مؤتمر الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور

0
المكتب الصحفي ـ راما قضباشي
افتتحت مؤسسة وثيقة وطن اليوم فعاليات مؤتمرها الحواري تحت عنوان “الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور.. الاستفادة من دروس الماضي لبناء مستقبل أفضل” وذلك على مدرج جامعة دمشق بمشاركة قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية ونخبة من المفكرين والكتاب العرب.
45855وفي كلمتها خلال المؤتمر بينت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن، أن الهدف من المؤتمر ملامسة الأسباب التي أوصلت هذه الأمة إلى الحالة الراهنة خاصة أن الأسباب ليست خارجية، فحروب الاستعمار الغربي على المنطقة توجت بوضع مخططات سايكس بيكو ووعد بلفور في التنفيذ وكانت هناك ثغرات كثيرة تمكن أصحاب هذه المخططات من النفاذ منها والبناء عليها واستخدامها كإحدى وسائل تنفيذ مخططاتهم.
وأضافت شعبان: “إن الأوطان هي الاهم والأحق بأن نخشى عليها ونشهد اليوم النتائج الكارثية لما أسموه زورا بـ (الربيع العربي) في عدد من الدول العربية” مشيرة إلى أن وثيقة وطن تهدف إلى توثيق القامات التي ساهمت في عزة الوطن وتوثيق الرواية الشفهية لتشكل رافدا للتاريخ الرسمي المكتوب.
وأشارت شعبان إلى أن الشعب السوري وجيشه الباسل ترجما معنى الانتماء والتضحية والشهادة والشجاعة والجرأة ودفعا ثمنا باهظا كي تبقى هذه الأرض عزيزة كريمة لأهلها وعصية مستحيلة على أعدائها مضيفة: “إننا اليوم وبعد سبع سنوات من هذه DSCF1152 459876 DSCF1190 DSCF1180 DSCF1202 DSCF1166 DSCF1159الحرب الإرهابية توصلنا إلى سر هذه الاستمرارية والذي هو عشق الأبناء لهذه الأرض واستعدادهم أن يستشهدوا دفاعا عنها وعن كرامتها ووجودها”.
ولفتت الدكتورة شعبان إلى أنه رغم وجود الدولة لمدة عقود بعد الاستقلال على مساحة وطننا العربي لم نطور في عالمنا العربي مفهوم المواطنة ولهذا نلاحظ أن الشرذمة والهجرة والارتهان للآخر تبلغ نسبا عالية وفي الوقت الذي لا نستخف بوجود عوامل أخرى اقتصادية وغيرها إلا أن وجود التحصين السياسي والمعرفي والفكري لا بد أن يكون هو البداية لتحصين الأوطان والمواطنين.
ودعت الدكتورة شعبان رجال الأعمال العرب الوطنيين والقوميين لدعم مراكز الأبحاث ورجال الفكر كي نقاوم ليس فقط العدو الصهيوني وإنتاجه من الأكاذيب بل كي نواجه أيضا منتجات البترو دولار التي أصبحت تشوه تاريخنا بأقلام تعمل لصالح من يستهدف هذه الأمة.
المفتي حسون :نرد على الوعد المشؤوم بالوعيد أن فلسطين ستبقى في قلب الأمة العربية
DSCF1148بدوره أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمته بقراءة وثيقة وعد بلفور المشؤوم للرد عليه بالوعيد أن فلسطين ستبقى في قلب الأمة العربية.وقال المفتي حسون متوجها للمشاركين بالمؤتمر: جئتم إلى دمشق وهي تعلن للعالم كله أن كل وثائق العالم إذا رفضها الوطن لا يمكن أن تطبق عليه أبدا هذه سورية تذكرون كيف اجتمعوا عام 2011-2012-2013 باسم أصدقاء سورية وأصدروا وثائق وسموا أنفسهم أصدقاءها ولكن شعب سورية وقائدها وجيشها ووطن سورية رفضوا أن يقبلوا كل وثائقهم وسيرفضون وثيقتهم الأولى.
وختم المفتي حسون كلمته قائلا: شكرا لكم وقد تحملتم عناء السفر لتأتوا إلى وطن زور في كثير من الأحيان صوته العربي الحقيقي الذي بقي مصرا على أن القدس في قلب فلسطين، جئتم لتروا نهضة شعب ونهاية ظلام في دير الزور وحلب وغدا في إدلب وبعد غد في الرقة وبعد بعد غد العودة إلى وثيقة وطن فلسطين، أرجو أن تكون وثيقة وطن ترسم لنا صورة الوطن العربي أولا كما كانت قبل التقسيم، وصورة سورية قبل سايكس بيكو، لأرى أن فلسطين هي قلب الأمة العربية، ونقول لوزراء التربية اخلعوا من كتبنا خرائطكم السياسية وعودوا إلى خرائطنا الحقيقية، سورية أنت الروح والوطن.بدوره أكد المفكر طلال أبو غزالة في كلمة متلفزة له خلال افتتاح المؤتمر أن إعلان وعد بلفور المشؤوم أداة من أدوات المؤامرة المنسوجة ضد الشعب الفلسطيني والعالم العربي والسلام والإنسانية جمعاء معتبرا أن إعلان بلفور “لاغ وباطل” وأن جميع التدابير ذات الصلة بإضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لاغية وباطلة.

ولفت أبو غزالة إلى أن الشعب الفلسطيني متمسك بقضيته العادلة وحقه في العودة لوطنه حتى تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة متمنياً أن يخرج المؤتمر باتفاق يدفن واقع الندب العربي الذي “لن يجدي نفعا” وتجاوز ذلك إلى السعي لإصدار إعلان عربي موحد وحقيقي للرد على وعد بلفور الباطل أمام العالم كله.

وأعرب أبو غزالة عن شكره وتقديره لسورية قيادة وشعبا لوقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تصريح صحفي قال السفير الفلسطيني بدمشق محمود الخالدي: إن “فلسطين لم تكن مقصودة بوعد بلفور لذاتها بل الوطن العربي بكامله فجاء القرار بوضع حاجز بشري يمنع التواصل الجغرافي بين غربه وشرقه واختيرت فلسطين آنذاك عبر استقدام مجموعة بشرية معادية للمنطقة وغريبة عنها وتأتمر بأوامر الاستعمار وهكذا كانت إسرائيل” مبديا استغرابه لتمسك ابناء المنطقة بحدود مصطنعة وضعها الاستعمار تحقيقا لمطامعه في السيطرة والهيمنة وقطع الطريق على أي مشروع نهضوي عربي يعيد مكانتها.

بدوره أكد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد أن الفلسطينيين والسوريين وغيرهم من شرفاء الأمة يراهنون على انتصارات وصمود سورية على أكبر مشروع إمبريالي صهيوني في هذا الوقت مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يجدد التزامه بالمطالبة بكامل حقوقه الوطنية والتاريخية بعد مئة عام من إصدار وعد بلفور.

واعتبر عبد المجيد أن حضور القيادات والنخب السياسية من مختلف أنحاء الوطن العربي في المؤتمر دليل على “التزامهم بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية” ورسالة لفلسطين وشعبها بأن شرفاء الأمة يؤكدون من دمشق “دعمهم للنضال الفلسطيني” ورسالة لسورية من الشرفاء العرب الذين حضروا “بدعمهم ومساندتهم وفخرهم بالانتصارات التي يحققها الشعب السوري وجيشه وقيادته”.

وتتضمن فعاليات المؤتمر جلسات حوارية تستمر يومين للخروج برؤية مشتركة وورقة عمل تتضمن استراتيجيات للعمل العربي في المستقبل وتتضمن محاور النقاش “المشروع النهضوي العربي ومستقبل العمل العربي المشترك والهوية العربية.. المفهوم بين الماضي والمعاصرة ومخاطر التطبيع وقضية فلسطين وكيف نواجه التفتيت.. العرب والتطبيع الإقليمي.. تداخل المصالح وتعدد المواقف والعرب والنظام الدولي”.

يذكر أن مؤسسة وثيقة وطن تأسست في حزيران عام 2016 وتعنى بالتأريخ الشفوي بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيقها وتعمل المؤسسة في إطار خطتها المستقبلية على إنجاز مشاريع توثيقية وطنية واستراتيجية.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار