خيبة أمل وقلق في إسرائيل من الاتفاق الثلاثي لوقف النار في جنوب سوريا ..

0

 

«القدس العربي»: تبدي إسرائيل خيبة أملها من الاتفاق الثلاثي الخاص بوقف إطلاق النار في جنوب سوريا،

وتخشى من هيمنة إيران في المنطقة واقترابها من حدودها. وامتنعت اسرائيل حتى الآن عن الإدلاء بأي رد رسمي على الاتفاق الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، حول وقف إطلاق النار في جنوب سوريا.

وحسب النص الرسمي للاتفاق فإن كل القوات الأجنبية، بمن في ذلك رجال الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات الشيعية التي تعمل بتوجيه من ايران ـ ستجبر على الخروج من الأراضي السورية. ولكن الاتفاق لا يتضمن جدولا زمنيا للتنفيذ، والتفاهمات السرية بين الأطراف تضمن فقط، في هذه المرحلة، إبعاد الإيرانيين والميليشيات الى مسافة قصيرة نسبيا عن الحدود مع هضبة الجولان المحتلة، وهي مسافة غير كافية بالنسبة لإسرائيل مما يثير قلقها.

ويوضح المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل أن الجهاز الأمني الاسرائيلي يشعر بالقلق إزاء هذه الحقيقة وعدم ظهور بوادر من قبل القوتين العظميين للعمل الحقيقي من أجل إخراج الايرانيين من سوريا عامة، ومن جنوبها خاصة.

ونشرت شبكة الأخبار الاسرائيلية، امس، ان رئيس الأركان غادي ايزنكوت سافر قبل أيام سرا، الى بروكسل، واجتمع مع قائد القيادة الأوروبية «يوكوم» في الجيش الأمريكي، الجنرال كرتيس سكبروتي. وتناول اللقاء في غالبيته الإجراءات الإيرانية في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا.

وحسب هارئيل انه سبق واجتمع ايزنكوت وسكبروتي قبل أسبوعين فقط، خلال لقاء قادة اركان الجيوش الدولي في واشنطن. لافتا الى انه من شأن الإلحاح الاستثنائي لهذه اللقاءات ان يعكس مدى القلق الاسرائيلي إزاء الأحداث الأخيرة.

وفي نهاية الأسبوع كشفت قناة «بي. بي. سي» البريطانية بناء على من وصفته بـ«مصدر استخباري غربي» صورا التقطها القمر الصناعي لقاعدة ثابتة أقامتها إيران سرا بالقرب من دمشق. وتعقيبا على ذلك قال وزير الامن الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، ، ان «اسرائيل لن تسمح بترسيخ المحور الشيعي في سوريا كقاعدة عمل أمامية».

ويعتبر هارئيل أن التصريحات الاسرائيلية المتكررة في هذا الشأن تدلل على قلق متزايد لدى القيادتين السياسية والأمنية في اسرائيل إزاء الخطوات الإيرانية في سوريا، الهادفة لاستغلال التفوق الذي حققه نظام الأسد في الحرب الأهلية هناك، وقطف ثمار الدعم الايراني لـ «الجهة المنتصرة «. وتم إطلاق تحذيرات مشابهة خلال اللقاءات الأخيرة التي جرت مع سياسيين أمريكيين وروس، وبعض دول الاتحاد الأوروبي. ويبدو ان اسرائيل برأي هارئيل تسعى الى التلميح أيضا لإيران، بأن هناك خطوات ستعتبرها بمثابة اجتياز للخط الأحمر، وانها ستفكر بتفعيل القوة العسكرية من أجل إحباطها.

لكن التصريحات الاسرائيلية حظيت باستجابة جزئية في الاتفاق الثلاثي، فهو يشمل خريطة لم يسبق نشرها، والتي تفصل القيود المحدودة التي سيتم فرضها على اقتراب رجال الحرس الثوري والميليشيات الشيعية، بما في ذلك حزب الله، من المنطقة الحدودية مع اسرائيل. وكانت «هآرتس» قد نشرت في سبتمبر/ أيلول الماضي، أن اسرائيل طالبت بإبعاد الايرانيين والقوات الشيعية الى الشرق من دمشق، حتى شارع دمشق – السويداء، او دمشق – درعا، أي على بعد 50 الى 60 كيلومترا من الحدود. وكشفت ان الروس وافقوا في البداية على الالتزام بإبعادهم لمسافة خمسة كيلومترات فقط عن الحدود.

ويشير هارئيل الى ان الخريطة الجديدة تعتمد على تسوية وصفت بأنها معقدة، لكنه يبدو انه في غالبية المناطق، ستبتعد «القوات الشيعية» عن حدود اسرائيل مسافة 20 كيلومترا، وسيقترب قسم منها لمسافة خمسة كيلومترات فقط. ويضيف «عندما نضيف الى ذلك حقيقة عدم وجود جدول زمني ملزم لإجلاء القوات الأجنبية، يصبح القلق الاسرائيلي مفهوما «.

وتترافق مع هذا التوتر مع الإيرانيين الأزمة المتطورة في لبنان، حول استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، الموجود حاليا في الرياض. ويتهم مسؤولون لبنانيون، من بينهم الرئيس ميشال عون، السعودية باحتجاز الحريري لديها بغير إرادته، بينما ادعى حزب الله ان السعوديين يحاولون إثارة حرب بينه وبين اسرائيل.

وفي الوقت الذي يجري فيه في الشمال تبادل تهديدات كلامية، يتواصل الحفاظ على حالة التأهب الملموس على حدود قطاع غزة في ظل تصاعد التوتر نتيجة تهديدات متبادلة مع الجهاد الإسلامي. وقام الجيش الاسرائيلي في الأيام الأخيرة بتعزيز قواته والاستعداد لاحتمال قيام الجهاد الإسلامي بتنفيذ عملية انتقاما لتفجير النفق قبل أسبوعين ومقتل 12 من عناصرها. وكرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ان «هناك من لا يزال يتلاعب بمحاولة شن هجوم جديد على اسرائيل. يدنا ستكون قاسية جدا ضد كل من يحاول مهاجمتنا».

وردت الجهاد الإسلامي على ذلك بتهديد، جاء فيه ان التصريحات الاسرائيلية هي «اعلان حرب».

وفي سياق متصل حذر باحثون ومختصون إسرائيليون من توسعة معامل تكرير البترول في منطقة خليج حيفا، واعتبار ذلك تهديدا حقيقيا بحيث ستكون هذه هدفا سهلا لصواريخ حزب الله، حسب ما أفادت القناة الثانية الإسرائيلية. ونوهت القناة لاجتماع نائب رئيس البحث والتطوير في شركة الصناعات العسكرية «رفائيل»، نائب مدير قسم الصواريخ ورئيس مشروع «باراك»، نظام الدفاع الصاروخي، قبل أيام في نقطة تطل على مصافي ومعامل تكرير البترول في خليج وحيفا. ونوهت انهم أجمعوا على أن إسرائيل ستواجه في الحرب المقبلة تحديات وتهديدات جديدة غير معهودة لم تعرفها في السابق. وبادر الثلاثة لعريضة وحملة تواقيع ضد مشروع توسعة معامل التكرير في خليج حيفا، ويعتزمون بذل كل ما في وسعهم لمنع إتمام المشروع، وبرروا موقفهم بالقول إن «أي ضربة من حزب الله ستكون كارثية ولم يسبق لها مثيل».

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار