ذكرى استشهاد المناضل الشاعرالفلسطيني عبد الرحيم محمود(1913-1948)

0

ذكرى استشهاد المناضل الشاعرالفلسطيني عبد الرحيم محمود(1913-1948)

عبد الرحيم بن محمود بن عبد الحليم أبو الطيب العنبتاوي، مناضل فلسطيني وشاعر، ولد في قرية عنبتا قضاء طولكم عام 1913م، في أسرة متوسطة الحال، تلقى دراسته الأبتدائية في القرية وأنهى المرحلة الثانوية في مدينة نابلس من مدرسة النجاح الوطنية، كان والده الشيخ محمود عبد الحليم ممن كانوا يتذوقون الشعر ويقرضونه.
التحق عبد الرحيم محمود بعد حصوله على الثانوية العامة بمدرسة الشرطة في بيت لحم، وقضى فيها العام الدراسي (1930-1931) وعمل بعد ذلك شرطياً في الناصرة، لكنه استقال منها حيث رفض طلب الانتداب البريطاني منه القبض على أحد الثوار، فرفض ذلك وتقدم باستقالته، عاد إلى مدرسة النجاح ليعمل فيها مدرساً.

عندما انطلقت الثورة الكبرى عام 1936م، أنضم عبد الرحيم محمود إلى المجاهدين في جبل النار، تحت لواء القائد المجاهد/ عبد الرحيم الحاج أحمد وقد أهلته مواهبه وحماسته الوطنية إلى أن يصبح اليد اليمنى للقائد/ عبد الرحيم الحاج أحمد.

بعد توقف الثورة طاردته حكومة الانتداب البريطاني، فهاجر إلى العراق، والتحق بالكلية العسكرية وقضي فيها سنة (1939-1940)، تخرج منها برتبة الملازم.

أنضم عبد الرحيم محمود إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م مع عدد من الفلسطينيين الملتجئين للعراق، وإثر أخفاق الثورة العراقية عاد إلى فلسطين للعمل مدرساً في ثانوية النجاح بنابلس مرة ثانية.

تعرف عبد الرحيم محمود على الشاعر/ ابراهيم طوقان أثناء عمله في مدرسة النجاح، وكان يبث في طلابه روح الوطنية والمقاومة ويحضهم على مقاومة الانتداب، فتفتح عيون طلابه على روائع الأدب ونفخ فيهم روح الجهاد وأضرم في قلوبهم حب الوطن.

عندما صدر قرار التقسم عام 1947م، تجددت الثورة، وانضم عبد الرحيم محمود إلى صفوف المجاهدين والتحق بجيش الانقاذ، واتبع دورة تدريبية في قطنا قرب دمشق، وتسلم قيادة سرية من سرايا فوج حطين، والتي خاضت معاركها مع الصهاينة في منطقة مرج ابن عامر، كذلك خاص عدة معارك ببسالة وشجاعة في منطقة جنين وطولكم وفي المنطقة الشمالية من الجليل.

أنتقل الفرج في أيار عام 1948م إلى الجيل، وأصبح عبد الرحيم محمود مساعداً لقائد الفتوح، ونال رتبة ملازم أول.

أثناء هجوم الفوج في شهر تموز عام 1948م على قرية الشجرة، قضاء طبريا، أصيب المجاهد/ عبد الرحيم محمود بشظية في عنقه، أستشهد على أثرها مخرجاً بدقة، حيث كان على رأس مجموعة من رفاقه المناضلين، وذلك بتاريخ 13/07/1948م، عن عمر ناهز الخامسة والثلاثون عاماً.

دفن الشهيد المجاهد/ عبد الرحيم محمود في الناصرة التي أحبها وأحبته، مخلفاً زوجة وابنيه (الطيب، طلال، وابنته رقية).

لقد أمن عبد الرحيم محمود بالشعب بديلاً عن القيادات العربية، تلك القيادات التي حملها الشاعر المسؤولية بالإضافة إلى سلطات الانتداب البريطاني والصهاينة.

بين عنبتا والناصرة، حبل وريد وصلة رحم، هناك في عنبتا أخرجته يد إلى الحياة، وهنا في الناصرة يد غيبته ثرى الوطن الغالي، هناك احتضنوه طفلاً وفتى، وهنا نحتضنه شهيداً وقضية.

ترك الشهيد/ عبد الرحيم محمود مجموعة شعرية تدل على روح وطنية متوقدة ومن جميل أشعاره الذي يدور على الألسنة ويعبر عن روح الوطنية والبطولة والتضحية قوله:

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوى الردى

فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى

ونفسى الشريف لها غايتان ورود المنايا ونبل المنى.

للشهيد المجاهد الشاعر/ عبد الرحيم محمود ديوان شعر يضم معظم أشعاره وقد تم جمعه أكثر من مرة:-

– ديوان عبد الرحيم محمود – جمع كامل السوافيري – 1975م.

– روحي على راحتي – جمعه – حنا أبو حنا – الطيبة.

– الأعمال الكاملة للشاعر الفلسطيني الشهيد/ عبد الرحيم محمود – تحقيق وجمع وتقديم/ عز الدين المناصرة – 1988م.

منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990م.

لقد عاش مجاهداً في شعره، وأستشهد مجاهداً في ميادين القتال.

لقد ترك ابا الطب تاريخاً مسطراً بالدماء وشعراً يفيض بالحماسة، وسيرة عطرة مليئة بالوفاء والاخلاص.

رحم الله الشاعر الشهيد المجاهد/ عبد الرحيم محمود (أبا الطيب) وأسكنه فسيح جناته
اللواء / عرابي كلوب

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار