هستيريا “إسرائيلية” مما يعده حزب الله على الحدود في الجولان

0
بدأت تتشكل لدى الإسرائيليين، هستيريا مثبتة من قضية الأنفاق في الجنوب من قبل المقاومة الفلسطينية، وفي الشمال من قبل حزب الله.


وهذه الهستيريا تلقي بظلالها السلبية على العلاقات بين المستوطنين على الحدود الشمالية والجنوبية وبين الحكومة الإسرائيلية، ممثلة بالجيش الإسرائيلي، وتحديداً بعد تقرير مراقب الدولة الأخير حول إخفاقات تل أبيب في معالجة الأنفاق الهجومية التي حفرتها وما زالت حركة حماس وفصائل المقاومة ، بهدف تغيير ميزان القوى غير المتكافئ بين الطرفين.
في هذا السياق، يؤكد الجنرال في الاحتياط، يفتاح شابير، المسؤول عن مشروع الميزان العسكري في الشرق الأوسط في معهد دراسات الأمن القومي-الإسرائيلي، على أن احتمال أن يكون حزب الله حفر أنفاقاً ليس في جانبه فحسب، بل وأيضاً تحت الحدود هو احتمال معقول، لافتاً في الوقت عينه إلى أنه صحيح أن الجيش فحص ولم يجد حتى اليوم دليلاً على ذلك، لكن هذا الاحتمال موجود على الدوام، على حد تعبيره.
المحلل نداف شرغائي، في صحيفة (يسرائيل هايوم) كشف النقاب عن أن رئيس الأركان غادي أيزنكوط استدعى الجيولوجي والجنرال في الاحتياط يوسي لنغوتكسي، للتشاور معه في مسألة الأنفاق، موضحاً أنه قبل 12 عاماً شغل لنغوتسكي منصب مستشار رئيس الأركان آنذاك موشيه يعلون في موضوع محاربة تهديد الأنفاق. وبحسب المحلل فقد حذر الجيولوجي منذ أكثر من عشر سنوات المستويات السياسية والعسكرية من خطر ما يجري تحت الأرض في الجنوب. والسيناريوهات التي رسمها، مثل خطف جنود ومحاولات خطف جنود، وعمليات هجومية تقوم بها “حماس″ بواسطة الأنفاق، تحققت. علاوة على ذلك، كشف المحلل أن الجيولوجي الإسرائيلي قال لرئيس الأركان آيزنكوط إن ما هو مطلوب اليوم هو تحويل الأنظار في الاتجاه المعاكس، أي نحو حدود لبنان.
وبحسب لنغوتكسي، أضافت الصحيفة العبرية، فإن تهديد الأنفاق من هذه الحدود لا يقل خطورة عن التهديد من الجنوب. وبكلمات أخرى، شدد على أنه من غير الممكن عدم وجود أنفاق هناك. وأشار لنغوتسكي إلى أن هذا أمراً من السهل تنفيذه نسبياً، وهو يشكل أداة محتملة يستطيع العدو بواسطتها الاحتفاظ بعنصر المفاجأة. ومع ذلك، يستدرك الجيولوجي قائلاً إنه صحيح أن الأنفاق لا تعتبر أداة يمكنها تحقيق الانتصار في الحرب، لكنها قادرة على إحداث فوضى جدية لدى كيان الاحتلال، وحزب الله يعلم أن الكيان الإسرائيلي حتى هذه اللحظة لم تتوصل إلى حلول مناسبة في الجنوب، لذا لا يوجد أي سبب يجعله لا يحاول تحدي الدولة العبرية بواسطة الأنفاق في الشمال، على حد تعبيره.
لنغوتكسي وخبراء آخرون، تابعت الصحيفة العبرية، يتحدثون عن قدرات موجودة ومؤكدة للحزب في حفر الأنفاق في مناطق، تشبه من الناحية الجيولوجية وتتطابق مع تضاريس الأرض في الحدود بين كيان الاحتلال وبين لبنان. ويضيفون بأنه على ما يبدو حفر حزب الله واستخدم أنفاقاً على الحدود مع سورية، كما حفر شبكة أنفاق في جنوب لبنان أيضاً كجزء من منظومة قتالية ضد الكيان الإسرائيلي.
ومنذ حرب لبنان الثانية، أضاف الخبراء في كيان الاحتلال، قام حزب الله بتحسين شبكة أنفاقه القتالية في المناطق المفتوحة وفي القرى الشيعية في جنوب لبنان، وشددوا على أن التقدير اليوم هو أن الحرب المقبلة مع الحزب ستكون مصحوبة بهجوم بالصواريخ وقذائف المدفعية على الجبهة الخلفية لدى كيان الاحتلال، حيث من المتوقع سقوط أكثر من 1000 رأس متفجر يومياً عليها، ومصحوبة بمحاولة حزب الله نقل جزء من القتال إلى أرض “إسرائيل”، واحتلالها، وأيضاً السيطرة على مواقع في قلب مستوطنات، وضرب شريان المواصلات في الشمال، وحتى خطف رهائن.
وبرأي المحلل، الذي اعتمد على مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب، فليس هناك جواب قاطع لدى أحد في الجيش الإسرائيلي، ولا لدى الهيئات الاستشارية للجيش في هذه المسألة، وبالتالي يجب أن تكون فرضية عمل الجيش الإسرائيلي أنه توجد أنفاق على الرغم من عدم وجود معلومات أو إثباتات على وجودها.
علاوة على ذلك، أشارت المصادر إلى أن الحفريات التجريبية التي قام بها الجيش بعد شكوى لسكان من الحدود الشمالية عن سماعهم ضجيج حفر، لم تؤد إلى العثور على شيء، وذلك بعد أن أشار السكان إلى مبان غير مفهومة أقيمت على بعد نحو 500 متر من خط الحدود، وشكوا بأنها مخارج أنفاق تمتد إلى داخل أراضي كيان الاحتلال.
وشددت المصادر على أن مَن يقوم بعلاج ودراسة هذه الشكاوى هو مدير أبحاث وتطوير وسائل القتال والبنى التكنولوجية التابعة لوزارة الأمن، حيث طالب المدير مشاركة جيولوجيين من بضع جامعات في الكيان الإسرائيلي، كما يعمل خبراء منذ سنوات على محاولة العثور على المنظومة التي تسمح للاحتلال بالعثور مسبقاً على أنفاق هجومية، سواءً في الجنوب أو في الشمال.
وكانت الإذاعة العبرية أكدت في تقرير موسع حول هواجس أنفاق حزب الله وجود معلومات وتقارير تؤكد ما لا يتحدث عنه الحزب، وهو شبكة أنفاق كبيرة جداً منتشرة في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من نهر الليطاني، وإذا قورنت بما يحدث في غزة، فإن الأمر سيبدو كلعب أطفال مقابل ما يوجد لدى حزب الله، كما قال مصدر أمني في تل أبيب. ولفتت الإذاعة إلى أن الحزب هو الذي استقدم تكتيك الأنفاق إلى منطقة الشرق الأوسط، أما من جهة حماس، فقد تعلمت هذا التكتيك منه، وخلصت إلى القول إنه كما هو معروف، يستخدم الحزب أسلوب الأنفاق منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولديه خبرة تزيد على عشرين عاماً في هذا المجال، وهو الذي نقل هذه الخبرة إلى حماس.
* زهير أندراوس ـ رأي اليوم

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار