انتقادات واسعة للسلطة الفلسطينية في رام الله والدول العربية إزاء الصمت والتواطؤ على إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية

انتقادات واسعة للسلطة الفلسطينية في رام الله والدول العربية إزاء الصمت والتواطؤ على إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية

واصلت جماعات المستوطنين، اليوم السبت، هجمات إرهابية يتخللها حرق منازل واعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم في قرى الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، ونفذوا هجمات في عدة بلدات وقرى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، نتج عنها إصابات وإحراق عشرات المنازل والمركبات ومئات الأشجار، فضلاً عن قتل أغنام وإحراق محالّ تجارية وحظائر ومنشآت زراعية.

وأثار غياب دور السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تساؤلات كثيرة حول موقفها المتفرج والصامت إزاء ما يجري، في الوقت الذي واصلت “الدول العربية” صمت أهل القبور تجاه خطورة ما يجري، دون أي تعليق أو حتى مجرد تنديد، وسط دعواتٍ لتشكيل لجانٍ تنسيقيةٍ للمقاومة وإيجاد حاضنةٍ شعبيةٍ لها لمواجهة هذه المخاطر.
من جانبه تساءل القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي: أين مواقف الدول العربية مما يحصل في الضفة الغربية، لماذا هم صامتون، لماذا هم يستمرون في التطبيع، لماذا تستمر العلاقات؟

وقال البرغوثي في تصريحاتٍ صحفية: إن كل الواهمين الذين يعتقدون ان الامور مقتصرة على غزة استفاقوا اليوم على ما يحصل في الضفة الغربية ولم يعد هناك في الضفة سلطة، اصبحت سلطة بلا سلطة وكلها تحت الاحتلال وهذا هو الواقع.
وحذر البرغوثي من أنّ هجمات المستوطنين ليست صدفة ومخططة ومنظمة، يبحث فيها المستوطنون عن ذرائع لشن هذه الهجمات التي هدفها الحقيقي التطهير العرقي لشعبنا الفلسطيني ليس فقط في غزة بل في الضفة الغربية أيضا.
وأضاف أن ما يقوم به المستوطنون به من اعتداءات تذكرنا بسلوك العصابات الصهيونية في عام 1948، مثل الهجاناة وغيرها، واليوم الرد عليهم يجب أن يكون موحدا، بكل الطاقات الفلسطينية.

بدوره شارك الصحفي أدهم أبو سلمية في الضفة معلقا عليها بالقول: رسالة فلسطيني من قرية دوما شرق نابلس خلال هجوم المستوطنين.. صحيح أنها عفوية، لكنها عميقة بما يكفي، ماذا ينتظر أهلنا في الضفة الغربية؟! أن يتم حرقهم في بيوتهم؟! والله وبالله وتالله ما لم تحملوا سلاحكم وتدافعوا عن أعراضكم ستُحرقون في بيوتكم..
وأضاف أبو سلمية: 100 ألف قطعة سلاح وزعها بن غفير على قطعان المستوطنين!
وشدد على أنّ “ما يحدث مؤسف ومؤلم، لكن 6 أشهر والجميع يناشدكم التحرك الفاعل، وعدم التحرك الجاد هذه نتيجته والقادم أصعب للأسف الشديد”.

أمّا الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة فقال معلقا على ما يجري: “قرب بيت الرئيس ومقرات أجهزته الأمنية في رام الله.على مرمى مئات الأمتار منها، عربد المستوطنون، لكنها بقيت كعادتها بلا حراك”.
ويتابع بالقول: ثم يحدثك الأتباع عن أجهزة ” تحرس المشروع الوطني”.
ويختم الزعاترة بالقول: “ألا خبتم وخاب مشروعكم”.
وصفة العاروري.. صعّدوا المقاومة
واستحضر النشطاء كلمةً سابقةً للشهيد الشيخ صالح العاروري – رحمه الله – يقول فيها: رسالة إلى شعبنا وبالذات شباب شعبنا، إنهضوا جميعا وقاتلوا، إضرب حجر، بمسدس، بزجاجة حارقة، ببندقية مصنعة، بكل شيء تصل يدك إله قاوم.
ويضيف العاروري في رسالته: لن يستطيع الاحتلال الصمود، وبدلا من أن يشارك ألف شاب في المقاومة، فليشارك مائة ألف شاب لازم يشاركوا، ومليون يشاركوا في المقاومة، سيهزم الاحتلال وكل القوانين تقول إنّ هذه أرضنا، والاستيطان محظور عليه أن يكون هنا.
ويختمها بالقول: صعدوا المقاومة لمستوى يضع العالم كله أمام مسؤولياته، وستجدوا أنّ العالم سيقف معنا حين يجد إصرارنا على حقنا، فهذه معركة تحرير الأقصى والدفاع عن الأقصى، ومنع تهويده، وهذا يومها، فحيّ هلا إن كنت ذا همةٍ فقد حدى بك حادي الشوق أن تطويل المراحل”.

تكثيف التصدي
أما القيادي في حركة حماس عبد الرحمن الشديد، فقال: يجب تكثيف التصدي الشعبي والعمل المقاوم بشتى السبل في شوارع الضفة الغربية وفي الطرق الالتفافية، لوضع حد لهجمات المستوطنين المسعورة.
ولفت إلى أنّ هجمات المستوطنين في قرية المغير وغيرها من القرى والبلدات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يتم ردعهم والتصدي بكل حزم لهجماتهم واعتداءاتهم.
وأضاف أنّ المستوطنين تاريخيا لم يكونوا بحاجة لذريعة لمهاجمة المناطق الفلسطينية، بدليل أن الكثير من المجازر السابقة كانت تتم فجأة ودون سابق إنذار.

وأشار الشديد إلى أنّ المستوطنين التي حدثت خلال السنوات الماضية، موضحاً أن هذه الهجمات ممنهجة ولها أهداف عدة، ويتم تنفيذها بغطاء عسكري وسياسي من حكومة الاحتلال.
ولفت بالقول: إنّ وزراء الاحتلال يشجعون فكرة تسليح المستوطنين في الضفة الغربية، مشدداً على أنه إذا لم تقابل هذه المواجهة بالمقاومة، فإنه يمكن إحداث مجازر واسعة في صفوف المواطنين.
كما حذر من أنّ هجمات المستوطنين تهدف إلى الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين وتهجير أهلها، إلى جانب ترهيبهم وتخويفهم، لدفعهم إلى تجنب المواجهة مع المستوطنين.
ونوه إلى أنّ ما يشجع تمادي المستوطنين، هو ملاحقة العمل المقاوم والمقاومين والنشطاء في الضفة الغربية وتصاعد هذه الهجمات تؤكد أن الضفة الغربية مقبلة على تصعيد خطير من المستوطنين.

رواد التواصل يوجهون انتقادات حادة للسلطة
وتعالت الأصوات المنددة والمنتقدة لأداء السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي التزمت الصمت المطبق وبقي عناصرها في مقراتهم، عوضا عن الدفاع عن أبناء شعبهم وصد الهجوم الذي يشنه المستوطنون.
ولقيت تصريحات رئيس الوزراء في حكومة السلطة محمد مصطفى بالايعاز للجهات المختصة بتقديم ما يلزم لأهالي القرى المنكوبة، موجة من الانتقادات والردود المستهجنة من الفلسطينيين الذين أكدوا أن “السلطة لم تقم يوما بحماية شعبها، بل على العكس تماما ساندت الاحتلال ونسقت معه سرا وعلانية ضد المقاومين”.

وأدى هجوم المستوطنين الأخير إلى استشهاد الشاب جهاد عفيف أبو عليا في بلدة المغير قضاء رام الله، وإصابة العشرات بالرصاص، كما أقدم المستوطنون على حرق عدد كبير من المنازل والمركبات، ما دفع بالنشطاء والمغردين للتساؤل عن “دور السلطة الفلسطينية وغيابها في حماية أهالي القرية والقرى المجاورة من هجمات المستوطنين”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار