اعترافات خطيرة أدلى بها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج لصحيفة ديفنس نيوز الأمريكية، حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

0

اعترافات خطيرة أدلى بها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج لصحيفة ديفنس نيوز الأمريكية، حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من هو ماجد فرج…وما هو الدور السري الذي يلعبه…التنسيق الأمن مع الأحتلال…وقضايا تجسس وفساد…وخلافة محمود عباس .
أبرز تلك الاعترافات هو الكشف عن منع السلطة 200 عملية ضدّ الاحتلال واعتقال 100 فلسطيني، منذ اندلاع انتفاضة القدس في تشرين الأول/أكتوبر 2015.
لم تكن تلك الاعترافات بالشيء الجديد أو المفاجأة؛ لكنها عززت رؤية الشعب الفلسطيني نحو اتجاه السلطة إلى طريق التنسيق الأمني بأبشع أشكاله، وكذلك رؤية القائمين على الجهاز لانتفاضة القدس، ومن بينهم رئيسه ماجد فرج الذي دفع وجوده على رأس هرم أكبر جهاز أمني لدى السلطة واعترافاته بشكل واضح إلى إطلاق لقب “جنرال التنسيق الأمني” عليه.
من هو فرج؟
“ماجد علي فرج”، ولد عام 1962، ومن سكان مخيم الدهيشة للاجئين جنوب بيت لحم، وينحدر من قرية رأس أبو عمار المحتلة عام 1948 قضاء القدس. درس في مدارس وكالة الغوث بمخيم الدهيشة، واستشهد والده علي فرج، وهو عامل بسيط، خلال اجتياح القوات الصهيونية لمدينة بيت لحم في عام 2002.

التحق فرج مع قدوم السلطة بجهاز الأمن الوقائي كمدير لأكثر من محافظة مثل دورا وبيت لحم، إلى أن تم تعيينه بمرسوم رئاسي كُلف بموجبه برئاسة جهاز المخابرات العامة أكبر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وذلك خلفا لرئيس الجهاز السابق اللواء محمد منصور أبو عاصم، ليكون بذلك فرج رابع مدير للجهاز منذ نشأة السلطة الفلسطينية بعد أمين الهندي وتوفيق الطيراوي ومحمد منصور الذي لم يعمر طويلًا بعد أن عين خلفًا للطيراوي.

كان فرج إلى جانب موقعه في إدارة المخابرات الفلسطينية، يعمل عضوا في وفد المفاوضات برفقة الدكتور صائب عريقات، وفاوض الاحتلال الصهيوني عشرات المرات، والتقى الرعاة الأمريكيين أكثر من مرة في هذا الإطار العام الماضي، وكان أيضا ضمن الوفد الفلسطيني الذي فاوض الصيف الماضي في مصر على التهدئة في غزة مع الاحتلال الصهيوني، بتكليف من عباس.

الدور السري

لم يكن ماجد فرج مجرد رئيس لجهاز المخابرات الفلسطينية؛ فعلاوة عن عمله القريب من رئيس السلطة، فقد اعتاد الأخير على تكليفه بالكثير من الملفات الخارجية التي طغى على الكثير منها السرية.

فحركة “حماس” كانت مؤخراً قد كشفت عن وثائق وقعت في يدها، أماطت اللثام عن مؤامرة تستهدف الحركة، ويقف خلفها قيادات أمنية في السلطة، برز منها اللواء فرج، الذي يدير أكبر الأجهزة الأمنية الفلسطينية (المخابرات).

وقالت “حماس” إنّ بعضاً من هذه الوثائق -التي تمتلك المئات منها- تحاول إذكاء الخصومة بين القيادة المصرية والحركة، وتقديم المواد للإعلام المصري التي من شأنها إساءة سمعة الحركة.

وقلّما يتردد اسم اللواء فرج على الساحة الإعلامية، قياسًا بأسماء قادة أمنيين آخرين في الضفة، أمثال وزير الداخلية سعيد أبو على، وعدنان الضميري، وزياد هب الريح مدير جهاز الأمن الوقائي.

وتعزو مصادر أمنية من الضفة المحتلة احتجاب فرج، إلى هالة السرية التي تحيط بعمل جهاز المخابرات واللواء نفسه، فهو بحسب تلك المصادر يحيط نفسه بحراسة مشددة، وكذلك أبناءه وزوجته.

التنسيق الأمني

لم يكن رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني بحاجة إلى تحقيق استقصائي لطبيعة عمله في هذا الجهاز الذي يعمل على جمع المعلومات عن الفلسطينيين وتقديمها على طبقٍ من ذهب للاحتلال الصهيوني.
فقد كشف ضابط مخابرات سابق في حديث سابق لموقع “الرسالة نت” أن اللواء ماجد فرج مقرب من رئيس السلطة عباس، وأنه يؤدي عمله في التنسيق الأمني مع الاحتلال (الإسرائيلي) بالضفة بامتياز.
ويشير الضابط إلى أن عباس أدخل اللواء فرج إلى جهاز المخابرات قادمًا من الاستخبارات العسكرية بعدما جرى تعيينه مديرًا للجهاز في عام 2006. ويقول: “لم يكن ولاء ضباط المخابرات يومًا للرئيس عباس، لذلك ارتأى الأخير إدخال عنصر من خارج الجهاز؛ من أجل تطويعه وكسب الولاء”.

أعمال تجسس وفساد!
ومؤخراً جرى الكشف عن أعمال تجسس كانت تقوم بها المخابرات الفلسطينية على عدد من الدول العربية، وإعداد تقارير سلّمت لجهات كثيرة من ضمنها إيران.
فقد اشتهرت قصة اعتقال أبو أنس الليبي بمعاونة جهاز المخابرات الفلسطيني، وأكدت مصادر أميركية وليبية متطابقة أن مدير المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية اللواء ماجد فرج، سيحظى بتكريم من واشنطن لمساهمته بشكل كبير في توفير معلومات قيمة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ساعدت في تحديد تحركات أبو أنس الليبي واختطافه من قوة كوماندوز أميركية في شهر أكتوبر 2013.
ووفق تقرير مسرب سلّمه اللواء فرج إلى رئيسه محمود عباس؛ فإنّ ضابطين فتحاويين تابعين له في ليبيا قدما إسهاما مميزا في توفير معلومات قيمة لوكالة المخابرات الأمريكية، ساعدت في تحديد تحركات “أبو أنس الليبي” واختطافه من قوة كوماندوز أمريكية بعد أدائه لصلاة الفجر في أحد مساجد العاصمة الليبية طرابلس في شهر أكتوبر 2013.
ولم تأخذ جهاز المخابرات سِنَة وهو يلاحق المقاومة بالضفة، فضلًا عن ملاحقة واعتقال النواب الفلسطينيين هناك.
واتهم ماجد فرج والقيادي في حركة فتح عزام الأحمد معا بالفساد الإداري في تعيين وزراء في حكومة الوفاق الوطني نظرًا لصلة القرابة، فقد ساهم في تنصيب أخت زوجة عزام الأحمد خولة الشخشير وزيرة للتربية والتعليم في حكومة التوافق نظراً لصلة القرابة عام 2014.
خلافة عباس
في السادس والعشرين من مارس العام الماضي أتم رئيس السلطة محمود عباس، أعوامه الثمانين، ليثار التساؤل حول خليفته، وبعد أسابيع طويلة من البحث والتمحيص في الأسماء المطروحة لخلافة عباس، لم تجد إسرائيل أفضل لها من ماجد فرج لخلافة “عباس”.
موقع “المصدر” للدراسات البحثية الإسرائيلية نشر تقريرا له مؤخرا حول السلطة جاء فيه: “إن الأوساط السياسية في “تل أبيب”، باتت ترشح وبقوة، اللواء ماجد فرج، ليكون خليفة للرئيس محمود عباس أبو مازن”.
وبحسب الموقع؛ فإن هذه الأوساط أكدت أن “فرج أعاد إلى جهاز المخابرات مكانته، وهي المكانة التي لم تكن فقط على الصعيد الفلسطيني الداخلي فحسب، وإنما كذلك على صعيد أجهزة المخابرات العالمية، كجهاز يمكن الاعتماد عليه والتعاون معه، في الكثير من الملفات الشائكة والحساسة
وتعقيبا على تقارير الاحتلال حول مصير السلطة، يقول شريف قاسم أحد الكُتاب الفتحاويين: “بدأ الاحتلال حملته لتلميع صورة فرج بهدف وضعه مكان الرئيس عباس، لكنه غفل أن تاريخه “الأسود” لا يؤهله لشغل هذا المنصب، وأنه بمجرد رحيل “عباس” سيقبع “فرج” في السجون، أو سيهرب إلى خارج فلسطين، جراء ما فعله بالفلسطينيين، وليس الفلسطينيين وحدهم بل العرب”، كما قال.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار