لكي لا ننسى…الذكرى السنوية التاسعة والثلاثون لعملية الشهيد كمال عدوان.

0
التي هزت اركان العدو الصهيوني ، ولا تزال ذكراها حتى اليوم توجعه وتثير في قلب سوائبه الرعب من الفلسطيني الجبار الذي قادت إمرأة اثناعشر رجلاً من ابناءه فأسست أول جمهورية فلسطينية بين حيفا المحتلة وتل الربيع المغتصبة.


هي من أكبر العمليات الخاصة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة. ففي الساعة 6:40 من مساء يوم السبت 11/3/1978 قامت مجموعة دير ياسين المكونة من ثلاثة عشر فدائيا – بينهم فتاة – من حركة التحرير الوطني الفلسطيني* بتنفيذ عملية الشهيد كمال عدوان* في المنطقة الساحلية بين مدنتي حيفا* وتل أبيب* “إيماناً بأن الطريق الأساسي لمواجهة كل موجات التآمر على شعبنا وتحطيم كافة المحاولات التصفوية انما يرتكزان على تطوير العنف الثوري المسلح ضد الاحتلال الصهيوني، وتدعيما لنضال شعبنا الصامد في الأرض المحتلة، ووفاء لتضحيات ودماء شهدائنا الأبرار”.1

نزل الفدائيون بزورقين على الساحل الفلسطيني في منطقة مستعمرة “معجان ميخائيل” التي تقع على بعد 25 كم جنوب حيفا. ولما وصلوا إلى الطريق الدولية أوقفوا سيارة واستقلوها باتجاه تل أبيب. وفي الطريق أوقفوا سيارة ركاب كبيرة (باص) وانتقلوا إليها مع ركابها. وبعد قليل أوقفوا “باصاً” آخر واقتادوا ركابه البالغ عددهم 63 شخصاً وضموهم إلى ركاب السيارة الأولى واحتجزوهم رهائن ثم انطلقوا باتجاه تل أبيب.

جندت السلطات الإسرائيلية قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي والشرطة وحرس الحدود لمواجهة الفدائيين الذين استطاعوا تدمير شاحنتين وقتل من فيهما من الجنود أثناء محاولة اعتراض القوات الاسرائيلية اياهم وتابعوا طريقهم. وعلى أثر ذلك قامت القوات الإسرائيلية باستخدام الطائرات العمودية (الهليوكبتر) وأنارت المنطقة بكاملها.

استطاع الفدائيون اجتياز الحاجز الثاني الذي أقامته القوات الإسرائيلية على الطريق الدولي بين حيفا وتل أبيب بعد قتل وجرح أفراده وتدمير شاحنة إسرائيلية.

وعندما اقترب “الباص” من تل أبيب صدرت الأوامر للقوات الإسرائيلية بايقافه بأي ثمن.فوضعت السيارات في عرض الشارع وتمركز الجنود الإسرائيليون على جانبي الطريق في منطقة هرتسليا* قرب ناد ريفي يحمل اسن” كانتري كلوب”. ولكن “الباص” نجح في اختراق هذا الحاجز الثالث الذي أقامته القوات الإسرائيلية لعرقلة تقدم الفدائيين. وعندما أطلق الجنود الإسرائيليون النار على دواليب الباص مما أدى إلى تعطله. وعلى الأثر نزل الفدائيون منه وانتشروا في المنطقة وجرت معركة عنيفة بينهم وبين القوات الإسرائيلية التي تم تعزيزها بقوات جديدة قدمت إلى المنطقة من تل أبيب.

أسفرت المعركة عن استشهاد أحد عشر فدائيا وأسر اثنين كانا قد جرحا. وانفجر “الباص” والرهائن بداخله بفعل نيران القوات الإسرائيلية وأدى ذلك إلى مقتل وجرح جميع من فيه. واعترف ناطق إسرائيلي بمقتل 37 إسرائيلياً وجرح 82، ومقتل شرطي وإصابة تسعة آخرين، ولكنه لم يصرح بعدد القتلى والجرحى من الجنود الإسرائيليين.

هزت عملية الشهيد كمال عدوان المجتمع الإسرائيلي بشكل لم يسبق له مثيل وأشاعت الرعب بين المستوطنين الإسرائيليين لمدة يومين كاملين في كل أنحاء فلسطين.

وقامت السلطات الإسرائيلية لأول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بفرض منع التجول بشكل شامل لمدة يومين في منطقة واسعة تمتد من مدينة تل أبيب حتى ناتانيا* شمالاً وتضم ثلاثمائة ألف من السكان، وأغلقت المدارس والمصانع في المنطقة، وأوقفت تحرك القطارات والسيارات بين حيفا وتل أبيب وداخل تل أبيب وضواحيها وناتانيا وهرتسليا ورامات هاشرون* والمستعمرات القريبة.

قامت السلطات الإسرائيلية بأكبر عملية تفتيش أشرف عليها قائد المنطقة الوسطى واستمرت أكثر من يومين وشارك فيها 5.700 من رجال الشرطة وحرس الحدود. وفرض شرطة تل أبيب الحماية على 1.200 مؤسسة تعليمية و99 فندقاً وخمسة مستشفيات وأقامت عشرات الحواجز على الطريق. واتخذت القيادة الإسرائيلية من نادي “كانتري كلوب” مقرا لها لتوجيه العمليات التي استخدمت فيها الطائرات العمودية وكلاب الأثر.

وقامت وحدات خفر السواحل الإسرائيلية بعملية تفتيش دقيقة على طول الساحل الفلسطيني الشمالي والأوسط. منعت السلطات العبور من الضفة الغربية إلى داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وأغلقت جسور العبور على نهر الأردن* واعتقلت العشرات من المواطنين العرب في المناطق الساحلية للتحقيق معهم.
منقول من الموسوعة الفلسطينية.
#سيد_شعوب_الأرض

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار