استنفار شامل للمقاومة جنوباً ..

0
استنفار شامل للمقاومة جنوباً ..
طيلة الاعوام الستة الماضية من تاريخ الازمة السورية، لم تتوقف الحرب الامنية والاستخباراتية بين قيادة المقاومة العسكرية والامنية مع اجهزة العدو الاسرائيلي وجيشه، حيث نجحت المقاومة في فرض معادلات جديدة في الصراع مع العدو ومنها نقل الصراع معه من حدود مزارع شبعا والعرقوب الى طول الحدود السورية – الفلسطينية – اللبنانية وتشكيل جبهة استنزاف من الجولان ومرتفعات جبل الشيخ الى بيت جن. وخلال عدوان تموز من العام 2006 حاول العدو الصهيوني فتح ثغرات في دفاعات المقاومة جنوبا عبر توغل بري واجتياح فشل واصيب بنكسة كبيرة عرفت بمجزرة الدبابات في وادي الحجير كما فشل في اكثر من انزال على الساحل في منطقة العباسية وجل البحر في صور كما فشل ايضا في اختراق دفاعات المقاومة في منطقة البقاع الشمالي والاوسط وعلى طول سلسلة لبنان الشرقية وفشل في انجاح اكثر من انزال واحداث ثغرات في مواقع الرصد والمراقبة للمقاومة.
هذه المعطيات يرويها قيادي كبير في حزب الله وينطلق منها للتأكيد ان الحرب الامنية مع العدو اثبتت فشله من كمين انصارية في العام 1997 الى اجهزة التجسس التي تكتشفها المقاومة يوميا للعدو والتي يعمد الى تدميرها فورا. ويقول القيادي ان الاداء المتطور للمقاومة والمهارات العالية التي يكتسبها المقاومون ضد العناصر الارهابية والتكفيرية التي تمتاز بعقيدة في القتال وبتدريب عال لكنها رغم كل الامكانات عجزت عن الصمود امام مجاهدي المقاومة فهذه المشاهد من الانكسارات تجعل العدو مرتعبا من قدرات المقاومة ومتوقِعا ان تكون الحرب الجديدة بين المقاومة والعدو هذه المرة هجومية داخل فلسطين المحتلة فبدل ان تكتفي المقاومة بالدفاع عن لبنان في اي عدوان او حماقة يرتكبها العدو سيجد المقاومة داخل فلسطين وفي كامل جهوزيتها ومستعدة لتحقيق انجازات غير مسبوقة.
ويضيف القيادي ما حدث اخيرا من تنظيف لجرود لبنان وسلسلة جباله الشرقية من فلول التكفيريين اعاد الوضع الى ما قبل عدوان تموز 2006 وعزز وجود المقاومة على طول الحدود اللبنانية الامر الذي يمنع العدو من تحقيق اي اختراق امني او عسكري في حال فكر بشن اي عدوان. بل على العكس فإن تنظيف منطقة حمص وريفها ومعظم اراضي البادية والانتصار الاخير في دير الزور مكمل للانجازات حتى ان الحدود مع فلسطين المحتلة ومواقع العدو وتحركاته باتت في مرمى المقاومين وهذا ما بات يخشاه العدو ويعتبر ان تعدد ساحات المواجهة مع تنامي قوة حزب الله امر مخيف ومقلق له ولكيانه المصطنع.
ويؤكد القيادي ان ما يجري من اعتداءات صهيونية على المقاومة والجيش السوري داخل الاراضي السورية يحمل في طياته رسائل سياسية وامنية اكثر منها رسائل تصعيد عسكري او تحرشات لاستجرار رد الفعل. فالعدو اليوم ومن خلال حملة منظمة وشرسة ضد المقاومة ابتداءً من العقوبات المالية والاقتصادية الاميركية والاوروبية والتي يقف وراء التحريض عليها اللوبي الصهيوني، كما حاول التأثير على قواعد الاشتباك او نطاق عمل اليونيفيل ولم ينجح وهو اليوم يقوم بأضخم مناورة تحاكي حربا مع حزب الله ولم يسبق ان قام بها منذ العام 1998 وبهذه المناورات يحاول ايضا ان يبعث برسائل ردع للمقاومة ورسائل تطمين لشعبه وللداخل الصهيوني ولرفع معنويات جيشه ومن خلال الاعتداءات في سوريا واخرها القصف في مصياف امس وهو بذلك يقول للاميركيين وللروس وللايرانيين ان جبهة الجولان وما يسمى «امن اسرائيل» يجب ان يكون مؤمنا وبضمانات روسية واميركية وبلجم اي عمل لحزب الله او للمقاومة انطلاقا من جبهة الجولان.
ويشير القيادي الى ان الحرب مع العدو بأشكالها الامنية والاستخباراتية والعسكرية مستمرة ومفتوحة ومتعددة الساحات والوجهات، لكنها قد تتحول الى مواجهة مباشرة في اية لحظة رغم ان قيادة المقاومة متيقنة من القدرات التي تمتلكها واوراق القوة والردع وان العدو يستعرض بعض القوة لكنه يعرف ان الحرب مع المقاومة ليست نزهة وستكون باهظة. ويختم القيادي المقاومة اليوم في كامل استنفارها وجهوزيتها في لبنان وسوريا وتنتظر «الساعة صفر» لأي عمل دفاعي او هجومي وردعي للعدو والذي سيكون ان حصل مدويا وعالي النبرة.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار