتعال أزمة داخلية وتحريض الأخ الرئيس محمود عباس على الدكتور اشتيه وقالوا له أن يتصرف كبديل ووريث في ظل وجودك في العزل الصحي الاختياري للوقاية من الفيروس، ونجحوا جزئيا في مساعيهم حتى أصدروا قرار تمديد الطوارئ لشهر واحد بدلا من ثلاثة أشهر كما كان متوقع خوفا من أن تصب طول المدة في مصلحة زيادة نفوذ رئيس الحكومة، علما أن مسألة فرض الطوارئ كانت مطروحة من حسين وماجد قبل خمسة أشهر وقبل قصة كورونا لظروف معينة وهو ما سنكشفه كما سنكشف قصة شحنات الأسلحة لاحقا للجميع وليحدث ما يحدث” يضيف الضابط الكبير في جهاز المخابرات العامة”.
وأوضح أن “العلاقة كان من المفترض أن تكون جيدة بين جميع الأطراف حتى تصور البعض أن اللواء فرج وحسين الشيخ حلفاء للأخ اشتيه ولكن الموضوع ليس كذلك وله خلفيات سنشرحها بالتفصيل كي يستوعبها الناس”.
وبين “لقد كان رئيس الحكومة السابق رامي الحمدالله في البداية أداة بيد اللواء ماجد فرج وحسين الشيخ في تنفيذ عدة أجندات وأهمها تشديد الحصار على غزة والقيام بقطع وخصم رواتب الموظفين في القطاع، ولكن الذي لا يعرفه الناس أن رامي الحمدالله يعمل عند نفس المعلمين الإسرائيليين الذين يعمل عندهم ماجد وحسين، بل ان الحمدالله تفوق عليهم بنفوذه عند الإسرائيليين، وهو ما استشعروه في النهاية فخافوا على أنفسهم وهم من احبطوا بالمناسبة تعيينه عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل عامين”.
وأضاف “مشكلتهم مع رامي الحمدالله هو حجم علاقته مع الإسرائيليين والأمريكان وتسويق نفسه كبديل محتمل لفعل كل ما يطلبه الإسرائيليين، وما زاد الطين بلة هو دخول رامي على خط الجباية بالحرام في تحصيل نسب من فساد المعابر وتحديدا في سلع البترول والغاز والأدوية ومواد البناء واللحوم والأهم الدخان والتبغ فصار الحمدالله ينافسهم في الجباية”.
ويكمل “ولكن الخطورة كانت في ظهور تأثير الحمدالله على الإسرائيليين عندما وافقوا على إنشاء منطقة صناعية اقترحها الحمدالله في منطقة موديعين وهي ضمن الأراضي التي يسيطر عليها الاستيطان، بالإضافة إلى سعي الحمدالله لتغيير الشركات التي تتعامل معها السلطة لتوريد البترول والغاز وهي قديمة، بما يعني وقعوها تحت سيطرته وإنهاء التقاسم بالكوتة السابقة بين الأوادم المحترمين”.
ويقول الضابط الكبير في جهاز المخابرات العامة لـ”فلسطين الآن” “هنا بدأت المشكلة وصار من اللازم بالنسبة لماجد وحسين تغيير الحمدالله الذي ازدادت قوته حتى قام بحبس رئيس نقابة الموظفين العموميين والسيطرة على الإعلام والتدخل في الأمن”.
“هم خافوا من أن تكون للحمدالله في المستقبل الأفضلية عند الإسرائيليين أو أن تختاره بيت إيل لكون مختار عليهم، ولسوء حظ رامي الحمدالله أنه لا يملك شرعية وطنية كأن يكون ابن تنظيم مثل فتح أو غيره، أما سوء حظه الثاني فهو أنه أخطأ في التقديرات التي ضاعف بها قوته دون الأخذ بعين الاعتبار خوف الآخرين منه وارتباطاتهم، علما أنه كان يتظاهر بعلاقة جيدة مع ماجد فرج وحسين الشيخ وكان موضوع غزة هو الأسهل له لمسايرتهم في ما يريدونه، وسوء حظه الثالث أن الانقسام مع حماس سهل لماجد وحسين إقناع الرئيس لضرورة تغيير الحكومة بحكومة فتحاوية بغرض التصدي ظاهريا لحماس وهو ما جرى بالضبط، ولكنهم كانوا يريدون حكومة في يدهم لا ينافسهم أحد على مكانتهم من خلالها عند الإسرائيليين”.
كواليس تشكيل الحكومة
ويكشف الضابط الكبير كواليس تشكيل الحكومة “لقد تصور اللواء ماجد وصاحبه حسين أن الدكتور أبو إبراهيم سيكون أداة لهم للسيطرة على فتح وترتيب معركة الخلافة ولكنهم أرادوا ضمان ابتزازه فقام اللواء ماجد بترتيب عملية سطو على منزل الأخ الدكتور اشتيه قبل تشكيل الحكومة وسرقة الخزنة الخاصة بالوثائق وهي فيها أسرار عمل الدكتور اشتيه في بكدار ومؤسسات السلطة ومالية فتح وهذا يدينهم قبل أي أحد ومعروف أن لكل عمل أسرار ونتحداهم تسريب ما لديهم”.
“ثم حاولوا فرض محمود الهباش ليكون وزير الأوقاف ولكن اشتيه رفض وساندته فتح في هذه الرفض فقايضه ماجد وحسين بوزارة الداخلية مقابل الهباش في وزارة الأوقاف ولكنه رفض وفعلا خرجت الحكومة دون وزير أوقاف أو داخلية وهو ما فاد بالمناسبة اشتيه لاحقا وجعل له نفوذ مباشر على بعض الأجهزة الأمنية كوزير داخلية” يفصل المصدر في تفاصيل عدم تسمية وزيرين للأوقاف والداخلية في الحكومة.
ويصف الضابط في جهاز المخابرات العامة “إن اللواء ماجد فرج سيكون آخر من يرفع علم إسرائيل ويدافع عنها لو تعرضت لخطر استراتيجي، قد بدأ مع المشبوه الوطني حسين الشيخ في وضع عراقيل في وجه الحكومة، علما أن حسين الشيخ هو من فرض وزيرة الصحة مي الكيلة لضعفها كي يستمر في نهب مقدرات الوزارة من خلال أزلامه في الوزارة وخصوصا في مجال التوريدات والتحويلات الطبية فوزارة الصحة هي بئر نفط السلطة الحقيقي وهذه قصة سنتحدث فيها فيما بعد”.
“أنا لا أقول كل شيء حتى الآن، علما أن بعض الزملاء والأخوة الأبطال في المجموعة طلبت فضح كل شيء ولكن لكل وقت أذان، وسوف نحكي عن قصص يستمتع فيها الأوادم ماجد فرج وحسين الشيخ طوال النهار مع الليل لدرجة أنهم لن يناموا أبدا” في إشارة تحمل تهديد بنشر المزيد من فضائح اللواء ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ.
وقال” هم يخافون من اشتيه لأنه يملك شرعية القيادة المستمدة من حركة فتح بعكس الحمدالله ولديه تحالفات قوية في الحركة، ولأنه أذكى منهم وأعلى تعليما وهم يعرفون ذلك ولأنه له علاقات مميزة من العرب والأوروبيين والأمريكان في إطار رسمي معروف، وهو يتصرف كرجل دولة وهذا جعلهم ينقلبون عليهم لأنه بدأ في ممارسة مهامه باستقلالية كرئيس حكومة وفقا للمرسوم الرئاسي بالتكليف له أصلا”.
محاولات اشتية للتخفيف عن غزة
وأضاف “للعلم أن الأخ محمد اشتيه حاول عدة مرات تخفيف العقوبات عن قطاع غزة وتوحيد الرواتب ولكن ماجد وحسين اتهموه أنه يريد شراء شرعية مستقبلية له من حركة حماس واستفادوا من تسهيل حماس لعمل الحكومة في غزة للهجوم عليه في جلسات خاصة وتحريض الرئيس عليه واتهامه أنه لديه اتفاق غير معلن مع حماس، وهم حتى الآن يعرقلون خطته لإنهاء الانقسام التي تقوم على الممارسة الإجرائية من خلال فرض عمل الحكومة على الأرض، وصولا إلى فرض المصالحة نفسها على حركة حماس أو خلق أساسات حقيقية لها، وتعمدوا إحراجه ليظهر أن الكلمة الأساس لهم وليس له ولكن الناس يجب أن تعرف الحقيقة”.
“هناك موضوع مهم جدا وهو أن وزير المالية يعمل لصالح ماجد وحسين وكما أحرجوا رئيس الحكومة في قصة استيراد العجول للحفاظ على مصالحهم وعمولاتهم الخاصة أرادوا لعب لعبة أخرى معه من خلال تجاوزه وإرسال حسين الشيخ إلى موسكو للقاء الروس للحديث في موضوع مختلف جدا عن المصالحة قبل زيارة هنية لروسيا تلك الفترة، لأن القصة كانت لها علاقة بجس نبض الروس لابرام صفقات لها علاقة بالتنقيب عن النفط والغاز في شواطئ غزة وهذه قصة نكتفي منها بالعنوان الآن ولكننا سنفضح كل التفاصيل حينما يحين الوقت، ونبشرهم أن الموضوع بطريقتكم مش راح يمشي لأننا وبحكم خبرتنا الأمنية واطلاعنا كان لدينا المعلومة وسبقناكم كثيرا وسوف يعرفون كيف مستقبلا” يفجر الضابط قنبلة كبيرة بخصوص خطط اللواء ماجد فرج والوزير حسين الشيخ للتصرف والسيطرة على حقول النفط والغاز قبالة شواطئ قطاع غزة.
ويضيف المسئول الأمني الكبير في جهاز المخابرات العامة “جاءت قصة كورونا لتخدم بعض الأطراف ولكن النكتة السامجة أن اللواء ماجد فرج وحسين الشيخ أظهروا أنفسهم كأبطال وحدهم يقودون معركة التصدي لفيروس كورونا، وبالتالي تصبح إنجازاتهم خلال شهور قليلة، إسقاط صفقة القرن والقضاء على فيروس كورونا وتعيين سفيرات في إيطاليا وجنوب افريقيا والتصدي لمشروع إسرائيل في قرصنة أموال المقاصة أو ضم غور الأردن ومستوطنات الضفة كما تبين تغريدات حسين الشيخ على الفيسبوك وتويتر التي يكتبها من بيت إيل على ويأخذ الموافقات الازمة عليها من إسرائيل ليظهر كبطل في الشارع” كما يرى المسئول الأمني الكبير.
وأوضح الضابط في جهاز المخابرات العامة “أن البعض الساذج سيقول أننا ندافع عن الدكتور محمد اشتيه كي نورطه وكأنه يقف خلف مجموعتنا وهذا كلام غير واقعي، أو أننا نتبع له فعليا كما اتهمونا أنا نتبع جهات أخرى من كل مكان في الدنيا، ولكن الحقيقة أننا أبناء السلطة المؤسسين ونحن من سيعلن انتهاء أدوار جواسيس إسرائيل خلال فترة لن تطول كثيرا، كما أننا مع أي شخص أو جهة يمكن أن تقف في وجه هذه الذئاب المنفلتة ويضع لها الحد ويكسر هيبتها أمام كافة أبناء جهازنا العريق حتى استرداده ومحاسبة قيادته العميلة الطارئة، والحساب راح مفتوح وراح يجمع” كما يلوح المصدر الأمني بما هو أعظم.
المصدر : فلسطين الآن
حسن لافي
واجه رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، 3 لوائح اتهام في قضايا فساد، مع تحديد موعد لمحاكمته، واستطاع ائتلاف حزب “أبيض أزرق”، بقيادة ثلة من أهم السياسيين والعسكر ورجال الأمن في “إسرائيل”، طرح نفسه بديلاً منه، كما خاض عمليتين انتخابيتين فشل فيهما في تجنيد 61 عضواً في الكنيست ليشكّل حكومة.
وفي الانتخابات الأخيرة، توحَّدت كل الجبهات السياسية المعادية له، بما فيها “القائمة المشتركة”، ومنحت التفويض لزعيم حزب “أبيض أزرق”، بيني غانتس، لدى رئيس الدولة روفين ريفلين لتشكيل الحكومة.
وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن زمنه انتهى، حقق العودة، ليتسيّد المشهد السياسي الإسرائيلي من جديد، إذ بات يتحكّم بخيوط اللعبة السياسية، بعد أن انتزع من خصمه غانتس تقريباً كل أوراق القوة التي كانت بحوزته.
ويبقى السؤال الأهم: كيف نفَّذ خديعته الكبرى ضد غانتس؟!
استغلَّ نتنياهو تفويض “القائمة المشتركة” لغانتس أمام رئيس الدولة بالتحريض إعلامياً على حزب “أبيض أزرق” وعلى غانتس شخصياً، وخصوصاً التشكيك بصهيونية الحزب، ما حوَّل تهديد الأخير بتشكيل حكومة أقلية، بدعم من “القائمة المشتركة”، إلى فرصة له لصناعة شرخ حقيقي بين جبهة أعدائه، وخصوصاً داخل حزب “أبيض أزرق”.
ولم يكتفِ بذلك، بل استخدم كورونا في الضغط على غانتس للذهاب إلى حكومة وحدة صهيونية لمواجهة الوباء، وأشعره بأنه موافق على شروطه كاملة لتشكيل تلك الحكومة، وأن اعتراض كل من يائير لبيد وبوغي يعلون على تلك الحكومة، وهم شركاؤه في الحزب، ينبع من خلافات شخصية مع نتنياهو، وأن الآوان آن لتجند كل القوى في مواجهة وباء الكورونا.
وهنا سقط غانتس في الفخ، إذ وافق على تشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو على حساب تفتيت حزب “أبيض أزرق”، وخسارة حلفائه، والأهم فقدان ثقة ناخبيه الذين انتخبوه ليمثل بديلاً من نتنياهو، وليس شريكاً له في الحكومة، لكن جوهر الخديعة أن غانتس خسر كل ذلك مقابل وعود بتشكيل حكومة وحدة سرعان ما تراجع عنها نتنياهو، بعد أن أدرك أنه نجح في تشتيت جبهة أعدائه، وبات من السهل اختراقها، من خلال انتقال بعض أعضائها إلى الجبهة المؤيدة له، كما فعلت أوري ليفي أبو كسيس.
يدرك نتنياهو كسياسي مخضرم أنّ المكاسب السياسية مرتبطة بأوراق القوة التي يمتلكها اللاعبون، فما كان يمكن أن يحصل عليه غانتس سابقاً، لن يمنحه نتنياهو إياه الآن، ففي السابق كان مضطراً إلى الموافقة على شروطه لانعدام الخيارات لديه، لكن بعد الخديعة الكبرى، باتت الخيارات متعددة أمامه:
أولاً، فرْض شروط جديدة على غانتس ما كان سيقبل بها سابقاً لتحسين موقف نتنياهو في حكومة الوحدة، رغم إدراكنا أن لا مصلحة للأخير في أن يتولى غانتس رئاسة الوزراء، ولو ليوم واحد، كي يقتل آخر محاولة لإيجاد بديل منه في المشهد السياسي الصهيوني.
ثانياً، أن يحاول نتنياهو الاستفادة من حالة التشتت داخل جبهة أعدائه، ويقنع البعض بتشكيل حكومة يمينية بقيادته وحده، وهو احتمال أكثر سهولة مما سبق، بعد تفكك كتلة حزب “أبيض أزرق”، وانفراط عقد ائتلاف حزب “العمل – جيشر – ميرتس”.
ثالثاً، الذهاب إلى انتخابات رابعة في نهاية العام. وتشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية نتنياهو تشكيل حكومة يمينية من دون الحاجة إلى أفيغدور ليبرمان؛ العقدة الرئيسية أمام تشكيله حكومة يمينية تامة في الانتخابات الثلاث السابقة.
سلوك نتنياهو داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، ومتابعة إدارته لصراعه مع خصومه السياسيين، وآلية تعاطيه مع الأزمات السياسية التي عصفت به، وما تزال، ينطبق عليها مصطلح “الريمونتادا” الذي يستخدمه المعلقون على مباريات كرة القدم، في حال كان الفريق متأخراً بالنتيجة، لكنه يرجع ويتعافى، فيقلب نتيجة الخسارة إلى فوز.
“هيئة شؤون الأسرى والمحررين” تقول إن المهندس محمد خليل الحلبي يعاني من آلام شديدة في الرأس نتيجة التحقيق العنيف الذي مورس بحقه من قبل المحققين الإسرائيليين، وتحمّل إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم السبت، بأن الأسير المهندس محمد خليل الحلبي (42 عاماً) ، محتجز في معتقل “ريمون” الإسرائيلي، بوضع صحي سيء.
وأوضحت الهيئة، في بيان صحفي، وفقا لإفادات محاميه الخاص وذوي الأسير، أن الأسير الحلبي يعاني من آلام شديدة في الرأس نتيجة التحقيق العنيف الذي مورس بحقه من قبل المحققين الإسرائيليين، ما أفقده القدرة على السمع، وقد يؤثر على البصر نتيجة إهمال علاجه المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون، التي ما زالت تماطل بتحويله لتلقي العلاج اللازم لحالته الصحية السيئة.
ولفتت إلى أن الأسير الحلبي الذي كان يشغل قبل اعتقاله مدير م”مؤسسة الرؤية العالمية الأميركية World Vision” في قطاع غزة، عُرض 135 مرة على المحاكم منذ اعتقاله عام 2016، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجزه بحجة تحويل مبالغ مالية من المؤسسة لصالح فصائل فلسطينية، دون وجود أي دليل مادي أو ثبوت تهمة قانونية ضده.
وحمّلت الهيئة إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين، لا سيما المرضى منهم كحال الأسير الحلبي، خاصة في ظل الأوضاع الإستثنائية تزامناً مع تفشي وباء “كورنا” داخل إسرائيل، وطالبت بضرورة الافراج الفوري عنهم وبلا شروط.
يُذكر أن الأسير الحلبي معتقل منذ 15 حزيران/ يونيو عام 2016، دون أن تُصدر محكمة الاحتلال عليه حكماً أو وجود دليل على إدعائها حتى اللحظة.
الحرب الاستخبارية بين طهران وتل أبيب:”الشعبية”وسيطاً!*أصابع الاتهام وجهت إلى كوادرها، نتيجة التنيسق بين الشباك وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
*الأخبار اللبنانية*
الجمعة 10 نيسان 2020
غموضٌ أقرب إلى التضليل يكتنف الادعاءات الأخيرة لـ«جهاز الأمن العام الإسرائيلي» (الشاباك) القبضَ على متهم في فلسطين المحتلة بالتخابر مع إيران من دون الكشف عن هويته، في حين تعود «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إلى دائرة الاتهام بمسؤوليتها ووساطتها في هذا التجنيد، بل مرّر «الشاباك» اسم أحد كوادر «الشعبية» المعروفين في لبنان علناً في القضية. وأصدرت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام لمواطن لم تفصح إلا عن عمره (50 عاماً) وتاريخ اعتقاله (16 آذار/مارس الماضي)، اتهم بالتواصل مع «جهات تابعة للمخابرات الإيرانية» بوساطة عضو الجبهة في لبنان خالد يماني الذي ادعت أنه يعمل لطهران، وأنه التقى الجاسوس المفترض في الدنمارك وفرنسا خلال نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر 2018.
تفاصيل الاتهامات غريبة ولا سيما «تراسل المشتبه فيه مع يماني عبر فايسبوك ليبلغه أنه لم يستطع استخدام جهاز التشفير»، إذ تبدو ثغرات كثيرة في الادعاء المنقوص كما لو كانت آلية احترازية لتخويف متعاونين فعليين مع إيران، خاصة بعد القضية الأكبر والأبرز العام الماضي، وهي إدانة وزير الطاقة في حكومة إسحاق رابين، جونين سيجيف، بـ«التجسس لإيران» والحكم عليه بالسجن 11 عاماً. أما الزج باسم «الشعبية»، فبات متوقعاً، ولا سيما منذ الكشف عن تفاصيل «عملية بوبين» واعتقال المنفذين المنتمين إلى الجبهة، فلا يكاد يمر يوم إلا وأصابع الاتهام تتوجه إلى كوادرها، في تقارير أمنية مرفوعة عبر السلطة الفلسطينية أو «الشاباك» نفسه، وفق مصادر تحدثت إلى «الأخبار»، مشيرة إلى تواصل حملات الاعتقال والتضييق على المؤسسات التابعة لها وبنيتها التنظيمية في الضفة المحتلة، وحتى داخل السجون وخارجها.
منذ «عملية بوبين» واسم «الشعبية» يرد كثيراً في الاتهامات الإسرائيلية
تقول المصادر إن «قيادة الجبهة لا تعلق على ما يقوله العدو ولا ما تكتبه صحافته التي لا يمر يوم إلا وتشير فيه إلى الجبهة… هو يعرف أن الصراع بيننا لا يقال دائماً في وسائل الإعلام». كذلك، نفى يماني ما جاء في التقارير الإسرائيلية حول وساطته لتجنيد أشخاص لإيران، قائلاً لـ«الأخبار»: «هذا شرف لا أدعيه، لكنها ادعاءات زائفة. المؤسسة الصهيونية بعقيدتها الإجرامية تعتبر الفلسطيني متهماً دائماً، وما زلت منتمياً إلى حزب يؤمن بالكفاح المسلح، ولن يخيفنا العدو». بغض النظر عن الرواية الإسرائيلية والهدف منها، لا خلاف على أن هذه القضية وغيرها من القضايا المرتبطة بمحاولة اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية لمصلحة قوى المقاومة تثير تخوفات وحساسية عالية في إسرائيل، خاصة أن المقاومة حققت إنجازات على صعيد حرب الأدمغة، فضلاً عن أن هذا المسار يهدد جهود التطبيع مع دول الطوق والمنطقة.ه
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن فيروس كورونا أصاب العشرات من أفراد العائلة المالكة في السعودية، حسب معلومات حصلت عليها.
وأوردت الصحيفة أن الملك سلمان، وولي عهده، الأمير محمد، يعزلان نفسيهما في موقعين منفصلين على ساحل البحر الأحمر، خشية التقاط العدوى.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن أمير الرياض، فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، في المستشفى، حاليا، قيد العناية الفائقة، بعد 6 أسابيع من إعلان أول إصابة في المملكة.
وذكرت الصحيفة أن نحو 150 أميرا وأميرة من أفراد العائلة المالكة الممتدة، قد أصيبوا بالوباء، وأن الأطباء في مستشفى الملك فيصل الذي يُعالج فيه أفراد الأسرة الحاكمة، وُضعوا في حالة تأهب، و”طُلب منهم الاستعداد لاستقبال كبار الشخصيات”.
ووفقا لرسالة إليكترونية، أرسلتها إدارة المستشفى للعاملين فيه، قالت نيوريورك تايمز إنها اطلعت عليها، فإن “المشفى يعمل على تجهيز نحو 500 سرير، وطُلب من العاملين فيه إجلاء المرضى، في أسرع وقت ممكن، لإفساح المجال أمام علاج أفراد الأسرة الحاكمة”.
ويضيف التقرير أن إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي، في الرياض، قالت في الرسالة، التي وجهتها لكبار الأطباء، مساء الثلاثاء، “يجب أن نكون مستعدين لوصول شخصيات هامة من مختلف أنحاء المملكة.. لا نعرف عدد الحالات التي قد تصل إلينا لكن يجب رفع حالة التأهب، كما يجب نقل جميع مرضى الحالات المزمنة بأسرع وقت وعدم استقبال حالات جديدة إلا الحالات شديدة الحرج”.
أيمان الناطور:
مع حلول جائحة كورونا وبداية انتشار الوباء الذي طال جميع دول العالم مسببا مئات الالاف من الاصابات و الوفيات أخذت تدور الكثير من التساؤلات حول وضع السياسة والاقتصاد العالمي بعد أزمة كورونا ..
وبهذا الشأن تساءل آرون ميللر، من مؤسسة “كارنيغي إنداومنت للسلام الدولي”، الأسبوع الماضي، ” هل نشهد حدثًا سيعيد تشكيل العلاقات الدولية والعلاقات بين الدول؟”، خلال ندوة على الإنترنت.
وأشار إلى هشاشة الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، وتساءل “هل سيفتح هذا الموقف المهيمن، أو غياب موقف مهيمن، المجال أمام الفرص أم يكشف عن نقاط الضعف لمختلف البلدان في العالم؟”، في إشارة واضحة إلى الصين، المنافِسة المعلنة للولايات المتحدة للهيمنة على العالم خلال العقود القادمة.
في الواقع، فإن الإغراء قوي لتوقع إعادة تشكيل التوازنات الكبرى في اقتصاد عالمي مشكوك في أدائه. إذ تطرق العديد من الخبراء الذين استشارتهم وكالة “فرانس برس” حول العالم إلى شبح الانفجارات الاجتماعية. ففي حين تبنت بعض الدول الكبرى أدوات لتعويض الشركات ومساعدة العاطلين عن العمل والفئات الأكثر حرمانًا، فلن يكون لدى الدول الأخرى القدرة المالية لتفعل ذلك.
كما قال أستاذ القانون في جامعة جورجتاون في واشنطن، جوشوا غيلتزر، “إن احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية في البلدان التي ليس لديها شبكة أمان لأولئك الذين فقدوا وظائفهم، يبدو لي حقيقيًا تمامًا مع تداعيات محتملة على (أنظمة) الحكم وأبعد من ذلك”.
واعتمادا على مدى حجم هذه المشاكل، تقول عدة مصادر، إن الأنظمة السياسية يمكن أن تهتز، حتى وإن كانت بعض القوى، بما في ذلك روسيا، تنفخ على الجمر وتؤجج الوضع لمصلحتها.
و بخلاف هذه المصائر الوطنية التي لا يمكن التنبؤ بها، قد يجري التشكيك في سلسلة من المبادئ الرئيسية. لقد هيمنت عولمة التجارة على المناقشات منذ فترة ما بعد الحرب الباردة، ولكن بعد 12 عامًا من الأزمة المالية الآسيوية لعام 2008، التي هزت بالفعل النظام على نحو خطير، من المحتمل أن تتغير طريقة ممارسة الأعمال التجارية.
وقال مدير معهد تمبكتو في داكار، بكري سامبيه، لـ”فرانس برس” “إننا نشهد انعطافة استثنائية”، مشيراً إلى ضعف الإستراتيجيات الصحية الأوروبية والأميركية. ويضيف “نحن أمام نخبة عالمية نظّرت علينا عن الليبرالية والعولمة لفترة طويلة وكانت أول من أغلق حدوده”.
وسواء تعلق الأمر بالأقنعة أو النفط أو الغذاء، فإن الوباء يخلق نقصًا، وحالة من التبعية ويسهل تلقي مساعدات مسيَّسة بدرجة أو بأخرى.
تراجع أداء منظمة الصحة العالمية
وقال الباحث العلوم السياسية في جامعة أشوكا قرب نيودلهي، براتاب بانو ميهتا، في مقال نشر على موقع “ذي إنديان إكسبرس”، “إن انفراط العولمة يمكن أن يتسارع في أعقاب الأزمة. سيكون هناك بالتأكيد المزيد من الخلافات المتعلقة بأنظمة التجارة والحاجة إلى تأمين مسارات التوريد”.
وأضاف أن ترامب وشي جينبينغ وناريندرا مودي لن يضعوا أهدافهم جانبا. وفيما يهيمن الوباء على العناوين، “لن تتوقف الأحزاب السياسية والأيديولوجيات المختلفة، من ترامب إلى شي إلى مودي، عن توظيف الأزمة لخدمة أهدافها”.
وبالتالي يمكن أن تتغير خطوط التقسيم التاريخية، لكن حركتها غير مؤكدة. ويمكن لإفريقيا، على سبيل المثال لا الحصر، أن تعيد التفكير في عقود من العلاقات مع الأوروبيين. ومع توقعه حضورًا أقوى للصين في القارة الإفريقية، يقول بكري سامبيه، “إن العامل النفسي والرمزي لإعادة اكتشاف أوروبا الضعيفة والعاجزة حتى عن (حماية) نفسها، وغير القادرة على التنسيق، سيؤثر كثيرًا على العلاقات الجديدة مع إفريقيا”.
وبخلاف المنطق الإقليمي، فإن ما يتعرض للتهديد هي فكرة معينة عن العالم، لأنه إذا كان التنسيق الدولي الذي أضعفته بالفعل أحادية ترامب، يعتبر ضروريًا لاحتواء المرض، فإن هذا التنسيق لم يفرض نفسه على القرارات الوطنية.
وبحسب الباحث في معهد البحوث الدولية والإستراتيجية في باريس، بارتيليمي كورمون
حيث قال في مقابلة على الانترنت :
“نحن لا نسعى للقضاء على الفيروس بقدر ما نسعى لعدم التعرض له”. وأوضح أن “ما هي الشرعية التي سنمنحها للمؤسسات الدولية إذا لم يكن لديها السلطة لإدارة الأزمات؟… إن النظام العالمي الذي نعيش فيه هو الذي يخرج أكثر هشاشة من هذه الأزمة”.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية التي تعد من الناحية النظرية مرجعية عالمية حول هذا الموضوع، “يبدو أنها طُمست أكثر من أي وقت مضى”.
دمشق – سانا
أكدت سورية أن التصريحات التي تصدر عن بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي حول الدعوة للتخفيف من العقوبات غير المشروعة المفروضة على الشعب السوري لا ترقى إلى مستوى العمل الحقيقي والفعلي لرفعها مشيرة إلى أن هذه التصريحات لن تعفيهم من المسؤولية إزاء أثر هذه العقوبات في إعاقة الجهود الهادفة لتوفير الوسائل والإمكانيات والبنية الصحية اللازمة للتصدي لوباء كورونا.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا اليوم إن التصريحات التي تصدر عن بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي حول الدعوة للتخفيف من العقوبات أحادية الجانب وغير المشروعة المفروضة على الشعب السوري ما زالت في إطار العمل السياسي ولم ترق بعد إلى مستوى العمل الحقيقي والفعلي لرفع هذه العقوبات وخاصة أن الاتحاد الأوروبي شريك أساسي في حصار سورية حتى الآن بالرغم من المخاطر التي يفرضها انتشار وباء كورونا في هذه المرحلة.
وأضاف المصدر إن سورية التي عانى شعبها من هذه العقوبات الجائرة تنضم إلى الدول والهيئات التي تؤكد أهمية الرفع الفوري وغير المشروط لكل العقوبات ولا سيما عن التحويلات المصرفية والتي فرضت من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لغايات سياسية في انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني وحرمة الحياة الإنسانية وأبسط حقوق الإنسان.
وتابع المصدر: كما تؤكد سورية أن هذه التصريحات لن تعفي المسؤولين الأوروبيين من المسؤولية إزاء أثر هذه العقوبات في إعاقة الجهود الهادفة لتوفير الوسائل والإمكانيات والبنية الصحية اللازمة للتصدي لوباء كورونا وتدعو في الوقت ذاته الدول التي ترفع شعار حقوق الإنسان زوراً وبهتاناً إلى التخلي عن هذه السياسات التي ثبت فشلها والتوحد مع الأسرة الدولية في جهودها لإنقاذ البشرية من هذا الوباء الذي حصد حتى الآن عشرات الآلاف من الأبرياء على امتداد العالم.
تصريحات نخالة والسنوار… النّفس بالنّفس ولن نموت وحدَنا
التصريحات الصحافية التي أطلقها مؤخراً وزير جيش الاحتلال «نيفتالي بينت»، والتي ربط فيها السماح بإدخال أية مساعدات لقطاع غزة، تتعلق بمكافحة فيروس كورونا، بمدى التقدّم الذي تحرزه في محاولة استعادة الجنديين الأسيرين لدى فصائل المقاومة في غزة، عندما قال: «عندما يكون هناك نقاش حول المجال الإنساني في غزة فإنّ «إسرائيل» لها أيضاً احتياجات إنسانية تتمثل أساساً في استعادة مَن سقطوا في الحرب».
هذه التصريحات غير الأخلاقية أو الإنسانية، استدعت على الفور رداً حازماً جازماً، أولاً من قبل الأخ يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، واضعاً في معرض ردّه الخيار العسكري، عندما أكد على أنّ «المقاومة قادرة على إرغام الاحتلال على إدخال أدوات مواجهة فيروس كورونا، وسنأخذ ما نريده عنوة». مضيفاً: «في الوقت الذي نكون فيه مضطرين إلى أجهزة تنفس لمرضانا أو طعام لشعبنا، فإننا مستعدّون وقادرون على إرغام الاحتلال على ذلك. وإذا وجدنا أنّ مصابي فيروس كورونا في غزة لا يقدرون على التنفس سنقطع النفس عن 6 ملايين مستوطن».
الردّ لم يخلُ في المقابل من طرح مبادرة إنسانية في ظلّ تفشي فيروس «كورونا»، تتعلق بتقديم ما أسماه بـ «التنازل الجزئي» في موضوع الجنود الأسرى لدى المقاومة، مقابل الإفراج عن أسرانا الأبطال من كبار السنّ والمرضى في سجون العدو. وختم السنوار تصريحه، متوجهاً إلى أسرانا: «أقول لأسرانا إننا لن ننساهم، وإنْ شاء الله يكون لهم فرج قريب».
وأعقب تصريح الأخ السنوار، تصريح ثان للأخ زياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، قال فيه: «تحديات جديدة تنشأ ولن تنتظر أحداً، لذلك علينا جميعا ألاّ نترك شعبنا الفلسطيني لمزيد من الجوع، ولمزيد من الإذلال، وخاصة في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة». مضيفاً: «أنّ الموت يطرق أبواب الجميع بقوة وبلا رحمة، فإننا نقول لن نموت وحدنا، وعلى قيادات العدو الصهيوني أن تدرك، أنّ استمرار الحصار والاستمرار بتسويق الوهم على أنّ «إسرائيل» محصّنة لن يجدي نفعاً». وموضحاً: «أنّ المقاومة تملك المبادرة، وفي أيّ لحظة للدفاع عن الشعب الفلسطيني والقتال من أجل حياة كريمة لشعبنا ومن أجل أسرانا». ومؤكداً: «أنّ أيّ تهديد لحياة الشعب الفلسطيني عبر استمرار الحصار سيشمل الجميع من دون استثناء. وعلى العدو أن يختار بين الملاجئ وما يترتب عليها، أو إنهاء الحصار والاستجابة لإطلاق سراح أسرانا».
التصريحات المزدوجة للأخوين أبو طارق نخالة وأبو إبراهيم السنوار، رسالة بالغة الأهمية، في توقيتٍ بالغ الخطورة، بسبب الانفلات السريع لفيروس «كورونا»، الذي يجتاح العالم من دون رحمة، وشعبنا وأهلنا الذين يعيشون في ظروف بالغة الحراجة والقسوة، بسبب حصار جيش الاحتلال المفروض على قطاع غزة، والأسرى القابعون في السجون والمعتقلات، الذين يتعرّضون لأبشع الممارسات والإجراءات التعسفية الإجرامية من قبل إدارة سجون كيان الاحتلال، في أمسّ الحاجة في هذه الظروف إلى رفع الظلم عنهم. وأيضاً هذه مسؤولية المجتمع الدولي الذي دعته مؤسّسة الضمير في بيان لها إلى الضغط على الكيان، من أجل إجباره على الالتزام بواجباته، والسماح بإدخال كافة الاحتياجات الطبية إلى قطاع غزة، وخاصة الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للفحص الطبي لفيروس «كورونا». كما طالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، بتوفير المستلزمات الطبية التي يحتاجها القطاع الصحي في غزة، للمساعدة في مواجهة انتشار الفيروس.
على قادة الكيان أن يدركوا جيداً ما حملته تلك التصريحات من الجدية في الذهاب إلى الخيار العسكري، إذا استمرّ جيش الاحتلال وقادته وحكومته في التعنّت في تنفيذ سياساتهم الهادفة إلى النيل من إرادة وعزيمة وإصرار شعبنا في استمراره على الصمود، بالرغم من كلّ التحديات وجسامتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رامز مصطفى – كاتب فلسطينيّ
العالم ما بعد كورونا ليس كما قبله..كيسنجر يدق ناقوس الخطر!
أيقظ فيروس كورونا فيلسوف السياسة الأميركية هينري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق في إدارتي الرئيس نيكسون وفورد، والذي دق ناقوس الخطر محذرا من أن العالم ما قبل كورونا ليس كما بعده، متوقعا حدوث اضطرابات سياسية واقتصادية قد تستمر لأجيال بسبب الوباء، ملمحًا إلى تفكك العقد الاجتماعي محليا ودوليا.
وامتدح جهود إدارة الرئيس دونالد ترمب في مواجهة الأزمة، قائلا إن نظاما دوليا جديدا يتشكل، مطالبًا الولايات المتحدة بالاستعداد لهذا العالم الجديد بموازاة مواجهة الفيروس. “
معركة الثغرة” وكتب كيسنجر في صحيفة “وول ستريت” Wall Street Journal الأميركية قائلا، إن الجو السريالي لوباء Covid-19 يشير إلى ما شعرت به عندما كنت شابًا في فرقة المشاة 84 خلال معركة الثغرة (Battle of the Bulge). وأضاف: “الآن، كما في أواخر عام 1944، هناك إحساس بخطر ناشئ لا يستهدف أي شخص بعينه، بل يضرب بشكل عشوائي مخلفا الدمار، ولكن هناك فرق مهم بين تلك الفترة البعيدة وزمنناوتابع: “حاليا، في بلد منقسم، تعد الحكومة الفعالة وبعيدة النظر ضرورية للتغلب على العقبات غير المسبوقة في الحجم والنطاق العالمي.
وإن الحفاظ على ثقة الجمهور أمر حاسم للتضامن الاجتماعي، وعلاقة المجتمعات ببعضها بعضا، وللسلام والاستقرار الدوليين”. وقال كيسنجر: “تتماسك الأمم وتزدهر عندما يمكن أن تتنبأ مؤسساتها بالكارثة، وتوقف تأثيرها وتستعيد الاستقرار.
وعندما تنتهي جائحة Covid-19، سيتم النظر إلى مؤسسات العديد من البلدان على أنها قد فشلت. لا يهم ما إذا كان هذا الحكم عادلاً بشكل موضوعي. الحقيقة هي أن العالم لن يكون كما كان بعد الفيروس التاجي. إن الجدال الآن حول الماضي يجعل من الصعب القيام بما يجب القيام به”. وكتب: “لقد بلغت إصابات الفيروس التاجي مستوى غير مسبوق من الشراسة والحجم.
انتشاره هائل.. تتضاعف الحالات الأميركية كل خمسة أيام، وحتى كتابة هذه السطور، لا يوجد علاج. الإمدادات الطبية غير كافية لمواجهة موجات الحالات المتزايدة، ووحدات العناية المركزة على وشك الإغلاق. الفحص غير كافٍ لمهمة تحديد مدى العدوى، ناهيك عن انتشارها. ويمكن أن يكون اللقاح الناجح جاهزًا بين 12 إلى 18 شهرًا”.
نظام عالمي لما بعد كورونا وأوضح كيسنجر في مقاله أن “الإدارة الأميركية قامت بعمل قوي في تجنب الكارثة الفورية.
وسيكون الاختبار النهائي هو ما إذا كان من الممكن إيقاف انتشار الفيروس ثم عكسه بطريقة وعلى نطاق يحافظ على ثقة الجمهور في قدرة الأميركيين على إدارة أنفسهم”.
وشدد قائلا على “ألا تضعف جهود الأزمة، مهما كانت ضخمة وضرورية، المهمة العاجلة المتمثلة في إطلاق مشروع موازٍ للانتقال إلى نظام ما بعد الفيروس التاجي”.
وأشار إلى أن القادة يتعاملون مع الأزمة على أساس وطني إلى حد كبير، لكن تأثيرات الفيروس التي تذوب في المجتمع لا تعترف بالحدود. في حين أن الاعتداء على صحة الإنسان – على أمل – سيكون مؤقتًا ، إلا أنه سينتج اضطرابات سياسية واقتصادية قد تستمر لأجيال. لا يمكن لأي دولة، ولا حتى الولايات المتحدة، أن تتغلب على الفيروس في جهد وطني محض. يجب أن تقترن معالجة ضرورات اللحظة في نهاية المطاف برؤية وبرنامج تعاونين عالميين. وإذا لم نتمكن من القيام بالأمرين معا، فسوف نواجه أسوأ ما في كل منهما”.
“مرحلة تاريخية” وأوضح أنه من خلال استخلاص الدروس من تطوير خطة مارشال ومشروع مانهاتن، تلتزم الولايات المتحدة ببذل جهد كبير في ثلاثة مجالات.. دعم المرونة العالمية تجاه الأمراض المعدية، السعي لشفاء جراح الاقتصاد العالمي، وحماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي. ورأى أن ضبط النفس ضروري من جميع الجوانب.. في كل من السياسة الداخلية والدبلوماسية الدولية، ويجب تحديد الأولويات.
وختم قائلا: “لقد انتقلنا من معركة الثغرة في الحرب العالمية إلى عالم من الازدهار المتزايد وتعزيز الكرامة الإنسانية. الآن، نحن نعيش فترة تاريخية. التحدي التاريخي للقادة هو إدارة الأزمة وبناء المستقبل، الفشل يمكن أن يحرق العالم”.