في ذكرى استشهاد القائد أبو علي مصطفى: حفر مجرى جديد في مسيرة النضال والمقاومة والانتفاضـة : خالد عبد المجيد *

0

في ذكرى استشهاد القائد الكبير الرفيق أبو علي مصطفى ؛ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،

وفي ذكرى كل شهداء أبناء شعبنا وأمتنا وبمناسبة مرور عام على انتفاضة شعبنا المتجددة “انتفاضة القدس” ، نقف إجلالاً وإكباراً ، ونستذكر مسيرةً طويلةً من عطاءات رفيقنا الشهيد الرمز أبو علي مصطفى ، رفيق درب تجاورنا في مسيرة الثورة المعاصرة وفي مسيرة م. ت. ف. وفي كل الأطر التي جمعتنا حيث كان دوما شهيدنا البطل الوحدوي – الملتزم – المعطاء – الواضح – المتصدي للنهج الخاطئ والتفريط – الحريص على نبض الشعب والشاعر المعبر بمصداقية عن المبادئ والمثل والقيم التي قلما تتسم بها قيادات في هذا الزمن الرديء أضف الى ذلك الأخلاق العالية التي كان يتمتع بها رفيقنا أبو علي مصطفي .

وإذا توقفنا في هذه الذكرى وبعد هذه المسيرة الطويلة من عطاءات شعبنا
وعطاءات الجبهة الشعبية وفصائل الثورة المعاصرة والتزام وعطاء شهيدنا القائد أبو علي مصطفى . فإن لهذه الذكرى في هذا العام معاني جديدة . بعد المسيرة التي خطتها كتائب
أبو علي مصطفى التي خطت نهجاً ثورياً ملتزماً عبرت فيه عما كان يطمح إليه الشهيد
الرمز ، وجسدت المعاني والمبادئ والأهداف التي حملها أبو علي مصطفى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

وفي مثل هكذا مناسبات نستذكر شهيدنا البطل أبو علي مصطفى وقائمة كبيرة من الشهداء ورموز شعبنا زينت مسيرة هذا الشعب العظيم وعطاءاته المستمرة والمتجددة وأنارت للأجيال القادمة طريقاً واضحاً في النضال والكفاح من أجل استعادة الأرض ونيل الحرية والاستقلال التي يتوق لها شعبنا . وبالرغم من الكوارث التي لحقت بشعبنا والمعاناة الكبيرة وسياسة القتل والتدمير والاغتيال والإجرام الصهيوني المستمر ، وبالرغم من الإحباط الذي أصاب شعبنا من مسيرة أوسلو وما خلفتها من مصائب وبالرغم من انهيار النظام العربي الرسمي والهجمة الأمريكية – الصهيونية . إلا أن شعبنا المعطاء وأمتنا العظيمة استمرت في مقاومتها وصمودها للمحتلين في فلسطين والعراق وصمود سوريا شعبا وجيشا وقيادة في وجه أكبر مؤامرة غربية صهيونية رجعية تكفيرية ؛ومحور المقاومة ودور ايران وسوريا المتحالف مع روسيا الأتحادية أفشلت المشروع الأمريكي في المنطقة والذي اعتمد على دور التنظيمات الأرهابية في سوريا والعراق والمنطقة , والمقاومة اللبنانية والفلسطينية تشكل اليوم منارات للحرية في زمن أصبح فيه الأغلبية الساحقة من الأنظمة العربية تسير في فلك أمريكا وتخضع للأرادة الغربية الصهيونية . وفي زمن أصبحت فيه الخيانة عندهم وجهة نظر . والجبن عند بعض الحكام والقيادات الفلسطينية والعربية سيد الموقف . إلا أن صمود ومقاومة وانتفاضة شعبنا خلقت حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للاحتلال الصهيوني . وصمود سوريا ومحور المقاومة في المنطقة أوقف المشروع الصهيوني – الأمريكي – الرجعي – التكفيري عند نقطة لا يستطيع التقدم فيها ويعتبر التراجع يشكل هزيمة كونية كبرى له وليس على صعيد المنطقة .

وفي ضوء هذه التطورات وفي ذكرى استشهاد الرفيق القائد أبو علي مصطفى فاذا اعتقد قادة الكيان أنهم باغتيالهم قادة سياسيين يستطيعون أن ينالوا من إرادة الشعب الفلسطيني وقواه الحية , فانهم واهمون لأن ذلك يؤدي إلى تجديد وعطاءات أكثر للتنظيم وللشعب كما حصل في اغتيال شهيدنا البطل أبو علي مصطفى ودور كتائب الشهيد أبو علي بعد اغتياله وما قامت به قوى المقاومة وأجنحتها العسكرية بعد اغتيال قياداتها الميدانية والسياسية .

وإذا كانت خسارة الجبهة الشعبية والشعب الفلسطيني كبيرة باستشهاد الرفيق أبو علي مصطفى وقادة شعبنا من القوى والفصائل وهم قائمة كبيرة في مقدمتهم قادة وأمناء عامون أمثال الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وقائمة طويلة من كوادر الثورة الفلسطينية المعاصرة . إلا أنه باستشهادهم لم يتوقف النضال ولم ينل العدو من خيار المقاومة بل تجدد هذا الخيار وتجذر في صفوف شعبنا والفصائل وإذا اعتقد البعض من الدول الغربية والعربية أن مسيرة الكفاح الفلسطيني ستتوقف نتيجة سياسية الاغتيالات فهو واهم لأنها لن تستطيع وقف مسيرة شعب قرر أن يحقق أهدافه ويقرر مصيره ويحرر أرضه بمسيرة كفاحية طويلة الأمد مهما فقد من أبنائه الأوفياء وقياداته الملتزمة وفي مقدمتهم الشهيد القائد أبو علي مصطفى .
*الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار